موقع Allah Mahabba يوم الجمعة من أسبوع زيارة العذراء
رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس 3: 14 – 21
با إِخوَتِي، أَجْثُو على رُكْبَتَيَّ لِلآب،
الَّذي مِنهُ تُسَمَّى كُلُّ أُبُوَّةٍ في السَّمَاوَاتِ وعَلى الأَرْض.
لِكَي يُعْطِيَكُم بِحَسَبِ غِنَى مَجْدِهِ أَنْ تَشْتَدُّوا بِرُوحِهِ، لِيَقْوى فِيكُمُ الإِنِسَانُ الدَّاخِلِيّ،
فَيَسْكُنَ المَسِيحُ بِالإِيْمَانِ في قُلُوبِكُم، وتَكُونُوا في المَحَبَّةِ مُتَأَصِّلِينَ ومُؤَسَّسِين،
لِكَي تَقْدِرُوا أَنْ تُدْرِكُوا معَ جَمِيعِ القِدِّيسِينَ ما العَرْضُ والطُّولُ والعُلْوُ والعُمْق،
وأَنْ تَعْرِفُوا مَحَبَّةَ المَسِيحِ الَّتي تَفُوقُ المَعْرِفَة، لِكَي تَمْتَلِئُوا حَتَّى مِلْءِ اللهِ كُلِّهِ.
واللهُ القَادِرُ أَنْ يَعْمَلَ وَفْقَ قُدْرَتِهِ العَامِلَةِ فينَا مَا يَفُوقُ كُلَّ شَيء، أَكْثَرَ وأَبْعَدَ مِمَّا نَسْأَلُ أَو نَتَصَوَّر،
لَهُ المَجْدُ في الكَنِيسَةِ وفي المَسِيحِ يَسُوعَ إِلى جَمِيعِ أَجيَالِ دَهْرِ الدُّهُور. آمين.
إنجيل القدّيس مرقس 7: 24 – 30
مَضَى (يسوع) إِلى نَوَاحِي صُورَ وصَيْدَا. ودَخَلَ بَيْتًا، وكانَ يُريدُ أَلاَّ يَعْلَمَ بِهِ أَحَد، لكِنَّهُ لَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَتَخَفَّى عَنْهُم.
وفي الحَالِ سَمِعَتْ بِهِ ٱمْرَأَةٌ لَهَا ٱبْنَةٌ فِيها رُوحٌ نَجِس، فجَاءَتْ وٱرْتَمَتْ عَلَى قَدَمَيْه.
وكَانَتِ المَرْأَةُ وثَنِيَّةً مِنْ أَصْلٍ سُورِيٍّ فِينِيقِيّ. وكَانَتْ تَسْأَلُ يَسُوعَ أَنْ يُخْرِجَ الشَّيْطَانَ مِنِ ٱبْنَتِها.
فقَالَ لَهَا: «دَعِي البَنِينَ أَوَّلاً يَشْبَعُون، فلا يَحْسُنُ أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ البَنِين، ويُلْقَى إِلى جِرَاءِ الكِلاب».
فأَجَابَتْ وقَالَتْ لَهُ: «نَعَم، يَا رَبّ، لكِنَّ جِرَاءَ الكِلابِ تَأْكُلُ تَحْتَ المَائِدَةِ مِنْ فُتَاتِ البَنِين».
فقَالَ لَهَا: «مِنْ أَجْلِ كلامِكِ هذَا، ٱذْهَبِي، فَقَدَ خَرَجَ الشَّيْطَانُ مِنِ ٱبْنَتِكِ».
وعَادَتْ إِلى بَيْتِهَا، فوَجَدَتِ ٱبْنَتَهَا مُلْقَاةً عَلَى السَّرِير، وقَدْ خَرَجَ مِنْهَا الشَّيْطَان.
التأمّل
”نَعَم، يَا رَبُّ، لَكِنَّ جِراءَ الكِلابِ تَأكُلُ تَحتَ المائِدَةِ من فُتاتِ البَنين“
الإِنسانُ الَّذي يَعرِفُ خَيرَهُ، هُوَ يَستَفيدُ مِن كُلِّ شَيءٍ يَطالُ هذا الخَير وَيُحَقِّقَهُ. إِذا نَظَرنا مِن حَولِنا، نَجِدُ بَعضًا مِنَ النَّاسِ يَستَفيدونَ مِن كُلِّ كَلِمَةٍ، وَحَدَثٍ يَجري أَمامَهُم، وَيَأخُذونَ العِبَرَ لِحَياتِهِم. هَؤلاءِ النَّاسِ بِإِمكانِنا أَن نَقولَ فيهِم أَنَّهُم أَقرَبُ لِعَيشِ الإِيمانِ بِبُعدٍ عَمَليّ، لِكَونِهِم يَتَرَقَّبونَ عَمَلَ اللهِ الخَفيّ حَيثُ يَنظُرون وَيَتَلَمَّسونَ روحَهُ القُدُّوسِ فَيَتَجَدَّدون. يَجدُرُ بِنا مَعرِفَة الدَّافِع وَالمـُحَرِّك الَّذي يَجعَلُ الإِنسانَ يَستَفيدُ مِن كُلِّ شَيء، وَهوَ في الغالِبِ اتِّصالَهُ العَميق في نَفسِه، مِن حَيثُ يَعرِفُ أَيضًا أَنَّهُ بِإِمكانِهِ أَن يَتَطَوَّرَ ويَنمو، مِن خِلالِ كُلِّ ما يُقَدَّمُ لَهُ. إِتِّصالُ الإِنسانِ العَميقِ بِنَفسِهِ يُبَيِّنُ لَهُ حاجاتِهِ وَرَغَباتِهِ وَالسُّبُلَ إِلى تَلبِيَتِها. قَد تَكونُ السُّبُلُ إِيجابِيَّةً أَو سَلبِيَّة، إِلَّا أَنَّ اختِيارَهُ للإِيجابيّ يَقومُ عَلى خُلُقٍ حَميدَة، تَتَّصِلُ بِبُعدِ الإِيمان بِالله. إِذا أَمعَنَّا الإِصغاءَ لِصَرخَةِ المـَرأَةِ الكَنعانِيَّة، نَكتَشِفُ لَدَيها بُعدَ الإِيمان، وَذَلِكَ انطِلاقًا مِن تَوَجُّهِها للرَّبِّ يَسوع وَفَهمِها لِمـَعنى الفُتاتِ الَّذي يُحَقِّقُ خَيرها.
يَا بُنَيَّ، قَد تَرى في كَلامي لِلمـَرأَةِ الكَنعانِيَّةِ، نَبرَةً قاسِيَةً، لَم تَكُن لِتَتَصَوَّرَها تَتَأتَّى مِن وَداعَتي وَاتِّضاعي وَمَحَبَّتي. في عَلاقَتِكَ بي، قَد تَختَبِرُ في بَعضِ المـَرَّاتِ جَفافًا وَقَحطًا مِمَّا يَجعَلُكَ تَرفَعُ الصُّراخَ مُطالِبًا مُتَوَسِّلًا تَلبِيَةَ حاجاتِكَ. قَد تَشعُرُ أَنِّي أُخاصِمُكَ، وَلَكِن في الحَقيقَةِ أُمَحِّصُ رَغبَةَ قَلبِكَ العَميقَة، لِتَعرِفَ في الحَقيقَةِ صِدقَ وَقُوَّةَ مَطلَبِكَ. هَذِهِ حالَتي مَع المـَرأَةِ الكَنعانِيَّة، قَدَّمتُ لَها مَثَلًا، فَأَدرَكَت مَعناه، وَأَعلَنَت إِلى أَيِّ حَدٍّ تُقَدِّرُ نِعمَتي، فَكانَ لَها ما أَرادَت. القَليلُ مِن فُتاتِ النِّعمَةِ يَكفي لِيُعطيكَ حَياةً، هذا إِن عَرَفتَ ما أُعطيكَ. بِقَدرِ ما تَعرِفُ حاجاتِكَ وَرَغَباتِكَ جَيِّدًا بِهذا القَدرِ عَينِه تُقَدِّرُ ما يسُدُّها جَميعًا. إِن لَم تَكنُ لَكَ روحُ الفَقرِ، تَغدو جَشِعًا في مَطلَبِكَ وَإِن نِلتَ ما تُريدُهُ تَنسُبُهُ لِلَجاجَتِكَ، وَلَيس لِرَحمَتي عَلَيكَ. حُجَّةُ الإِيمانِ أَقوى مِن دِفاعِ المـُحامينَ، لِأَنَّها تَأتي مِن قَلبٍ يُصَلِّي وَيَطلُب. تَأتي مِن قَلبٍ صادِقٍ وَشَفَّاف، قَلبٍ يُحِبُّ قَضِيَّتَهُ المـَعطوفَةَ عَلى عَمَلي الخَلاصيّ. فُتاتُ الأَطفالِ يَغدو لِلفَقيرِ بِالرُّوحِ مَأدُبَةً لأَنَّهُ في قَرارَةِ نَفسِهِ يَنسُبُ لِذاتِهِ عَدَمَ الاستِحقاق، وَأَنَّ كُلَّ شَيءٍ مِنِّي هُوَ نِعمَةٌ عَظيمَة.
مَن يَنسُبُ لِنَفسِهِ عَدَمَ الاستِحقاق، هُوَ الَّذي عَرَفَ نَفسَهُ في قَحطِها وَفَقرِها وَعَوَزِها. مَن يَنسُبُ لِنَفسِهِ عَدَمَ الاستِحقاق هُوَ ذاكَ الَّذي يَشعُرُ بِالنَّقصِ الَّذي فيهِ، مِن دونِ أَن يَنسُبَ السَّبَبَ لِآخَرينَ أَو يُسقِطَهُ عَلى الله. هذا الشَّخصُ هُوَ الأَكثَرُ واقِعِيَّة، فَلا يَطلُبُ مِن سِواهُ شَيئًا خارِجًا عَن العَدلِ، وَالَّذي يَطلُبُ مِنَ الرَّبِّ كُلَّ شَيءٍ استِنادًا عَلى رَحمَةِ اللهِ وَغُفرانِه. يَحِقُّ للإِنسانِ أَن يَعيشَ حَياةً كَريمَة، يَحِقُّ للإِنسانِ الدِّفاعَ عَن كَرامَتِهِ، وَيَحِقُّ لَهُ أَن يَطلُبَ الصِّحَّةَ والهَناء، إِلَّا أَنَّ المـِقياسَ يَقومُ عَلى ما يُثَبِّتُ العَلاقَةَ مَع الله، قَبلَ أَيِّ شَيءٍ سِواه. المـَرأَةُ الكَنعانِيَّة تَجَرَّأَت أَن تَطلُبَ الخَلاصَ لابنَتِها، وَهيَ عالِمَةٌ أَنَّها غَيرَ مُستَحِقَّة، فَطَلَبت بِحُبّ. لِيَكُن قَصدُكَ أَن تَحيا بِالإِيمان.
رَبِّي يَسوع، أَنتَ كَريمٌ في عَطاياكَ وَسَخِيٌّ في مَحَبَّتِكَ، وَعَطوفٌ في مَوَدَّتِكَ لي، وَحَكيمٌ في خِطابِكَ مَعي. في كُلِّ مَرَّةٍ أَلتَقيكَ تُعيدُني إِلى نَفسي، وَفي كُلِّ مَرَّةٍ أَقِفُ أَمامَكَ أَبوحُ لَكَ عَن أَلَمي. صَغيرٌ أَنا رَبِّي، وَضَعيفٌ فَمِن دونِ رَحمَتِكَ عَلَيَّ، لَستُ بِشَيءٍ، وَبِمـَراحِمِكَ الغَزيرَةِ أَتَنَعَّمُ وَأَتَغَنَّى، أَعطِني مِن فُتاتِ قُربانِكَ زادًا لِأَحيا بِكَ، آمين. …..
تابعوا قناتنا
https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg
شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!