موقع Allah Mahabba الاثنين من أسبوع مولد يوحنّا
رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة 9: 1 – 5
يا إِخوَتِي، إِنِّي أَقُولُ الحقَّ في المَسِيح، لا أَكْذِب، وضَميري شَاهِدٌ لي في الرُّوحِ القُدُس:
إِنَّ في قَلبي حُزْنًا شَديدًا، ووَجَعًا لا يَهْدَأ.
أَوَدُّ لَو أَكُونُ أَنَا نَفسي مَحْرُومًا، مَفْصُولاً عَنِ المَسِيح، في سَبيلِ إِخْوَتي، بَني قَومِي بِحَسَبِ الجَسَد،
وهُم بَنُو إِسْرائِيل، ولَهُمُ التَّبَنِّي والمَجْدُ والعُهُودُ والشَّرِيعَةُ والعِبَادَةُ والوُعُود،
ولَهُمُ الآبَاء، وَمِنهُمُ المَسِيحُ بِحَسَبِ الجَسَد، وهوَ فَوقَ الجَميعِ إِلَهٌ مُبَارَكٌ إِلى الدُّهُور. آمين.
إنجيل القدّيس لوقا 1: 67 – 80
إِمْتَلأَ زَكَرِيَّا مِنَ الرُّوحِ القُدُس، فَتَنبَّأَ قائِلاً:
«تَبَارَكَ الرَّبُّ، إِلهُ إِسْرَائِيل، لأَنَّهُ ٱفْتَقَدَ شَعْبَهُ وٱفْتَدَاه.
وأَقَامَ لنَا قُوَّةَ خَلاصٍ في بَيْتِ دَاوُدَ فَتَاه،
كمَا تَكَلَّمَ بِفَمِ أَنْبِيَائِهِ القِدِّيسِينَ مُنْذُ القَدِيم،
لِيُخَلِّصَنَا مِنْ أَعْدَائِنَا، ومِنْ أَيْدي جَمِيعِ مُبغِضِينَا،
ويَصْنَعَ رَحْمَةً مَعَ آبَائِنَا، ويَذْكُرَ عَهْدَهُ المُقَدَّس،
ذاكَ القَسَمَ الَّذي أَقسَمَهُ لإِبرَاهِيمَ أَبِينَا، بِأَنْ يُنْعِمَ عَلَينا،
وقَدْ نَجَوْنَا مِنْ أَيْدِي أَعْدَائِنَا، أَنْ نَعبُدَهُ بِلا خَوْف،
بِالقَدَاسَةِ والبِرِّ، في حَضْرَتِهِ، كُلَّ أَيَّامِ حيَاتِنَا.
وأَنْتَ، أَيُّهَا الصَّبِيّ، نَبِيَّ العَلِيِّ تُدْعَى، لأَنَّكَ تَسِيرُ أَمَامَ وَجْهِ الرَّبِّ لِتُعِدَّ طُرُقَهُ،
وتُعَلِّمَ شَعْبَهُ الخَلاصَ بِمَغْفِرَةِ خَطَايَاهُم،
في أَحشَاءِ رَحْمَةِ إِلهِنَا، الَّتي بِهَا ٱفْتَقَدَنَا المُشْرِقُ مِنَ العَلاء،
لِيُضِيءَ على الجَالِسِينَ في ظُلْمَةِ المَوْتِ وظِلالِهِ، ويَهْدِيَ خُطَانَا إِلى طَرِيقِ السَّلام.»
وكَانَ الصَّبيُّ يَكْبُرُ ويَتَقَوَّى في الرُّوح. وكانَ في البَرارِي إِلى يَوْمِ ظُهُورِهِ لإِسْرَائِيل.
التأمّل
”يَذكُرُ عَهدَهُ المـُقَدَّس، ذاكَ القَسَمَ الَّذي أَقسَمَهُ لإبراهيمَ أَبينا“
يَبحَثُ الإِنسانُ في حَياتِهِ عَن ضَماناتٍ تَزيدُهُ دَفعًا لِيَكونَ جريئًا في سَعيِهِ نَحوَ الأَفضَل. وَلَكِن لَيسَ هُناكَ أَيَّةُ ضَمانَةٍ خارِجَ ما هُوَ قَويٌّ وَقَدير، وَآمِنٌ في ذاتِهِ. هذا ما نَجِدُهُ بَيِّنًا مُنذُ فَجرِ الحَضاراتِ في تَنظيمِ القَبائِلِ وَالشُّعوبِ لِيَكونَ لَها أَمنَها الذَّاتي مِن قِوى دِفاع لِتَحفَظَ أَمنَها. كُلُّ الضَّماناتِ الَّتي يَرتَكِزُ عَلَيها الإِنسان، هِيَ ضَماناتٌ مُؤَقَّتَةٌ وَظَرفِيَّة، تَسقُطُ مَعَ تَبَدُّلِ العَلاقاتِ وَتَغَيُّرِ المـَصالِحِ وَالظُّروف، وَهذا الأَمرُ يُعيدُ الإِنسانَ لِيَبحَثَ مِن جَديدٍ عَن ضَماناتٍ تُعطيهِ أَمانًا لِقَلبِه، فَلَن يَجِدَ إِلَّا اللهَ وَحدَهُ بَعدَما يَختَبِرُهُ في عُمقِ واقِعِهِ الإِنسانيّ. عِندَما يُكَلِّمُنا الكِتابُ المـُقَدَّس عَن العَهدِ الَّذي أَقسَمَهُ اللهُ للإِنسان، يُريدُ مِن هَذِهِ البُشرى أَن يَقولَ لَنا: اللهُ وَحدَهُ هُوَ ضَمانَتُكُم إِلى الأَبَد، لِأَنَّ الكُلَّ يَتَغَيَّرُ وَيَتَبَدَّل، أَمَّا الله فَهوَ ثابِتٌ مِنَ الأَزَلِ وَإِلى الأَبَد. ثابِتٌ عَلى مَحَبَّتِهِ. لِأَنَّ اللهَ حَياةٌ في ذاتِهِ فَهوَ يَجعَلُ مِن عَهدِهِ حَدَثًا آنِيًّا في كُلِّ مَرَّةٍ يُريدُ الإِنسانُ مَعرِفَةَ مَشيئَتِهِ، فَيَعرِفَها بالخَيرِ الأَسمى.
يَا بُنَيَّ، لَقَد أَقَمتُ عَهدي مَعَكَ، بِهَدَفِ مَصلَحَةٍ واحِدَة، وَغايَةٍ وَاحِدَة وَمَطمَعٍ وَاحِد، هُوَ أَنِّي أُحِبُّكَ حُبًّا مُطلَقًا، فَلا رُجوعَ عَن حُبِّي وَعَهدي لَكَ أَبَدًا أَبَدًا. قَد تَختَبِرُ في حَياتِكَ الكَثيرَ وَالكَثيرَ مِنَ الجِراحِ وَالطَّعَناتِ وَالخِيانات، إِلَّا أَنِّي أَبقى لَكَ الضَّمانَةَ الأَوحَد. حَدَثُ اختِبارِ زَكَرِيَّا لِنِعمَتي أَعادَهُ إِلى غابِرِ الأَيَّام، فَقَرأَ كُلَّ أَحداثِ التَّاريخِ المـُقَدَّس عَلى ضَوءِ عَهدي الَّذي لَم يَتَبَدَّل. هَكذا أَنتَ مَدعُوٌّ في اللَّحَظاتِ الَّتي لا تَعودُ تَرى فيها نوري مُشرِقًا في قَلبِكَ، عَلَيكَ أَن تَعودَ وَتَتَطَلَّع إِلى عَمَلِ نِعمَتي فيكَ، فَتَرجِعَ إِلى حُبِّكَ الأَوَّل. مَن يَقرَأُ الكُتُبَ المـُقَدَّسَة، لِيَأخُذَ مِنها رُوحَ الحَياةِ هُوَ بِمـَثابَةِ الَّذي يُجَدِّدُ نُذورَهُ في كُلِّ لَحظَة. قَد تَسأَلُ كَيفَ يَكونُ هذا؟ مَن يَنذُرُ يَضَعُ قَسَمَهُ أَمامَهُ، وَمَن يَتَأَمَّلُ في كَلِمَتي يَضَعُ قَسَمي أَمامَهُ وَبِالتَّالي لَن يَستَطيعَ أَن يَحيا ما نَذَرَهُ إِن لَم يُدرِك عُمقَ مَحَبَّتي لَهُ، الَّتي صِغتُها بِعَهدي الأَبَديّ مَعَه. مَضمونُ عَهدي أَنِّي أَبقى لَهُ إِلَهًا دائِمًا أَبَدًا، أَي أَنِّي لَن أَخذُلَهُ عَلى الإِطلاقِ. مِن هُنا، عادَ زَكَرِيَّا إِلى العَهدِ الَّذي أَقسَمتُهُ لابراهيم، لِيَكونَ لي هُوَ كاهِنًا يُنبِئُ بِمَحَبَّتي اللَّامُتَناهِيَة.
مِنَ الحاجاتِ الضَّرورِيَّةِ عِندَ الإِنسانِ، حالَةُ الإِستِقرار، وَهَذِهِ تَستَدعي أَمرَين: أَمانٌ، وَرؤيَة. الأَوَّلُ يَستَلزِمُ الحِراسَة، فَعَلى الإِنسان أَن يَحرُسَ النِّعمَةَ المـُعطاةَ لَهُ، وَأَن يَعيشَ وُفقَها. وَالثَّانِيَة تَستَدعي التَّأَمُّلَ بِفِعلِ الإِيمانِ وَالرَّجاء. الأَمانُ يُؤتى مِنَ المـَحَبَّةِ الحَقيقيَّةِ وَالمـُحَرِّرَة، فَيَجِدُ الإِنسانُ سَلامَ القَلبِ وَطُمَأنينَةَ البال. الرُّؤيَةُ تُحَفِّزُ قِوى النَّفسِ عَلى المـُثابَرَةِ في عَيشِها لِسَلامِها وَاستِقرارِها المـُتَأَتِّي مِنَ الحَقيقَةِ الإِلَهِيَّة. مِن هُنا يَحتَوي مَضمونُ عَهدُ الله مَعَ الإِنسان الأَمانَ وَالرُّؤيَةَ، وَبِعَيشِ الأَخيرِ للفَضائِلِ الإِلَهِيَّة يَأمَنُ بِالإِستِقرارِ الرُّوحيّ. وَلَكِن هَل هُناكَ مِن إِستِقرارٍ في الحَياةِ الرُّوحِيَّة؟ إِنَّهُ عَمَلُ الرَّاعي الصَّالِح. لِيَكُن قَصدُكَ بُلوغَ الأَمانِ وَالرُّؤيَة، عبرَ الثِّقَةِ بِالله وَالصَّلاةِ لَهُ دائِمًا.
رَبِّي يَسوع، أَنتَ الَّذي أَقسَمتَ أَلَّا تُفارِقَني لَحظَةً فَكُنتَ لي العِمَّانوئيل. أَنتَ الّذي أَحبَبتَني للغايَة فَانجَلى عَهدُكَ واقِعًا. لِذَلِكَ يا إِلَهي أَنا الَّذي يُحارَبُ بِروحِ النِّسيان، أُلمـُس ذاكِرَتي وَطَهِّرها بِنِعَمَتِكَ فَأُنشِدَ تَعزِياتِكَ القَديمَة. أُلمـُس إِرادَتي فَأَتَمَسَّكَ بِوُعودي لَكَ، وَأَكونَ لَكَ بِعاطِفَتي وَحُبِّي أَمينًا كَما أَنتَ الأَمينُ في ذاتِكَ، آمين.
تابعوا قناتنا
https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg
شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!