تابعونا على صفحاتنا

الإنجيل اليومي

الأربعاء من أسبوع النسبة

موقع Allah Mahabba الأربعاء من أسبوع النسبة

الرسالة إلى العبرانيّين 11: 11 – 16

يا إخوَتِي، بِالإِيْمَانِ نَالَتْ سَارَةُ العَاقِرُ هيَ أَيْضًا قُوَّةً على الإِنْجَاب، بَعْدَ أَنْ جَاوَزَتِ السِّنّ، لأَنَّهَا ٱعْتَقَدَتْ أَنَّ الَّذي وَعَدَ أَمِين.

لِذلِكَ وَلَدَتْ مِن رَجُلٍ وَاحِد، وقَدْ مَاتَ جَسَدُهُ، نَسْلاً كَنُجُومِ السَّماءِ كَثْرَة، وكَالرَّمْلِ على شَاطِئِ البَحْرِ لا يُحْصَى.

بِالإِيْمَانِ مَاتَ جَمِيعُ هؤُلاء، ولَمْ يَنَالُوا الوُعُود، بَلْ رَأَوْهَا وحَيَّوْهَا عَن بُعْد، وٱعْتَرَفُوا بِأَنَّهُم على الأَرْضِ «غُرَبَاءُ ونُزَلاء».

فَبِقَولِهِم ذلِكَ يُظْهِرُونَ أَنَّهُم يَطْلُبُونَ وَطَنًا.

ولَو كَانُوا يُفَكِّرُونَ في ذلِكَ الوَطَنِ الَّذي خَرَجُوا مِنهُ، لَكَانَ لَهُم فُرْصَةٌ لِلعَودَةِ إِلَيْه.

ولكِنَّهُم يَتَطَلَّعُونَ إِلى وَطَنٍ أَفْضَلَ أَي إِلى الوَطَنِ السَّمَاويّ. لِذلِكَ لا يَسْتَحْيِي اللهُ بِهِم أَنْ يُدْعَى إِلهَهُم، فأَعَدَّ لَهُم مَدِينَة.

إنجيل القدّيس يوحنّا 8: 21 – 24

قالَ الرَبُّ يَسُوع (للكتبة والفرّيسيّين): «أَنَا أَمْضِي، وتَطْلُبُونِي وتَمُوتُونَ في خَطِيئَتِكُم. حَيْثُ أَنَا أَمْضِي لا تَقْدِرُونَ أَنْتُم أَنْ تَأْتُوا».

فَأَخَذَ اليَهُودُ يَقُولُون: «أَتُراهُ يَقْتُلُ نَفْسَهُ؟ فَإِنَّهُ يَقُول: حَيْثُ أَنَا أَمْضِي لا تَقْدِرُونَ أَنْتُم أَنْ تَأْتُوا!».

ثُمَّ قَالَ لَهُم: «أَنْتُم مِنْ أَسْفَل، وأَنَا مِنْ فَوْق. أَنْتُم مِنْ هذَا العَالَم، وأَنَا لَسْتُ مِنْ هذَا العَالَم.

لِذلِكَ قُلْتُ لَكُم: سَتَمُوتُونَ في خَطَايَاكُم. أَجَل، إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا أَنِّي أَنَا هُوَ تَمُوتُوا فِي خَطَايَاكُم».

التأمّل             

أَنتُم مِن أَسفَل وَأَنا مِن فوق

         يُظَهِّرُ تَعليمُ يَسوعَ في إِنجيلِ القِدّيسِ يوحَنا فارِقًا شاسِعًا ما بَينَ العُلوّ وَالعُمق، ما بَينَ أَبناءِ النُّورِ وَأَبناءِ الظُّلمَة، وَما بَينَ الوِلادَة بِحَسَبِ الجَسَد، وَالوِلادَةُ بِحَسَبِ الرُّوح. الهَدَفُ مِن إِبرازِ هَذِهِ المـُفارَقَة هوَ أَنَّنا لا نَستَطيعُ أَن نُقارِنَ وأَن نَقيسَ ما بَينَ عالَم الله وَعالَمَنا، وَحدَهُ الكَلِمَةُ المـُتَجَسِّد يَستَطيعُ ذَلِكَ. أَن يَقولَ الرَّبُّ لِمُخاطِبيهِ وَلِمُستَمِعيهِ أَنتُم مِن أَسفَل وَأَنا مِن فَوق، لا يَعني بِذَلِكَ مُفاخَرَةً وَكِبرِياءً، بَل كَشفًا وَدَعوَةً لِمَن هُم مِنَ الأَسفَل تُرابِيِّينَ أَن يُصبِحوا بِفِعلِ مَحَبَّتِهِ نورِيِّينَ مِن أَبناءِ الله، فَهوَ بِهذا القَولِ يَدُلُّهُم عَلى نَفسِهِ أَنَّهُ هُوَ الطَّريق، هوَ الوَسيط الَّذي إِن آمَنوا بِهِ يَتَحَوَّلوا بِالتَّوبَةِ مِن حالَةٍ إِلى أُخرى. في لُغَّتِنا الشَّعبِيَّة، نَستَخدِمُ التَّعبيرَ نَفسَهُ لِإِظهارِ انتِفاخِنا بِالكِبرِياءِ وَتَعالينا على الآخَرين، وَبِهذا الفِعل، نُظهِرُ أَنَّنا فارِغي الجَوهَر وَأَنَّ سُلوكَنا هذا يَجرَحُ الإِنسانِيَّةَ في صَميمِها. إِنَّ الرَّبَّ يَسوعَ رُغمَ أَنَّهُ مِن فَوق مِن لَدُنِ آبِ الأَنوار، تَنازَلَ وَتَصاغَرَ بِتَجَسُّدِهِ لِيَرفَعَنا إلى سُمُوِّ مَحَبَّتِهِ.

         يَا بُنَيَّ، تُريدُ أَن تَبلُغَ إِلى فَوق، عَلَيكَ أَن تَنظُرَ أَوَّلًا إِلى فَوقٍ لا بِرَفعِ رأسِكَ عالِيًا، بَل بِتَطَلُّعِكَ في وَجهي المـُتَأَنِّس، فَأَنا هُنا إِلى جانِبِكَ في إِنسانِيَّتِكَ، لِكَي تَعرِفَني بِقَدرِ ما أُوتيتَ مِن إِمكانِيَّةٍ عَلى المـَعرِفَة. الصُّعودُ إِلى فَوق، يَعني مَعي النُّزولَ إِلى أَعماقِ القَلب. في مَسيرَتِكَ هَذِهِ تَكتَشِفُ ذاتَكَ مَعي، حَيثُ تَسأَلُ التَّواضُعَ فَضيلَةً، وَالمـُصالَحَةَ نِعمَةً لِكَي تَقبَلَ أَنَّكَ مِن أَسفَل، وَأَيضًا لِكَي تَثبُتَ بِالإِيمانِ أَنَّكَ مَعي أَنتَ مِن فَوق، وَلِهَذا وُجِدتَ لِكَي تَختارَ بِحُرِّيَّتِكَ الولادَةَ بِحَسَبِ الرُّوح. مَتى وَجَدتَني في صَميمِ إِنسانِيَّتِكَ، لا تَعُد تَسعى لِتَتَحَرَّرَ مِنها بِحَسَبِ تَقاليدِ وعاداتِ المـُتَصَوِّفينَ الَّذينَ يَتَنَكَّرونَ لِأَجسادِهِم، بَل تَمضي لِتَعيشَ وَفقَ المـَحَبَّة الَّتي فيها تَعرِفُ إِمكانِيَّاتِ وَقُدُراتِ الرُّوح القُدُسِ السَّاكِن فيكَ، وَعِندَئِذٍ يُصبِحُ زُهدُكَ وَتَقَشُّفَكَ وَتَغَرُّبَكَ وَأَنتَ في العالَم، فِعلَ اتِّباعٍ حُرٍّ لي. هَكذا لا تَعُدّ تَتَّسِم بِصِفاتِ مَن هُم مِن أَسفَل، المـُكَبَّلينَ بِضِعفِهِم وَشَهَواتِهِم وَأَهوائِهِم، وَلا بِالمادَّةِ وَالسُّلطَةِ وَالجاه، إِنَّما تُصبِحُ بِسَعيكَ الدَّؤوب، مِمَّن يُجاهِدونَ لِلعَيشِ عَلى مِثالي، بِبَساطَةٍ إِنجيليَّة تَحتَوي عَلى الحِكمَةِ الإِلَهِيَّة الخَفيَّة.

         كُلُّ امرِءٍ يَقرأ الحَياةَ انطِلاقًا مِنَ المـَوقِعِ الَّذي يَتَمَركَزُ فيهِ، وَلِهذا المـَركَز تَأثيرٌ كَبيرٌ جِدًّا، وَهوَ يَعني تاريخَ الشَّخص وَمَفاهيمِهِ وَثَقافَتِهِ وَكُلَّ شَيءٍ يَعنيهِ. الرَّغبَةُ هِيَ البوصَلَةُ الَّتي تُساعِدُ الإِنسانَ لِيَعرِفَ إِلى أَينَ يَنتَمي وَأَيَّ مَوقِعٍ هوَ فيهِ، وَإِلى أَيِّ مَوقِعٍ آخَر يَصبو. إِن كانَ يَسعى لِيَكونَ مِن عَلو، يَجِدُ كَلامَ الإِنجيلِ، لَذيذًا كَالعَسَلِ، أَمَّا إِذا كانَ يَشعُرُ بِالإِشمِئزازِ وَالإِضطِرابِ يَكونُ قَد اختارَ الإِنتِماءَ لِروحِ العالَم. مِن هُنا لِيَكُن دائِمًا مَقصَدُكَ وَرَغبَةُ قَلبِكَ مُصَوَّبَةً نَحوَ الخَيرِ المـُتَأَتِّي مِنَ الله، وَالَّذي يَشِعُّ فَرَحًا وَسَلامًا وَيَمنَحُ هُدوءًا وَسَكينَةً لِمَن يَهواهُ مِن صَميمِ القَلب. إِنَّ الخَيرَ الأَسمى الَّذي يُخاطِبُكَ بِكُلِّ كِيانِكَ هوَ شَخصُ المـَسيح، يَكفيكَ أَن تَتبَعَهُ لِتَبدَأَ صُعودًا إِلى فَوق.

         رَبِّي يَسوع، وَجَدتُ نَفسي، غَريقًا في أَوحالِ العالَم، وَأَمطارُ الرَّذيلَةِ وَالخَطايا تَهطُلُ بِكَثافَةٍ قَوِيَّة، وَرَعدُ الشُّرورِ وَبَريقَهُ الدَّاكِن يُرعِبُ قَلبي، التَفَتُّ صارِخًا إِلى فَوق، وَقُلتُ يا “أَنتَ” أَتَسمَعُني، أَتَراني، أَتَشعُرَ بي؟!! فَما إِن بَحَّ صَوتُ قَلبي، حَتَّى أَجَبتَني بِتَنازُلِكَ وَتَصاغُرِكَ لِكَي تَرفَعَني إِلى فَوق بِإِنسانِيَّتِكَ الَّتي أَلَّهتَها بِقِيامَتِكَ. آمين.

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg

شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!