موقع Allah Mahabba السبت من أسبوع مولد يوحنّا
رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة 10: 1 – 13
يا إِخوَتِي، إِنَّ بُغْيَةَ قَلْبي وتَضَرُّعِي إِلى اللهِ مِنْ أَجْلِ بَنِي إِسْرَائِيلَ لِيَخْلُصُوا.
فأَنَا أَشْهَدُ لَهُم أَنَّ فيهِم غَيْرَةً لله، وَلكِنْ بِدُونِ مَعْرِفَةٍ صَحيحَة.
فقَدْ جَهِلُوا بِرَّ الله، وحَاوَلُوا أَنْ يُثْبِتُوا بِرَّ أَنْفُسِهِم، فَلَمْ يَخْضَعُوا لِبِرِّ الله؛
لأَنَّ غَايَةَ الشَّرِيعَةِ إِنَّمَا هِيَ المَسِيح، لِكَي يَتَبَرَّرَ بِهِ كُلُّ مُؤْمِن.
وقَدْ كَتَبَ مُوسَى عَنِ البِرِّ الَّذي هُوَ مِنَ الشَّرِيعَةِ فَقَال: «مَنْ يَعْمَلُ بِأَحْكَامِ الشَّرِيعَةِ يَحْيَا بِهَا».
أَمَّا عَنِ البِرِّ الَّذي هُوَ مِنَ الإِيْمَانِ فَيَقُول: «لا تَقُلْ في قَلْبِكَ: مَنْ يَصْعَدُ إِلى السَّمَاء؟»، أَيْ لِيُنْزِلَ المَسِيحَ مِنَ السَّمَاء.
ولا تَقُلْ: «مَنْ يَهْبِطُ إِلى الهَاوِيَة؟»، أَيْ لِيُصْعِدَ المَسِيحَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات.
بَلْ مَاذَا يَقُول؟ «الكَلِمَةُ قَرِيبَةٌ مِنْكَ، في فَمِكَ وَقَلْبِكَ»، أَيْ كَلِمَةُ الإِيْمَان، الَّتي نُنَادِي بِهَا.
فَإِنِ ٱعْتَرَفْتَ بِفَمِكَ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الرَّبّ، وآمَنْتَ بِقَلْبِكَ أَنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات، تَخْلُص.
فالإِيْمَانُ بِالقَلْبِ يَقُودُ إِلى البِرّ، والٱعْتِرَافُ بِالفَمِ يَقُودُ إِلى الخَلاص؛
لأَنَّ الكِتَابَ يَقُول: «كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ لا يُخْزَى».
فلا فَرْقَ بَيْنَ يَهُودِيٍّ ويُونَانِيّ، لأَنَّ الرَّبَّ هُوَ نَفْسُهُ لِجَميعِهِم، يُفِيضُ غِنَاهُ عَلى جَمِيعِ الَّذِينَ يَدْعُونَهُ.
فَكُلُّ مَنْ يَدْعُو ٱسْمَ الرَّبِّ يَخْلُص.
إنجيل القدّيس يوحنّا 5: 31 – 36
قالَ الربُّ يَسوعُ (لليهود): «لَوْ كُنْتُ أَنَا أَشْهَدُ لِنَفْسِي لَمَا كَانَتْ شَهَادَتِي مَقْبُولَة.
ولكِنَّ آخَرَ يَشْهَدُ لِي، وأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ الشَّهَادَةَ الَّتِي يَشْهَدُهَا لِي صَادِقَة.
أَنْتُم أَرْسَلْتُم إِلى يُوحَنَّا فَشَهِدَ لِلحَقّ.
وأَنَا لا أَسْتَمِدُّ الشَّهَادَةَ مِنْ إِنْسَان، ولكِنْ مِنْ أَجْلِ خَلاصِكُم أَقُولُ هذَا:
كَانَ يُوحَنَّا السِّرَاجَ المُوقَدَ السَّاطِع، وأَنْتُم شِئْتُم أَنْ تَبْتَهِجُوا بِنُورِهِ سَاعَة.
أَمَّا أَنَا فَلِي شَهَادَةٌ أَعْظَمُ مِنْ شَهَادَةِ يُوحَنَّا: أَلأَعْمَالُ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ أَنْ أُتَمِّمَهَا، تِلْكَ الأَعْمَالُ نَفْسُهَا الَّتِي أَعْمَلُهَا، تَشْهَدُ أَنَّ الآبَ أَرْسَلَنِي.
التأمّل
”أَمَّا أَنا فَلا أَتَلَقَّى شَهادَةَ إِنسانٍ“
صاحِبُ الثِّقَةَ بِالنَّفسِ يُعرَفُ عَن سِواهُ، بِشَجاعَتِهِ وَإِقدامِهِ، فَلا يَخشى وَلا يَخافُ مِنَ القَراراتِ الصَّعبَة، لأَنَّ ما لَدَيهِ مِنَ القُوَّةِ الذَّاتِيَّة، يُمَكِّنهُ مِنَ الوُلوجِ في مُعتَرَكِ الحَياةِ، عَلى الرُّغمِ مِن مَصاعِبِها. مِنَ المـُهِمِّ التَّنَبُّهَ لِعامِلِ الثِّقَةِ في تَكوينِ الإِنسان، فَالثِّقَةُ تُكتَسَبُ في التَّربِيَةِ وَيُمَرَّنُ عَلَيها عَن طَريقِ كَشفِ وَتَنمِيَةِ قُدُراتِ الإِنسان. في البِدايَةِ نَأخُذُ شَجاعَتَنا بِأَنفُسِنا مِن مُحيطِنا، مُنذُ اللَّحظَةِ الَّتي نَبدَأُ فيها إِن بِالكَلامِ، أَو بِالوُقوفِ عَلى قَدَمَينا. نَظرَةُ الآخَرين تُكَوِّنُ لَنا نَظرَتَنا عَن أَنفُسِنا، وَعَلى هذا الأَساسِ الثِّقَةُ بِاللهِ تُظَهَّرُ مِن خِلالِ ثِقَتِنا بِأَنفُسِنا وَبِالآخَرينَ وَأَيضًا بِسُبُلِ الحَياةِ. مَن جُرِحَت ثِقَتُهُ بِنَفسِهِ، يَصعُبُ عَلَيهِ أَن يَنفَتِحَ بِالإِيمانِ عَلى اللهِ إِن شُوِّهَت لَدَيهِ صورَتَهُ القُدُّوسَة. عِندَئِذٍ يَشعُرُ الإِنسانُ أَنَّهُ مَتروكٌ مِنَ العِزَّةِ الإِلَهِيَّة. وَحدَها النِّعمَةُ الإِلَهِيَّةُ تَشفي القَلبَ المـُنكَسِرَ وَالمـُنسَحِق، فَيَستَطيعَ أَن يَنطَلِقَ في الحَياةِ انطِلاقَةً قِوامُها الخَيرُ الأَسمى، لِكَوِنِه ثَبُتَ في ذاتِهِ بِشَهادَةِ الرُّوحِ القُدُسِ.
يا بُنَيَّ، أَنتَ الَّذي تَقِفُ خائِفًا قَلِقًا أَمامَ كُلِّ ما يَحدُثُ في حَياتِكَ. أَنتَ الَّذي تَهُزُّكَ كَلِماتُ مُحاوريكَ، وَبِبِضعَةِ أَحرُفٍ تُجرَحُ، وَيُمَزَّقُ القَلبُ فيك. أَنتَ الَّذي تَنتَظِرُ ثَناءَ الآخَرينَ عَلَيكَ وَتَشجيعَهُم، وَآراءَهُم فيكَ، أُريدُكَ مَعي أَن تُحَرَّرَ مِن كُلِّ قَيدٍ، فَتُكَوَّنَ نَظرَتُكَ لِنَفسِكَ، انطِلاقًا مِن عَلاقَتِكَ بي، فَتَعرِفَ الحَياة. لِتَكونَ لَكَ الثِّقَةُ بِنَفسِكَ، عَلَيكَ أَن تَعتَمِدَ عَلَيَّ، أَي أَن تُؤمِنَ بي. وَإِن جُبِلتَ مِن أَديمِ الأَرضِ، وَجَعَلَتكَ الأَحداثُ وُفقَ مَرامِكَ، فَمَعي تَصيرُ خَلقًا جَديدًا. مَتى تَرَكتَ ضَوضاءَ العالَمِ وَأَثَرِها البَليغُ عَلَيكَ، وَمَتى أَصغَيتَ لِكَلِمَتي وَحدَها، عِندَئِذٍ تَستَطيعُ أَن تَكونَ أَنتَ عَلى حَقيقَتِك. لا شَيءَ أَجدَرَ بِكَلِمَتي لِيُكَوِّنَ الثِّقَةَ في قَلبِكَ، وهذا الأَمرُ يَستَدعي مِنكَ أَن تَستَضيفَها بِرَحابَةِ صَدرٍ، تارِكًا إِيَّاها تَثبُتُ فيك. مَعي لا يَعودُ يُغريكَ ثَناءُ العالَمِ، وَلا مَديحُهُ وَلا كُلُّ اتِّهاماتِهِ. بِقُوَّةِ الرُّوحِ القُدُسِ، تَتَلَقَّى شَهادَتي الَّتي تَقومُ عَلى مَحَبَّتي المـُطلَقَةِ لَكَ، وَتَتَلَقَّى ثَنائي وَتَشجيعي لِتَكونَ مِقدامًا رَسولَ سَلامٍ وَبَرَكَةٍ وَخَير. مَعي تَدخُلُ مُعتَرَكَ الحَياةِ لِتَخرُجَ مِنها مُنتَصِرًا وَلَكَ شَهادَةُ القَلبِ وَالضَّمير.
تكَلَّمنا عَن الثِّقَةِ الَّتي يَجِبُ أَن تَقتَرِنَ بِالفِطنَةِ وَالحِكمَة، وَإِلَّا أَودَت بِصاحِبِها إِلى الهاوِيَة. تَمتازُ شَخصِيَّةُ الرَّبّ يَسوع بِالكَمالِ القائِمِ عَلى الإِتِّزانِ وَالرَّزانَةِ وَالإِعتِدالِ وَالحُبّ. في كُلِّ مَرَّةٍ يُعرِبُ الرَّبُّ يَسوعَ عَن عَمَلٍ، يَعودُ وَيَنسِبُهُ لِلآبِ السَّماويّ. لَقَد عَرَفَ بِالتَّمامِ إِنسانِيَّتَنا، كَم فيها مِنَ الضُّعفِ وَالهَشاشَة، إِلَّا أَنَّهُ لَم يُعطِها مُبَرِّرًا، بَل بَيَّنَ ما فيها مِنَ القُدرَةِ الإِلَهِيَّة، عِندَما يُلقى كُلُّ الإِتِّكالِ عَلى الله. مِن هُنا لَم يَكُن يَسوع لِيَنتَظِرَ مَوقِفَ النَّاسِ مِنهُ، وَلَم تَتَوَقَّف رِسالَتُهُ عِندَ آراءِ الجُموع، بَل كانَ يَنظُرُ دائِمًا إِلى إِرضاءِ المـَشيئَة الإِلَهيَّة، وَواضِعًا كُلَّ ثِقَتِهِ بِالآب. إِذًا، الثِّقَةُ تَعني الحُبَّ، فَمِن هُنا لِيَكُن قَصدُكَ الوُثوقَ بِاللهِ وَالتِماسِ شَهادَةَ روحِهِ فيكَ وَمَرضاتَهُ الأَبَوِيَّة.
رَبِّي يَسوع، يَا طَريقًا تَقودُنا دَومًا إِلى الآب. يَا سُلَّمًا يَرتَفِعُ نَحوَ السَّماء، يَا إِلَهي وَمُخَلِّصي، نَقي صورَتَكَ فِيَّ، وَحَرِّر قَلبي وَعَقلي مِن كُلِّ انتِظارٍ أَرمي بِهِ نَفسي عِندَ آراءِ النَّاس. أَرجوكَ رَبِّي خُذني دَومًا مِن ذاتي إلَيكَ. أَرجوكَ إِلَهيّ، إِشفِ سَمَع قَلبي، كَيما أَسمَعَ شَهادَةَ الرُّوحِ القُدُسِ فِيَّ، فَأَكونَ بِدَوري شاهِدًا لَكَ في حَياتي، آمين...
تابعوا قناتنا
https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg
شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!