موقع Allah Mahabba أحد مولد يوحنّا
سفر صموئيل الأوّل 1: 9 – 11. 19b – 22
وقَامَتْ حَنَّةُ، من بَعْدِ مَا أَكَلُوا فِي شِيلُو وشَرِبُوا، وكانَ عَالِي الْكَاهِنُ جَالِسًا عَلَى الْكُرْسِيِّ إلى دِعامَةِ هَيْكَلِ الرَّبِّ،
فَصَلَّتْ إِلَى الرَّبِّ في مَرارةِ نفْسِها وَبَكَتْ بُكَاءً
وَنَذَرَتْ نَذْراً وَقَالَتْ: «يَا رَبَّ الْقُوّات، إِنْ أنتَ نَظَرْتَ إلى بؤسِ أَمَتِكَ، وَذَكَرْتَنِي وَلَمْ تَنْسَ أَمَتَكَ وأَعْطَيْتَ أَمَتَكَ مولودًا ذكرًا، أُعْطِهِ لِلرَّبِّ لكُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهِ، وَلاَ يَعْلُو رَأْسَهُ مُوسًى».
وَعَرَفَ أَلْقَانَةُ حَنَّةَ زَوجَتَه، وَذَكَرَهَا الرَّبُّ .
فَكَانَ فِي ٱنقِضَاءِ الأيَّام أَنَّ حَنَّةَ حَمِلَتْ وَوَلَدَتِ ابْناً، فَدَعَتهُ صَمُوئِيلَ، لأنّها قَالَت: «مِنَ الرَّبِّ التمستُهُ».
وَصَعِدَ زَوجُها أَلْقَانَةُ وَكلُّ بَيْتِهِ لِيُقدّم لِلرَّبِّ الذَّبِيحَةَ السَّنَوِيَّةَ وَيَفِي بِنَذْرَهُ.
وَأمّا حَنَّةَ، فلَمْ تَصْعَدْ، لأَنَّهَا قَالَتْ لِزَوجِهَا: «مَتَى فُطِمَ الصَّبِيُّ، أذهَبُ بِهِ لِيَمثُل أَمَامَ الرَّبِّ وَيُقِيمَ هُنَاكَ إِلَى الأَبَدِ».
رسالة القدّيس بولس إلى أهل غلاطية 4: 21 – 31. 5: 1
يا إِخوَتِي، قُولُوا لي، أَنْتُمُ الَّذِينَ تُرِيدُونَ أَنْ تَكُونُوا في حُكْمِ الشَّرِيعَة، أَمَا تَسْمَعُونَ الشَّرِيعَة؟
فإِنَّهُ مَكْتُوب: كَانَ لإِبْراهيمَ ٱبْنَان، واحِدٌ مِنَ الجَارِيَة، ووَاحِدٌ مِنَ الحُرَّة.
أَمَّا الَّذي مِنَ الجَارِيَةِ فقَدْ وُلِدَ بِحَسَبِ الجَسَد، وَأَمَّا الَّذي مِنَ الحُرّةِ فَبِقُوَّةِ الوَعْد.
وفي ذلِكَ رَمْزٌ: فَسَارَةُ وهَاجَرُ تُمَثِّلانِ عَهْدَين، عَهْدًا مِنْ جَبَلِ سِينَاءَ يَلِدُ لِلعُبُوديَّة، وهُوَ هَاجَر؛
لأَنَّ هَاجَرَ هيَ جَبَلُ سِينَاءَ الَّذي في بِلادِ العَرَب، وتُوافِقُ أُورَشَليمَ الحَالِيَّة، لأَنَّهَا في العُبُودِيَّةِ هيَ وأَوْلادُهَا.
أَمَّا أُورَشَليمُ العُلْيَا فَهِيَ حُرَّة، وهِيَ أُمُّنَا؛
لأَنَّهُ مَكْتُوب: «إِفْرَحِي، أَيَّتُهَا العَاقِرُ الَّتي لَمْ تَلِدْ؛ إِنْدَفِعِي بِالتَّرْنِيمِ وَ ٱصْرُخِي، أَيَّتُهَا الَّتي لَمْ تَتَمَخَّضْ؛ لأَنَّ أَولادَ المَهْجُورَةِ أَكْثَرُ مِنْ أَولادِ المُتَزَوِّجَة».
أَمَّا أَنْتُم، أَيُّهَا الإِخْوَة، فإِنَّكُم أَوْلادُ الوَعْدِ مِثْلُ إِسْحق.
ولكِن، كَمَا كَانَ حِينَئِذٍ ٱلمَولُودُ بِحَسَبِ الجَسَدِ يَضْطَهِدُ المَوْلُودَ بِحَسَبِ الرُّوح، فَكَذَلِكَ الآنَ أَيْضًا.
ولكِن مَاذَا يَقُولُ الكِتَاب؟ » أُطْرُدِ الجَارِيَةَ وَٱبْنَهَا، لأَنَّ ٱبْنَ الجَارِيَةِ لا يَرِثُ معَ ٱبْنِ الحُرَّة».
إِذًا، أَيُّهَا الإِخْوَة، لَسْنَا أَوْلادَ جَارِيَة، بَلْ أَوْلادُ الحُرَّة.
إِنَّ المَسِيحَ قَدْ حَرَّرَنَا لِنَبْقَى أَحرارًا. فَٱثْبُتُوا إِذًا ولا تَعُودُوا تَخضَعُونَ لِنِيرِ العُبُودِيَّة.
إنجيل القدّيس لوقا 1: 57 – 66
تَمَّ زَمَانُ إِليصَابَاتَ لِتَلِد، فَوَلَدَتِ ٱبْنًا.
وسَمِعُ جِيرانُهَا وأَقَارِبُها أَنَّ الرَّبَّ قَدْ عَظَّمَ رَحْمَتَهُ لَهَا، فَفَرِحُوا مَعَهَا.
وفي اليَوْمِ الثَّامِنِ جَاؤُوا لِيَخْتِنُوا الصَّبِيّ، وسَمَّوْهُ بِٱسْمِ أَبِيهِ زَكَريَّا.
فأَجَابَتْ أُمُّهُ وَقالَتْ: «لا! بَلْ يُسَمَّى يُوحَنَّا!».
فقَالُوا لَهَا: «لا أَحَدَ في قَرابَتِكِ يُدْعَى بِهذَا ٱلٱسْم».
وأَشَارُوا إِلى أَبِيهِ مَاذَا يُريدُ أَنْ يُسَمِّيَهُ.
فطَلَبَ لَوْحًا وكَتَب: «إِسْمُهُ يُوحَنَّا!». فَتَعَجَّبُوا جَمِيعُهُم.
وٱنْفَتَحَ فَجْأَةً فَمُ زَكَرِيَّا، وٱنْطَلَقَ لِسَانُهُ، وَجَعَلَ يَتَكَلَّمُ ويُبَارِكُ ٱلله،
فَٱسْتَولى الخَوْفُ على جَمِيعِ جِيرانِهِم، وتَحَدَّثَ النَّاسُ بِكُلِّ هذِهِ الأُمُورِ في كُلِّ جَبَلِ اليَهُودِيَّة.
وكانَ كُلُّ مَنْ سَمِعَ بِذلِكَ يَحْفَظُهُ في قَلْبِهِ قَائِلاً: «ما عَسَى هذَا الطِّفْلُ أَنْ يَكُون؟». وكانَتْ يَدُ الرَّبِّ حَقًّا مَعَهُ.
التأمّل
”لا! بَل يُسَمَّى يُوحَنَّا!“
لِكُلِّ مَولودٍ عِنوانٌ وَهوَ اسمُه. في أَثناءِ تَكوينِ الطِّفلِ في أَحشاءِ أُمِّهِ، تَبدَأُ التَّساؤلاتُ الكَثيرَةُ تُحاكي الوالِدَين: مَن سَيُشبِه؟ ماذا سَيَحمِلُ مُستَقبَلُهُ؟ أَيُّ إِسمٍ يُفَضَّل أَن يُعطى لَهُ؟ وَتَبدَأُ رَغَباتُ الوالِدَينِ تُخاطِبُ الطِّفل وَهوَ ما زالَ جَنينًا، مِنها ما يَحمِلُ الخَوفَ وَالقَلَقَ عَلى مَصيرِهِ، وَمِنها ما تَحمِلُ الوُعودَ وَالأُمنِياتِ الجَميلَة. كُلُّنا تَكَوَّنّا مَعَ هَذِهِ الحالات إِلى أَن وُلِدنا. كُلُّنا أُعطِيَ لَنا اسماءٌ لَم نَختَرها، وَصارَ لَنا انتِماءٌ، بِتنا نُدافِعُ عَنهُ مِن خِلالِ دِفاعِنا عَن أَنفُسِنا. إِسمُنا الأَوَّل لَيسَ الَّذي نُعَرِّفُ فيهِ عَن أَنفُسِنا لِنُعرَفَ في وَسَطِ الجَماعَة، إِنَّما اسمُنا الأَوَّلُ هُوَ انتِماؤُنا لِعائِلَتِنا وَلِبيئَتِنا الَّتي تَبقى لَنا حَشًا وَإِن نَحنُ كَبُرنا. مَا بَينَ الإِسم ِالَّذي يُعَرِّفُ عَنَّا وَشُهرَتِنا هُناكَ الرَّابِطُ الدَّمَويُّ وَالهُوِيَّةُ الَّتي نُظَهِّرُها مَعَ عامِلِ الزَّمَن. لَقَد سَمَّى زَكَرِيَّا ابنَهُ يُوحَنَّا، أَي اللهُ تَحَنَّن، انِطلاقًا مِن تَذَكُّرِهِ لِوُعودِ الرَّبِّ الَّتي رآها قَريبَة، وَالَّتي سَيُهَيَّأُ لَها عَن طَريقِ التَّوبَةِ وَالرَّحمَة؛ يَتَّصِلُ الإِسمُ بِماضي الوالِدَينِ وَمُستَقبَلِ الوَلَد.
يَا بُنَيَّ، اليَومَ يُعلَنُ لَكَ اسمُ سابِقي يوحَنَّا، وَمَعناهُ اللهُ تَحَنَّنَ، لِكَي تَعلَمَ أَنَّ الطَّريقَ الَّذي يُؤَدِّي بِكَ إِلَيَّ يُعَدُّ بِالرَّحمَةِ وَاللُّطفِ وَالحَنان. لَيسَ هُناكَ مِن تَوبَةٍ خارِجَ هَذِهِ الثَّلاث الَّتي تَدفَعُكَ إِلى قَبولِ مَحَبَّتي المـُتَجَسِّدَة. لَقَد أَبى زَكَرِيَّا الكاهِنُ أَي يُسَمَّى ابنَهُ الوَحيد وُفقَ التَّقليدِ المـُتَوارِث أَي أَن يَحمِلَ إِمّا اسمَ وَالِدِهِ أَو جَدِّهِ، بَل أَرادَ أَن يَكونَ اسمَهُ وُفقَ اختِبارِهِ الحَيِّ لله، وُفقَ مَعرِفَتِهِ لِوُعودِ الله. مِن هُنا تَعَلَّم كَيفَ أَنَّ الإِسمَ يَحمِلُ التَّاريخَ وَيُحامي عَنهُ. يَومَ وَقَعَ إِسرائيلُ في حَيرَةٍ حَولَ عَمَلِ وَتَدبيرِ اللهِ في التَّاريخ، عادَ زَكَرِيَّا لِيَقول أَنَّ اللهَ مَحَبَّة، عَن طَريقِ تَسمِيَةِ سابِقي بِيوحَنَّا. هُوَّذا الكاهِنُ إِبنُ الشَّريعَةِ يَخرُجُ عَن الأَعرافِ وَالتَّقاليدِ حَتَّى المـُقَدَّسَة، لِكَي يَتَمَسَّكَ لا بِالحَرفِ بَل بِالرُّوح. خُذ لَكَ العِبرَةَ مِن هذا الشَّيخِ الجَليل، وَاطلِق إِسمًا يُعرِبُ عَن حُرِّيَّتِكَ وَاستِعدادِكَ لِقَبولِ مَجيئي إِلى حَياتِكَ. في مَولِدِ يُوحَنَّا بَدَأتِ الأَرضُ تَستَعِدُّ لِلحِراثَةِ وَالزَّرعِ، لِكَي تَأَتي مَواسِمُ الحَصادِ بِقُدومي أَزمِنَةً مَسيحانِيَّةً تَجعَلُ مِن تِلكَ البَرِّيَّةِ أَرضًا تَدُرُّ لَبَنًا حَليبًا وَعَسَلًا، فَيَصيرُ المـَلكوتُ هُنا، لأَنَّ أَبي السَّماوي تَحَنَّنَ عَلى شَعبِهِ وَافتَقَدَهُ.
كُلُّ إِسمٍ يُضافُ عَلَيهِ مَجموعَةُ أَسماءٍ، بَل أَوصافٌ وَنُعوتٌ انطِلاقًا مِن كَيفِيَّةِ مُمارَسَةِ الحَياةِ، وَاستِنادًا إلى شَكلِيَّةِ العَلاقاتِ في المـُجتَمَع. مِن خِلالِ هذِهِ النُّعوتِ نُصابُ بِالجِراحِ الكَثيرَة، وَمِنها ما يُؤتينا الشَّجاعَةَ لِكَيُ نُحِبَّ أَنفُسَنا. هذا الأَمرُ يُعَلِّمُنا أَمرًا أَساسِيًّا، أَلا وَهوَ لا يَكفي أَن نُطلِقَ الأَسماء، بَل عَلَينا أَن نَتَعَلَّمَ كَيفَ نَتَلَفَّظُها بِحُبٍّ وَاحتِرامٍ وَحَنان. أَن نَحتَرِمَ الشَّخصَ لِنَفسِه، هذا يَعني أَن نُخاطِبَهُ بِالإِسمِ الَّذي يُبَيِّنُ لَهُ كَرامَتَهُ وَمُقامَهُ في قَلبِ الله. كُلُّنا مَسؤولونَ عَن أَسمائِنا وَانتِمائِنا، فَإِن عُرِفنا باسمِ المـَسيحِ فَقَط بِسَبَبِ انتِماءٍ دينيّ، فَنَحنُ أَشقى النَّاسِ إِطلاقًا. لِيَكُن قَصدُكَ أَن تَشهَدَ للإِسمِ الَّذي جَعَلَ مِنكَ كَريمًا في عَينَي الآب، وَهُوَ الرَّبُّ يَسوع.
رَبِّي يَسوع، يَا مَن أَرَدتَ أَن تُعِدَّ طَريقَ قُدومِكَ بِعَلامَةِ الحَنانِ وَالرَّأفَة، فكانَ لِسابِقِكَ اسمًا يَحمِلُ صورَةً مِن هُوِيَّتِكَ الإِلَهِيَّةِ الَّتي رأَيناها بِتَجَسُّدِكَ العَظيم. يَا مُخَلِّصي يَسوع، تَحَنَّن عَلَيَّ، وَامنَحني الإِحساسَ وَالإِدراكَ التَّامَ للإِسمِ الَّذي نَقَشتَهُ في قَلبي وَلا يَعرِفُهُ أَحَدٌ إِلَّاكَ، كَيما أَحيا وُفقَ إِرادَتِكَ القُدُّوسَة اقتِداءًا بَنَذيرِكَ يوحَنَّا، آمين.
تابعوا قناتنا
https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg
شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!