تابعونا على صفحاتنا

الإنجيل اليومي

يوم الجمعة من أسبوع النسبة

موقع Allah Mahabba يوم الجمعة من أسبوع النسبة

الرسالة إلى العبرانيّين 11: 23 – 31

يا إخوَتِي، بِالإِيْمَانِ مُوسَى، لَمَّا وُلِدَ، أَخْفَاهُ أَبَواهُ ثَلاَثَةَ أَشْهُر، لأَنَّهُمَا رَأَيَا ٱلصَّبِيَّ جَمِيلاً، ولَمْ يَرْهَبَا أَمْرَ المَلِك.

بِالإِيْمَانِ مُوسَى، لَمَّا كَبُرَ، أَبَى أَنْ يُدْعَى ٱبْنًا لٱبْنَةِ فِرْعَون،

وٱخْتَارَ المَشَقَّةَ معَ شَعْبِ اللهِ على التَّمَتُّعِ الوَقْتِيِّ بِالْخَطِيئَة،

حَاسِبًا عَارَ المَسِيحِ غِنًى أَعْظَمَ مِنْ كُنُوزِ مِصْر، لأَنَّهُ كانَ يَتَطَلَّعُ إِلى المُكافَأَة.

بِالإِيْمَانِ تَرَكَ مِصْر، ولَمْ يَخْشَ غَضَبَ المَلِك، وثَبَتَ على عَزْمِهِ، كَأَنَّهُ يَرَى مَا لا يُرَى.

بِالإِيْمَانِ صَنَعَ الفِصْحَ ورَشَّ الدَّمّ، لِئَلاَّ يَمَسَّهُم مُهْلِكُ الأَبْكَار.

بِالإِيْمَانِ عَبَرَ بَنُو إِسْرائِيلَ البَحْرَ الأَحْمَر، كَمَا على أَرْضٍ يَابِسَة، ولَمَّا حَاوَلَ المِصْرِيُّونَ عُبُورَهُ غَرِقُوا.

بِالإِيْمَانِ سَقَطَتْ أَسْوَارُ أَرِيْحَا، بَعْدَ الطَّوَافِ حَولَهَا سَبْعَةَ أَيَّام.

بِالإِيْمَانِ رَاحَابُ البَغِيُّ لَمْ تَهْلِكْ مَعَ الَّذِينَ عَصَوا، لأَنَّهَا قَبِلَتِ الجَاسُوسَينِ بِسَلام.

إنجيل القدّيس يوحنّا 12: 44 – 47

قَالَ الرَبُّ يَسُوع: «مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَمَا بِي يُؤْمِن، بَلْ بِمَنْ أَرْسَلَنِي.

ومَنْ يَرَانِي يَرَى مَنْ أَرْسَلَنِي.

أَنَا جِئْتُ نُورًا إِلى العَالَم، لِكَي لا يَبْقَى في الظَّلامِ كُلُّ مُؤْمِنٍ بِي.

فَمَنْ سَمِعَ أَقْوَالِي ولَمْ يَحْفَظْهَا، فَأَنَا لا أَدِينُهُ، لأَنِّي مَا جِئْتُ لأَدِينَ العَالَم، بَلْ لأُخَلِّصَ العَالَم.

التأمّل             

        ”وَمَن يراني يرى مَن أَرسَلَني

         تَأخُذُ العَينُ مَكانَةً مُهِمَّةً في حَواس وَجَسَدِ الإِنسان، وَلَها دَورًا فاعِلًا وَمُؤَثِّرًا بِشَكلٍ كَبير عَلى العَقلِ وَعَلى كافَّةِ الحَوَّاس، إِنَّها بِمَثابَةِ صِلَةَ وَصلٍ وَمَرجَعٍ تَأكيديّ بَينَ العَقلِ وَالحَواسّ الأُخرى. البُرهانُ على ذَلِكَ، عِندَما نَسمَعُ خَبرًا ما، نَقولُ نُريدُ أَن نَراهُ وَنُعايِنَهُ، وهذا ما حَدَثَ مَعَ توما الرَّسول. تُفَضِّلُ النَّاسَ اليَوم مُتابَعَةَ الأَخبارَ وَالأَحداث عَلى مُستَوى المـُشاهَدَة المـَرئِيَّة وَالمـَسموعَة، لِأَنَّ العَينَ مِن خِلالِ النُّورِ الَّذي تَتَلقَّاهُ تُعطي القَلبَ أَمانًا بِالمـَعرِفَة الَّتي تَتَكَوَّنُ في العَقل. كانَ يَسوعُ المـَسيح وَما زالَ هُوَ الشَّخص، الوَسيط، وَالوَسيلَةُ الوَحيدَة الَّذي بِهِ وَفيهِ نَستَطيعُ أَن نرى اللهَ الآب، وَفقًا لارتِباط فِعل رَأى بِمَعنى الإِيمان. كُلُّ مَن يَتَأَمَّلُ في حَياةِ الرَّبّ يَسوع، لا يُشاهِدُ حَياةَ إِنسانٍ كَسائِرِ النَّاس، وَهوَ الإِنسانُ الكامِل، وَيَلمُسُ علامَةً بَيِّنَةً وَفارِقَة، تَعني كَثافَةَ الحُضورِ الإِلَهيّ في شَخصِه. مَن يَسمَع لِيَسوع، يَجِدُ نَفسَهُ أَمامَ حَضرَةِ الآب، لِأَنَّ مَركَزِيَّةَ كَلِمَتِهِ تَهدِفُ إِلى عَيش البُنُوَّة مَع الله الآب.

         يَا بُنَيَّ، قِف وَانظُر، قِف وَاسمَع، قِف وَاشعُر بِما تَرى وَتَسمَع وَتُعايِن. لَقَد قامَت كِرازَةُ الرُّسُل عَلى ما اختَبروا، لا عَلى ما وَصَلَهُم مِن أَخبارٍ مُتَناقِلَة. الإِيمانُ يُعاشُ وَيُعرَفُ بِالإِختِبار، وَلَيسَ هوَ بِفِكرَةٍ تَتَحَوَّلُ إِلى مُعتَقَدٍ وَقَناعَة. الإِلتِزامُ بِعَيشِ الإِيمان، ما هوَ سِوى صَيرورَةٌ مِنَ الإِختِبارِ المـُعاشِ مَعي في كُلِّ لَحظَةٍ مِن حَياتِكَ. الإِيمانُ لا يَدفُعَك إِلى اعتِناقِ مَبادِئَ وَقِيَم، إِنَّما هوَ يَفتَحُكَ عَلى حُضوري الدَّائِم، لِكَي تَتَفاعَلَ مَعي بِحُرِّيَّةٍ تَجعَلُكَ أَكثَرَ حَياةً وَاندِفاعًا وَعَزمًا روحِيًّا، يُحَوِّلُكَ إِلى رَسولٍ وَشاهِدٍ لِما سَمِعتَ وَرَأَيتَ وَلَمَستَ وَشَعَرت. اليَهودُ لَم يُصَدِّقوا أَنِّي ابنُ الله، رُغمَ أَنَّهُم رَأوني وَسَمِعوني وَأَيضًا لَمَسوني، فَاختِبارَهُم كانَ ناقِصًا لِسَبَبٍ واحِدٍ، لِكَونِهِم فَضَّلوا تَصَوُّرَ خَلاصَهُم وَمَصلَحَةَ أُمَّتِهِم وَفقًا لِآراءٍ مَحضٍ بَشرِيَّة. أَرادوا لَهُم مَلِكًا كَسائِرِ الأُمَم، وَجَيشًا قَوِيًّا يُضاهي جُيوش الأُمَم، وَقائِدًا سِياسِيًّا وَعَسكَرِيًّا يُقاوِمُ كُلّ احتِلال. لَم يَرَوا فِيَّ قائِدًا يُحَرِّرُ مِنَ الخَطيئَة، وَلَم يَفهَموا ما سَمِعوهُ مِنِّي أَنَّهُ الحَقّ، رُغمَ أَنَّهُم لَمَسوا أَعمالي الصَّالِحَة. إِنَّ غايَتي واحِدَة أَن تَبلُغَ بي إِلى مُشاهَدَةِ وَجهِ الآبِ بِالإِيمان.

         إن كان كُلُّ واحِدٍ مِنَّا فَريدًا في شَخصِهِ، لا يَعني هذا الأَمرُ أَنَّنا غَيرَ مُتَّصِلينَ بِبَعضِنا البَعضَ، فَفَرادَةُ وَشَخصِيَّةُ كُلٍّ مِنَّا تَنبَعُ وَتَأخُذُ مَكانَتَها وَمَوقِعَها مِنَ الصِّلَة وَالعلاقة الّتي تَجمَعُنا بِبَعضِنا البَعض. إِنَّ التَّكامُلَ يَجِدُ طَريقَهُ في تَشجيعِ بَعضِنا البَعضَ عَلى تَنمِيَةِ وَتَحقيقِ شَخصِيَّتِنا الفَريدَة. مِن هُنا يَجدُرُ بِنا أَن نَكونَ شاكرينَ وَمُمتَنّينَ على عَطِيَّةِ الأَهلِ وَالإِخوَة وَالأَصدِقاء وَالمـَعارِف الَّذينَ يَدخُلونَ في تَشكيلِ وَتَكوينِ شَخصِيَّتِنا. لَقَد كانَ المـَسيحُ في شَخصِهِ فِعلَ شُكرٍ دائِمٍ لِأَبيهِ السَّماوي، إِذ صارَ كذاكَ الإِصبَع الَّذي يُشيرُ دائِمًا إِلى الآب؛ إِنَّ الفَضلَ لَهُ وَلَيسَ لي. لِيَكُن لَكَ المـَسيحُ في شَخصِهِ مِثالًا. خُذ مَقصَدًا وَتَعَلَّم مِنهُ كَيف تَعكِسُ حُضورَ اللهِ بِأَعمالِكَ الصَّالِحَة.      

         رَبِّي يَسوع، في طُفولَتِكَ أَلتَقي بَراءَةَ الله الَّتي لَم أَراها مِن قَبلُ، وَفي وَجهِكَ السَّلامُ وَالفَرَحُ السَّماويّ. وَمِن عَينَيكَ أَستَمِدُّ الحُبَّ وَالحَنانَ، وَمِنكَ أَتَعَلَّمُ التَّواضُعَ الَّذي يُعلي عَينَ الإِيمانِ على العَقل. فيكَ أَعرِفُ أَنَّكَ المـُرسَلُ مِن لَدُنِ الآب، لا لِتَكونَ لي رِسالَةً وَحَسبُ، بَل لِتَحمِلَني على مَنكِبَيكَ وَتَعودَ بي إِلى حَظيرَةِ السَّماء، آمين..

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg

شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!