موقع Allah Mahabba أحد البيان ليوسف
سفر أشعيا 7: 10 – 15
وعَادَ الرَّبُّ فَكلَّم آحَازَ قائلًا:
«سَلْ لِنَفْسِكَ آيَةً مِن عِند الرَّبِّ إِلَهِكَ، سَلهْا إمّا في العُمْقِ وإمّا في العَلاءِ مِن فَوْقُ».
فَقَالَ آحَازُ: «لاَ أَسْألُ وَلاَ أُجَرِّبُ الرَّبَّ».
فَقَالَ أشعيا: «إسْمَعُوا يَا بَيْتَ دَاوُدَ. أقَلِيلٌ عِندَكُمْ أَنْ تُسئمُوا النَّاسَ حَتَّى تُسْئِمُوا إِلَهِي أَيْضاً؟
فلذلك يؤتيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: «هَا إن الصبِّية تَحْمِلُ فَتَلِدُ ٱبْناً وَتَدْعُو ٱسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ.
يأكُلُ لبنًا حليبًا وَعَسَلاً إلى أَن يعَرِفَ أَنْ يَرْذُلَ الشَّرَّ وَيَخْتَارَ الْخَيْرَ.»
رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس 3: 1 – 13
يا إِخوَتِي، أَنَا بُولُس، أَسِيرَ المَسيحِ يَسُوعَ مِنْ أَجْلِكُم، أَيُّهَا الأُمَم…
إِنْ كُنْتُم قَدْ سَمِعْتُم بِتَدْبِيرِ نِعْمَةِ اللهِ الَّتي وُهِبَتْ لي مِنْ أَجْلِكُم،
وهوَ أَنِّي بِوَحْيٍ أُطْلِعْتُ على السِرّ، كَمَا كَتَبْتُ إِلَيكُم بإِيْجَازٍ مِنْ قَبْل،
حِينَئِذٍ يُمْكِنُكُم، إِذَا قَرَأْتُمْ ذلِكَ، أَنْ تُدْرِكُوا فَهْمِي لِسِرِّ المَسِيح،
هذَا السِّرِّ الَّذي لَمْ يُعْرَفْ عِنْدَ بَنِي البَشَرِ في الأَجْيَالِ الغَابِرَة، كَمَا أُعْلِنَ الآنَ بِالرُّوحِ لِرُسُلِهِ القِدِّيسِينَ والأَنْبِيَاء،
وهُوَ أَنَّ الأُمَمَ هُم، في المَسِيحِ يَسُوع، شُرَكَاءُ لَنَا في المِيرَاثِ والجَسَدِ والوَعْد، بِوَاسِطَةِ الإِنْجِيل،
ألَّذي صِرْتُ خَادِمًا لَهُ، بِحَسَبِ هِبَةِ نِعْمَةِ اللهِ الَّتي وُهِبَتْ لي بِفِعْلِ قُدْرَتِهِ؛
لي أَنَا، أَصْغَرِ القِدِّيسِينَ جَمِيعًا، وُهِبَتْ هذِهِ النِّعْمَة، وهِيَ أَنْ أُبَشِّرَ الأُمَمَ بِغِنَى المَسِيحِ الَّذي لا يُسْتَقْصى،
وأَنْ أُوضِحَ لِلجَمِيعِ مَا هُوَ تَدْبِيرُ السِّرِّ المَكْتُومِ مُنْذُ الدُّهُورِ في اللهِ الَّذي خَلَقَ كُلَّ شَيء،
لِكَي تُعْرَفَ الآنَ مِن خِلالِ الكَنِيسَة، لَدَى الرِّئَاسَاتِ والسَّلاطِينِ في السَّمَاوات، حِكْمَةُ اللهِ المُتَنَوِّعَة،
بِحَسَبِ قَصْدِهِ الأَزَلِيِّ الَّذي حَقَّقَهُ في المَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا،
الَّذي لَنَا فيهِ، أَيْ بِالإِيْمَانِ بِهِ، الوُصُولُ بِجُرْأَةٍ وثِقَةٍ إِلى الله.
لِذَلِكَ أَسْأَلُكُم أَنْ لا تَضْعُفَ عَزِيْمَتُكُم بِسَبَبِ الضِّيقَاتِ الَّتي أُعَانِيهَا مِنْ أَجْلِكُم: إِنَّهَا مَجْدٌ لَكُم!
إنجيل القدّيس متّى 1: 18 – 25
أَمَّا مِيلادُ يَسُوعَ المَسِيحِ فَكانَ هكَذَا: لَمَّا كانَتْ أُمُّهُ مَرْيَمُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُف، وقَبْلَ أَنْ يَسْكُنَا مَعًا، وُجِدَتْ حَامِلاً مِنَ الرُّوحِ القُدُس.
ولَمَّا كَانَ يُوسُفُ رَجُلُها بَارًّا، ولا يُرِيدُ أَنْ يُشَهِّرَ بِهَا، قَرَّرَ أَنْ يُطَلِّقَهَا سِرًّا.
ومَا إِنْ فَكَّرَ في هذَا حَتَّى تَرَاءَى لَهُ مَلاكُ الرَّبِّ في الحُلْمِ قَائِلاً: «يَا يُوسُفُ بنَ دَاوُد، لا تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ ٱمْرَأَتَكَ، فَٱلمَوْلُودُ فِيهَا إِنَّمَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ القُدُس.
وسَوْفَ تَلِدُ ٱبْنًا، فَسَمِّهِ يَسُوع، لأَنَّهُ هُوَ الَّذي يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُم».
وحَدَثَ هذَا كُلُّهُ لِيَتِمَّ مَا قَالَهُ الرَّبُّ بِالنَّبِيّ:
هَا إِنَّ العَذْرَاءَ تَحْمِلُ وتَلِدُ ٱبْنًا، ويُدْعَى ٱسْمُهُ عِمَّانُوئِيل، أَي ٱللهُ مَعَنَا.
ولَمَّا قَامَ يُوسُفُ مِنَ النَّوْم، فَعَلَ كَمَا أَمَرَهُ مَلاكُ الرَّبِّ وأَخَذَ ٱمْرَأَتَهُ.
ولَمْ يَعْرِفْهَا، فَوَلَدَتِ ٱبْنًا، وسَمَّاهُ يَسُوع.
التأمّل
”يا يُوسُفَ ابنَ داود، لا تَخَف أَن تَأتيَ بإِمرأَتِكَ مَريَم إِلى بَيتِكَ“
مَفاصِلُ الحَياةِ الأَساسِيَّة، تُحَدَّدُ مَعَ القَراراتِ الحاسِمَة الَّتي لا رُجوعَ عَنها. في الحَقيقَةِ إِنَّها سُنَّةُ الحَياة، لا بُدَّ لِكُلٍّ مِنَّا مِن أن يَدخُلَ إِلى حَلَبَةِ الصِّراعِ المـَعنَويّ، حَيثُ تُمَحَّصُ رَغبةُ قَلبِنا بِالنِّارِ فَنَسبِرَها، وَعَلَيها يُبنى مَشروعُ حَياتِنا. في الغالِبِ نَقول، لِكُلِّ شَخصٍ طَريقُهُ الخاصّ وَدَعوَتُهُ الخاصَّة، وَهَذِهِ عَلَيها أَن تَلقى تَمامَ اكتِمالِها في الله. هَذا الطَّريق وَهَذِهِ الدَّعوَة لَها بِداياتُها وَلَها جُذورُها، فَمَن يُغَيِّبُ عَنهُ الأَساسَ يَنسى الهَدَف، وَيَضِلَّ الطَّريق. في أُولى صَفَحاتِ إِنجيلِ مَتَّى نَتَأَمَّلُ في دَعوَةَ القِدّيسِ يُوسُف، كمِرآةِ اِختِبارٍ لأنفسِنا في الحَياة. يَومَ ظَهَرَ المـَلاكُ لِيُوسُفَ في الحُلُمِ ناداهُ بِاسمِهِ “يا يُوسُفَ ابنَ داود”، مُبَيِّنًا لَهُ هُوِيَّتَهُ المـُتَجَزِّرَةَ في قَلبِ التَّاريخِ المـُقَدَّس. مِن خِلالِ هذا النِّداءِ التَّذكيريّ استَطاعَ يُوسُف بِدَورِهِ أَن يَقولَ “نَعَم”، عَلى مِثالِ خِطِّيبَتِهِ العَذراءَ مَريَم. هَكذا هِيَ حالُ كُلٍّ مِنَّا، مِن دونِ ذاكَ الصَّوتِ الإِلَهيّ الَّذي يُذَكِّرُنا بِهُوِيَّتِنا، لَن نَستَطيعَ البَدءَ في مَسيرَةِ دَعوَتِنا الشَّخصِيَّة.
يَا بُنَيَّ، أَنا الَّذي عَرَفتُكَ، وَبِالتَّالي أَعرِفُ خَيرَكَ الأَسمى. أوَّلاً يأخُذُكَ الخَوفُ دائِمًا مِن ذاتِكَ، وَثانِيًا يُبعِدُكَ عَنِّي. مِنَ الجَيِّدِ أَن تَسمَعَ لِلخَوفِ الَّذي فيكَ، فَهوَ يَكشِفُ لَكَ كُلَّ أَجنِحَةِ الظَّلامِ الكامِنَةِ في قَلبِكَ. مَعَهُ تَتَعَرَّفُ بِالأَكثَر وَفي العُمقِ عَلى كُلِّ جِراحِ طُفولَتِكَ الَّتي تَعمَلُ فيكَ وَأَنتَ غَيرُ مُدرِكٍ لَها. إِسمَع لِلخَوفِ الَّذي فيكَ، وَلَكِن لا تَركُن عِندَهُ وَلا تَعمَلَ بِحَسَبِ إِملآتِهِ عَلَيكَ، وَإِلَّا لَن تَستَطيعَ الإِقدامَ خُطوَةً واحِدَةً إِلى الأَمام. إِسمَع لِخَوفِكَ لِتَتَعَرَّفَ عَلى مَصدَرِه، وَلِكَي تَعرِفَ أَيَّ قُوَّةٍ تَكمُنُ بِنِعَمَتي الَّتي مَعَها تُحَرَّرُ مِن قُيودِ المـاضي، لِتَسيرَ في خُطًى ثابِتَةً إِلى الأَمامِ في مَسيرَةِ دَعوَتِكَ. هُوَّذا يُوسُف البارّ، لَقَد اعتَرى قَلبَهُ الخَوفُ وَلَكِنَّهُ أَصغى بِكُلِّيَّتِهِ لِصَوتِ مَلاكي المـُحَرِّر. لَقَد تَرَكَ الخَوفَ جانِيًا لِيَكونَ ذاتَهُ أَي يوسُفُ ابنَ داوُد، وَلِكَي يَكونَ حارِسي وَراعِيَّ مَعَ أُمِّي العَذراءِ مَريَم. لَيسَ هذا وَحَسبُ بَل أَرادَ أَن أَكونَ خاصَّتَهُ حامِلًا اسمِهِ، لِأَنَّهُ مَعي عَرَفَ اسمَهُ الحَقيقيّ، المـُتَجَزِّرِ في تَدبيرِ اللهِ الخَلاصيّ في التاريخ. إِذًا يَا وَلَدي إِنزَع عَنكَ ثَوبَ الخَوفِ، وَاركُن لِصَوتِ السَّلامِ الَّذي بِهِ أُخاطِبُكَ.
لِكَي يَكونَ الإِنسانُ مَسؤولًا في الحَياةِ، يُطلَبُ مِنهُ نُضجًا في الكِيان. فَلَيسَ كُلُّ مَن يَشغَلُ مَنصِبًا هُوَ مَسؤولٌ في المـَعنى العَميق، بَل كُلُّ مَن يَتَحَمَّلُ الأَعباءَ المـُتَأَتِّيَةَ مِن مَنصِبِهِ هُوَ المـَسؤولُ في الحَقيقَة. قُلنا المـَسؤولِيَّةُ تَستَدعي نُضجًا يُكَوَّنُ عَلى مُستَوَيَين: مَعرِفَةُ الذَّات، وَالتَّمَرُّسُ عَلى مَوضوعٍ مُعَيَّن. مَعرِفَةُ الذَّاتِ تَنجَلي في مُعتَرَكِ التَّمَرُّس، وَهُنا يُدرِكُ الإِنسانُ رَغبَتَهُ العَميقَة، الَّتي يَجِبُ أَن تُلقى عَلَيها أَنوارُ الرُّوحِ القُدُسِ في الصَّلاة. التَّمَرُّسُ عَلى المـَسؤولِيّةِ يُعَرِّفُ الإِنسانَ عَلى قُدُراتِهِ الذَّاتِيَّة وَقُوَّةِ الإِرادَةِ الَّتي يَمتَلِكُها، وَرُغمَ هذا الأَمر، يَكتَشِفُ الإِنسانُ أَنَّهُ بِحاجَةٍ إِلى عَونٍ إِلَهيّ يُزيلُ مِنهُ الخَوف. لِيَكُن قَصدُكَ التَّوقُّفَ عِندَ الشُّعورِ الَّذي يَبعَثُ فيكَ الشَّجاعَةَ في الحَياة.
رَبِّي يَسوع، إِنِّي أَعلَمُ عِلمَ اليَقينِ أَنِّي مِن دونِكَ لا أَستَطيعُ شَيئًا وَأَنِّي ما زِلتُ وَلَدًا مُراهِقًا في الحَياة، لا أَستَطيعُ تَحَمُّلَ أَعباءِ المـَسؤولِيَّةِ الَّتي تَحُثُّني دائِمًا عَلَيها. شَدِّدني بِنِعمَتِكَ، قَوِّني بِمَحَبَّتِكَ، وَضُمَّني بِحَنانِكَ يَا سَيِّدي الحَبيب، كَيما أَستَطيعَ التَّغَلُّبَ عَلى كُلِّ أَصواتِ الخَوفِ الَّتي تَعتَريني وَتَرميني في ماضِيَّ؛ فَأَنتَ حياتي كُلَّها، آمين. …
تابعوا قناتنا
https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg
شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!