تابعونا على صفحاتنا

الإنجيل اليومي

الثلاثاء من أسبوع زيارة العذراء

موقع Allah Mahabba الثلاثاء من أسبوع زيارة العذراء

رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس 2: 1 – 10

يا إِخوَتِي، وأَنْتُم، فقَدْ كُنْتُمْ أَمْوَاتًا بِزَلاَّتِكُم وخَطَايَاكُم،

الَّتي سَلَكْتُم فيهَا مِنْ قَبْلُ بِحَسَبِ إِلهِ هذَا العَالَم، بِحَسَبِ رَئِيسِ سُلْطَانِ الجَوّ، أَي الرُّوحِ الَّذي يَعْمَلُ الآنَ في أَبْنَاءِ العُصْيَان؛

ومِنْهُم نَحْنُ أَيْضًا جَمِيعُنَا قَدْ سَلَكْنَا مِنْ قَبْلُ في شَهَواتِ إِنْسَانِنَا الجَسَدِيّ، عَامِلِينَ بِرَغَبَاتِهِ وأَفكَارِهِ، وكُنَّا بِالطَّبِيعَةِ أَولادَ الغَضَبِ كَالبَاقِين؛

لكِنَّ الله، وهُوَ الغنِيُّ بِرَحْمَتِهِ، فَلِكَثْرَةِ مَحَبَّتِهِ الَّتي أَحَبَّنَا بِهَا،

وقَدْ كُنَّا نَحْنُ أَيْضًا أَمْوَاتًا بِزَلاَّتِنَا، أَحْيَانَا معَ المَسِيح، وبِالنِّعْمَةِ أَنْتُم مُخَلَّصُون؛

ومَعَهُ أَقَامَنَا وَأَجْلَسَنَا في السَّمَاوَاتِ في المَسِيحِ يَسُوع،

لِيُظْهِرَ في الأَجْيَالِ الآتِيَةِ غِنَى نِعْمَتِهِ الفَائِقَة، بِلُطْفِهِ لَنَا في المَسِيحِ يَسُوع.

فَبِالنِّعمَةِ أَنْتُمْ مُخَلَّصُونَ بِواسِطَةِ الإِيْمَان: وهذَا لَيْسَ مِنْكُم، إِنَّهُ عَطِيَّةُ الله.

ولا هُوَ مِنَ الأَعْمَال، لِئَلاَّ يَفْتَخِرَ أَحَد؛

لأَنَّنَا نَحْنُ صُنْعُهُ، قَدْ خُلِقْنَا في المَسِيحِ يَسُوعَ لِلأَعْمَالِ الصَّالِحَة، الَّتي سَبَقَ اللهُ فأَعَدَّهَا لِكَي نَسْلُكَ فيهَا.

إنجيل القدّيس لوقا 10: 38 – 42

فيمَا (كَانَ يَسوعُ وتلاميذهُ) سَائِرين، دَخَلَ يَسُوعُ إِحْدَى ٱلقُرَى، فٱسْتَقْبَلَتْهُ في بَيتِهَا ٱمْرَأَةٌ ٱسْمُها مَرْتا.

وَكانَ لِمَرْتَا أُخْتٌ تُدْعَى مَرْيَم. فَجَلَسَتْ عِنْدَ قَدَمَي ٱلرَّبِّ تَسْمَعُ كَلامَهُ.

أَمَّا مَرْتَا فَكانَتْ مُنْهَمِكَةً بِكَثْرَةِ ٱلخِدْمَة، فَجَاءَتْ وَقَالَتْ: «يَا رَبّ، أَمَا تُبَالي بِأَنَّ أُخْتِي تَرَكَتْنِي أَخْدُمُ وَحْدِي؟ فَقُلْ لَهَا أَنْ تُسَاعِدَنِي!».

فَأَجَابَ ٱلرَّبُّ وَقَالَ لَهَا: «مَرْتا، مَرْتا، إِنَّكِ تَهْتَمِّينَ بِأُمُورٍ كَثِيرَة، وَتَضْطَرِبِين!

إِنَّمَا ٱلمَطْلُوبُ وَاحِد! فَمَرْيَمُ ٱخْتَارَتِ ٱلنَّصِيبَ ٱلأَفْضَل، وَلَنْ يُنْزَعَ مِنْهَا».

التأمّل             

        ”مَرتا، مَرتا، إِنَّكِ تَهتَمِّينَ بِأُمورٍ كَثيرَة، وَتَضطَرِبين!“

         عِندَما يَنصَبُّ الإِنسانُ عَلى عَمَلٍ مُحَدَّدٍ بِكُلِّ قِواه وَطاقاتِهِ وَقُدُراتِه، يَصيرُ مُستَهلَكًا مِن هذا العَمَل. تَوظيفُ الطَّاقَةِ في مَهَمَّةٍ واحِدَة يُؤَدِّي إِلى نَتائِجَ جَبَّارَة في مَجال العَمَل، إِلَّا أَنَّهُ يُخَسِّرُ الإِنسانَ قُدرَتَهُ عَلى التَّطَلُّعِ إِلى ما يُحيطُ بِهِ مِن أُمورٍ تُقَدِّمُ لَهُ الهَناءَ وَالرَّاحَةَ وَالسَّلام. مِنَ الأُمورِ الَّتي تَجعَلُ الإِنسانَ يَنشَدُّ إِلى عَمَلٍ أَكثَرَ مِن سِواهُ، المِثال وَالقُدوَة، تَشجيعُ الآخَرين، وَالإِطار الَّذي وُجِدَ فيهِ. هَذِهِ الثَّلاثَةُ تُؤَثِّرُ تَأثيرًا بالِغًا عَلى انعِطافِ الإِنسانِ إِلى ما يَلتَزِمُهُ في الحَياة. المِثالُ يُوَلِّدُ الطُّموحَ في النَّفس، وَالتَّشجيعُ يُؤَدِّي بِالإِنسان إِلى المـُغامَرَةِ مُتَخَطِّيًا الخَوفَ وَمُعتَمِدًا عَلى نَفسِه. الإِطارُ الإِجتِماعِيُّ يُوَجِّهُهُ لِتَحقيقِ نَفسِه وُفقَ حاجَةِ المـُجتَمَع. عَلَينا أَلَّا نَتَجاهَلَ أَنَّ هَذِهِ الثَّلاثَة قَد تُحَطِّمُ الإِنسانَ إِن أُسيءَ استِخدامُها. هُناكَ مِن تَأثيراتٍ عَلى التِزاماتِنا، وَهذا ما نَكتَشِفُهُ مِن خِلالِ حالَةِ مَرتا أُختِ مَريَم وَلَعازَر، إِذ اهتَمَّت لِدَعوَةِ الاستِضافَة، وَلَيسَ لِدَعوَةِ الرَّبِّ لَها فَتَقَهقَرَت وَارتَبَكَت.

         يَا بُنَيَّ، جَديرٌ بِكَ أَن تَعرِفَ في طَيَّاتِ صَدرِكَ ما يُريحُكَ وَما يُزعِجُكَ، وَفي الوَقتِ عَينِه تَبقى مُستَعِدًّا لِخِدمَةِ الآخَرين بِرَحابَةِ صَدرٍ وَسَلامِ قَلبٍ هانِئ. أُنظُر! إِلَيكَ مَثَلًا يُعطيكَ العِبَر البَنَّاءَة في الحَياة، وَهيَ عَزيزَتي مَريَمُ الَّتي استَضافَتني في بَيتها. لَقَد أَزعَنَت لِواجِبِ الضِّيافَةِ وَالعَمَلِ، وُفقَ ما تَرَبَّت عَلَيهِ مِن قِيَمٍ، وَوُفقَ عادَاتِ مُجتَمَعِها، إِلَّا أَنَّ رَغبَةَ قَلبِها حينَها كانَت في أَن تَمكُثَ مَعي، مِمَّا جَعَلَها تَضطَرِبُ وَتَنزَعِجُ مِن تَصَرُّفِ أُختِها مَريَم الَّذي يَعكُسُ رَغبَتَها العَميقَة في الواقِع. لَقَد أَثارَت الغَيرَةُ بِنَفسِها اشمِئزازًا، وَراحَت تَرى نَفسَها ضَحِيَّةً في هذا اللِّقاءِ الحَميم. الآخَرون يَستَمتِعونَ في الجُلوسِ مَعي، فيما هِيَ تَعمَل. تَعَلَّم مِمَّا تَقَدَّم، أَن تُصغيَ أَوَّلًا لِرَغبَةِ قَلبِكَ العَميقَة، الَّتي تَحُثُّكَ عَلى أَن تَترُكَ كُلَّ شَيءٍ وَتَكونَ مَعي، لِكَي تَكونَ حُرًّا مِن كُلِّ قُيودٍ وَإِن بانَت لَكَ عَلى أَنَّها جَيِّدَةٌ وَتَحتَوي عَلى الخَير. تَعَلَّم أَن تُعَبِّرَ عَمَّا يَختَلِجُكَ لِكَي تَكتَشِفَ بِكَلِمَتي أَينَ تَكمُنُ المـُعضِلَة. في إِجابَتي وَضَعتُ مَرتا أَمامَ نَفسِها لِتُسَمِّيَ الأُمورَ الَّتي تُربِكُها، وَتَعرِفَ مَصدَرَ هَمِّها، فَتَعودَ وَتَختارَ النَّصيبَ الأَفضَل.

         مَن يَنزِلُ إِلى شارِعِ الواقِع، يَسمَعُ أَصداءً لِعِبَاراتٍ تَتَكَرَّرُ عَلى أَلسُنِ النَّاس، مِنها “الهُمومُ تَتَآكَلُني”. إِذا نَظَرنا في الأَسباب، نَجِدُ أَنَّ النَّاسَ يَقِفونَ أَمامَ مَشاكِلِهم وَلا يَستَطيعونَ النَّظَرَ إِلى أَبعَد، فَتَضيقُ الأَرضُ بِهم. الهُمومُ تَتَّصِلُ بِالمـَطلوبِ، وَالحاجَةِ وَالمـُنتَظَر. يُطلَبُ مِنَّا واجِبًا ما، وَالحاجَةُ مُلِحَّةٌ في الوَقتِ الرَّاهِن، وَالمـُنتَظَرُ أَن يَتَحَقَّقَ الأَمرُ في أَوانِهِ، وَهُنا نَجِدُ أَنفُسَنا أَمامَ شَرَكٍ لَيسَ بِإِمكانِنا أَن نَخرُجَ مِنه. مَرتا أُختُ مَريَم عاشَت هذا الأَمر، لِأَنَّها طَلَبَت مِن نَفسِها ما لَم يُطلَب مِنها، وَكانَت تَنتَظِرُ العَونَ لِتُلَبِّيَ حاجَةَ الضُّيوفِ وُفقَ انتِظاراتِها فارتَبَكَت كَثيرًا. مَن كانَ هَمُّهُ يَسوعُ تَسقُطُ كُلُّ هُمومِهِ لِيَبقى يَسوع هَمُّهُ الأَوحَد، الَّذي لا هُمومَ فيهِ، فَليَكُن هذا مَقصَدُك.

         رَبِّي يَسوع، أَنتَ الَّذي أَعطَيتَني الحَياةَ، لِكَي أَدخُلَ في اختِباري لِنَفسي فيها، فَأُولَدَ مِن رَحِمِ مَعمودِيَّةِ التَّجارِبِ وَالمـِحَنِ بِكُلِّ أَشكالِها. في مَعمودِيَّةِ الرُّوحِ القُدُسِ وَضَعتَ لي هَدَفًا، وَقَد أَضَعتُهُ، مِمَّا جَعَلَني أَرتَبِكُ وَأَهتَمُّ لِأُمورٍ شَتَّى فيما أَنتَ الأَساسُ وَالجَوهَر. عُد بي إِلَيكَ يَا إِلَهي بِسُؤالٍ يُجَدِّدُ تَوبَتي بِالنَّدامَةِ الحَقَّة، فَأَسمَعُ لَكَ، آمين.

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg

شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!