موقع Allah Mahabba الثلاثاء من أسبوع مولد يوحنّا
رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة 9: 6 – 13
يا إِخوَتِي، هذَا لا يَعْني أَنَّ كَلِمَةَ اللهِ قَدْ سَقَطَت! فَلَيْسَ جَميعُ الَّذِينَ مِنْ إِسْرائيلَ هُم إِسْرائِيل!
ولا لأَنَّهُم نَسْلُ إِبْرَاهيمَ هُم جَميعًا أَولادُ إِبرَاهيم، بَل «بِإِسْحقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ».
وذلِكَ يَعْني أَنَّ أَوْلادَ الجَسَدِ لَيْسُوا هُم أَوْلادَ الله، بَلْ إِنَّ أَوْلادَ الوَعْدِ هُم يُحْسَبُونَ نَسْلاً لإِبْرَاهيم؛
لأَنَّ كَلِمَةَ الوَعْدِ هِيَ هذِهِ: «سَأَرْجِعُ في مِثْلِ هذَا الوَقْت، ويَكُونُ لِسَارةَ ٱبْنٌ!».
ومَا ذلِكَ فَحَسْب، بَلْ إِنَّ رِفْقَةَ أَيْضًا قَدْ حَمَلَتْ مِنْ رَجُلٍ وَاحِد، أَيْ مِنْ أَبينَا إِسْحق.
وقَبْلَ أَنْ يُولَدَ عِيسُو ويَعْقُوب، ويَفْعَلا خَيْرًا أَو شَرًّا، فَلِكَي يَظَلَّ قَصْدُ اللهِ في ٱخْتِيَارِهِ قَائِمًا
لا على الأَعْمَال، بَلْ عَلى اللهِ الَّذي يَدْعُو، قِيلَ لِرِفْقَة: «أَلأَكْبَرُ يَكُونُ عَبْدًا لِلأَصْغَر»،
كَمَا هوَ مَكْتُوب: «أَحْبَبْتُ يَعْقُوب، وأَبْغَضْتُ عيسُو».
إنجيل القدّيس متّى 11: 11 – 15
قالَ الربُّ يَسوعُ (للجموع):«أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: لَمْ يَقُمْ في مَواليدِ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا المَعْمَدَان، ولكِنَّ الأَصْغَرَ في مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ.
ومِنْ أَيَّامِ يُوحَنَّا المَعْمَدَانِ إِلى الآن، مَلَكُوتُ السَّمَاواتِ يُغْصَب، والغَاصِبُونَ يَخْطَفُونَهُ.
فَالتَّوْرَاةُ والأَنْبِيَاءُ كُلُّهُم تَنَبَّأُوا إِلى أَنْ أَتَى يُوحَنَّا.
وإِنْ شِئْتُم أَنْ تُصَدِّقُوا، فهُوَ إِيلِيَّا المُزْمِعُ أَنْ يَأْتي.
مَنْ لَهُ أُذُنَانِ فَلْيَسْمَعْ!
التأمّل
”وَإِن شِئتمُ أَن تُصَدِّقوا، فَهوَ إِيلِيَّا المـُزمِعُ أَن يَأتي“
أَلنُّبُؤَةُ حَولَ مَجيءِ المـَسيحِ المـُخَلِّص، استَدعَت مِن عُلَماءِ الشَّريعَةِ وَاليَهودِ انكِبابًا وَبَحثًا مُضنِيًا في الأَسفارِ المـُقَدَّسَة. مِنَ الجَيِّدِ جِدًّا البَحثُ عَن الحَقائِقِ الإِلَهِيَّةِ وَلَكِن يَجدُرُ أَيضًا التَّنَبُّهُ مِنَ الضَّلالِ، وَإِلَّا تَغدو كُلُّ الإِجتِهاداتِ مُنهِكَةً لِلنَّفسِ وَلا جَدوى لَها. إِنطِلاقًا مِن هُنا يَجدُرُ بِكُلِّ قارِئِ أَن يَكونَ مُلِمًّا بِمـَعرِفَةِ قَصدِ الكاتِبِ وَأَفكارِهِ، وَهُنا عَلى مَن يُريدُ مَعرِفَةَ تَدبيرِ الله الخَلاصيّ، يَستَدعي مِنهُ الأَمرُ أَن يَأخُذَ لَهُ مُرشِدًا وَنَعني بِهِ الرُّوحُ القُدُس. إِذا كانَ لِكُلِّ لُغَّةٍ قَواعِدَ وَمَفاتيحَ أَساسِيَّة لتَعَلُّمِها وَإِتقانِها، هَكَذا هِيَ الحالُ في مَوضوعِ فَهمِ قَصدِ اللهِ وَمَشيئَتِه. البَعضُ يَقولُ إنَّ أُمورَ اللهِ تَستَدعي مِنَ الإِنسانِ مَعرِفَةً في عِلمِ اللَّاهوت، وَالبَعضُ الآخَرُ يَقولُ لِكَي تُعرَفَ مَشيئَةُ اللهِ، يُطلَبُ صَفاءُ نِيَّةٍ وَنَقاوَةُ قَلبٍ، لِأَنَّ اللهَ يُحاوِرُ الجَميع. في كِلا الحالَتَين قَد نَقَعُ في شَرَكٍ، وَرُبَّما قَد نَصِل، وَلَكِن ما يُطلَبُ ِمِنَّا في الحالَتَينِ أَمرَين: تَمَرُّسٌ عَلى التَّمييز، وَانفِتاحٌ عَلى أَنوارِ الرُّوحِ القُدُس- البارَقليط.
يَا بُنَيَّ، لَقَد جِئتُ إِلَيكَ مُعَلِّمًا في شُؤونِ السَّماء، جِئتُ إِلَيكَ لِأُعطيكَ فَهمًا روحِيًّا، عُلوِيًّا يُمَكِّنُكَ أَن تَعرِفَ سِرَّ حُضوري، وَحَرَكَةَ أَفعالي في حَياتِكَ اليَومِيَّة. ماذا يَنفَعُكَ إِن كُنتَ عالِمًا بِكُلِّ شُؤونِ الدُّنيَوِيَّاتِ، وَأَنتَ عَن نَفسِكَ غَريب؟ ماذا يَنفَعُكَ فَهمُ الكُتُبِ إِذا لَم يَتَوَفَّر لَدَيكَ القَصدُ الثَّابِتُ عَلى اتِّباعِ الحَقِّ وَعَيشِه؟ الكَتَبَةُ وَمُعَلِّمو الشَّريعَةِ وَكَهَنَةُ الشَّعبِ قَرَأوا الكُتُبَ المـُقَدَّسَةَ وَلَكِنَّهُم فَهِموا وَفَسَّروا وُفقَ غاياتِهِم الشَّخصِيَّة وَآمالِهِم الذَّاتِيَّة بَعيدًا عَن روحِ الكِتابِ نَفسِه. مِن هُنا أَنتَ مَدعُوٌّ لِأَن تَعرِفَ الحَقَّ الَّذي يُحَرِّرُكَ مِن روحِ الحَرفِ، وَيَتَحَقَّقُ بِفِعلِ وَقُوَّةِ روحيَ القُدُّوسِ. هُوَ يَمنَحُكَ روحَ العِلمِ وَالـمَعرِفَةِ وَالتَّقوى، هُوَ مُرشِدُكَ الحَقيقيّ. أُنظُر لَقَد شاءَ التَّلاميذُ أَن يَفهَموا الكُتُب، فَلَم يَستَطيعوا فَهمَها عَلى ضَوءِ واقِعِهِم، فَكُنتُ لَهُم المـُعَلِّم بِقُوَّةِ الرُّوح. المـَطلوبُ مِنكَ أَن تَرى كَلِمَتي تُرافِقُكَ في خِضَمِّ أَيَّامِكَ، وَأَن تَرى كُلَّ واقِعِكَ في قَلبِ كَلِمَتي الخَلاصِيَّة. لَقَد جَعَلتُ كُلَّ حَياتي بَينَ يَدَيكَ لِتَكونَ لَكَ بِمـَثابَةِ المـِرآةِ، وَهُنا لا تَعودُ مَعرِفَتُكَ فَقهَ الكُتُبِ، بَل عَيشَ المـَحَبَّة عَلى ضَوءِ حَياتي الشَّخصِيَّة.
اختَلَفَت تَعاليمُ الرَّابِيِّينَ في فَهمِهِم لِمـَواقيتَ مَجيءِ المـَسيحِ الرَّبّ، إِلَّا أَنَّهُم أَجمَعوا على أَنَّها سَتكونُ أَيَّامَ بَرَكَةٍ وَسَلام. إِختَلفوا أَيضًا عَلى وَجهِهِ بَينَ قائِدٍ مِلِكٍ مِن بَيتِ داوُد، وَبَينَ عَبد يَهوَه المـُتَأَلِّم. أَمامَ كُلِّ ضائِقَةٍ دينِيَّةٍ وَإِجتِماعِيَّةٍ وَسِياسِيَّة، كانَت قُلوبُهُم تَصرُخُ هُوشَعنا-يَا رَبُّ خَلِّص. كانوا يَتَرَصَّدونَ حَرَكَةَ التَّاريخِ وَالأَحداثِ إِلَّا أَنَّهُم غَفِلوا حَرَكَةَ الرُّوحِ القُدُسِ، بَسَبَبِ زَعمِهِم أَنَّهُم فُهَماءَ وَعُقَلاء. هَذا الأَمرُ يُقَدِّمُ لَنا تَعليمًا بَالِغًا في أَن نَتَنَبَّهَ جَيِّدًا لِصَنَمِيَّةِ فِكرِنا وَمَحدودِيَّةِ نَظرَتِنا. لِكَي نَستَطيعَ فَهمَ عَلاماتِ الله في حَياتِنا، يَتَوَجَّبُ عَلَينا أَن نَدخُلَ إِلى أَعماقِ كَيانِنا، لِكَي نُدرِكَ ما الَّذي نَنتَظِرهُ مِنَ الرَّبّ. لِيَكُن قَصدُكَ التَّنَبُّه لِعَلاماتِ روحِ اللهِ الحاضِرِ فيكَ.
رَبِّي يَسوع، أَنتَ مُعَلِّمُ الحَقِّ، لِأَنَّكَ في ذاتِكَ الحَقُّ. أَرجوكَ رَبِّي مُدَّني اليَومَ بِحِكمَةِ روحِكَ القُدُّوس، حَتَّى أَنصاعَ لِعَلاماتِكَ المـُمَيَّزَة في حَياتي، فَأَتبَعُها وَأَنا في حالَةٍ مِنَ التَّتَلمُذِ وَالتَّمَرُّسِ عَلى فَهمِ مَقاصِدِكَ الَّتي هِيَ كُلُّها خَيرٌ وَنِعمَةٌ وَسَلام. يا مُعَلِّمَ الرُّسُلِ عَلِّمني كَيفَ أَقرَأُ كَلِمَتَكَ، وَكَيفَ أُحَقِّقُها أَفعالًا في حَياتي، آمين.
تابعوا قناتنا
https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg
شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!