موقع Allah Mahabba عيد تكريم سلاسل مار بطرس الرسول
رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس 1: 3 – 7
يا إخوَتِي، تَبَارَكَ ٱللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيح، أَبُو المَرَاحِمِ وإِلهُ كُلِّ تَعْزِيَة!
هُوَ الَّذي يُعَزِّينَا في كُلِّ ضِيقِنَا، لِنَسْتَطِيعَ أَنْ نُعَزِّيَ الَّذِينَ هُم في كُلِّ ضِيق، بِالتَّعْزِيَةِ الَّتي يُعَزِّينَا ٱللهُ بِهَا.
فَكَمَا تَفِيضُ عَلَيْنَا آلامُ المَسِيح، كَذلِكَ تَفِيضُ أَيْضًا بِالمَسِيحِ تَعْزِيَتُنَا.
إِنْ كُنَّا نَتَضَايَقُ فَمِنْ أَجْلِ تَعْزِيَتِكُم وخَلاصِكُم؛ وإِنْ كُنَّا نَتَعَزَّى فَمِنْ أَجْلِ تَعْزِيَتِكُم، وهِيَ قَادِرَةٌ أَنْ تُعِينَكُم عَلى ٱحْتِمَالِ تِلْكَ الآلامِ عَيْنِهَا الَّتي نتَأَلَّمُهَا نَحْنُ.
إِنَّ رَجَاءَنَا وَطِيدٌ مِنْ جِهَتِكُم، لِعِلْمِنَا أَنَّكُم كَمَا تُشَارِكُونَ في الآلام، كَذلِكَ تُشَارِكُونَ أَيْضًا في التَّعْزِيَة.
إنجيل القدّيس متّى 16: 24 – 28
قَالَ الرَبُّ يَسُوعُ لِتَلامِيْذِهِ: «مَنْ أَرَادَ أَنْ يَتْبَعَنِي، فَلْيَكْفُرْ بِنَفْسِهِ ويَحْمِلْ صَلِيْبَهُ ويَتْبَعْنِي،
لأَنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يَفْقِدُهَا، ومَنْ فَقَدَ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا.
فَمَاذَا يَنْفَعُ الإِنْسَانَ لَوْ رَبِحَ العَالَمَ كُلَّهُ وخَسِرَ نَفْسَهُ ؟ أَو مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ بَدَلاً عَنْ نَفْسِهِ؟
فَإِنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ سَوْفَ يَأْتِي في مَجْدِ أَبِيْه، مَعَ مَلائِكَتِهِ، وحينَئِذٍ يُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ.
أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّ بَعْضًا مِنَ القَائِمِينَ هُنَا لَنْ يَذُوقُوا المَوت، حَتَّى يَرَوا ٱبْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا في مَلَكُوتِهِ».
التأمّل
”أَمِنَ النَّاصِرَةِ يُمكِنُ أَن يَكونَ شَيءٌ صالِح؟“
مَعَ الإِنجيليّ يوحَنَّا نَكتَشِفُ بُعدًا مُمَيَّزًا لَدى التَّلاميذ الأَوَّلين، وَبِخاصَّةٍ مَع فيليبُّس وَنَتنائيل حُبَّهُما للمَعرِفَةِ وَإِلمامِهِما في الكُتُبِ المـُقَدَّسَة، فَهُم يَنتَظِرونَ المـَسيح، وَيُراقِبونَ عَلاماتِ الأَزمِنَة، وَيَرغَبونَ أَن يَلتَقوا بِهِ في حَياتِهِم. مَعَ جَوابِ نَتنائيل، نَتَأَكَّدُ مِن إِلمامِهِ بِالكُتُبِ المـُقَدَّسَة، فَالمـَسيحُ وَفقَ النُّبُؤاتِ لا يَخرُجُ مِن مَدينَةِ النَّاصِرَة وَجَليلِ الأُمَمِ، بَل مِن جِزعِ يَسَّى وَمِن مَدينَةِ داود، بَيتَ لَحم اليَهودِيَّة. كَيفَ لِلباحِثِ في التَّوراةِ وَالكُتُبِ المـُقَدَّسَة فيليبُّس أَن يَقولَ لِنَتَنائيل أَنَّهُ وَجَدَ المـَشيحَا، فَعلى ماذا استَنَدَ؟ شَهادَةُ يوحَنَّا المـَعمَدان لَها وَقعُها الخاصّ، وَلَكِنَّ الخِبرَةَ الَّتي عاشَها مَعَ الرَّبّ بَيَّنَت لَهُ أَنَّ الزَّمَنَ المـَشيحانيّ افتُتِحَ مَعَ يَسوع، لِأَنَّ بِهِ وَجَدَ الفَرَحَ وَالسَّلام. جَوابُ نَتَنائيل كانَ عَلامَةَ اندِهاشٍ وَتَعَجُّبٍ على قُوَّةِ هذا الإِختِبار، فَطَلَبَ شَهادَةَ الكِتابِ المـُقَدَّس، وَهُنا أَتى رَدُّ المـَسيحِ عَلَيهِ: “وَأَنتَ تَحتَ التّينَةِ رَأَيتُكَ”، كاشِفًا لَهُ أَنَّ دَرسَ اللَّاهوتِ في الكُتُبِ المـُقدَّسَة يَحتاجُ للرُّوحِ القُدُسِ كاتِبَهُ المـُوحي.
يَا بُنَيَّ، تَعَلَّم مِن نَتنائيل أَن تَبحَثَ في الكُتُبِ المـُقَدَّسَةِ، وَلا تَسمَح للغُرورِ أَن يَدفَعَكَ إِلى الجَهلِ فَتَزعَمَ أَنَّكَ عالِمٌ بِالكُتُبِ المـُقَدَّسَةِ، فيما أَنتَ تَحتاجُ لِمَزيدٍ مِنَ التَّعَلُّمِ، وَتَحتاجُ لِتَكونَ تِلميذًا حَقيقيًّا للرُّوحِ القُدُس. دَفَعَ الغُرورُ نَتنائيلَ لِيَحكُمَ على اختِبارِ فيليبُّس حُكمًا غَيرَ عادِلٍ، واستِباقيٍّ وَناقِص، مِمَّا جَعَلَهُ أَمامي في مَوقِفٍ حَرِجٍ، وَكانَ لي أَن أَدخُلَ إِلى قَلبِهِ مِن نافِذَةِ ذَلَّتِهِ وَحاجَتِهِ لِلمَعرِفَة اللَّاهوتِيَّة وَالرُّوحِيَّة المـُستَنارَة بِالرُّوحِ القُدُس. الأَمرَ نَفسَهُ أَصنَعُهُ اليَومَ أَيضًا مَعَكَ؛ أَتَرَقَّبُ كُلَّ فُرصَةٍ مُتاحَة لِأَكشِفَ لَكَ فيها عَن ذاتي، وَمَعَها تَتَعَرَّفُ على حَقيقَةِ نَفسِكَ. نَعَم مِنَ النَّاصِرَةِ خَرَجتُ وَأَتَيتُ إِلَيكَ، مِن تِلكَ الضَّاحِيَةِ الَّتي تَشمُلُ وَتَضُمُّ شَتاتَ الأُمَمِ، مِن ناحِيَةِ الفُقَراءِ وَخَليطَ اليَهودِ وَالوَثَنِيِّين، أَتَيتُ إِلَيكَ. مِن أَرضٍ بِنَظَرِ اليَهودِ الأَنقِياءِ وَالأَطهارَ أَمثالَ الفَرِّيسيّينَ وَنَتَنائيلَ، هيَ أَرضٌ خاطِئَة وَمُدَنَّسَةٌ وَغَيرَ مُقَدَّسَةٍ أَتَيتُ إِلَيكَ، وَأَنا مُسَمَّى بِالنَّاصِريّ. إِنَّ طُرُقي قَد تُفاجِئُكَ كَثيرًا، فَكُن دائِمًا على يَقَظَةٍ وَعلى استِعدادٍ لاستِضافَتي، لا وَفقًا لِتَوَقُّعاتِكَ، بَل على عَكسِها تَمامًا؛ كُن مُنفَتِحًا على إِلهاماتي.
لا يَستَطيعُ الإِنسانَ أَن يَستَضيفَ حُضورَ اللهِ في حَياتِهِ إِن كانَ لَدَيهِ أَحكامًا مُسبَقَة عَلى نَوعِيَّة هذا الحُضور، وَهوَ مُتَمَسِّكٌ بِتَعاليمَ خاطِئَةٍ وَمُنحَرِفَةٍ. مَن يُريدُ أَن يَلتَقي بِالمـَسيحِ أَو بِالأَحرى أَن يَسمَحَ لِأَن يَستَقبِلَهُ، عَلَيهِ أَن يَكونَ إِنسانَ الرَّغبَة، فَيَسعى باحِثًا كَما التَّلاميذ الأَوَّلين، وَإِن تَعَلَّمَ اللَّاهوتَ كما حالُ نَتَنائيلَ عَلَيهِ أَن يَتَواضَعَ أَمامَ اللهِ الحَيّ، الَّذي يَخلُقُ طُرُقًا جَديدَةً لِيَلتَقي الإِنسان. وَإِن عُرِفَ خُروجُ الرَّبَّ يَسوع مِنَ النَّاصِرَةِ غَيرَ مُطابِقٍ للنُّبُؤات الَّتي تُشيرُ إِلى بَيتَ لَحمَ، لَكِنَّ ما أَتى بِهِ مِن عَلاماتٍ مَسيحانِيَّة، دَلَّت عَلى أَنَّ كُلَّ المـَواعيدِ تَحَقَّقَت مَعَهُ وَفيهِ وَلِأَجلِهِ. لا تَقِف وَتَحكُم على البُعدِ الخارِجيّ وَالحَرفيّ، بَل إِمضِ إِلى العُمقِ إِلى الرُّوحِ وَإلى الجَوهَر.
رَبِّي يَسوع، أَنتَ الّذي شِئتَ أَن تُعرَفَ بِالنَّاصِري، وَفيكَ قَد تَحَقَّقَت كُلُّ المـَواعيدَ وَصِرتَ بِذاتِكَ العَهدَ الجَديدِ الأَبَديّ، لا تَدَعني أَحكُمُ عَلَيكَ وَلا عَلى نَفسي وَعلى الآخَرينَ أَحكامًا مُسبَقَةٍ، تُصبِحُ بِمَثابَةِ البُرقُعِ وَالحاجِزِ الَّذي يَمنَعُني عَن استِقبالِكَ، هَبني حِسَّ الرُّوحِ الَّذي يَقولُ دائِمًا أَنَّ لَدَيكَ طُرُقًا جَديدَةً مُعَدَّةً لي، آمين.
تابعوا قناتنا
https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg
شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!
