موقع Allah Mahabba أحد وجود الربّ يسوع في الهيكل
سفر الملوك الأوّل 3: 5 – 7. 9 – 12. 14
فِي جِبْعُونَ تَرَاءَى الرَّبُّ لِسُلَيْمَانَ فِي الحُلْمِ لَيْلاً وَقَالَ اللَّهُ: “أُطلُبْ مَا تُريدُ أن أُعْطِيكَ”.
فَقَالَ سُلَيْمَانُ: “أنت صَنَعتَ إلى عَبْدِكَ دَاوُدَ أَبِي رَحْمَةً عَظِيمَةً بِحَسَبِ سُلُوكِه أَمَامَكَ بِالحَقِّ وَالبِرِّ وٱسْتِقَامَةِ القَلْبٍ مَعَكَ، وَحَفِظْتَ لَهُ هَذِهِ الرَّحْمَةَ الْعَظِيمَةَ، وَأَعْطَيْتَهُ ٱبْناً يَجْلِسُ عَلَى عَرشِه كَما هو الْيَوْمِ.
وَالآنَ أَيُّهَا الرَّبُّ إِلَهِي، أَنْتَ مَلَّكْتَ عَبْدَكَ مَكَانَ دَاوُدَ أَبِي، وَأَنَا صَبٍيٌّ صَغِيرُ السِّنِّ، لاَ أَعْرِفُ أن أخرُجَ وأدخُلَ،
فَهَبْ عَبْدَكَ قَلْباً فَهِيماً ليحْكُمَ شَعْبَكَ وَيُمَيِّزَ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ، لأَنَّهُ مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَحْكُمَ شَعْبِكَ هَذَا الكثير؟”
فَحَسُنَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ أَن يكونَ سُلَيْمَانَ قد سَأَلَ هَذَا الأَمْرَ.
فَقَالَ لَهُ اللَّهُ: “بما أَنَّكَ سَأَلْتَ هَذَا الأَمْرَ، وَلَمْ تَسْأَلْ لَكَ أَيَّاماً كَثِيرَةً، وَلاَ سَأَلْتَ لَكَ الغِنى، وَلم تَطلُبْ نُفُوسَ أَعْدَائِكَ، بَلْ سَأَلْتَ لَكَ التَمْيِيزَ لِإجراءِ الْحُكْمَ،
فهاءَنَذَا قَدْ فَعَلْتُ بحَسَبِ كَلاَمِكَ. هاءَنَذَا قدّ أَعْطَيْتُكَ قَلْباً حَكِيماً فهيماً، حَتَّى إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ قَبْلَكَ مِثْلُكَ وَلاَ يَقُومُ بَعْدَكَ مِثْلُكَ .
وإِنْ أنت سِرْتَ فِي طَرِيقِي حَافِظًا فَرَائِضِي وَوَصَايَايَ، كَمَا سَارَ دَاوُدُ أَبُوكَ، أُطِيلُ أَيَّامَكَ”.
الرسالة إلى العبرانيّين 7: 11 – 19
يا إِخوَتِي، لَو كَانَ الكَمَالُ قَدْ تَحَقَّقَ بِالكَهَنُوتِ اللاَّوِيّ، وهُوَ أَسَاسُ الشَّرِيعَةِ الَّتي أُعْطِيَتْ لِلشَّعْب، فأَيُّ حَاجَةٍ بَعْدُ إِلى أَنْ يَقُومَ كَاهِنٌ آخَرُ على «رُتْبَةِ مَلْكِيصَادِق»، ولا يُقَال «عَلى رُتْبَةِ هَارُون»؟
فمَتَى تَغَيَّرَ الكَهَنُوت، لا بُدَّ مِنْ تَغْيِيرِ الشَّرِيعَةِ أَيْضًا.
فَالَّذي يُقَالُ هذَا في شَأْنِهِ، أَي المَسِيح، جَاءَ مِنْ سِبْطٍ آخَر، لَم يُلازِمْ أَحَدٌ مِنْهُ خِدْمَةَ المَذْبَح،
ومِنَ الواضِحِ أَنَّ رَبَّنَا أَشْرَقَ مِن يَهُوذَا، مِنْ سِبْطٍ لَمْ يَصِفْهُ مُوسى بِشَيءٍ مِنَ الكَهَنُوت.
ويَزِيدُ الأَمْرَ وُضُوحًا أَنَّ الكَاهِنَ الآخَرَ الذي يَقُومُ على مِثَالِ مَلْكِيصَادِق،
لَمْ يَقُمْ وَفْقَ شَرِيعةِ وَصِيَّةٍ بَشَرِيَّة، بَلْ وَفْقَ قُوَّةِ حَيَاةٍ لا تَزُول.
ويُشْهَدُ لَهُ: «أَنتَ كَاهِنٌ إِلى الأَبَد، على رُتْبَةِ مَلْكِيصَادِق!».
وهكذَا يَتِمُّ إِبْطَالُ وَصِيَّةِ الكَهنُوتِ السَّابِقَة، بِسَبَبِ ضُعْفِهَا وعَدَمِ نَفْعِهَا،
لأَنَّ الشَّرِيعَةَ لَمْ تُبَلِّغْ شَيْئًا إِلى الكَمال، ويَتِمُّ أَيْضًا إِدْخَالُ رَجَاءٍ أَفْضَل، بِهِ نَقْتَرِبُ مِنَ الله.
إنجيل القدّيس لوقا 2: 41 – 52
كانَ أَبَوَا يَسُوعَ يَذْهَبَانِ كُلَّ سَنَةٍ في عِيدِ الفِصْحِ إِلى أُورَشَليم.
ولَمَّا بَلَغَ يَسُوعُ ٱثْنَتَي عَشْرَةَ سَنَة، صَعِدُوا مَعًا كَمَا هِيَ العَادَةُ في العِيد.
وبَعدَ ٱنْقِضَاءِ أَيَّامِ العِيد، عَادَ الأَبَوَان، وبَقِيَ الصَّبِيُّ يَسُوعُ في أُورَشَلِيم، وهُمَا لا يَدْرِيَان.
وإذْ كَانَا يَظُنَّانِ أَنَّهُ في القَافِلَة، سَارَا مَسِيرَةَ يَوْم، ثُمَّ أَخَذَا يَطْلُبانِهِ بَيْنَ الأَقارِبِ والمَعَارِف.
ولَمْ يَجِدَاه، فَعَادَا إِلى أُورَشَليمَ يَبْحَثَانِ عَنْهُ.
وَبعْدَ ثَلاثَةِ أَيَّام، وَجَدَاهُ في الهَيكَلِ جَالِسًا بَيْنَ العُلَمَاء، يَسْمَعُهُم ويَسْأَلُهُم.
وكَانَ جَمِيعُ الَّذينَ يَسْمَعُونَهُ مُنْذَهِلينَ بِذَكَائِهِ وأَجْوِبَتِهِ.
ولَمَّا رَآهُ أَبَوَاهُ بُهِتَا، وقَالَتْ لَهُ أُمُّهُ: «يا ٱبْنِي، لِمَاذَا فَعَلْتَ بِنَا هكَذا؟ فهَا أَنَا وأَبُوكَ كُنَّا نَبْحَثُ عَنْكَ مُتَوَجِّعَين!».
فَقَالَ لَهُمَا: «لِمَاذَا تَطْلُبَانِنِي؟ أَلا تَعْلَمَانِ أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَكُونَ في مَا هُوَ لأَبي؟».
أَمَّا هُمَا فَلَمْ يَفْهَمَا الكَلامَ الَّذي كَلَّمَهُمَا بِهِ.
ثُمَّ نَزَلَ مَعَهُمَا، وعَادَ إِلى النَّاصِرَة، وكانَ خَاضِعًا لَهُمَا. وكَانَتْ أُمُّه تَحْفَظُ كُلَّ هذِهِ الأُمُورِ في قَلْبِهَا.
وكَانَ يَسُوعُ يَنْمُو في الحِكْمَةِ والقَامَةِ والنِّعْمَةِ عِنْدَ اللهِ والنَّاس.
التأمّل
”وَبَقِيَ الصَّبِيُّ يَسوع في أُورَشَليم“
تُمَثِّلُ أُورَشَليمَ بِالنِّسبَةِ لِشَعبِ الله، مَركَزِيَّةَ حُضورِ اللهِ في هَيكَلِهِ، إِنَّها القمَّة الَّتي يَتَوَجَّهُ إِلَيها اليَهوديّ أَينمَا وُجِدَ، هيَ القُبلَةُ الَّتي تَصبو إِلَيها عَينا القَلبِ وَالعَقلِ في الصَّلاة. إِلَيها يَحِجُّ المـُؤمِنونَ سَنَوِيًّا، وَهُم يُرَنِّمونَ أَناشيدَ مَزاميرِ المـَراقي جَوقاتٍ جَوقاتٍ ضِمنَ قَوافِلِهِم الصَّاعِدَة، فَفي هَيكَلِها يَتَغَنَّونَ وَيَفتَخِرون وَيَعتَزّون. عَرَفَ يَسوعُ أُورَشَليمَ مُنذُ نُعومَةِ أَظفارِهِ، وَكانَ لَها مَوقِعها في قَلبِهِ مِثلَ سائِرِ اليَهودِ المـُؤمِنين. مُنذُ سِنيّ الطُّفولَةِ وَيَومَ صارَ ابنًا للشَّريعَةِ في الثّانيَةَ عَشَرَ مِن عُمرِهِ أَرادَ يَسوعُ طَوعًا أَن يَبقى هُناكَ في الهَيكَلِ رَغبَةً مِنهُ بِتَمجيدِ الله، وَلِهذا السَّبَبِ عَينِهِ أَضاعاهُ والِدَيهِ، مِمَّا دَفَعَهُما لِيَبحَثا عَنهُ مَدَّةَ ثَلاثَةِ أَيّامٍ إِلى أَن وَجَداهُ في الهَيكَل. إِنَّ بَقاءَ يَسوعَ في الهَيكَلِ لَهُ ميزَتَهُ الخاصَّة، إِذ يَحمِلُ رِسالَةً لِكُلٍّ مِنَّا. أَلَيسَ هُوَ مَن حُكِمَ عَلَيهِ بِالمـَوتِ لِأَنَّهُ تَكَلَّمَ عَن نَقدِ الهَيكَل؟ لَقَد صارَ يَسوعُ هوَ المـَركَزُ وَهوَ قُبلَةِ القَلبِ وَالعَقلِ، وَأَصبَحَ طَريقًا لِلَّذينَ يُريدُونَ الإِرتِقاءَ حَجًّا إِلى مَلَكوتِ الآبِ السَّماويّ.
يا بُنَيَّ، بَعدَما رَأَيتُ تَعَلُّقَ شَعبي بِهَيكَلٍ أَرضيٍّ بَنَوهُ مِنَ الحِجارَةِ وَخَشَبِ أَرزِ لُبنان، وَبَعدَما وَضَعوا كُلَّ آمالِهِم، وَسَعوا بِشَتَّى الطُّرُقِ الرُّوحِيَّةِ مِنها وَالسِّياسِيَّة الإِجتِماعِيَّة لِلمُحافَظَةِ على مَكانَةِ وَمَوقِعِ الهَيكَلِ كَعَلامَةٍ لِتَمايُزِهِم عَن سائِرِ الشّعوبِ وَكَعلامَةٍ لِوَحدَةِ الأُمَّة، إِلى حَدٍّ صارَ الهَيكَلُ بِمَثابَةِ صَنَمٍ يُعبَدُ مِنهُم، وَلَيسَ وَسيلَةً وَضَرورَةً وَحاجَةً لِعِبادَتِهِم لله، أَرَدتُ أَن آخُذَ لي مُنذُ صِبايَ مَوقِعًا فيهِ، لِأَبدَأَ بِمَسيرَةِ التَّطهيرِ وَالإِصلاح مُوَجِّهًا البَوصَلَةَ وفقًا لِلحَقّ. مِنَ الهَيكَلِ تَسمَعُ أَوَّلُ كَلِمَةٍ تَخرُجُ مِن فَمي: “يَجِبُ أَن أَكونَ فيما هُوَ لِأَبي”، إِنَّها مُفتاحُ رِسالَتي كُلَّها. مِن هُنا تَنَبَّه كَيفَ أَنِّي أَمضي إِلَيكَ مِنَ المـَوضوعِ الأَكثَر تَمايُزًا بِالنِّسبَةِ لَكَ، وَمِن هُناكَ بِكَلِماتٍ بَسيطَةٍ أُخاطِبُ قَلبَكَ لِكَي أُصَوِّبَهُ نَحوَ مَركَزِيَّتِهِ فِيَّ فَتَعرِفَ بِقُوَّةِ الرُّوحِ القُدُسِ أَنَّهُ لَيسَ ما تَصنَعَهُ هوَ الّذي يَرفَعُ مِن شَأنِكَ، بَل ما يُعطيكَ حَياةً وقُوَّةً وَفَرَحًا في صَميمِ قَلبِكَ. حَسَنٌ لَكَ أَن تَفعَلَ مِثلي، أَن تَأخُذَ لَكَ مَكانًا انطِلاقًا مِمَّا تَرَعرَعتَ عَلَيهِ مِن قِيَمٍ خُلُقِيَّةٍ سَليمَةٍ وَصَحيحَة، وَمِن إِيمانٍ تَقَويّ لِأَنَّكَ بِهذا تُساعِدَني لِأَكشِفَ لَكَ عَن ذاتي.
لَم يَدُم بَقاءُ الرَّبَّ يَسوع أَكثَرَ مِن ثَلاثَةِ أَيَّامٍ، وَبَعدَها عادَ طائِعًا مَعَ والِدَيهِ إِلى النَّاصِرَة، وَلَكِن كانَ لِهَذِهِ المـَحَطَّة وَقعَها الخاصّ عَلى حَياتِهِ وَرِسالَتِهِ فيما بَعد، وَعلى عائِلَةِ النَّاصِرَة مِن حَدَثٍ جَعَلَها تَبحَثُ عَن أَواصِل وَحدَتَها. بَقاءُ يَسوع في أُورَشَليمَ مِن دونِ إِعلامِ والِدَيهِ، يُبَيِّنُ لَنا مِلءَ إِنسانِيَّتِهِ كَمُراهِقٍ يَبدَأُ بِأَخذِ استِقلالِيَّتِهِ وَحُرِّيَّتِهِ، فَنَجِدَهُ يَتَشارَكُ مَعَنا بِنُمُوِّنا الإِنسانيّ الطَّبيعيّ. بَقاءُ يَسوعَ في الهَيكَلِ بِسَبَبِ رَغبَتِهِ أَن يَكونَ فيما هوَ لِأَبيهِ السَّماويّ، يُبَيِّنُ لَنا أَيضًا النُّضجَ الرُّوحيّ الَّذي بَلَغَهُ بِسَبَبِ تَربِيَةِ والِدَيهِ المـُقَدَّسَة، وَبِسَبَبِ حِكمَتِهِ في اختِيارِ النَّصيب الأَفضَل. لِيَكُن لَكَ خَيارُ يَسوعُ مِقياسًا يُساعِدُكَ عَلى تَمييزِ مَسيرَتِكَ في نُمُوِّكَ الإِنسانيّ وَالرُّوحيّ مَعَ الله.
رَبِّي يَسوع، وَأَنتَ صَبِيٌّ بَلَغتَ عُمرَ الفُتُوَّةِ لِكَونِكَ صِرتَ ابنًا للشَّريعَة، كُن أَنتَ شريعَةَ روحي، وَحَرِّرها مِن مُراهَقَتِها المـَجروحَةِ لِتَنموَ فيكَ وَمَعَكَ، فَأَختاركَ أَنتَ مَركَزًا لِحَياتي كُلَّها، لِأَنّي بِكَ أَصِلُ إِلى مَعرِفَةِ الآبِ السَّماويّ. كما أَجَبتَ يُوسُفَ وَمَريَم، فَليَكُن جَوابي على وجودي، نابِعًا مِن نُمُوِّ حُرِّيَّتي فيكَ يا سَيِّدَ حَياتي، آمين.…
تابعوا قناتنا
https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg
شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!