تابعونا على صفحاتنا

الإنجيل اليومي

الخميس من أسبوع النسبة

موقع Allah Mahabba الخميس من أسبوع النسبة

الرسالة إلى العبرانيّين 11: 17 – 22

يا إخوَتِي، بِالإِيْمَانِ إِبْرَاهِيمُ أَيْضًا، لَمَّا ٱمْتَحَنَهُ الله، قَرَّبَ إِسْحق. إِنَّهُ كانَ يُقَرِّبُ وَحِيدَهُ الَّذي بِهِ نَالَ الوُعُود.

وقَد قِيلَ لَهُ: «بإِسْحقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ!».

وٱعْتَقَدَ أَنَّ اللهَ قَادِرٌ أَنْ يُقِيمَ أَيْضًا مِنْ بَينِ الأَمْوَات. لِذلِكَ عَادَ فَحَصَلَ على ٱبْنِهِ مَثَلاً لِلإِيْمَان.

بِالإِيْمَانِ أَيْضًا بَارَكَ إِسْحقُ يَعْقُوبَ وعِيسُو، في شُؤُونِ المُسْتَقْبَل.

بِالإِيْمَانِ يَعْقُوب، لَمَّا حَضَرَهُ المَوْت، بَارَكَ كُلاًّ منِ ٱبْنَي يُوسُف، وسَجَدَ لله، مُسْتَنِدًا إِلى طَرَفِ عَصَاه.

بِالإِيْمَانِ يُوسُف، لَمَّا حَانَ أَجَلُهُ، تَذَكَّرَ خُرُوجَ بَنِي إِسْرَائِيل، وأَوصَاهُم بِعِظَامِهِ.

إنجيل القدّيس يوحنّا 8: 25 – 30

قالَ اليَهُودُ لِيَسُوع: «أَنْتَ، مَنْ أَنْت؟». قَالَ لَهُم يَسُوع: «أَنَا هُوَ مَا أَقُولُهُ لَكُم مُنْذُ البَدء.

لِي كَلامٌ كَثِيرٌ أَقُولُهُ فِيكُم وأَدِينُكُم. لكِنَّ الَّذي أَرْسَلَنِي صَادِق. ومَا سَمِعْتُهُ أَنَا مِنْهُ، فَهذَا أَقُولُهُ لِلْعَالَم».

ولَمْ يَعْرِفُوا أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُهُم عَنِ الآب.

ثُمَّ قَالَ لَهُم يَسُوع: «عِنْدَمَا تَرْفَعُونَ ٱبْنَ الإِنْسَان، تَعْرِفُونَ حِينَئِذٍ أَنِّي أَنَا هُوَ، وَأَنِّي لا أَعْمَلُ شَيْئًا مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي، بَلْ كَمَا عَلَّمَنِي الآبُ أَتَكَلَّم.

والَّذي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي، ومَا تَرَكَنِي وَحْدِي، لأَنِّي أَعْمَلُ دَومًا مَا يُرْضِيه».

وفيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ بِهذَا، آمَنَ بِهِ كَثِيرُون.

التأمّل             

        ”أَنا هو ما أَقولُهُ لَكُم مُنذُ البَدء

         يَقومُ الإِيمانُ المـَسيحيّ عَلى إِعلان أَنَّ يَسوعَ النَّاصِريّ، هُوَ المـَسيحُ المـُنتَظَر، الكَلِمَةُ المـُتَجَسِّد، إِبنُ اللهِ الحَيّ، فادي وَمُخَلِّص العالَم. هذا الإِعلان هوَ الجَوابَ الصَّريح عَلى ما قَد كَشَفَهُ لَنا هُوَ نَفسُهُ في مِلءِ الزَّمَن، وَلَكِنَّ المـُعضِلَة وَالإِشكالِيَّة تَكمُنُ لَدى الإِنسان على امتِدادِ القرون، وَالَّتي عَرَفَتها كُلُّ الأَجيال، وَمَوقِعُها العَقل البَشَريّ في سُؤالٍ مُبَرَّر: “كَيفَ لله الخالِق، الَّذي بِهِ كانَ كُلُّ شَيءٍ أَن يُصبِحَ إِنسانًا، مَخلوقًا مِن إِمرَأَة بِالجَسَد؟” وَإِن استُخدِمَ كُلُّ مَنطِقٍ فِكريّ للإِيجابَة، يَبقى السُّؤالُ أَكبَر، لِأَنَّ طَبيعَتَهُ تَعني اللهَ وَلَيسَ الإِنسان، وَبِالتَّالي القبول بِجَوابٍ خارِجَ حدود العَقلِ وَالمـَنطِق، هُوَ الجوابُ الأَصَحّ عَن طَريقِ الإِيمان. لَقَد عَرَفَ اليَهودُ المـُعاصِرينَ لِيَسوعَ شَخصَهُ في التَّاريخ، التَقَوا بِهِ، حاوَروهُ، ناقَشوهُ وَجادَلوهُ، وَبَحَثوا في أَنفُسِهِم كَيفَ يَكونُ هذا ابنُ اللهِ، وَلَم يَصِلوا إِلى الجواب عَلى الرُّغمِ مِنَ الكُتُبِ المـُقَدَّسة المـُتَوَفِّرَة لَدَيهِم، وَذَلِكَ لِأَنَّهُم أَغلَقوا قُلوبَهُم، بِأَحكامِهِم المـُسبَقَةِ عَلى الرَّبّ.

         يا بُنَيَّ، وَأَنتَ تَسمَعُ صُراخَ المـُتَجادِلينَ حَولَ مَن أَكونُ، فَليَكُن مَلاذُكَ الصَّمتُ الَّذي مِنه يَنبَعِثُ في الصَّلاةِ الجَوابَ الحَقّ. وَأَنتَ تَنظُرُ إِلى سُخِط وَغَضَبِ المـُتَدَيِّنينَ المـُتَعَصِّبينَ لِعَقائِدِهِم وَقَناعاتِهِم أَكثَرَ مِن أَن يكونوا مُؤمِنينَ حَقيقيّين يُعطونَ ثِمارًا صالِحًا، عَلَيكَ باختِيارِ الفَضيلَةِ عَلى الرَّذيلَة، وَنِعمَتي فَوقَ كُلِّ عَمَلٍ إِراديٍّ بَشَريّ. لَقَد صارَحتُ اليَهودَ بِمَن أَكونُ، أَجَبتُهُم عَلى سُؤلِهِم، وَلَكِنَّهُم ما أَرادوا أَن يُؤمِنوا، لِكَونِهِم وَضَعوا أَقنِعَةً عَلى صورَةِ اللهِ الحَقيقيَّة، وَعَبَدوها. كُثُرٌ اليَومَ لا يُريدونَني أَن أَكونَ في قَلبِ حَياتِهِم، حَيثُ الضّعفُ وَالفَقرُ وَالظُّلمُ وَالدَّنَسُ وَالخَطيئَة، فيما أَنا قَد جِئتُ لِهذا السَّبَبِ عَينِه. هُم يُريدونَ أَن يُعيدونَني إِلى عَرشي وَصَولجاني وَمُلكي، وَأَنا أُريدُ أَن أَكونَ حَيثُ قَلبي يَغمُرُ الإِنسانَ بِالحُبِّ وَالرَّحمَةِ وَالحَنان. أَنا هو ما أَقولُهُ لَكَ مُنذُ البَدءِ، أَنا الَّذي أَحبَبتُكَ حُبًّا جَمًّا، وَأَرَدتُ لَكَ الحَياةَ بِوَفرَةٍ مِن بابِ الخَلاصِ الَّذي هَدَيتَكَ إِيَّاهُ بِتَجَسُّدي وَمَوتي وَقِيامَتي. مَعرِفَتُكَ لي لا تُحصَرُ بِمَعلومَةٍ صَغيرَة، هيَ شُعلَتُها الحُبُّ في رَغبَةِ قَلبِكَ وَغايَتُها في بُلوغِكَ الإِتِّحادِ بي في القَداسَة، حَيثُ الغِبطَةُ وَالفَرَح.

         تَتَمَركَزُ حَياةُ المـَسيحيّ على شَخصِ الكَلِمَة المـُتَجَسِّد، فيما الكَلِمَة الرَّبّ يَسوع قَد أَشارَ على طولِ رِسالَتِهِ وَكِرازَتِهِ إِلى اللهِ الآب، فَكانَ مِحوَرَ حَياتِهِ بِرُمَّتِها، وَمِن خِلالِ تَعليمِهِ عَمِلَ على تَنقِيَةِ صورَةَ اللهِ الحَقَّة في قُلوبِ سامِعيهِ، مودِعًا وَديعَةَ الإِيمانِ الحَقّ في خِزانَةِ الكَنيسَة-جَماعَةُ الرُّسُل. قالَ يَسوعُ في أَبيهِ أَنَّهُ “الصَّادِق”، وَأَنَّهُ مِن لَدُنِهِ قَد أَتى، وَصِدقُ المـَسيحِ تُرجِمَ بِأَعمالِهِ الَّتي سَبَقَت أَقوالَهُ وَشَهِدَت لَهُ. لِكَي تَشهَدَ لِلرَّبِّ في حَياتِكَ، علَيكَ أَن تُراجِعَ أَعمالَكَ لِتَنظُرَ في الصَّلاحِ المـُتَأَتِّي مِنَ النِّعمَةِ الإِلَهِيَّة، وَلَيكَنُ حُسنُ سيرَتِكَ، وَصِدقُكَ نابِعَينِ مِن رَغبَةِ اتِّباعِكَ لِلمَسيح، عِندَئِذٍ يَقولُ النّاسُ فيكَ أَنَّكَ حَقًّا تَعني ما تَقولُ لِأَنَّكَ لا تَقولُ شَيئًا بَعيدًا عَن عَيشِكَ لَهُ.

         رَبِّي يَسوع، يا وَحدَةَ قَلبي، ونورُ عَينَيَّ، وَنَغمَةَ صَوتِ الآبِ بِقُوَّةِ كَلِمَتِكَ الحَقَّة، وَحَياةِ روحيّ بِروحِكَ اللَّطيفِ العَذب، هَبني نِعمَةَ الإِيمانِ وَأَنا أُصغي لَكَ، وَفي سَماعي لِقَولِكَ: “أَنا هُوَ” أَعطِني نِعمَةَ المـَخافَةِ وَالتَّخَشُّعِ وَالعِبادَة، لِكَي أُصغي لَكَ بِكِياني فَأَتَعَلَّمَ مِنكَ الصِّدقَ في العَيشِ وَالإِلتِزامِ، في القَولِ وَالعَمَلِ وَالتَّصَرُّف، آمين..

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg

شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!