موقع Allah Mahabba الخميس من أسبوع البيان ليوسف
رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة 11: 25 – 36
يا إخوَتِي، لا أُرِيدُ، أَيُّهَا الإِخْوَة، أَنْ تَجْهَلُوا هذَا السِّرّ، لِئَلاَّ تَكُونُوا حُكَمَاءَ في عُيُونِ أَنْفُسِكُم، وهوَ أَنَّ التَّصَلُّبَ أَصَابَ قِسْمًا مِنْ بَني إِسْرَائِيل، إِلَى أَنْ يُؤْمِنَ الأُمَمُ بِأَكْمَلِهِم.
وهكَذَا يَخْلُصُ جَميعُ بَنِي إِسْرَائِيل، كَمَا هُوَ مَكْتُوب: «مِنْ صِهْيُونَ يَأْتي المُنْقِذ، ويَرُدُّ الكُفْرَ عَنْ يَعْقُوب؛
وهذَا هُوَ عَهْدِي مَعَهُم، حِينَ أُزِيلُ خَطَايَاهُم».
فَهُم مِنْ جِهَةِ الإِنْجِيلِ أَعْدَاءٌ مِنْ أَجْلِكُم، أَمَّا مِنْ جِهَةِ ٱخْتِيَارِ الله، فَهُم أَحِبَّاءُ مِنْ أَجْلِ الآبَاء؛
لأَنَّ اللهَ لا يَتَرَاجَعُ أَبَدًا عَنْ مَوَاهِبِهِ ودَعْوَتِهِ.
فكَمَا عَصَيْتُمُ اللهَ أَنْتُم في مَا مَضَى، وَرُحِمْتُمُ الآنَ مِنْ جَرَّاءِ عُصْيَانِهِم،
كَذلِكَ هُمُ الآنَ عَصَوا اللهَ مِنْ أَجْلِ رَحْمَتِكُم، لِكَي يُرْحَمُوا الآنَ هُم أَيْضًا؛
لأَنَّ اللهَ قَدْ حَبَسَ جَمِيعَ النَّاسِ في العُصْيَان، لِكَي يَرْحَمَ الجَميع.
فَيَا لَعُمْقِ غِنَى اللهِ وَحِكْمَتِهِ ومَعْرِفَتِهِ! مَا أَبْعَدَ أَحْكَامَهُ عَنِ الإِدْرَاك، وطُرُقَهُ عَنِ الٱسْتِقصَاء!
فَمَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبّ؟ أَو مَنْ صَارَ لَهُ مُشِيرًا؟
أَو مَنْ أَقْرَضَهُ شَيْئًا فَيَرُدَّهُ اللهُ إِلَيْه؟
لأَنَّ كُلَّ شَيءٍ مِنْهُ وَبِهِ وَإِلَيْه. لَهُ المَجْدُ إِلى الدُّهُور. آمين.
إنجيل القدّيس يوحنّا 7: 31 – 36
آمَنَ بِيَسُوعَ مِنَ الجَمْعِ كَثِيرُون، وكَانُوا يَقُولُون: «عِنْدَمَا يَأْتِي المَسِيح، أَتُرَاهُ يَصْنَعُ آيَاتٍ أَكْثَرَ مِنَ الَّتِي صَنَعَهَا هذَا؟».
وَسَمِعَ الفَرِّيسَيُّونَ مَا كَانَ يَتَهَامَسُ بِهِ الجَمْعُ في شَأْنِ يَسُوع، فَأَرْسَلُوا هُمْ والأَحْبَارُ حَرَسًا لِيَقْبِضُوا عَلَيْه.
فَقَالَ لَهُم يَسُوع: «أَنَا مَعَكُم بَعْدُ زَمَنًا قَلِيلاً، ثُمَّ أَمْضِي إِلى مَنْ أَرْسَلَنِي.
سَتَطْلُبُونِي فَلا تَجِدُونِي، وحَيْثُ أَكُونُ أَنَا لا تَقْدِرُونَ أَنْتُم أَنْ تَأْتُوا».
فَقَالَ اليَهُودُ بَعْضُهُم لِبَعْض: «إِلى أَيْنَ يَنْوِي هذَا أَنْ يَذْهَب، فلا نَجِدَهُ نَحْنُ؟ هَلْ يَنْوِي الذَّهَابَ إِلى اليَهُودِ المُشَتَّتِينَ بِيْنَ اليُونَانيِّينَ، ويُعَلِّمُ اليُونَانيِّين؟
مَا هذِهِ الكَلِمَةُ الَّتِي قَالَهَا: سَتَطْلُبُونِي فَلا تَجِدُونِي، وحَيْثُ أَكُونُ أَنَا لا تَقْدِرُونَ أَنْتُم أَنْ تَأْتُوا؟».
التأمّل
”سَتَطلُبونَني فَلا تَجِدونَني، وَحَيثُ أَكونُ أَنا لا تَقدِرونَ أَنتُم أَن تَأتوا“
في الحَياةِ هُناكَ جُدرانٌ مَتى بُنِيَت يُصبِحُ مِنَ الصَّعبِ جِدًّا أَن تُهدَم، وَنَعني بِها المـَواقِفَ وَالقَراراتِ الَّتي يَتَّخِذُها الإِنسانُ بِإِرادَتِهِ بِفِعلِ عِنادٍ مِنهُ. واقِعُ الإِختِبارِ يُبَيِّنُ لَنا أَنَّهُ هُناكَ جِراحٌ تَمضي عَلَيها السُّنونُ الطِّوالُ وَلا تَندَمِل، وَذَلِكَ لِقُوَّةِ الحَدَثِ، وَعِنادِ الإِرادَة، وَتَصَلُّبِ المـَوقِف، وَعَمى البَصيرَة. إِذا كانَت الجِراحُ بَينَ النَّاسِ لَها هذا الوَقعُ الشَّديد، فَهُناكَ جِرحٌ أَكبَر هُوَ النَّظرَةُ إِلى الله، وَالثَّباتُ عَلى مَوقِفٍ مُنحازٍ مِنهُ. عَلى مَدارِ التَّاريخ صَوَّرَ الإِنسانُ اللهَ بِحَسَبِ رَغَباتِهِ وَاحتِياجاتِهِ، وَذَلِكَ بِسَبَبِ جِراحِهِ، وَبَقِيَ اللهُ فِكرَةً صَنَمِيَّةً لَدى الإِنسان. عَلى مَدارِ التَّاريخِ أَيضًا، رُفِضَ الإِيمانُ القائِم عَلى تَنازُلِ الله المـُتَسامي إِلى واقِعِ الإِنسانِيَّةِ. يَبقى اللهُ الأَكبَرُ إِلى حَدٍّ يُستَحالُ عَلَيهِ أَن يَكونَ أَصغَرَ وَإِنسانًا، وَكَأَنَّ قُدرَتَهُ عَلى ذَلِكَ تَلاشَت. تَصَلُّبُ اليَهودِ تُجاهَ الرَّبِّ يَسوع، جَعَلَهُم يَبنونَ جُدرانًا بَينَهُم وَبَينَ أَنفُسِهِم. لَقَد أَبَوا الانفِتاحَ عَلى الرَّبِّ فَباتَ وَإِن وَجَدوهُ فيما بَينَهُم أَضاعوهُ مِنهُم.
يَا بُنَيَّ، إِن طَلَبتَني بِالإِيمانِ وَجَدتَني، وَإِن طَلَبتَني تَشَكُّكًا وَتَحَيُّرًا أَضَعَتَني مِنكَ. إِن طَلَبتَني بِقُوَّةِ الحُبِّ تَجِدُني بِذاكَ الحُبِّ نَفسِهِ فاعِلًا فيكَ. إِن طَلَبتَني لِتَكونَ مَعي، فَهذا يَعني أَنتَ تَطلُبُ أَوَّلًا أَن تَكونَ لي تِلميذًا. رَفَضَ الكَتَبَةُ وَالكَهَنَةُ وَالفَرِّيسيُّونَ وَالصَدوقِيُّونَ تَعاليمي، إِلى حَدٍّ رَفَضوني بِشَخصي، مُتَمَنِّينَ قَتلي. لَم يَرضَوا أَن يَكونوا مَحبوبينَ مِنَ الآبِ السَّماويّ، فَاللهُ بِالنِّسبَةِ لَهُم وَإِن كانَ أَبَ الخَلقِ كُلِّهِ، فَهوَ لَيسَ حُبًّا بَل قُدرَةً جامِدَة، تَخلُقُ بِفِعلِ القُدرَةِ نَفسِها وَحَسب. لا وَأَلفُ لا، لَقَد أَتَيتُ لا لِأَقولَ الله قَريبٌ، بَل إِنَّهُ هُنا دائِمًا مَعَ شَعبِهِ. لَقَد أَتَيتُ لِأَبقى مَعَكَ، فَإِن طَلَبتَني تَجِدني وَإِن بِأَوجُهٍ وَأَشكالٍ شَتَّى، وَلَكِنَّكَ بَعدَ مَعرِفَتِكَ لِشَخصي تَعرِفُ تَمامًا في قَرارَةِ نَفسِكَ، أَنِّي “أَنا هُوَ المـَسيح”. لَقَد أَنذَرتُ اليَهودَ وَحَذَّرتُهُم مِنَ صَنَمِيَّةِ عِبادَاتِهِم القائِمَةِ عَلى الأَحرُفِ. لَقَد أَعطَيتُهُم التَّعليمَ الصَّحيح، فإِن كانَت هُوِيَّةُ المـَشيحا تُعرَفُ بِالسَّلام، فَهُم رَفَضوا تَعليمي وَمَحَبَّتي الَّتي تُعطيهِم السَّلامَ الحَقيقي. رَفضُهُم لِذاتي جَعَلَهُم يَطلُبونَ مَسيحًا مُساوٍ لمـُعتَقَداتِهِم، مِمَّا جَعَلَهُم يَرَونَني وَلا يَعرِفونَني.
يُعَدُّ النِّسيانُ ضَعفًا في الذَّاكِرَة، أَو مَرَضًا يُصيبُها، أَمَّا في الحَياةِ الرُّوحِيَّة، يَتَّصِلُ بِروحِ الشَّرِّ، لِكَونِهِ يُعاكِسُ التَّذَكُّر أَي عَيش الحَضرَة الإِلَهِيَّة. البَعضُ يَرى فيهِ فائِدَةً عِندَما يَتَّصِلُ بِالجِراح، وَالبَعضُ الآخَر يَرى فيهِ لَعنَةً لِأَنَّهُ يَحُدُّ الإِنسانَ في مَعرِفَتِهِ لِنَفسِه. مِنَ المـُمكِن أَن يُعالَجَ داءُ النِّسيان، بَعدَ تَحديدِ أَسبابِهِ الأَساسِيَّة، مَع الأَخذِ بِعَينِ الإِعتِبار العُمر. نَتَوَقَّفُ نَحنُ اليَوم عِندَ النِّسيان مِنَ النَّاحِيَةِ الرُّوحِيَّة، وَالَّذي يُصيبُ مُعظَمَنا، وَالدَّواءُ الوحيدُ لَهُ هُوَ الصَّلاةُ اليَقِظَة الَّتي تَضَعُنا أَمامَ حَضرَةِ الله،ِ وَالقَلبُ فينا مُتَّقِدٌ بِالحُبّ. إِذا كانَ الَّذينَ رَفَضوا الرَّبَّ عادوا وطَلَبوهُ وَلَم يَجِدوهُ لِحُكمِهِ الثَّابِت عَلَيه، لِيَكُن قَصدُكَ التَّذَكُّرَ الدَّائِم لِما قَد أَتَمَّهُ مِن أَجلِكَ وَحُبًّا بِكَ أَنت.
رَبّي يَسوع، ها كَلِمَتُكِ تُصيبُ قَلبي بِالرَّوعِ وَالرُّعبِ، أَخشى أَن أَعيشَ لَحظَةً واحِدَةً مِن دونِكَ أَنتَ. الحَياةُ مِن دونِكَ مَوتٌ، لِذا يَا سَيِّدي الحَبيب، أَرجوكَ أُسكُب دائِمًا عَلى قَلبي نَدى حُبِّكَ، لِكَي لا يَعرِفَ القَساوَةَ وَالجُحودَ أَبَدًا، بَل يَهُذُّ النَّهارَ وَاللَّيلَ بِاسمِكَ الطَّيِّبِ العَذب. نَقِّ ذاكِرَتي وَاشفِها يَا مُخَلِّصي، آمين.
تابعوا قناتنا
https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg
شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!