موقع Allah Mahabba الثلاثاء من أسبوع بشارة العذراء
رسالة القدّيس بولس إلى أهل غلاطية 3: 7 – 14
يا إِخوَتِي، إِعْلَمُوا إِذًا أَنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنَ الإيْمَانِ هُمْ أَبْنَاءُ إِبرَاهِيم.
وَبِمَا أَنَّ الكِتَابَ سَبَقَ فرَأَى أَنَّ اللهَ سيُبَرِّرُ الأُمَمَ بالإِيْمَان، سَبَقَ فبَشَّرَ إِبْراهِيمَ قائِلاً: «فِيكَ تَتَبَارَكُ جَمِيعُ الأُمَم».
إِذًا فالَّذِينَ هُمْ مِنَ الإِيْمَانِ يتَبَارَكُونَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ المُؤْمِن.
فجَميعُ الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَعْمَالِ الشَّرِيعَةِ هُم تَحْتَ اللَّعْنَة، لأَنَّهُ مَكْتُوب: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ لا يَثْبُتُ عَلى العَمَلِ بكُلِّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ في الشَّرِيعَة!».
ووَاضِحٌ أَنَّهُ مَا مِنْ أَحَدٍ يُبَرَّرُ بِالشَّرِيعَةِ أَمَامَ الله، لأَنَّ «البَارَّ بالإِيْمَانِ يَحْيَا».
ولَيْسَتِ الشَّرِيعَةُ مِنَ الإِيْمَان، بَلْ إِنَّ «مَنْ يَعْمَلُ بِأَحْكَامِ الشَّرِيعَةِ يَحْيَا بِهَا».
فَالمَسِيحُ ٱفْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ الشَّرِيعَة، إِذْ صَارَ لَعْنَةً مِنْ أَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوب: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلى خَشَبَة!».
وذَلِكَ لِكَيْ تَصِيرَ بَرَكَةُ إِبْرَاهيمَ إِلى الأُمَمِ في المَسِيحِ يَسُوع، فَنَنَالَ بِالإِيْمَانِ الرُّوحَ المَوعُودَ بِهِ.
إنجيل القدّيس متّى 11: 25 – 30
قالَ الربُّ يَسوعُ: «أَعْتَرِفُ لَكَ، يَا أَبَتِ، رَبَّ السَّمَاءِ والأَرْض، لأَنَّكَ أَخْفَيْتَ هذِهِ الأُمُورَ عَنِ الحُكَمَاءِ والفُهَمَاء، وأَظْهَرْتَها لِلأَطْفَال!
نَعَمْ، أَيُّها الآب، لأَنَّكَ هكَذَا ٱرْتَضَيْت!
لَقَدْ سَلَّمَنِي أَبي كُلَّ شَيء، فَمَا مِنْ أَحَدٍ يَعْرِفُ ٱلٱبْنَ إِلاَّ الآب، ومَا مِنْ أَحَدٍ يَعْرِفُ الآبَ إِلاَّ ٱلٱبْن، ومَنْ يُرِيدُ ٱلٱبْنُ أَنْ يُظْهِرَهُ لَهُ.
تَعَالَوا إِليَّ يَا جَمِيعَ المُتْعَبِينَ والمُثْقَلِينَ بِالأَحْمَال، وأَنَا أُريْحُكُم.
إِحْمِلُوا نِيْري عَلَيْكُم، وكُونُوا لي تَلاميذ، لأَنِّي وَدِيعٌ ومُتَواضِعُ القَلْب، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُم.
أَجَل، إِنَّ نِيْري لَيِّن، وحِمْلي خَفِيف!».
التأمّل
”أعتَرِفُ لَكَ، يا أَبَتِ، رَبَّ السَّماءِ وَالأَرض، لِأَنَّكَ أَخفَيتَ هَذِهِ الأُمور عَنِ الحُكَماءِ وَالفُهَماء“
يُؤَكِّدُ الإِختِبارُ لَنا أَنَّهُ لَيسَ باستِطاعَتِنا أَن نَعرِفَ كُلَّ الأَشياء، وَلا احتِواءَ كُلِّ شَيءٍ في ذِهنِنا، فَمِن جِهَةٍ نَحنُ مَحدودون، وَمِن جِهَةٍ أُخرى لا نَملِكُ كُلُّنا قُدرَةَ الذَّكاءِ نَفسَها، فَلِكُلِّ شَخصٍ وَزنَتُهُ الخاصَّة. يُضافُ عَلى هذا الأَمر أَنَّ لِكُلِّ شَخصٍ فينا مَراءً وَذَوقًا وَانحِيازًا إِلى أُمورٍ وَأَشياءٍ أَكثَر مِن سِواها، وَعَلَيهِ تَنمو مَعرِفَتُنا لِهَذِهِ الأَشياء. الأَمرَ الَّذي تُحِبُّهُ أَكثَر تَعرِفهُ أكثَر، مِن هُنا باستِطاعَتِنا أَن نَقولَ قِوامُ المـَعرِفَة الحَقيقيّة، هُوَ الحُبُّ الحَقيقيّ. بِقَدرِ ما تُحِبّ بِقَدرِ ما تَعرِف. الَّذي يُحِبُّ يُدهَش، يَكتَشِف، يُفَكِّر وَيَتَأَمَّلُ بِمَوضوعِ مَحَبَّتِهِ، لأَنَّ مَعَهُ يَجِدُ نَفسَهُ أَكثَرَ سَلامًا، وَهَناءً وَرَاحَةً. مَن أَرادَ أَن يَعرِفَ اللهَ، عَلَيهِ أَن يُدرِكَ أَوَّلًا أَنَّهُ لَيسَ مَوضوعًا يُستَكشَف، بَل هُوَ شَخصٌ حَيّ يُحَبُّ وَيُعبَد، إِنَّهُ الله. إِنطِلاقًا مِن هُنا، لا تَقومُ عَلاقَةُ حُبٍّ حَقيقيَّة، عَلى فَلسَفَةٍ وَعِلمٍ وَبَحثٍ وَتَدقيقٍ وَتَحليلٍ نَفسيّ في ماهِيَّةِ الشَّخصِ الآخَر، بَل تَقومُ عَلى الحُبِّ القائِمِ عَلى البَساطَةِ الَّتي عَرَفَها الصِّغارُ وَالوُدَعاء.
يَا بُنَيَّ، كَم جَميلٌ أَن تُسَبِّحَ اللهَ الآبَ مَعي، عَلى فَيضِ حِكمَتِهِ المـَقرونَةِ بِالحُبّ. كَم هُوَ مُدهِشٌ وَرائِعٌ أَن تَعرِفَ في أَعماقِ كَيانِكَ أَنَّ اللهَ مَحَبَّة، وَأَنِّي المـَحَبَّةُ الَّتي تَأتي إِلَيكَ وَراءَ كُلِّ عَلاقَةِ حُبٍّ، وَوَراءَ كُلِّ حَدَثٍ يَجعَلُكَ تَنمو فَتَزدادَ بِالحُب. أُنظُر إِلى أُولَئِكَ الحُكَماءِ وَالأَذكِياءِ عَلى شَتَّى العُلومِ وَالتِّقَنِيَّاتِ وَالفَلسَفَات، لَقَد أَحَبُّوا ما تَأَمَّلوهُ فَصاروا حُكَماءَ وَازدادوا ذَكاءً، وَيَومَ جَعَلوا مِنَ اللهِ مَوضوعًا بِإِمكانِهِمِ دِراسَتَهُ، فَشِلوا بِسَبَبِ صَنَمِّيَّةِ ذِهنِهِم، لأَنَّ اللهَ مَحَبَّة، وَلا يُعرَفُ إِلَّا بِالإِيمانِ العامِلِ بِالمـَحَبَّة. أَتَيتُ العالَمَ وَلَم أُعرَف أَنِّي ابنُ اللهِ حَقًّا مِن قِبَلِ الجَميع، لِأَنَّ استِحالَةَ الحُبِّ لَيسَت في إِيمانِهِم، وَحدَهُم البُسَطاءُ وَالوُدَعاءُ عَرَفوني في صَميمِ قُلوبِهِم بِقُوَّةِ الحُبّ. المـَحَبَّةُ تَقتَرِنُ بالنِّعمَة وَالحِكمَةُ المـُتَأَتِّيَةُ مِنها مُتَّصِلَةٌ بِاللِّقاءِ بي. لَقَد أُخفِيَت حِكمَتي عَن الحُكَماء، لِأَنَّها لا تُقاسُ عَلى قِياسِ العَقلِ وَالمـَنطِقِ وَالحِساب، وَكُشِفَت لِكُلِّ جائِعٍ وَعَطشانٍ لِلبِرِّ وَالقَداسَةِ وَالحُبّ. إِنَّ كُلَّ عَلاقَةٍ تُقَونَنُ وَتُحَدُّ في أُطُرٍ تَبقى مَحدودَة وَلا تَصِلُ إِلى الغايَة، وَكُلُّ عَلاقَةٍ تَبقى فيها الحُرِّيَّةُ مُحتَرَمَة، يَنمو فيها الحُبُّ بِقُوَّةِ الحُبِّ.
عِندَما نَتَكَلَّمُ عَن اللهَ، لَيسَ باستِطاعَتِنا حَصرَهُ بِمَقاييسَ بَشَرِيَّة، وَإِن استَخدَمنا بَعضًا مِنَ المـَفاهيمِ اللَّاهوتِيَّة، تَبقى هَذِهِ أَيضًا بَعيدَةً عَن عُمقِ الإِتِّصالِ وَالعَلاقَةِ الحَيَّة مَع الله بِماهِيَّتِها، وَالقائِمَة عَلى الحُبّ. مَع الله، لَيسَ هُناكَ مِن قياس، إِنَّما يوجَدُ الطَّريقُ الَّذي عَرَفناهُ وَهوَ الرَّبُّ يَسوع المـَسيح. قِوامُ العَلاقَةِ مَع الرَّبِّ تَقومُ عَلى مُبادَرَةٍ مِنهُ توقِظُ الحُرِّيّةَ الشَّخصِيَّة، وَمَعَها رَغبَةُ القَلبِ العَميقَة، فتَنجَلي حَياةُ الإِنسانِ بِمَعانيها. كُلُّ إِنسانٍ يَطلُبُ الحُرِّيَّةَ الَّتي تَتَّصِلُ بِرَغبَةِ القَلبِ وَالَّتي تُشغَفُ بِمـَحَبَّةِ مَلموسَةٌ وَواقِعِيَّة، تَتِمُّ في اللَّقاءِ مَع الله. كُلُّ مَن لَم يخَتبِر الحُبَّ في حَياتِهِ لا يَعرِفُ الحُرِّيَّةَ الحَقَّة وَلا رَغبَةَ قَلبِهِ العَميقَة، إِذًا فَليَكُن قَصدُكَ التَّأَمُّل بِالبَساطَةِ الَّتي تَفتَحُكَ عَلى مَحَبَّةِ الله.
رَبِّي يَسوع، أَنتَ لي الطَّريقُ المـُؤَدّي إِلى الآب، هذا الطَّريقُ المـُعَبَّدُ بِحِجارَةِ الفَضائِلِ وَالثِّمارِ الرُّوحِيَّةِ، مِن تَواضُعٍ وَوَداعَةٍ وَبَساطَةٍ وَمَحَبَّة… . مِن دونِ المـَحَبَّةِ لا أَستَطيعُ أَن أَعرِفَكَ، لِذا دائِمًا ما أَجِدُ ذاتي أَبحَثُ عَن الحُبِّ لِأَكونَ مَحَبوبًا وَحُرًّا، فَامنَحني يا رَبُّ هُدوءَ الذِّهنِ بِالبَساطَةِ، وَوَداعَةَ القَلبِ بِالإِيمان، فَأَعرِفَكَ بِالحُبِّ، آمين.... .
تابعوا قناتنا
https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg
شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!