موقع Allah Mahabba أحد بشارة العذراء
سفر صموئيل الثاني 7: 8 – 10. 11b – 12. 13b – 17
قال الرّبُّ لناتان، فقُلِ الآنَ لِعَبْدِي دَاوُدَ: هكَذَا يقولُ رَبُّ القُوَّات: “إِنِّي أَخَذْتُكَ مِنَ الْمَرْعى مِنْ وَرَاءِ الْغَنَمِ، لِتَكُونَ رَئِيسًا عَلَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ.
كُنْتُ مَعَكَ حَيْثُمَا سِرتَ، وَقَرَضْتُ جَمِيعَ أَعْدَائِكَ مِنْ أَمَامِكَ، وَسَأُقِيمُ لَكَ اسْمًا عَظِيمًا كَأسْماءِ الْعُظَمَاءِ الَّذِينَ فِي الأَرْض،
وأجعَلُ مَكَانًا لِشَعْبِي إِسْرَائِيلَ وأغرِسَهُ فَيسْتَقّرُّ في مَكَانِهِ وَلاَ يَضْطَرِبُ مِن بَعْدُ، وَلاَ يَعُودُ بَنُو الإِثْمِ يُذَلِّلُونَهُ كَمَا كانَ من قَبلُ.
وقد أَخْبَرَكَ الرَّبُّ أَنَّه سَيُقِيمُ لَكَ بَيْتًا.
وإذا تَمَّت أَيَّامُكَ وَٱضْطَجَعْتَ مَعَ آبَائِكَ، أُقِيمُ مَن يَخلُفُكَ من نَسْلَكَ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْ صُلبكَ،
وأنا أُثَبِّتُ عَرشَ مُلَكِهِ لِلأَبَد.
أَنَا أَكُونُ لَهُ أَبًا وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْنًا. وإِذا أَثِمَ أُؤَدِّبْهُ بِقَضِيبِ النَّاسِ وَبِضَرَبَاتِ بَنِي البَشَر.
وَأمَّا رَحْمَتِي فلاَ تُنْزَعُ عَنْهُ، كَمَا نَزَعْتُهَا مِنْ شَاوُلَ الَّذِي أَبعَدتُه مِنْ أَمَامِ وَجهِكَ.
بل يَكونُ بَيْتُكَ وَمُلَكُكَ ثابِتَينِ للأَبَدِ أَمَامَ وَجهِكَ، وعَرشُكَ يَكُونُ راسِخًا للأَبَدِ”.
فكلّم ناتان دَاوُدَ بِهذا الكَلامِ كُلَّه وهذه الرُّؤْيَا كُلَّها.
رسالة القدّيس بولس إلى أهل غلاطية 3: 15 – 22
يا إٍخوَتِي، كَبَشَرٍ أَقُول: إِنَّ الوَصِيَّة، وإِنْ كَانَتْ مِنْ إِنْسَان، إِذَا أُقِرَّتْ، لا أَحَدَ يُبْطِلُهَا أَو يَزِيدُ عَلَيْهَا.
فالوُعُودُ قِيْلَتْ لإِبْراهِيمَ وَلِنَسْلِهِ. ومَا قِيْلَتْ: «ولأَنْسَالِهِ»، كأَنَّهُ لِكَثِيرِين، بَلْ «وَلِنَسْلِكَ»، كَأَنَّهُ لِوَاحِد، وهُوَ المَسِيح!
فأَقُولُ هذَا: إِنَّ وَصِيَّةً سَبَقَ اللهُ فأَقَرَّهَا، لا تُلْغِيهَا شَرِيعَةٌ جَاءَتْ بَعْدَ أَرْبَعِ مِئَةٍ وثَلاثِينَ سَنَة، فَتُبْطِلُ الوَعْد.
وإِذَا كَانَ المِيرَاثُ مِنَ الشَّرِيعَة، فَهُوَ لَمْ يَعُدْ مِنَ الوَعْد؛ والحَالُ أَنَّ اللهَ بِوَعْدٍ أَنْعَمَ بِالمِيرَاثِ على إِبرَاهِيم.
إِذًا فَلِمَاذَا الشَّرِيعَة؟ إِنَّهَا أُضِيفَتْ بَسَبَبِ الْمَعَاصِي، حَتَّى مَجيءِ النَّسْلِ الَّذي جُعِلَ الوَعْدُ لَهُ. وقَدْ أَعْلَنَهَا مَلائِكَةٌ على يَدِ وَسِيطٍ، هُوَ مُوسى.
غيرَ أَنَّ الوَاحِدَ لا وَسيطَ لَهُ، واللهُ واحِد!
إِذًا فَهَلْ تَكُونُ الشَّرِيعَةُ ضِدَّ وُعُودِ الله؟ حاشَا! فَلَو أُعْطِيَتْ شَرِيعَةٌ قَادِرَةٌ أَنْ تُحْيي، لَكَانَ التَّبْرِيرُ حَقًّا بِالشَّرِيعَة.
ولكِنَّ الكِتَابَ حَبَسَ الكُلَّ تَحْتَ الخَطِيئَة، لِكَيْمَا بالإِيْمَانِ بيَسُوعَ المَسِيحِ يُعْطَى الوَعْدُ للَّذِينَ يُؤْمِنُون.
إنجيل القدّيس لوقا 1: 26 – 38
وفي الشَّهْرِ السَّادِس (بعد بشارة زكريّا)، أُرْسِلَ المَلاكُ جِبْرَائِيلُ مِنْ عِنْدِ اللهِ إِلى مَدِينَةٍ في الجَلِيلِ ٱسْمُهَا النَّاصِرَة،
إِلى عَذْرَاءَ مَخْطُوبَةٍ لِرَجُلٍ مِنْ بَيْتِ دَاودَ ٱسْمُهُ يُوسُف، وٱسْمُ العَذْرَاءِ مَرْيَم.
ولَمَّا دَخَلَ المَلاكُ إِلَيْهَا قَال: «أَلسَّلامُ عَلَيْكِ، يَا مَمْلُوءَةً نِعْمَة، أَلرَّبُّ مَعَكِ!».
فَٱضْطَربَتْ مَرْيَمُ لِكَلامِهِ، وأَخَذَتْ تُفَكِّرُ مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هذَا السَّلام!
فقَالَ لَهَا المَلاك: «لا تَخَافِي، يَا مَرْيَم، لأَنَّكِ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ الله.
وهَا أَنْتِ تَحْمِلينَ، وتَلِدِينَ ٱبْنًا، وتُسَمِّينَهُ يَسُوع.
وهُوَ يَكُونُ عَظِيمًا، وٱبْنَ العَليِّ يُدْعَى، ويُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلهُ عَرْشَ دَاوُدَ أَبِيه،
فَيَمْلِكُ عَلى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلى الأَبَد، ولا يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَة!».
فَقالَتْ مَرْيَمُ لِلمَلاك: «كَيْفَ يَكُونُ هذَا، وأَنَا لا أَعْرِفُ رَجُلاً؟».
فأَجَابَ المَلاكُ وقالَ لَهَا: «أَلرُّوحُ القُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وقُدْرَةُ العَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، ولِذلِكَ فٱلقُدُّوسُ ٱلمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ٱبْنَ ٱلله!
وهَا إِنَّ إِلِيصَابَاتَ نَسِيبَتَكِ، قَدْ حَمَلَتْ هيَ أَيْضًا بٱبْنٍ في شَيْخُوخَتِها. وهذَا هُوَ الشَّهْرُ السَّادِسُ لِتِلْكَ الَّتي تُدْعَى عَاقِرًا،
لأَنَّهُ لَيْسَ عَلَى ٱللهِ أَمْرٌ مُسْتَحِيل!».
فقَالَتْ مَرْيَم: «هَا أَنا أَمَةُ الرَّبّ، فَلْيَكُنْ لِي بِحَسَبِ قَوْلِكَ!». وٱنْصَرَفَ مِنْ عِنْدِها المَلاك.
التأمّل
”لا تَخافي يَا مَريَم، فَقَد نِلتِ حُظوَةً عِندَ الله“
عِندَما يُسأَلُ أَحَدُ الوالِدَين، الأَبُ وَالأُمُّ، مَن يُفَضِّلُ بَينَ أَولادِهِ، يُشيرُ أَنَّ لِكُلِّ وَلَدٍ مَوقِعُهُ، وَلِكُلٍّ مِنهُم ميزَتُهُ الخاصَّة، إِلَّا أَنَّ واحِدًا بَينَهُم يَتَّصِفُ بِصِفاتٍ تُمَكِّنُهُ مِنَ القِيامِ بِمَـسؤولِيَّةٍ مُحَدَّدَة في العائِلَة. نَتَكَلَّمُ هُنا عَن الحُظوَة، وَالَّتي نَراها في حَياتِنا انطِلاقًا مِنَ المـَواهِب الَّتي مَنَحَنا إِيَّاها الرَّبُّ مُنذُ صَمَّمَ خَلقَنا. غالِبًا ما نُعَرِّفُ عَن أَنفُسِنا وَيُعَرَّفُ عَنَّا، استِنادًا لما لَدَينا مِن قُدُرات، وَعَلى الدَّورِ الَّذي نَقومُ بِهِ. وَإِذا نَظَرنا لِواقِعِ وَحَرَكَةِ الحَياة في المـُجتَمَع يَكونُ لِكُلِّ شَخصٍ مَوقِعُهُ وَدَورُهُ الفاعِل في حَيَوِيَّةِ وَنُمُوِّ وَتَطَوُّرِ كُلٍّ مِنَّا، حَتَّى الَّذينَ يَنغَمِسونَ في السَّلبِيَّةِ وَيُصبِحونَ عِبئًا عَلى الآخَرين، نَكتَشِفُ مَعَ الزَّمَن كَيفَ أَنَّ اللهَ استَخرَجَ مِن كُلِّ هَذِهِ المـَساوِئِ خَيرًا لِبُنيانِ كُلٍّ مِنَّا. لَقَد نالَت أُمُّنا العَذراءُ مَريَم حُظوَةً رَفيعَة عِندَ اللهِ، فَلَم يَقتَصِر دَورُها عَلى حَقَبَةٍ في التَّاريخ، بَل ظَلَّ دَورُها فاعِلًا مِن جيلٍ إِلى جيل. لِكَونِها صارَتَ أُمَّ الله، وَحُظوَتُها أَنَّها صَارَت لَنا أُمًّا، وَنَحنُ لَها أَبناءً.
يَا بُنَيَّ، مَتى عَرَفتَ أَنَّكَ مَحبوبٌ مِنِّي لا يَعودُ لِلخَوفِ مَكانٌ في قَلبِكَ، بَل كُلُّ ما يَبقى هُوَ أَن تَسكَرَ بِحُبِّي وَتَنتَشي بِفَرَحي، فَتَعرِفَ ذاتَكَ مَعي بِاتِّحادِ الحُبّ. تَعرِفُ ذاتَكَ مُمَيَّزًا، فَلا يَعودُ لِلغَيرَةِ مِن ثِقلٍ عَلى عَواطِفِكَ وَمِن عِبءٍ عَلى عَلاقاتِك. هِيَ أُمِّي مَريَم أُقَدِّمُها لَكَ في قَبولِها لِلبُشرى السَّارَة، كَيما تَستَضيفَني كُلَّ يَومٍ في حَياتِكَ وَراءَ الأَحداثِ وَخَلفَ الكَلِمات، فَأُبَدِّدَ كُلَّ خَوفٍ وَأَزرَعَ في قَلبِكَ الثِّقَةَ وَالإِطمِئنان. مُصيبَةُ الإِنسان، هُوَ أَنَّهُ لا يَثِقُ بِمـَحَبَّتي لَهُ، فَيَبقى مُتَأَرجِحًا بَينَ حُبِّي لَهُ وَكُلِّ حُبٍّ كاذِب. مَتى عَرَفتَ الحُظوَةَ الَّتي لَكَ عِندي، لا يَعودُ يَهُمُّكَ مِن شَأنِ العالَمِ شَيئًا، وَلا مِن كَلامِ النَّاسِ شَيئًا، سِوى أَن تَحيا الحُبَّ، حَيثُ تَكونُ شاهِدًا مَع أُمِّي العَذراءِ مَريَم، لِلبُشرى السَّارَّة. يَومَ كانتِ النِّساءُ مَرذولاتٍ، يَومَها أَرَدتُ أَن تَكونَ أُمِّي المـُبارَكَة بَينَ كُلِّ النِّساء، لِأَرفَعَ قيمَةَ الجِنسِ البَشَرّي مُعيدًا مَكانَةَ المـَرأَةِ إِلى مَوقِعِها الحَقيقيّ الشَّريف. مَع أُمِّي تَتَعَلَّمُ كَيفَ تَعيش، وَكَيفَ تَصنَعُ تاريخَكَ بِتَتميمِ مَشيئَةِ الله، لِيَكونَ تاريخُكَ تاريخًا مُقَدَّسًا. إِفرَح وَابتَهِج لِأَنَّ حُظوَتَكَ أَن أَصيرَ فيكَ بِالكَلِمَة وَبِالقُربان.
إِنَّ النِّعَمَ الرُّوحِيَّةَ لا تُرى بِالعَينِ المـُجَرَّدَة، وَلَكِن تَظهَر مَلامِحُها وَسِماتُها في الكَلِمَةِ وَالتَّصَرُّف. مَن اكتَشَفَ ذاتَهُ ضِمنَ العَلاقَةِ الرُّوحِيَّةِ مَع الله، وَوَطَّدَ هَذِهِ العَلاقَة بالإِلتِزامِ وَالأَمانة، تَنضُجُ فيهِ الثِّمارُ الرُّوحِيَّةُ المـُتَأَتِّيَةُ مِن مـَواهِبِ الرُّوحِ القُدُس، فَيَغدو شَبيهًا بِالعَذراءِ مَريَم، الَّتي صارَت تابوتَ العَهدِ الجَديد. هَكَذا يَصيرُ كُلُّ مَن يَحفَظَ الوَديعَةَ بِأَمانَةٍ، وَلَكِن يَجِبُ قَبلَ كُلِّ هَذِهِ الوُثوقُ بِوُعودِ اللهِ وَعُهودِهِ، وَهذا يَعني الوُثوقَ بِأَنَّ النِّعمَةَ الإِلَهِيَّة تَكمُنُ في عُمقِ كِيانِنا وَلا تُفارِقُنا، عَلَينا أَن نَكتَشِفَها وَنُفَعِّلَّها فينا. يَقَعُ البَعضُ في شَركِ تَقديرِ وَاحتِرامِ عَطايا اللهِ فينا عَلى أَنَّهُ نَوعٌ مِن أَنَواعِ الكِبرِياء؛ كَلَّا. هُنا يُطلَبُ الحَذَرُ مِنَ الغُرورِ المـُواكِبِ للخَير، لِيَكُن قَصدُكَ شُكرَ الله دائِمًا.
رَبِّي يَسوع، أَنت الكَلِمَةُ الأَزَليّ الَّذي انتَقَيتَ مَريَمَ لِتَكونَ لَكَ أُمًّا مِن بَينِ كُلِّ النِّساء. أَشكُرُكُ عَلى اختِيارِكَ هذا المـُقَدَّس، الَّذي يَزيدُ بِأَبناءِ البَشرِ فَخرًا وَاعتِزازًا، لِأَنَّكَ أَرَدتَ أَن تُشرِكَنا كُلُّنا بِسِرِّ مَحَبَّتِكَ، جاعِلًا مِن أُمَّنا العَذراءِ مَريَم، مِثالًا وَقُدوَة. عَلِّمني رَبِّي أَن أَعمَلَ دَومًا عَلى ملءِ الفَراغِ الكامِنِ في حَياتي حُبًّا بِكَ، آمين.. .
تابعوا قناتنا
https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg
شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!