تابعونا على صفحاتنا

الإنجيل اليومي

العودة من مصر الى الناصرة

موقع Allah Mahabba العودة من مصر الى الناصرة

سفر أعمال الرسل 7: 2. 30 – 37

يا إخوَتِي، قَالَ إِسْطِفَانُس: «أَيُّهَا ٱلرِّجَالُ ٱلإِخْوَةُ وٱلآبَاء، ٱسْمَعُوا: إِنَّ إِلهَ ٱلمَجْدِ قَدْ تَرَاءَى لأَبِينَا إِبْرَاهِيم، وهُوَ في بِلادِ مَا بَينَ ٱلنَّهْرَيْن، قَبْلَ أَنْ يَسْكُنَ فِي حَرَّان،

ولَمَّا تَمَّتْ أَرْبَعُونَ سَنَة، تَرَاءَى لَهُ مَلاكٌ في بَرِّيَّةِ جَبَلِ سِينَاء، في لَهَبِ عُلَّيقَةٍ مُشْتَعِلَة.

فَلَمَّا رَأَى مُوسَى ذلِكَ، تَعَجَّبَ مِنَ ٱلرُّؤْيَا. ودَنَا لِيَنْظُرَ إِلَيْهَا فَأَتَاهُ صَوْتٌ مِنَ ٱلرَّبِّ يَقُول:

أَنَا إِلهُ آبَائِكَ، إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وإِسْحقَ ويَعْقُوب. فَٱرْتَعَدَ مُوسَى، ومَا عَادَ يَجْرُؤُ أَنْ يَنْظُر.

فَقَالَ لَهُ ٱلرَّبّ: إِخْلَعْ نَعْلَيْكَ مِنْ رِجْلَيْك، لأَنَّ ٱلمَكَانَ ٱلَّذِي أَنْتَ وَاقِفٌ فِيهِ هُوَ أَرْضٌ مُقَدَّسَة.

إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ ٱلإِساءَةَ إِلى شَعْبِي في مِصْر، وسَمِعْتُ أَنِينَهُم، ونَزَلْتُ لأُنْقِذَهُم. فَهَلُمَّ ٱلآنَ أُرْسِلُكَ إِلى مِصْر.

فَمُوسَى هذَا ٱلَّذِي أَنْكَرُوهُ قَائِلين: مَنْ أَقَامَكَ رَئِيسًا وقَاضِيًا؟ هُوَ ٱلَّذِي أَرْسَلَهُ ٱللهُ رَئِيسًا وفَادِيًا، عَلى يَدِ ٱلمَلاكِ ٱلَّذِي تَرَاءَى لَهُ فِي ٱلعُلَّيْقَة.

هُوَ ٱلَّذِي أَخْرَجَهُم بِمَا صَنَعَ مِنْ عَجَائِبَ وآيَاتٍ فِي أَرْضِ مِصْر، وفِي ٱلبَحْرِ ٱلأَحْمَر، وفِي ٱلبَرِّيَّةِ طِيلَةَ أَرْبَعِينَ سَنَة.

هذَا هُوَ مُوسَى ٱلَّذِي قَالَ لِبَنِي إِسْرائِيل: سَيُقِيمُ لَكُمُ ٱللهُ مِنْ بَينِ إِخْوَتِكُم نَبِيًّا مِثْلِي.

إنجيل القدّيس متّى 2: 19 – 23

مَا إِنْ مَاتَ هِيرُودُسُ حَتَّى تَرَاءَى مَلاكُ الرَّبِّ في الحُلْمِ لِيُوسُف، وهُوَ في مِصْر،

وقَالَ لَهُ: «قُمْ، خُذِ ٱلصَّبِيَّ وأُمَّهُ، وٱذْهَبْ إِلى أَرْضِ إِسْرَائِيل، فَقَدْ مَاتَ مَنْ كَانُوا يَطْلُبُونَ نَفْسَ الصَّبِيّ».

فقَامَ يُوسُف، وأَخَذَ الصَّبِيَّ وأُمَّهُ، وجَاءَ إِلى أَرْضِ إِسْرَائِيل.

ولكِنْ لَمَّا سَمِعَ أَنَّ أَرخِيلاوُسَ يَمْلِكُ عَلى اليَهُودِيَّةِ خَلَفًا لأَبِيهِ هِيرُودُس، خَافَ أَنْ يَذْهَبَ إِلى هُنَاك. وأُوحِيَ إِليْهِ في الحُلْمِ فَلَجَأَ إِلى نَواحِي الجَلِيل.

ومَضَى فَسَكَنَ مَدِينَةً تُدْعَى النَّاصِرَة، لِيَتِمَّ مَا قِيلَ بِالأَنْبِيَاء: «إِنَّهُ سَيُدْعَى نَاصِرِيًّا».

التأمل

”وَأُوحِيَ إِلَيهِ في الحُلمِ فَلَجَأَ إِلى نَواحي الجَليل“

مِنَ المـُهِمّ جِدًّا أَن يَتَوَقَّفَ الإِنسانُ عِندَ السَّبَب الَّذي يُؤَثِّرُ عَلى خَياراتِهِ وَقَراراتِهِ، وأَن يُمَيِّزَ فيهِ إِن كانَ يَجنَحُ نَحوَ الخَيرِ أَم نَحوَ الشَّرّ. مَن يَركُنُ مُصغِيًا إِلى حَرَكَةِ قَلبِهِ وَهوَ في حالَةِ الصَّلاة، لا يَعُد يَقبَل أَن تَمضي حَياتَهُ سُدًى في اللَّامَعنى، إِنَّما يُريدُ دائِمًا أَن يَعيشَ كُلَّ لَحظَةٍ مِنها وَفقَ غايَتِها القُصوى، وَهُنا يَكونُ قَد اختارَ الخَيرَ، أَي مَشيئَةَ الله. يُعَلِّمُنا وَيُؤَكِّدُ لَنا القِدّيس يوسُف عَن طَريقِ إِصغائِهِ المـُتَواصَل وَطَواعِيَّتِهِ في العَمَلِ بِحَسَبِ مَشيئَةِ الله، على أَهَمِّيَّةَ ما كُنَّا قَد أَشَرنا إِلَيه. لَم يَقبَل يوسُف أَن يَخطوَ خُطوَةً مِن دونِ التَّطَلُّعِ إِلى أَبعادِها وَكَيفِيَّةِ تَحقيقِها، وَإِذا سَأَلنا أَنفُسَنا لِماذا؟ نَكتَشِفُ أَنَّهُ تَعَلَّمَ مِن خِبرَتِهِ الأُولى يَومَ اتَّخَذَ القَرارَ الخاطِئ في تَركِ خَطيبَتِهِ مَريَم، حَيثُ عَرَفَ حينَها قُوَّةَ النِّعمَةِ وَالوَحي الَّذي أَهداهُ إِلى الخَيرِ الَّذي يَؤولُ إِلى تَمجيدِ الله. لَقَد تَوَطَّدَتِ عَلاقَةُ يوسُف بِاللهِ، فَسَلَّمَ حَياتَهُ بِرُمَّتِها لَهُ بِثِقَةٍ مُطلَقَة، مُعطِيًا إِيَّاهُ كُلَّ قَلبِه بِفِعلِ إِرادَةٍ صَلبَة. أَضفى تَسليمُ وَإِصغاءُ يوسُف ليَبقى بالسّلام.

يا بُنَيَّ، مَتى ثاوَرتكَ الشُّكوكُ وَالمـَخاوِف، وَمَتى أُلزِمتَ بِقَرارٍ مُستَجَدّ، لا تَركُنُ مُباشَرَةً وَبِسُرعَةٍ إِلى ما يُمليهِ عَلَيكَ عَقلُكَ، وَلا تَجنَحَ مَعَ حَرَكَةِ عَواطِفِكَ، الَّتي تُشيرُ بِكَثيرٍ مِنَ الأَوقاتِ إِلى تَعَلُّقاتِكَ الإِجتِماعِيَّة، وَإِلى مُقَوِّماتِ الدِّفاعاتِ النَّفسِيَّةِ في شَخصِكَ، عَلَيكَ فَقَط أَن تَرجِعَ إِلى السَّكينَةِ فَتُصمِتَ كُلَّ شَيءٍ مِن حَولِكَ، وَأَن تُصغِيَ إِلَيَّ في الصَّلاةِ مُقَدِّمًا بِثِقَةٍ كُلّ ما يُؤرِقُكَ وَيُتعِبُكَ، فَأَمنَحَ قَلبَكَ السَّلام. تَعَلَّم مِن مُرَبِّيَ يوسُفُ البَتول، كَيفَ كانَ يَميلُ أُذُنَهُ إِلى إِلهاماتِ الرُّوحِ القُدُسِ، وَلَم يَسمَح لِلخَوفِ أَن يَتَغَلَّبَ عَلَيهِ، لا بَل كانَ واثِقًا أَنِّي مَعَهُ، وَلِأَنَّهُ يُحِبُّني قرارَهُ سَيَكونُ دائِمًا في الخَير. لِكَي تَنهَجَ هذا الطَّريقَ المـُقَدَّس، عَلَيكَ أَن تَرغَبَ بِمَشيئَةِ أَبي، بِكُلِّ صِدقٍ، وَأَن تُعطي قَلبَكَ إِصغاءً في الصَّلاةِ لِتَعرِفَ مَشيئَتي، وَمَتى كَشَفتُها لَكَ، عَلَيكَ أَلَّا تَخافَ الظُّروفَ وَالأَحداثَ الخارِجِيَّةِ أَو حَتَّى الدَّاخِلِيَّةِ المـُعاكِسَة، بَل يَكفيكَ أَن تُجَدِّدَ ثِقَتَكَ بي، وَأَن تُصَمِّمَ في قَرارَةِ قَلبِكَ أَن تَختارَ دائِمًا الخَيرِ الَّذي يَزيدَكَ انشِراحًا وَسَلامًا وَراحَةَ بالٍ، رُغمَ كُلِّ الظُّروفِ وَالأَحداثِ وَالمـُعاكَسات، إِنِّي أُحِبُّكَ.

مَن يَتَأَمَّلُ بِرِوايات طُفولَةِ الرَّبّ يَسوع، بِحَسَبِ الإِنجيليّ مَتَّى، يُلاحِظُ مُقارَنَةً بَينَ طُفولَةِ المـَسيح وَطُفولَة موسى في سِفرِ الخُروج، وَفي كِلَيهِما تَظهَرُ عِنايَةُ اللهُ بِشَكلٍ واضِحٍ وَمُلفِت، أَمَّا في حَياةِ الرَّبّ يَسوع تَتَّصِلُ هَذِهِ العِنايَة بِشَخصِ يوسف البار، وَالَّذي تَظهَر روحانِيَّتَهُ المـُمَيَّزَة وَالمـُلهِمَة عَن طَريقِ تَلَقُّفِهِ لِإِيحاءاتِ المـَلاكِ المـُتَكَرِّرَة. إِنَّهُ رَجُلُ الصَّمتِ وَالصَّلاةِ وَالطَّاعَة وَالإِقدامِ الشُّجاع. مِن يوسُف نَتَعَلَّم أَنَّ التَّسليمَ لِعِنايَةِ اللهِ الأَبَوِيَّة، يَستَلزِمُ هَذِهِ الصِّفات وَالَّتي لا تَتَحَقَّق خارِجَ التِزامَ المـَحَبَّة تُجاهَ اللهِ وَالقَريب. إِنطِلاقًا مِن هُنا يَتَأَكَّدُ لَنا أَنَّ التِماسَ مَشيئَةِ اللهِ وَالعَمَلِ بِها يَستَدعي تَوبَةً تُصلِحُ نَهجَ حَياتِنا وَتَنظيمِها، لِذَلِكَ إِبدَأ مِن تَرتيبِ حَياتِكَ وَفقًا لِمَشيئَتِهِ القُدُّوسَة. رَبِّي يَسوع، كَم هُوَ حُبُّكَ عَظيمٌ إِذ لَم تَبخَل عَلَينا نَحنُ البَشَر، مِن أَن نَتَعَرَّفَ عَلى سُبُلِكَ الخَلاصِيَّةِ في حَياتِنا اليَومِيَّة، بَل بِفِعلِ عِنايَةِ أَبيكَ السَّماويّ المـُتَجَلِّيَة في أَحداثِ الكِتابِ المـُقَدَّس التَّاريخيَّة، تُعَلِّمَنا أَنَّكَ الرَّاعي الَّذي يَقودُ حَياتَنا بِلُطفٍ وَحُبٍّ إِلى الخَلاص، عَلى أَن نَكونَ إِصغاءً وَاستِعدادًا لِلعَمَلِ بِمَشيئَتِكَ القُدُّوسَة، آمين.

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg

شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!