تابعونا على صفحاتنا

الإنجيل اليومي

الثلاثاء من الأسبوع الأوّل بعد الدنح

موقع Allah Mahabba  الثلاثاء من الأسبوع الأوّل بعد الدنح

رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس 11: 1 – 6

يا إخوَتِي، لَيْتَكُم تَحْتَمِلُونِي قَليلاً لأَنْطِقَ بِالجَهَالَة! نَعَم، ٱحْتَمِلُونِي!

فإِنِّي أَغَارُ عَلَيْكُم غَيْرَةَ ٱلله، لأَنِّي خَطَبْتُكُم لِرَجُلٍ وَاحِدٍ هوَ المَسيح، لأُقَدِّمَكُم إِلَيهِ عَذْرَاءَ طَاهِرَة.

لكِنِّي أَخَافُ لَعَلَّكُم، كَما أَغْوَتِ ٱلحَيَّةُ بِمَكْرِهَا حَوَّاء، كَذلِكَ تُفْسَدُ أَفْكَارُكُم وتَتَحَوَّلُ عَنْ بَسَاطَتِهَا وإِخْلاصِهَا لِلمَسِيح!

فلَو جَاءَكُم أَحَدٌ يُبَشِّرُ بِيَسُوعَ آخَرَ غَيْرِ الَّذي بَشَّرنَاكُم بِهِ، أَوْ نِلْتُم رُوحًا آخَر غَيْرَ الَّذي نِلْتُمُوه، أَو إِنْجِيلاً آخَرَ غَيْرَ الَّذي قَبِلْتُمُوه، لَكُنْتُم تَحْتَمِلُونَهُ رَاضِين!

وأَظُنُّ أَنِّي لَمْ أَنْقُصْ في شَيءٍ عَنْ أَكَابِرِ الرُّسُل.

فإِنْ كُنْتُ سَاذَجًا في كَلامِي، فَلَسْتُ كَذلِكَ في مَعْرِفَتِي، ولَقَدْ بَيَّنَّا لَكُم ذَلِكَ في كُلِّ شَيءٍ أَمَامَ الجَمِيع.

إنجيل القدّيس يوحنّا 1: 19 – 28

هذِهِ شَهَادَةُ يُوحَنَّا، حِينَ أَرْسَلَ إِلَيْهِ اليَهُود، مِنْ أُورَشَليم، كَهَنَةً ولاوِيِّينَ لِيَسْأَلُوه: «أَنْتَ، مَنْ تَكون؟».

فَٱعْتَرَفَ، ومَا أَنْكَر، إِْعَتَرَفَ: «أَنَا لَسْتُ المَسيح»،

فَسَأَلُوه: «مَا أَنْتَ إِذاً؟ هَلْ تَكُونُ إِيلِيَّا؟». فقَال: «لَسْتُ إِيلِيَّا». قَالُوا: «هَلْ تَكُونُ أَنتَ النَّبِيّ؟». فَأَجَاب: «لا!».

فَقَالُوا لَهُ: «مَنْ تَكُون، لِنُعْطِيَ جَوَابًا لِلَّذينَ أَرْسَلُونَا؟ مَاذَا تَقُولُ عَنْ نَفْسِكَ؟».

أَجَاب: «أَنَا صَوْتُ صَارِخٍ في البَرِّيَّة، قَوِّمُوا طَرِيقَ الرَّبّ، كَمَا قَالَ آشَعيا النَّبِيّ».

وكَانَ المُرْسَلُونَ مِنَ الفَرِّيسيِّين.

فَسَأَلُوهُ وقَالُوا لَهُ: «لِمَاذَا إِذًا تُعَمِّد، إِنْ لَمْ تَكُنْ أَنْتَ المَسِيح، ولا إِيليَّا، ولا النَّبِيّ؟».

أَجَابَهُم يُوحَنَّا قَائِلاً: «أَنَا أُعَمِّدُ بِٱلمَاء، وبَيْنَكُم مَنْ لا تَعْرِفُونَهُ،

هُوَ الآتِي وَرائِي، وأَنَا لا أَسْتَحِقُّ أَنْ أَحُلَّ رِبَاطَ حِذَائِهِ».

جَرَى هذَا في بَيْتَ عَنْيَا، عِبْرِ الأُرْدُنّ، حَيْثُ كَانَ يُوحَنَّا يُعَمِّد.

التأمّل

أَنا لَستُ المـَسيح

مَعَ كُلِّ لِقاءٍ أَوَّل، يَحتَلُّ التَّعارُفَ مَكانًا أَساسِيًّا وَيَكونُ بِمَثابَةِ المـُفتاح لِبابِ استِمرارِ العَلاقَةِ بَينَ المُلتَقينَ، وَللإِنطِباعِ الأَوَّل دَورًا أَساسِيًّا فيه. يَومَ شَعَّت رِسالَةُ المـَعمَدانِ وَبَلَغَت سُمعَتُهُ أَرجاءَ أُورَشَليمَ وَكُلَّ اليَهوديَّة، وَمَعَ إِقبالِ الحُشودِ عَلَيهِ، كانَت الرَّغبَةُ تَزدادَ للتَّعَرُّفِ عَلَيهِ عَن كَثَبٍ وَلَيسَ فَقَط عَمَّا سُمِعَ عَنهُ. يَومَ أَصبَحَ سُؤالًا مَطروحًا بِقُوَّة بِمَثابَةِ إِشكالِيَّةٍ لَدى اليَهود وَبِخاصَّةٍ عِندَ زُعَماءَ القَومِ مِن مُلوكٍ كَهيرودوس، وَرُؤساءَ الأَحبارِ بِالإِضافَةِ إِلى الكَتَبَةِ وَالفَرِّيسيّينَ وَالصَدوقِيّين، كانَ لا بُدَّ مِن أَحَدٍ أَن يَسأَلَهُ بِالمـُباشَرَ: مَن أَنتَ؟ وَلِماذا تُعَمِّدُ إِذًا؟ مُلفِتٌ جِدًّا أَنَّ قُوَّةَ صَوت يوحَنَّا الَّذي هَزَّ الأَرجاءَ لَم يُشِر لَمَرَّةٍ إِلى ذاتِهِ، بَل إِلى الصَّارِخِ فيهِ وَهوَ الكَلِمَة بِالرُوحِ القُدُس، وَهذا ما جَعَلَ شَهادتَهُ أَشَدَّ قُوَّةً وَأَيضًا مُمَيَّزَةً وَمُلفِتَةً وَحَقيقيَّة. لَم يَقُل يوحَنَّا للقادِمينَ إِلَيهِ: إِتبَعوني، وَلا اقتَدوا بي، وَلَم يَزَعَم أَنَّهُ المـُخَلِّص بَل قالَ: “أَنا لَستُ المـَسيح”، بَل مُعِدًّا الطَّريقَ لَهُ؛ فَكانَ بِالحَقيقَةِ صَديقُ العَريس.

يا بُنَيَّ، فيما النَّاسُ عِندَما تَلتَقيها، تُقَدِّمُ لَكَ الوَجهَ الأَجمَلَ لَدَيها، وَتُخفي ما فيها مِن ضُعفٍ، أَو رَبَّما لِضُعفٍ في النَّفسِ تُجيبُ عَلَيكَ انطِلاقًا مِن حاجَتِكَ وَمَطلَبِكَ، فَتَظَنَّها وَفقًا لِآمالِكَ، وَمَعَ عامِلِ الوَقتِ تَدخُلُ في خَيبَةِ أَمَلٍ وَنِزاع، وَلَكِن مَعَ يوحَنَّا المـَعمَدان، تَكتَشِفُ وَجهَ الإِنسانِ الَّذي عَرَفَ النِّعمَةَ الإِلَهِيَّة، وَهوَ يُساعِدُكَ لِأَن تَكونَ أَنتَ مَعَ الآخَرينَ وَأَمامَهُم، كَما أَنتَ مَعَ نَفسِكَ في قَرارَتِها. تَأَمَّل بِجَوابِ يوحَنَّا لِسائِليه: “أَنا لَستُ المـَسيح”، بِهِ قَدَّمَ لَهُم مَن يَعمَلَ فيهِ عَمَلَ النِّعمَةِ وَالشَّهادَةِ الحَقَّة وَالمـُتَواضِعَة وَهوَ الرُّوحُ القُدُس. قالَ عَن نَفسِهِ أَنَّهُ عامِل، أَي بِمَثابَةِ العَبد وَالخادِم، وَهَكَذا ظَهَّرَ هُوِيَّتَهُ انطِلاقًا مِن إِنتِمائِهِ الكُلِّيّ لِلمَسيح. هوَ مُعِدُّ الطَّريق. وَأَنتَ مَتى سُئِلتَ مَن تَكون، قَبلَ الإِيجابَةِ عَمَّا تَفعَل، عَلَيكَ كَما يوحَنَّا أَن تَتَمَوضَعَ بي. لَيسَت أَعمالُكَ مَن تُعَرِّفُ عَنكَ فَقَط، إِنَّما ثَباتُكَ فِيَّ يؤَدّي إِلى أَن تَكونَ إشعاعًا روحِيًّا وَنورانِيًّا يَجتَذِبُ الآخَرينَ إِلَيَّ فيكَ. تَأَمَّل كَم كانَ فَرَحُ يوحَنَّا عَظيمًا لِكَونِهِ لَيسَ أَنا، وَذَلِكَ لِأَنَّهُ عَرَفَ بِفِعلِ الإِيمانِ مَكانَتَهُ في قَلبي، أَنَّهُ مَحبوبٌ مِنّي وَمُمَيَّزٌ وَكَريمٌ في عَينَيّ.

يُشيرُ يوحَنَّا الرَّسول في مُقَدِّمَةِ إِنجيلِهِ أَنَّ يوحَنَّا المـَعمَدان لَم يَكُن هوَ النُّور، إِنَّما أَتى لِيَشهَدَ لِلنُّور، وَفي ما بَعد يُثَبِّتُ قَولَهُ بِشَهادَةِ المـَعمَدان الذّي يَقولُ عَلَنًا: “أَنا لَستُ المـَسيح”. نَحنُ هُنا نَستَمِع لِمَن كانَ تِلميذًا لِلسَّابِق وَأَصبَحَ تِلميذًا لِلمَسيح، فَمَع شَهادَةِ الحَبيب، نَكتَشِفُ عَظَمَةَ يوحَنَّا المـَعمَدان، المـُعَلِّم الصَّالِح الَّذي جَعَلَ مِنَ الرَّبّ يَسوع نُصبَ عُيونِ سامِعيه، وَهذا ما يَجعَلُنا نَفهَمُ أَكثَر فَأَكثَر لِماذا يُرسَمُ وَيُصَوَّرُ بِأَغلَبِ الأَيقونات نَبِيَّ البَرِّيَّةٍ وافِقًا مُشيرًا بِإِصبَعِهِ إِلى الحَمَلِ-المـَسيح؛ هوَ يُكَرِّرُ قَولَهُ باستِمرارٍ، لَستُ أَنا إِنَّما هُوَ. المـَسيحُ هُوَ الأَلِفُ وَالياءُ بِالنِّسبَةِ لِيوحَنَّا المـَعمَدان، وَالسُّؤالُ يُطرَحُ عَلَيكَ، مَن هوَ يَسوعُ النَّاصِريّ بِالنِّسبَةِ لَكَ، وَهَل تَدُلُّ عَلَيهِ بِأَعمالِكَ؟

رَبِّي يَسوع، أَنتَ الكُلُّ في الكُلِّ، أَنتَ الحُبُّ وَالمـَحَبَّة، وَأَنتَ الَّذي فيكَ أُوجَدُ وَأَحيا وَأَكون. حَرِّرني مِن كُلِّ كِبرِياءٍ وَأَنانِيَّةٍ وَفَوقِيَّة، لِأَكونَ أَنا كَما مَعَكَ حُرًّا، أَيضًا أَكونُ مَعَ نَفسي وَمَعَ الآخَرين، حَتَّى أَعرِفَ الشَّفافِيَّةَ وَالبَساطَةَ وَإِنفِتاحَ المـُشارَكَة النَّابِعِينَ مِن سَلامِكَ اللَّطيف، فَأَقولَ مَعَ يوحَنّا، لَستُ أَنا بَل أَنتَ الَّذي هُوَ، آمين.

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg

شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!