تابعونا على صفحاتنا

مقالات

يا يوسف ابن داود، لا تخف…!

يا يوسف ابن داود، لا تخف
دانييلي كرسيبي، حلم القدّيس يوسف، 1625

موقع Allah Mahabba – يا يوسف ابن داود، لا تخف…!

أراهُ، الشابُّ-الحَبيبُ، المُشتَعِلُ حُبَّاً، وَقَد هَتَفَ لَهُ المَلاكُ تِلكَ الصَرخَةِ.
حيرَتُهُ، ما تَكَلَّمَ عَلَيهِا أحَدٌ: أفي الحُلُمِ يُكَلِّمُني العَليُّ الذي إختارَ حُبِّيَ لَمَريَمَ وَحُبَّ مَريَمَ ليَ، لِيُحَقِّقَ حُلُمَ إبنِهِ بالتأنُّسِ حُبَّاً بأرفَعِ خَلائِقِهِ؟ أنَحنُ حُلُمَ الرَبِّ كَما الرَبُّ حُلُمُنا؟ أبَينَ يَدَيَّ سأحمِلُ حُلُمَ الأجيالِ، الحامِلَ على مَنكِبَيهِ صَليبَ البَشَرِيَّةِ؟
وَكانَ تأكيدٌ: “… إنَّ الَذي كُوِّنَ في مَريَمَ هوَ مِنَ الروحِ القُدُسِ… هوَ الَذي يُخَلِّصُ!”
مِريَمُهُ التي إختارَها، سَيَصنَعُ القَديرُ بِها العَظائِمَ.
مَريَمُهُ التي يُحِبُّها، سَتُطَوِّبُها جَميعُ الأجيالِ.
هيَ مَريَمُهُ وَهوَ يوسُفُها، مِن آدمَ القائِلَ في بَدءِ التَكوينِ: “لَقَد خِفتُ” الى عَمّانوئيلَ، وَتَفسيرُهُ “إلَهُنا مَعَنا.”
وَهُم سَيُسَمُّونَهُ إبنَ يوسُفَ.
وأسرَعَ الى يَقظَةِ مَريَمَ، وَبالروحِ تَهَلَّلَ: المَسيحُ سَنَذوقَهُ في حياتِنا طالِعاً مِنَ السِرِّ، مُرتَسِماً مِن أحشائِكِ الى بَصيرَتي في وِحدَةِ الضياءِ الإلَهيِّ المُعانِقِ الألَقِ البَشَريِّ. هو إنعِتاقُ الأنا مِن ذاتِها والإرتِفاعُ بِها نَحوَ شَغَفِ الأسمى، أقوى مِن أيِّ خَوفٍ. وَما سُكناهُ في وَسَطِنا إلَّا سُكنى خَلقٍ جَديدٍ يوَطِّدُ القُربى… لِنَلمُسَ مِن آخِرِ ظُلمَتِنا، مِن آخِرِ وِحشَتِنا، ضياءَهُ القائِمَ أبَداً… أجَل! يا مَريَمَتي: في وجودِ رَحمَتِهِ يَنغَمِسُ قَلبُنا الواحِدُ، وَنَلقى جَميعُنا عِلَّتَنا، إذذاكَ لا حاجَةَ بَعدُ الى غُربَةِ دَينونَةٍ لأنَّ مَواثيقَ الحَياةِ قَد تَجَذَّرَت.”
وَلِيوسُفِها، تَمتَمَت مَريمُ: أجَل! سَيأتي خالِقُنا مِنَّا.
فَيا أيَّها الَذي بالحُبِّ أبصَرَ حُلُمَ اللامُتَناهيَ، أعطِنا أن نُدرِكَ في يَوميَّاتِنا سِرَّ الآتيَ خُبزَ حَياتِنا الأبَدِيَّةِ.
وَيا مَن بِهِ صارَ الحُلُمُ مَشروعاً يُبَرعِمُ إنتِظاراتِ الخالِقَ، إجعَلنا دائِمي الهُتافِ لَهُ في حَجِّنا إلَيهِ: “مُبارَكٌ أنتَ… مِن أينَ ليَ أن يأتيني رَبِّيَ!”
أيَّها الآتي إلَينا حَيثُ كُلُّ وِلادَةٍ نُبؤَةٌ، إرفَعنا تَمجيدَكَ لِنَغتَبِطَ في أحشائِكَ وَيَبقى “نَعَمُنا” الأوَّلُ والأخيرُ إلَيكَ، عَلى مِثالِ يوسُفَ لِمَريَمِهِ وَمَريَمُ ليوسُفِها، وَقَد تَعَلَّماكَ مِن بَعضِهِما البَعضِ، فَصارا كِلاهُما لَكَ.

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg

شكراً لزيارة موقعنا وقراءة “يا يوسف ابن داود، لا تخف…!”. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!