موقع Allah Mahabba السبت من أسبوع البيان ليوسف
رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة 12: 9 – 21
يا إخوَتِي، لِتَكُنْ مَحَبَّتُكُم بِلا رِيَاء: تَجَنَّبُوا الشَّرّ، ولازِمُوا الخَيْر.
أَحِبُّوا بَعْضُكُم بَعْضًا مَحَبَّةً أَخَوِيَّة، وبَادِرُوا بَعْضُكُم بَعْضًا بِالإِكْرَام.
كُونُوا في الٱجْتِهَادِ غَيْرَ مُتَكَاسِلِين، وبالرُّوحِ حَارِّين، ولِلرَّبِّ عَابِدِين،
وبالرَّجَاءِ فَرِحِين، وفي الضِّيقِ ثَابِتِين، وعَلى الصَّلاةِ مُوَاظِبِين،
وفي حَاجَاتِ القَدِّيسِينَ مُشَارِكِين، وإِلى ضِيَافَةِ الغُرَبَاءِ سَاعِين.
بَارِكُوا الَّذِينَ يَضْطَهِدُونَكُم، بَارِكُوا ولا تَلْعَنُوا.
إِفْرَحُوا مَعَ الفَرِحِين، وَٱبْكُوا مَعَ البَاكِين.
كُونُوا مُتَّفِقِينَ بَعْضُكُم مَعَ بَعْض، مُتَوَاضِعِينَ لا مُتَكَبِّرِين. لا تَكُونُوا حُكَمَاءَ في عُيُونِ أَنْفُسِكُم.
ولا تُبَادِلُوا أَحَدًا شَرًّا بِشَرّ، وٱعْتَنُوا بِعَمَلِ الخَيْرِ أَمَامَ جَمِيعِ النَّاس.
سَالِمُوا جَمِيعَ النَّاس، إِنْ أَمْكَن، عَلى قَدْرِ طَاقَتِكُم.
لا تَنْتَقِمُوا لأَنْفُسِكُم، أَيُّهَا الأَحِبَّاء، بَلِ ٱتْرُكُوا مَكَانًا لِغَضَبِ الله، لأَنَّهُ مَكْتُوب: «ليَ الٱنْتِقَامُ، يَقُولُ الرَّبّ، وَأَنَا أُجَازِي».
ولكِنْ «إِنْ جَاعَ عَدُوُّكَ فأَطْعِمْهُ، وإِنْ عَطِشَ فَأَسْقِهِ، فإِنَّكَ بِفِعْلِكَ هذَا تَرْكُمُ عَلى رأْسِهِ جَمْرَ نَار».
لا تَدَعِ الشَّرَّ يَغْلِبُكَ، بَلِ ٱغْلِبِ الشَّرَّ بِالخَيْر.
إنجيل القدّيس يوحنّا 7: 45 – 53
عَادَ الحَرَس، فَقَالَ لَهُمُ الأَحْبَارُ والفَرِّيسِيُّون: «لِمَاذَا لَمْ تَجْلُبُوا يَسُوع؟».
أَجَابَ الحَرَس: «مَا تَكَلَّمَ إِنْسَانٌ يَوْمًا مِثْلَ هذَا الإِنْسَان!».
فَأَجَابَهُمُ الفَرِّيسِيُّون: «أَلَعَلَّكُم أَنْتُم أَيْضًا قَدْ ضُلِّلْتُم؟
وهَلْ آمَنَ بِهِ أَحَدٌ مِنَ الرُّؤَسَاءِ أَوِ الفَرِّيسيِّين؟
لكِنَّ هذَا الجَمْعَ، الَّذي لا يَعْرِفُ التَّوْرَاة، هُوَ مَلْعُون!».
قَالَ لَهُم نِيقُودِيْمُوس، وَهُوَ أَحَدُهُم، ذَاكَ الَّذي جَاءَ إِلى يَسُوعَ مِنْ قَبْلُ:
«وهَلْ تَدِينُ تَوْرَاتُنَا الإِنْسَانَ قَبْلَ أَنْ تَسْمَعَهُ وتَعْرِفَ مَا يَفْعَل؟».
أَجَابُوا وقَالُوا لَهُ: «أَلَعَلَّكَ أَنْتَ أَيْضًا مِنَ الجَليل؟ إِبْحَثْ وَٱنْظُرْ أَنَّهُ لا يَقُومُ نَبِيٌّ مِنَ الجَلِيل!».
ثُمَّ مَضَى كُلُّ وَاحِدٍ إِلى بَيْتِهِ.
التأمّل
”ما تَكَلَّمَ إِنسانٌ يَومًا مِثلَ هذا الإِنسان!“
ما هِيَ المـُفارَقَة؟ هِيَ تِلكَ العَلامَةُ الَّتي تَختَلِفُ عَن كُلِّ الأَشياءِ، فَتُعرَفُ بِتَمايُزِها المـُلفِتِ وَالمـُدهِش. لِكُلِّ إِنسانٍ ميزَةٌ خاصَّةٌ بَينَ الجَميع، وَمَتى عَرَفَ ميزَتَهُ تَحَرَّرَ مِنَ الغَيرِيَّةِ الَّتي تُؤتي بِالحَسَدِ عَلى قَلبِه. لا تَقومُ هَذِه المـيزَةُ عَلى بُعدٍ سَلبيّ، بَل عَلى بُعدٍ أَكثَر ما يُتَوَقَّعُ إِيجابيّ. هِيَ تَقومُ عَلى النِّعمَةِ الإِلَهِيَّة، فَتَجعَلُ الإِنسانَ يَفتَخِرُ بِذاتِهِ لِأَنَّهُ عَرَفَ مَحَبَّةَ اللهِ الخاصَّةَ لَهُ. لَقَد تَمَيَّزَ الرَّبُّ يَسوع عَن سِواهُ بِشَخصِيَّتِهِ لَيسَ لِكَونِهِ إِلَهًا، بَل لِأَنَّهُ عاشَ مِلء إِنسانِيَّتِهِ عَلى ضَوءِ مَشيئَةِ أَبيهِ السَّماويّ، فَكانَ رَجُلَ الحَقِّ حَيثُ لا حَقَّ. رَجُلَ السَّلامِ حَيثُ البُغض. رَجُلَ الرَّحمَةِ حَيثُ لا عَدالَةَ وَلا مُساواة، وَرَجُلَ الحُبِّ في كُلِّ لَحظَةٍ وَوَمضَةٍ. لَم يَتَنَشَّأ يَسوعُ عَلى التَّعاليمِ الإِيمانِيَّة في أَكبَرِ المـَجامِعِ اليَهودِيَّةِ وَلا في الهَيكَلِ عَلى يَدِ أَحَدِ الكَتَبَةِ وَالرَّابِيِّين، بَل تَنَشَّأَ عَلى يَدِ أُمِّهِ العَذراءِ مَريَم، فَكانَت ميزَةُ تَعريفِهِ عَن نَفسِه بِالوَديع وَالمـُتَواضِع القَلبَ. لَم يَتَعَلَّم فَن البَلاغَة، بَل كانَ هُوَ بِإِنسانِيَّتِهِ كَلِمَةَ اللهِ الحَيَّة.
يَا بُنَيَّ، لا تَسعى لِتَكونَ الأَفضَل بَينَ بَني قَومِكَ. لا تُجهِدِ النَّفسَ لِكَي تَبلُغَ المـَراكِزَ الأَرفَعَ شَأنًا لِكَي تَرضى عَن نَفسِكَ. لا تَجعَل مِن مَقاييسِ البَشَرِ مِقياسًا لَكَ، وَتَنَبَّه دائِمًا مِن روحِ المـُنافَسَةِ المـُفرِطَة، وَروحِ الغَيرَةِ وَالحَسَدِ الَّتي تَجعَلُكَ سَجينَ نَفسِك. أَن تَكونَ مُمَيَّزًا، هذا يَعني أَن تَستَضيفَ نَفسَكَ أَوَّلًا بِرَحابَةِ صَدرٍ. عَلَيكَ أَن تَغفِرَ لِنَقصِكَ وَلِضُعفِكَ وَلِهَشاشَتِكَ، وَحَتَّى لِخَطيئَتِكَ لِكَي تَبتَعِدَ عَنها، وَأَنتَ مَسرورٌ بِفِعلِ النِّعمَة. في غالِبِ الأَوقاتِ يَتَنافَسُ الإِنسانُ مَع ذاتِهِ وَيُعاديها، مُسقِطًا كُلَّ رفضِهِ لِذاتِهِ عَلى النَّاس. هذا الرَّفضُ يَخنُقُكَ، فَلا تَعودُ تَستَطيعَ أَن تَرى ما فيكَ مِن نِعَمٍ. يَعجَزُ الإِنسانُ أَن يَقبَلَ ذاتَهُ فَهوَ دائِمًا يُريدُ كَآدَمَ أَن يَصيرَ إِلَهًا. لَم أَحجُب عَنكَ أُلوهِيَّتي أَبَدًا، لَقَد صِرتُ إِنسانًا مِن أَجلِ تَرميمِ صورَتي الَّتي فيك، وَهيَ أَنتَ بِكُلِّيَّتِكَ. إِعلَم أَمرًا أَنِّي لَم أَتَمَيَّز عَن بَني البَشَر بشَيءٍ، سِوى أَنِّي عِشتُ المـَحَبَّةَ إِلى أَقصى الحُدود. المـَحَبَّةُ هيَ الَّتي تَجتَرِحُ العَجائِب، المـَحَبَّةُ هِيَ الَّتي تَتَخَطَّى الجِراحَ وَالمـَصائِب. أَحبِب تَستَطيعُ كُلَّ شَيءٍ، وَعَجزُكَ يَكمُنُ أَنَّك لا تَستطيعُ مِن دون أَن تُحِب.
مَن يَتَصَفَّحُ الإِنجيلَ يَكتَشِفُ أَنَّ كَلِماتِ الرَّبِّ مَعدودَةٌ وَلَيسَت بِكَثيرَة، إِلَّا أَنَّ كُلَّ حَياةِ الرَّبِّ يَسوع، صارَت أُمثولَةً وَحَياةً وَقُدوَةً وَكَلِمَةً لَنا. مِن هُنا يَدفَعُنا الرَّبُّ بِقُوَّةِ الرُّوحِ لِكَي نَعلَمَ أَنَّهُ عَلى حَياتِنا بِكُلِّيَّتِها أَن تَكونَ مِثالًا حَيًّا لِلحُبِّ الَّذي بادَلَنا إِيَّاهُ بِفِعلِ تَجَسُّدِهِ. قَد يَجِدُ الإِنسانُ في المـَتَاحِفِ وَالحَضاراتِ وَالثَّقافاتِ وَفي الرِّواياتِ وَالمـَلاحِمِ وَالأَشعارِ وَالكُتُبِ كِتاباتٍ أَجمَلَ سِياقًا مِنَ الإِنجيل، وَلَكِنَّهُ لَن يَجِدَ فيها شَخصَ المـَسيح. وَحدَهُ الرَّبُّ يَسوع هُوَ الَّذي يُضفي كامِلَ المـَعنى عَلى حَياةِ الإِنسانِ بِأَسرِها. وَحدَهُ الَّذي يُطَعِّمُ الحَياةَ بِرَونَقٍ جَميل، يَجعَلُ الإِنسانَ مَدفوعًا نَحوَ هذا التَّمايُزِ الحَيّ. لِيَكُن قَصدُكَ أَن تَجِدَ ميزَتَكَ الخاصَّةَ مِن قَلبِ حَياةِ الرَّبِّ يَسوع.
رَبِّي يَسوع، الكُلُّ شَخُصَ في شَخصِكَ أَيُّها الكَلِمَة الَّذي أَرادَ أَن يَلبَسَ طَبيعَتَنا في التَّجَسُّدِ. الكُلُّ أُعجِبَ فيكَ، مِنهُم مَن أَحَبُّوكَ، وَمِنهُم مَن رَفَضوكَ، وَلَكِن في كِلا الحالَتَينِ كُنتَ أَنتَ الحَقّ، وَأَنتَ المـَحَبَّةُ وَأَنتَ الحَياة. فَيا مُخَلِّصي الأَوحَد، وَحَياتي الأَكمَل وَعَطَشَ قَلبي إِنزَع مِنِّي روحَ الغَيرَةِ لِأَقتَدِيَ بِكَ وَحَدكَ، آمين.
تابعوا قناتنا
https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg
شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!