تابعونا على صفحاتنا

الإنجيل اليومي

عيد مار متّى الإنجيليّ والرسول

موقع Allah Mahabba عيد مار متّى الإنجيليّ والرسول

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى طيموتاوس 1: 12 – 19

يا إِخوَتي، أَشْكُرُ المَسِيحَ يَسُوعَ رَبَّنَا، الَّذي قَوَّاني، لأَنَّهُ حَسِبَنِي أَمِينًا فَجَعَلَنِي لِلخِدْمَة،

أَنَا الَّذي كُنْتُ مِنْ قَبْلُ مُجَدِّفًا ومُضْطَهِدًا وشَتَّامًا، لكِنَّ اللهَ رَحِمَنِي، لأَنِّي فَعَلْتُ ذلِكَ وأَنَا جَاهِلٌ غَيرُ مُؤْمِن.

لَقَد فَاضَتْ عَلَيَّ نِعْمَةُ رَبِّنَا معَ الإِيْمَانِ والمَحَبَّةِ الَّتِي في الْمَسِيحِ يَسُوع.

صَادِقَةٌ هِيَ الكَلِمَةُ وجَدِيرَةٌ بكُلِّ قَبُول: أَنَّ المَسِيحَ يَسُوعَ جَاءَ إِلى العَالَمِ لِيُخَلِّصَ الخَطأَة، وَأَوَّلُهُم أَنَا.

لكِنَّ المَسِيحَ يَسُوعَ رَحِمَنِي، لِيُظْهِرَ كُلَّ أَنَاتِهِ فِيَّ أَنَا أَوَّلاً، مِثَالاً للَّذِينَ سَيُؤمِنُونَ بِهِ لِلحَياةِ الأَبَدِيَّة.

فَلِمَلِكِ الدُّهُورِ الخَالِدِ غَيرِ المَنْظُور، الإِلهِ الوَاحِد، ٱلكرَامَةُ والمَجْدُ إِلى أَبَدِ الآبِدِين. آمين!

أَسْتَودِعُكَ هذِهِ الوَصِيَّة، يَا ٱبْنِي طِيمُوتَاوُس، بِمُقتَضَى النُّبُوءَاتِ السَّابِقَةِ الَّتي تُلِيَتْ عَلَيْك، لِكَي تُجَاهِدَ بِهَا الجِهَادَ الحَسَن،

مُتَمَسِّكًا بِالإِيْمَانِ والضَّمِيرِ الصَّالِح، وقَد رَفَضَهُمَا أُنَاسٌ فَتَحَطَّمَتْ سَفِينَةُ إِيْمَانِهِم،

إنجيل القدّيس متّى 9: 9 – 13

فيمَا يَسُوعُ مُجْتَازٌ مِنْ هُنَاك، رَأَى رَجُلاً جَالِسًا في دَارِ الجِبَايَة، إِسْمُهُ مَتَّى، فَقَالَ لَهُ: «إِتْبَعْنِي». فقَامَ وتَبِعَهُ.

وفيمَا يَسُوعُ مُتَّكِئٌ في البَيْت، إِذَا عَشَّارُونَ وخَطَأَةٌ كَثِيرُونَ قَدْ جَاؤُوا وٱتَّكَأُوا مَعَ يَسُوعَ وتَلامِيذِهِ.

ورَآهُ الفَرِّيسِيِّوُنَ فَأَخَذُوا يَقُولُونَ لِتَلامِيْذِهِ: «مَا بَالُ مُعَلِّمِكُم يَأْكُلُ مَعَ العَشَّارِيْنَ والخَطَأَة؟».

وسَمِعَ يَسُوعُ فَقَال: «لا يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلى طَبِيْب، بَلِ الَّذينَ بِهِم سُوء.

إِذْهَبُوا وتَعَلَّمُوا مَا مَعْنَى: أُرِيدُ رَحْمَةً لا ذَبِيْحَة! فَإنِّي مَا جِئْتُ لأَدْعُوَ الأَبْرَارَ بَلِ الخَطَأَة».

التأمّل

ما جِئتُ مِن أَجلِ الأَبرارِ بَل الخَطَأَة

تُرافِقُ الإِنسانِيَّة عَلى مَدى تاريخِها، في الماضي وَالحاضِر وَالمـُستَقبَل، فِكرَةَ وَمَشروعَ الكَمال. في أَيَّامِ يَشوعَ بِن نون، عِندَما يَخطَأ أَحَدٌ مِن شَعبِ الله، كانَ يُفصَلُ عَن الجَماعَةِ خَوفًا عَلى كَمالِها وَطَهارَتِها وَقَداسَتِها. في التَّاريخ حاوَلَ هيتلر أَن يَصنَعَ مُجتَمَعًا إِلمانِيًّا ذا عِرقٍ آريّ كامِل، وَاليَومَ نَجِدُ أَيضًا بَعضَ المـُجتَمَعاتِ وَبَعضَ المـُؤَسَّساتِ إِن كانَت دينيَّة روحِيَّة أَم مَدَنِيَّة تَنهَجُ هَكذا وَتُفَكّر هَكذا، حَتَّى أَنَّنا جَميعًا في عَقلِنا الباطِنيّ، نَرفُضُ أَنَّنا ضُعَفاءَ وَخَطَأَة، وَنَرفُضُ أيضًا أَن تَكونَ الكَنيسَةُ الَّتي تُعَرِّفُ عَن ذاتِها بِفَمِها أَنَّها جَماعَةَ مُؤمِنينَ خَطَأَة قَبِلَت الدَّعوَة المـوكَلَة إِلَيها، وَقَداسَتُها تَستَمِدُّها مِمَّن قَدَّسَها. إِنَّ ما نَرذُلَهُ نَحنُ وَنُقصيهِ عَنَّا، هو لَدى الرَّبّ بِدايَةَ مَشروعٍ يَهِمُّ لِلعَمَلِ فيهِ لِيَبلُغَ كَمالَهُ. مِن هُنا تَلمُسُنا كَلِمَتَهُ المـُعَزِّيَّة أَنَّهُ جاءَ لِيَدعو الخَطَأَة، فَكُلٌّ مِنَّا مُخَصَّصٌ بِشَكلٍ شَخصيّ مَعَ مَتَّى بِهَذِهِ الدَّعوَة. لِنَتَأَمَّلَ بِإِيمانٍ مُستَقيمٍ، كَيفَ اللهُ تَخَلَّى عِن غِنى مَجدِهِ لِيُجالِسَ الخَطَأَة وَأَوَّلُهُم أَنا.

يَا بُنَيَّ، أُريدُكَ اليَومَ أَن تَمضي مَعي في رُحلَةِ لقائي الأَوَّل مَعَ مَتَّى الَّذي كانَ عَشَّارًا، وَالَّذي كانَ حَزينًا لخَيارِهِ هذا، بِالإِضافَةِ إِلى ما كَان يَجلِب لَهُ مِن رَفضٍ وَشَتيمَةٍ مِن قِبَلِ أُمَّتِهِ، مُفَضِّلًا مَصلَحَتَهُ الشَّخصِيَّة فَوقَ أَيِّ شَيءٍ آخَر. أُريدُكَ أَن تَتَأَمَّل كَم يُؤَثِّر اللِّقاءَ المـَطبوعَ بِالمـَحَبَّةِ وَالرَّحمَة في قَلبِ مَن عَرَفَ ذاتَهُ خاطِئًا، وَلَم يَجِد بَعدُ طَريقَ التَّوبَةِ وَالخَلاص. هَذِهِ كانَت حالَةُ مَتَّى، وَرُبَّما قَد تَكونُ حالَتُكَ أَو حالَةُ أَحَدٍ مِن مَعارِفِكَ. عِندَما كانَ في بَيتِ الجِبايَة وَرَأيتُهُ هُناكَ لَم أَحتَقِرهُ، بَل عَكسَ ذَلِكَ وَضَعتُ عَينَيَّ في عَينَيهِ وَبِصَمتٍ مُحِبٍّ وَوَديع، هَمَستُ في قَلبِهِ “اتبَعني” فَخَرَجَ وَرائي وَهوَ قُدَّامي لِيَستَقبِلَني كَضَيفٍ شَريفٍ في بَيتِهِ. لَم أَشتَرِط عَلَيهِ ضُيوفًا وَلا مَعازيمَ، بَل وَجَدَ حَقيقَةَ ذاتِهِ مَعي، فَدَعا كُلَّ الخَطَأَة وَالعَشَّارينَ، لِكَي يُشرِكَهُم بِما اختَبَرَهُ مَعي. عَرَفَ أَنِّي لا أَسعى لِتَحقيقِ مُجتَمَعًا كامِلًا، وَلا أختارُ أُناسًا حُكَماءَ وَفقَ العالَم، بَل أَدعو وَأَختارَ كُلّ مَن يُؤمِن أَنَّ الحُبَّ وَحدَهُ هُوَ طَريقُ التَّوبَة المـؤَدِّي إِلى الله، وَالَّذي يَمشي فيَّ يُصلِح عَلاقَتَهُ مَعَ ذاتِهِ وَمَعَ الآخَرين وَيَغدو رَسولًا لمِحَبَّتي وَرَحَمتي بِصُنعِهِ الخَير.

إِن اتَّخَذَ الإِنسانُ مَوقِعَ مَتَّى يَعتَرِفُ أَنَّهُ جائِعٌ وَعَطشانٌ لِلرَّحمَةِ، وَيُريدُها أَن تَتَجَلَّى لَهُ بَدءًا مِن بَصيصِ عَينَي مَن يَلتَقي بِهِم قَبلَ أَيِّ كَلامٍ آخَر. إِن اتَّخَذَ الإِنسانُ مَوقِعَ ابنِ اللهِ في عَلاقَتِهِ مَعَ البَشَر، يَكتَشِف أَنَّ عَلَيهِ أَن يُحِبَّ الجَميع وأَن يَرأَفَ وَيَحنُوَ يُصغي وَيَرحَم. خارِجَ هَذَينِ المـَوقِفَين لا يوجَد حاجَةٌ لِلحُبّ فَهُناكَ الجُمودُ وَالعَدَمُ وَالمـَوت. كُلُّ النَّاسِ تُريدُ أَن تُحَبَّ وَأَن تُحِبّ وَأَنتَ أَوَّلُهُم، لِذَلِكَ لا تَتَلَهَّى بِمَشاغِلِ النَّاسِ إِنَّما لِيَكُن هَدَفُكَ أَن تَعيشَ الحُبَّ حَيثُ اللَّاحُبُّ وَهذا ما صَنَعَهُ الرَّبّ إِذ جاءَ بِنَفسِهِ إِلى الخَطَأَة لِيَعرِفوا الحُبَّ فَيُشفَوا مِن خَطاياهُم. لا تَكُن مِمَّن يَرفُضونَ الخَطَأَة وَلا يَلتَفِتونَ إِلى ما فيهِم مِن ضِعفٍ وَنَقصٍ وَخَطيئَة، بَل كُن مِمَّن يَقبَلونَ نِداءَ المـَحَبَّة.

رَبِّي يَسوع، وَحدَهُ اللِّقاءُ بِكَ، يَضَعُ حُدودًا لِما قَبلُ وَلِما بَعدُ، فَأَنتَ في حَدِّ ذاتِكَ الحَدُّ الفاصِل، مَركَزُ وجودي وَغايَتَهُ. طوبى لِمَتَّى لِأَنَّهُ رَأَى في عَينَيكَ الحُبَّ وَسَمِعَ مِن فَمِكَ الحُبَّ وَاستَضافَكَ بِحَماسَةِ مَغرومٍ وَمَحَبوبٍ، فَكانَ يَتَكَلَّمُ عَمَّا صَنعتَهُ لَهُ، فيما أَنتَ تُجالِسُنا نَحنُ الخَطَأَة بِوَداعَةٍ أَخفَت أُلوهِيَّتَكَ بِطَبعِ إِنسانٍ يُحِبّ، آمين.

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg

شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!