موقع Allah Mahabba السبت من أسبوع زيارة العذراء
رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس 4: 1 – 7
يا إِخْوَتِي، أُنَاشِدُكُم أَنَا الأَسيرَ في الرَّبِّ أَنْ تَسِيرُوا كَمَا يَلِيقُ بالدَّعْوَةِ الَّتي دُعِيتُم إِلَيْهَا،
بكُلِّ تَوَاضُعٍ ووَدَاعَة، وبِطُولِ أَنَاة، مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُم بَعْضًا بِمَحَبَّة،
ومُجْتَهِدِينَ أَنْ تُحَافِظُوا عَلى وَحدَةِ الرُّوحِ بِرِبَاطِ السَّلام.
إِنَّ الجَسَدَ واحِدٌ والرُّوحَ وَاحِد، كَمَا دُعِيتُم أَيضًا بِرَجَاءِ دَعْوَتِكُمُ الوَاحِد؛
وإِنَّ الرَّبَّ وَاحِد، والإِيْمَانَ وَاحِد، والمَعمُودِيَّةَ وَاحِدَة؛
وإِنَّ اللهَ وَاحِدٌ وهُوَ أَبُو الجَمِيع، فَوقَ الجَمِيع، وبِالجَمِيعِ وفي الجَمِيع.
ولكِنْ لِكُلِّ واحِدٍ مِنَّا وُهِبَتِ النِّعْمَةُ على مِقْدَارِ عَطِيَّةِ المَسِيح.
إنجيل القدّيس لوقا 5: 27 – 32
خَرَجَ يَسُوعُ (من كفرناحوم)، فأَبْصَرَ عَشَّارًا ٱسْمُهُ لاوِي، جَالِسًا في دَارِ الجِبَايَة، فقَالَ لَهُ: «إِتبَعْنِي!».
فَتَرَكَ كُلَّ شَيء، وَقامَ وَتبِعَهُ.
وأَقَامَ لَهُ لاوِي وَليمَةً عَظِيمَةً في بَيْتِهِ، وَكانَ مُتَّكِئًا مَعَهُم جَمْعٌ كَبيرٌ مِنَ العَشَّارِينَ وَغَيرِهِم.
فَتَذَمَّرَ الفَرِّيسِيُّونَ وكَتَبتُهُم، وَقالُوا لِتَلامِيذِ يَسُوع: «مَا بَالُكُم تَأْكُلُونَ وَتَشْرَبُونَ مَعَ العَشَّارِينَ والخَطَأَة؟».
فأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُم: «لا يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلى طَبِيب، بَلِ الَّذِينَ بِهِم سُوء.
مَا جِئْتُ لأَدْعُوَ الأَبْرَار، بَلِ الخَطَأَةَ إِلى التَّوْبَة».
التأمّل
”ما جِئتُ لِأَدعُوَ الأَبرار، بَل الخَطَأَةَ إِلى التَّوبَة“
لِكُلِّ شَيءٍ في الحَياةِ قاعِدَة، عَلى أَساسِها تُقاسُ الأَشياء، وَتُعرَفُ عَمَّا إِذا كانَت سَليمَةً، صَحيحَةً وَمُطابِقَةً لِلمـِثالِ الحَقيقيّ الَّذي إِلَيهِ تَعودُ. في عَلاقاتِ النَّاسِ بَينَ بَعضِهِم البَعض، تَحتَلُّ القِيَمُ وَالمـَبادِئُ وَالمـَفاهيمُ مَكانًا واسِعًا تَدفَعُ النَّاسَ إِلى التَّحَلِّي بِخُلُقِيَّاتِ الحَياةِ وَحُسنِ التَّصَرُّفِ وَاللَّياقَةِ بِهَدَفِ عَيشِ المـَحَبَّةِ فيما بَينَهُم. مِن هُنا كُلُّ خُروجٍ عَن هَذِهِ الثَّلاث: القِيَم، المـَبادِئ وَالمـَفاهيم، المـُتَّفَق عَلَيها، هُوَ خُروجٌ عَن القاعِدَة. قاعِدَةُ المـُؤمِنِ تَقومُ عَلى شَخصِ الكَلِمَة المـُتَجَسِّد الَّذي يُكَوِّنُ هَذِهِ الثَّلاث في حَيِّزِ العَلاقات. وَهَكَذا المِـقياسُ الَّذي عَلى كُلِّ إِنسانٍ أَن يَعودَ إِلَيهِ هُوَ شَخصُ المـَسيح، حَيثُ تُصلَّحُ وَتُقَوَّمُ كُلُّ القِيَمِ وَالمـَبادِئِ وَالمـَفاهيم، وَعَلَيها يُصلِحُ الإِنسانُ سيرَتَهُ الذَّاتِيَّة. قالَ الرَّبُّ أَنَّهُ جاءَ مِن أَجلِ الخَطَأَة، بِهَدَفِ تَوبَتِهِم، لِكَي يُعايِنوا حَقيقَتَهُم أَمامَ مِرآةِ الحَقِّ وَالمـَحَبَّة فَيُصلَحوا. حاجَةُ الخاطِئ لَيسَ التَّأنيب، بَل القُدوَة وَالحُبّ وَالإِعتَرافَ بِهِ كَإِنسانٍ وَهذا ما أَتَمَّهُ يَسوع بِمَحَبَّتِهِ لَهُم.
يَا بُنَيَّ، تَنَبَّه لِلقاعِدَةِ الَّتي عَلى أَساسِها تَبني أَحكامَكَ تُجاهَ الآخَرين. أَعطِ الأَوَّلِيَّةَ لِلإِنسانِ قَبلَ أَن تُقَيِّمَهُ. الإِنسانُ مَهما عَرَفتَ عَنهُ يَبقى أَبعَدُ بِكَثيرٍ مِن كُلِّ تَصَوُّراتِكَ، فَلِكُلِّ شَخصٍ عالَمُهُ وَاتِّصالُهُ الخاصّ بي. لا يَحِقُّ لَكَ أَن تُصَنِّفَ النَّاسَ بَينَ خَطَأَةٍ وَأَبرارٍ، انطِلاقًا مِمَّا تُعايِنُ مِن أَقوالِهِم وَتَصَرُّفاتِهِم وَحَتَّى أَفعالِهِم، فَأَنتَ لا تَعرِفُ في العُمقِ دَوافِعَهُمُ الأَساسِيَّة الَّتي عَلَيها قاموا بِأَفعالِهِم. كَم مِنَ المـَرَّاتِ نَظَرتَ إِلى أَفعالِ خَيرٍ مُتَأَتِّيَةٍ مِن أَشخاصٍ، مَعَ عامِلِ الزَّمَنِ تَبَيَّنوا لَكَ عَلى عَكسِ انتِظاراتِكَ. كَم مِنَ المـَرَّاتِ تَوَقَّفتَ أَمامَ أَفعالِ شَرٍّ كانَ الَّذينَ اقتَرَفوها ضَحِّيَتَها الأُولى، لِسَبَبٍ أَنتَ تَجهَلُهُ، فيما كانَت قُلوبُهم بَريئَة وَبَسيطَة وَلَم تُدرِك قُبحَ تِلكَ الأَفعال. أَن تَدَعَ الحُكمَ لي، هذا لا يَعني أَلَّا تُمَيِّزَ بَينَ الخَيرِ والشَّرّ، بَل عَلَيكَ أَن تُمَيِّزَ وَتُسَمِّيَ الأَشياءَ وُفقَ أَسمائِها الصَّحيحَة، وَلَكِن عَلَيكَ الفَصل بَينَ الفِعلِ وَفاعِلِهُ، لِأَنَّ الإِنسانَ دائِمًا في صَيرورَة، ما كانَ عَلَيهِ البارِحَة، لَيسَ إِيَّاهُ اليَوم. ما دامَت مَحَبَّتي فاعِلَة، ما إِن يَستَضيفَها الإِنسانُ حَتَّى يَتوب. لَقَد جِئتُ مِن أَجلِ الخَطَأَة لِيَعرِفوا الحُبَّ فَيُشفَوا.
لا يُمكِنُ للإِنسانِ أَن يَتَصالَحَ مَعَ نَفسِهِ إِن كانَ مُتَمَسِّكًا بِأَفعالِهِ. لا يُمكِنُهُ أَن يَتَجَدَّدَ بِالنِّعمَةِ إِن لَم يَسبِر مَبدَأَ أَفكارِهِ وَمُعتَقَداتِهِ. لا يُمكِنُهُ أَن يُدرِكَ قُوَّةَ الإِثمِ وَالخَطيئَة إِن بَقِيَ مُتَجاهِلًا للضَّرَرِ المـُتَأَتِّي مِنها. لا يُمكِنُهُ أَن يُغَيِّرَ مَسلَكَهُ إِن لَم يَكتَشِف مَسلَكًا أَرحَبَ وَأَجمَلَ مِنهُ. لا يُمكِنُهُ أَن يَتَصالَحَ مَع سِواه إِن لَم يَقبَل أَوَّلًا مُصالَحَةَ اللهِ لَهُ. التَّوبَةُ تَتَوَقَّفُ عَلى أَمرَين: قَبولُ رَحمَةِ الله، وَالعَمَلُ وُفقَها. لَقَد جاءَنا الرَّبُّ بِالخَلاصِ الَّذي يَعني شِفاءَ الوُجود، أَي إِعادَةَ وَضعِ الأَشياء في نِصابِها الصَّحيحَة، بَعدَ تَبَعثُرِها. مَن خُلِقَ عَلى صورَةِ اللهِ، فَقَد خُلِقَ لِلمَجد، وَحُبًّا بِهذا المـَجدِ عَلَيهِ أَن يَعمَل. لِيَكُن قَصدُكَ استِضافَةَ المـَسيح بِقَلبٍ تائِب، كَيما تَستَضيفَ المـُختَلِفَ عَنكَ بِالرَّحمَة.
رَبِّي يَسوع، يا مِن جِئتَ مِن أَجلِ خَلاصي، لِكَي تُرَمِّمَ الصُّورَةَ الَّتي بِإِرادَتي شَوَّهتُها وَمَزَّقتُها. يا إِلَهي الحَبيب مَجيئُكَ إِلَيَّ، لَهُوَ دَليلُ رَحمَةٍ لامُتَناهِيَة. قُدومُكَ إِلَيَّ أَعَدَّ ليَ الطَّريقَ الَّذي عَلَيَّ أَن أَسلُكَهُ لِكَي أُقدِمَ إِلَيكَ. هَبني روحَ الحِكمَةِ لِأَعي خَطيئَتي وَأَنا ماثِلٌ أَمامَ رَحمَتِكَ. أَشكُرُكَ رَبِّي لِأَنَّكَ جِئتَ لِتَشفِيَني بِحُضورِكَ المـَجيد، آمين.
تابعوا قناتنا
https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg
شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!