تابعونا على صفحاتنا

الإنجيل اليومي

يوم الجمعة من أسبوع بشارة زكريّا

موقع Allah Mahabba يوم الجمعة من أسبوع بشارة زكريّا

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة 3: 1 – 12

يا إِخوَتي، مَا فَضْلُ اليَهُودِيّ؟ أَو مَا نَفْعُ الخِتَانَة؟

إِنَّهُ جَزِيلٌ، عَلى كُلِّ حَال! إِنَّ أَوَّلَ فَضْلٍ لَهُم هوَ أَنَّهُم ٱئْتُمِنُوا عَلى كَلاَمِ الله.

فمَاذَا إِنْ كَانَ بَعْضُهُم لَمْ يُؤْمِنُوا؟ هَلْ يُبْطِلُ عَدَمُ إِيْمَانِهِم أَمَانَةَ ٱلله؟

حَاشَا! بَلْ صَدَقَ اللهُ وَكَذِبَ كُلُّ إِنْسَان، كَمَا هوَ مَكْتُوب: «لِكَي تُبَرَّرَ في كَلاَمِكَ، وَتَغْلِبَ في قَضَائِكَ».

وإِنْ كَانَ إِثْمُنَا يُثْبِتُ بِرَّ الله، فَمَاذَا نَقُول؟ أَيَكونُ اللهُ ظَالِمًا حِينَ يُنْزِلُ غَضَبَهُ عَلَيْنَا؟ كَبَشَرٍ أَقُولُ هذَا!

حَاشَا! وإِلاَّ فَكَيْفَ يَدِينُ اللهُ العَالَم؟

فإِنْ كَانَ بِكَذِبي قَدِ ٱزْدَادَ صِدْقُ الله، لِمَجْدِهِ، فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَإِنْسَانٍ خَاطِئ؟

وَلِمَ لا نَفْعَلُ السَّيِّئَاتِ لِتَأْتيَ الصَّالِحَات، كَمَا يَفْتَري عَلَيْنَا قَوْمٌ وَيَزْعَمُونَ أَنَّنَا نَقُولُ ذلِكَ؟ هؤُلاءِ دَيْنُونَتُهُم عَادِلَة.

إِذًا مَاذَا؟ هَلْ نَحْنُ أَفْضَلُ مِنْهُم؟ لا، أَبَدًا! فإِنَّنَا قَدْ بَيَّنَّا مِنْ قَبْلُ أَنَّ الجَمِيعَ، يَهُودًا وَيُونَانيِّين، هُم تَحْتَ الخَطِيئَة،

كَمَا هوَ مَكْتُوب: «لَيْسَ بَارٌّ ولا وَاحِد.

لَيْسَ مَنْ يَفْهَم، ولاَ مَنْ يَطْلُبُ الله.

كُلُّهُم زَاغُوا، وفَسُدُوا مَعًا. لَيْسَ مَنْ يَفْعَلُ الصَّلاحَ وَلا وَاحِد.

إنجيل القدّيس يوحنّا 8: 51 – 55

قالَ الرَبُّ يَسوع لِليَهود: «أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنْ حَفِظَ أَحَدٌ كَلِمَتِي فَلَنْ يُشَاهِدَ المَوتَ إِلى الأَبَد».

فَقَالَ لَهُ اليَهُود: «أَلآنَ عَرَفْنَا أَنَّ بِكَ شَيْطَانًا. إِبْرَاهِيمُ مَات، والأَنْبِيَاءُ مَاتُوا، وأَنْتَ تَقُول: إِنْ حَفِظَ أَحَدٌ كَلِمَتِي فَلَنْ يَذُوقَ المَوتَ إِلى الأَبَد.

أَلَعَلَّكَ أَنْتَ أَعْظَمُ مِنْ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ الَّذي مَات؟ والأَنْبِيَاءُ أَيْضًا مَاتُوا. مَنْ تَجْعَلُ نَفْسَكَ؟».

أَجَابَ يَسُوع: «إِنْ أُمَجِّدْ أَنَا نَفْسِي فَمَجْدِي لَيْسَ بِشَيء. أَبِي هُوَ الَّذي يُمَجِّدُنِي، وهُوَ مَنْ تَقُولُونَ أَنْتُم إِنَّهُ إِلهُكُم.

وأَنْتُم مَا عَرَفْتُمُوه، أَمَّا أَنَا فَأَعرِفُهُ. وإِنْ قُلْتُ إِنِّي لا أَعْرِفُهُ كُنْتُ مِثلَكُم كَاذِبًا. لكِنِّي أَعْرِفُهُ، وأَحْفَظُ كَلِمَتَهُ.

التأمّل

        ”لَو مَجَّدتُ نَفسي لَكانَ مَجدي باطِلًا وَلَكِنَّ أَبي هُوَ الَّذي يُمَجِّدُني

         يَعتَزُّ الإِنسانُ وَيَفتَخِرُ عِندَما يَلقى كَلامُهُ أَو عَمَلُهُ استِحسانًا لَدى الآخَرين، وَيَفرَحُ بِالأَكثَر عِندَما يُؤتي عَمَلُهُ نَفعًا عَلى الآخَرين. فَكَم تَكونُ الغِبطَةُ والسُّرور عارِمَينِ، عِندَما يَعني العَمَلُ مَجدَ اللهِ وَمَحَبَّةَ الإِنسان؟ في العُمقِ وُجدان الإِنسانِ لا يَبحَثُ عَن النَّجاحِ وَالرُّبحِ وَالثَّناء، بِقَدرِ ما يَبحَثُ عَمَّا هُوَ حَقٌّ وَصادِقٌ، ما يُؤتي راحَةً للضَّمير، صادِرَةً مِن مَرضاةِ الله. يُستَحسَنُ أَن نُقَيِّمَ ما نُريدُ القِيامَ بِهِ، قَبلَ أَن نَلتَزِمَهُ، وَعَلى تَقييمِنا أَن يَكونَ ذا نَظرَةٍ واسِعَة، مُنطَلِقًا مِن قُدُراتِنا، وَماضِيًا نَحوَ الغايَةِ الَّتي نَبتَغيها، آخِذينَ بِالإِعتِبارِ عامِلَ الوَقت، وَالإِعتِراضاتِ الَّتي سَنُواجِهُها، وَفَوقَ هذا كُلِّهِ عَلَينا أَن نُثَمِّنَ جَهدَنا وَإِن فَشِلنا بِمـُحاوَلَاتِنا، لِأَنَّ ما نَرمي إِلَيهِ لا يَتَوَقَّفُ عِند مَصلَحَتِنا الذَّاتِيَّة، بَل يَعني الخَيرَ العام، وَهُنا يَدخُلُ في صُلبِ مَشروعِ اللهِ الواسِع. مَتى نَظَرَنا إِلى حَياةِ يَسوع، نَكتَشِفُ أَنَّ فيها الكَثيرَ الكَثير مِنَ الرَّفضِ وَعَدَمِ الفَهم، إِلَّا أَنَّ يَسوع عَمِلَ لِأَبيهِ السَّماويّ، حَيثُ كانَ مَجدُهُ.

         يَا بُنَيَّ، لا تَسمَح لِمـَشاعِرِ الفَشَلِ وَالخِسارَةِ أَن تستَأثِرَ عَلى قَلبِكَ، وَلا تَدَع الأَفكارَ السَّوداوِيَّةِ تَمضي بِكَ إِلى اليَأسِ وَتَذنيبِ الذَّاتِ وَاحتِقارِها، حَيثُ تَجِدُ نَفسَكَ دونَ الآخَرينَ قيمَةً، وَلا نَفعَ لِكُلِّ ما قُمتَ بِهِ مِن جَهدٍ وَتَعَبٍ وَسَهَر، فَتَعتَبِرَ ذاتَك أَنَّكَ مَرفوضٌ وَمَنبوذٌ مِنَ الكُلِّ، حَتَّى مِنِّي. هَذِهِ مَكيدَةُ الشِّرير، إِحذَر مِن فِخاخِه. مَا يَجعَلُكَ تَنتَصِرُ عَلى كُلِّ هَذِهِ المـَشاعِرِ وَالأَفكارِ المـُحَطِّمَة، هُوَ إِتمامُكَ لِمَـشيئَةِ أَبي، أَي أَن تَجعَلَ مِن كُلِّ عَمَلٍ تَقومُ بِهِ، عَمَلًا يَخُصُّ مَجدَ اللهِ، عَمَلًا يَعني الخَيرَ العام. فَلسَفَةُ العالَم كَثيرًا ما تُعطي أَهَمِّيَّةً لِلمَصلَحَةِ الذَّاتِيَّة، وَلَكِن مَتى كانَ عَمَلُكَ يَهدِفُ إِلى الآخَرين، عادَ عَلَيكَ بِمـَنفَعَةٍ أَكبَر وَأَثمَن. مِن هُنا أَدعوكَ مِن جَديد لِتَتَأَمَّلَ في حَياتي حَيثُ تَكتَشِفُ سُروري وَفَرَحي في إِنهاضِ الإِنسانِيَّةِ مِن كَبوَتِها وَقُنوطِها وَيَأسِها وَمَوتِها. شَهادَةُ ضَميري، أَتَت مِن مَرضاةِ الآب، الَّذي كانَ يُمَجِّدُني في كُلِّ لَحظَةٍ أَبذُلُ نَفسي فيها حُبًّا. مَتى طُعِّمَت كُلُّ أَعمالِكَ بِالحُبِّ، لا يَعودُ عِندَكَ المـِقياسُ الرِّبحُ وَالخِسارَة وَلا الإِذعانُ لِكَلامِ النَّاس، بَل كُلُّ ما يَبقى أَنَّكَ مَجيدٌ في عَينَي اللهِ.

         غالِبًا ما نَتَصَوَّرُ أَنَّ الثِّقَةَ بِالنَّفسِ تَقومُ عَلى الإِعتِمادِ عَلى الذَّاتِ فَقَط، فيما الَّذي يَثِقُ بِنَفسِهِ يَأخُذُ في الإِعتِبارِ قَولَ الآخَرينَ فيه. الَّذي يَعتَمِدُ عَلى نَفسِهِ فَقَط، هوَ لا يَثِقُ بِالآخَرين، وَبِالتَّالي يَغدو أَنانِيًّا في كُلِّ ما يَفعَلُهُ، وَغايَتُهُ تَمجيدُ ذاتِهِ عَلى حِسابِ الآخَرين. لَيسَ الأَمرُ كَذَلِكَ مَع يَسوع، فَالثِّقَةُ بِالنَّفسِ عِندَ يَسوع، تَجِدُ لَها جُذورَها في المـُصالَحَةِ مَع الذَّات إِنطِلاقًا مِنَ الصَّلَةِ الحَميمَة مَع الآب. إِنطِلاقًا مِن هُنا لَم يَعرِف يَسوعُ الشُّعورَ بِالذَّنبِ أَو النَّقص، لِكَونِهِ كانَ مُعتَمِدًا وَواثِقًا بِأَنَّ كُلَّ ما يَفعَلُهُ لا يَعودُ إِلَيهِ فَقَط بَل يَتَّصِلُ بِأَبيهِ السَّماويّ وَبِكُلِّ إِنسان. لِيَكُن مَقصَدُكَ الوُثوقَ بِكَلامِ الآخَرين، جاعِلًا مِنهُ مادَّةً للتَّقييمِ وَالتَّحسين، وَلَيسَ لليَأسِ وَالتَّذنيب.

         رَبّي يَسوع، يَا مَصدَرَ كُلِّ خَيرٍ فيَّ، يَا مُعَلِّمي الأَسمى الَّذي يَقودُني يَومًا بَعدَ يَومٍ إِلى الحِكمَةِ السَّماوِيَّة. أَسأَلُكَ اليَومَ أَن تَمنَحَني عَطِيَّةَ الوُثوقِ بِكَ وَبأَبي السَّماويّ وَبِفِعلِ الرُّوحِ القُدُسِ الحاضِرِ فِيَّ. عَلِّمني يَا إِلَهي أَن أُتقِنَ الإِصغاءَ لِكُلِّ مَن هُم حَولي، مُمَيِّزًا صَوتَكَ فيهِم. عَلِّمني يَا يَسوع أَن أَعمَلَ دَومًا مِن أَجلِ مَجدِكَ الأَعظَم، آمين.

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg

شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!