موقع Allah Mahabba عيد مار فيليبّس الرسول
رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل تسالونيقي 2: 3 – 17. 3: 1 – 5
يا إِخوَتي، يَجِبُ أَنْ نَشْكُرَ اللهَ دائِمًا مِن أَجْلِكُم، أَيُّهَا الإِخوة، أَحِبَّاءُ الرَّبّ، لأَنَّ اللهَ ٱخْتَارَكُم بَاكُورةً للخَلاص، بتَقدِيسٍ مِنَ الرُّوحِ وإِيْمَانٍ بِالحَقّ.
ودَعَاكُم بإِنْجِيلِنَا لِتُحْرِزُوا مَجدَ رَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيح.
إِذًا، أَيُّها الإِخْوَة، أُثْبُتُوا وتَمَسَّكُوا بِالتَّقالِيدِ الَّتي تَعَلَّمْتُمُوهَا مِنَّا بالكَلِمَةِ أَو بِالمُرَاسَلَة.
ورَبُّنَا يَسُوعُ المَسِيحُ نَفسُهُ، واللهُ أَبُونَا الَّذي أَحَبَّنَا، ووَهَبَنَا بِنِعْمَتِهِ عَزاءً أَبَدِيًّا، ورجَاءً صَالِحًا،
هُوَ يُعَزِّي قُلُوبَكُم ويُثَبِّتُهَا في كُلِّ عَمَلٍ وكَلِمَةٍ صَالِحَة.
وبَعدُ، أَيُّهَا الإِخْوَة، صَلُّوا مِن أَجْلِنَا، لِكَي تَنْتَشِرَ كَلِمَةُ الرَّبّ، وتَتَمَجَّد، كمَا هيَ عِنْدَكُم،
وَلِكَي نَنْجُوَ منَ النَّاسِ الضَّالِّينَ الأَشْرَار، فَمَا جَمِيعُ النَّاسِ يُؤْمِنُون.
لكِنَّ الرَّبَّ أَمِين، وهُوَ يُثَبِّتُكُم ويَحْفَظُكُم مِنَ الشِّرِّير.
إِنَّنَا واثِقُونَ بِكُم في الرَّبّ، أَنَّكُم تَفْعَلُونَ مَا نُوصِيكُم بِهِ، وَسَتَفْعَلُون.
وَلْيَهْدِ الرَّبُّ قُلُوبَكُم إِلى مَحَبَّةِ اللهِ وثَبَاتِ المَسِيح.
إنجيل القدّيس يوحنّا 14: 8 – 14
قالَ فيليبُّس لِيَسوع: «يَا رَبّ، أَرِنَا الآبَ وحَسْبُنَا».
قَالَ لَهُ يَسُوع: «أَنَا مَعَكُم كُلَّ هذَا الزَّمَان، يَا فِيلِبُّس، ومَا عَرَفْتَنِي؟ مَنْ رَآنِي رَأَى الآب، فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْت: أَرِنَا الآب؟
أَلا تُؤْمِنُ أَنِّي أَنَا في الآب، وأَنَّ الآبَ فِيَّ؟ أَلكَلامُ الَّذي أَقُولُهُ لَكُم، لا أَقُولُهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي، بَلِ الآبُ المُقِيمُ فِيَّ هُوَ يَعْمَلُ أَعْمَالَهُ.
صَدِّقُونِي: أَنَا في الآبِ والآبُ فِيَّ. وإِلاَّ فَصَدِّقُوا مِنْ أَجْلِ الأَعْمَالِ نَفْسِهَا.
أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: مَنْ يُؤْمِنُ بِي يَعْمَلُ هُوَ أَيْضًا ٱلأَعْمَالَ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا، وأَعْظَمَ مِنْهَا يَعْمَل، لأَنِّي أَنَا ذَاهِبٌ إِلى الآب.
كُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ بِٱسْمِي أَعْمَلُهُ، لِيُمَجَّدَ الآبُ في الٱبْن.
إِنْ تَطْلُبُوا شَيْئًا بِٱسْمِي فَأَنَا أَعْمَلُهُ.
التأمّل
”أَنا مَعَكُم كُلَّ هذا الزَّمان، يا فيليبُّس، وما عَرَفتَني؟“
نَسمَعُ ضُمنَ أُطُرَنا الإِجتِماعِيَّة، في بُيوتِنا وَبَينَ عائِلاتِنا، حِواراتٍ بَينَ شَخصَينِ، أَحَدُهُما يَقولُ للآخَر: أَنا أَعرِفُكَ جَيِّدًا، وَأُخرى أَنا لا أَعرِفُكَ بِالقَدرِ الكافي. السّؤالُ هُنا يَطرَحُ نَفسَهُ، هَل بِإِمكانِ الإِنسانِ أَن يَقولَ عَن شَخصٍ تَربِطُهُ فيهِ عَلاقَة عائِلِيَّة أَو إِجتِماعِيَّة أَو عاطِفِيَّة أَنَّهُ يَعرِفُهُ تَمامَ المـَعرِفَة أَم لا؟! الواقِع يُبَيِّنُ لَنا أَنَّ لِلمَعرِفَةِ دَرَجاتٍ، وَالمـَعرِفَة المـُطلَقَة هِيَ فَقَط تَخُصُّ الله. إِذا سأَلَ يَسوعُ فيليبُّس بِوَجهٍ مِنَ المـَلامَةِ: أَلا تَعرِفُني رُغمَ طول المـُدَّة الَّتي عِشناها مَعًا، هذا مِن جِهَةٍ يُبَيِّنُ لَنا أَنَّ يَسوع سَعى لِيَكشِفَ عَن نَفسِهِ بِالقَدَرِ المـُمكِن لِخاصَّتِهِ، وَثانِيًا هوَ يَسأَلُ فيليبُّس عَن مَعرِفَتِهِ الإِيمانِيَّة بَشَكلٍ خاص، فَيَسوعُ يَعلَمُ جَيِّدًا مَحدودِيَّتَنا الإِنسانِيَّة، وَلِهذا السَّبَبِ عَينِهِ أَثنى على سِمعانَ بُطرُس في قَيصَرِيَّةِ فيليبُّس يَومَ أَعلَنَ بِنِعمَةٍ مِنَ اللهِ الآب، أَنَّهُ المـَسيح ابنُ الله الحَيّ. إِنَّ مُعاشَرَةَ المـَسيحِ مَعَ الوَقتِ تَستَدعي نُمُوًّا في خِبرَةِ الإِيمان، الَّذي يَفرِضُ بِمَرحَلَةٍ مِنَ مَراحِلِهِ المـُتَقَدِّمَة تَسليمًا واثِقًا لا فهمًا مَنطِقِيًّا.
يَا بُنَيَّ، رَغِبَ فيليبُّس أَن يَرى اللهَ الآبَ بَوجِهِهِ المـُقَدَّس، إِنَّها لَرَغبَةٌ مُقَدَّسَةٌ وَمُمتازَةٌ فيها مِنَ الشَّجاعَةِ وَالمـُجاسَرَةِ عَلى كُلِّ تَعاليمِ كُتُبِ العَهدِ القَديم المـُقَدَّس، حَيثُ لا أَحَد يَستَطيعُ أَن يَرى اللهَ وَيَبقى حَيًّا، إِنَّها تَتَطَلَّبُّ التَّواضُعَ لِمَن يَعلَمُ أَنَّ اللهَ في ذاتِهِ يَفوقُ كُلَّ تَصَوُّرٍ عَقليٍّ وَإِنسانيّ. كانَ يَكفي لفيليبُّس وَلِسائِرِ الرُّسُلِ أَن يَعرِفوا اللهَ عَن طَريقِ مُعاشَرِتِهِم لي، فَإِنسانِيَّتي تُساعِدُكَ بِالقَدرِ الكافي لِكَي تَعرِفَ الله الآب عَلى أَنَّهُ أَبوكَ فِيَّ، وَعَلى أَنَّهُ المـَحَبَّةُ الكامِلَة الخالِقَة فِيَّ أَنا الكَلِمَةُ الحَقّ قَبلَ إِنشاءِ العالَم. إِن رَغِبتَ بِرُؤيَةِ الله، وَإِن سَمِعتَني أَسأَلُكَ أَلا تَعرِفُني، تَأَكَّد أَنَّ الحِوارَ يَتَوَسَّطُ لِقاءَنا، وَجَميلٌ وَرائِعٌ أَن تُخاطِبَ إِنسانِيَّتَكَ أُلوهِيَّتي، وَأُلوهِيَّتي تُخاطِبُ وَتَضُمُّ إِنسانِيَّتي. لِيَكُن لَكَ تَعليمي المادَّةَ الرُّوحِيَّةَ الَّتي تَتَغَذَّى فيها طَوالَ أَيَّامِ حَياتِكَ لِئَلَّا تَمُرُّ الأَيَّام وَلمَ تُعَمِّق مَعرِفَتَكَ بي أَكثَر فَأَكثَر. اسعَ دائِمًا لِكَي تَعرِفَني أَكثَر فَأَكثَر، فَهذا الأَمرُ يُحَفِّزُني كَثيرًا لِأَكشِفَ لَكَ بِمَزيدٍ مِنَ الحُبِّ عَن ذاتي، وَلَكِن إِعرَف أَنَّكَ لَن تَعرِفَ اللهَ بِذاتِكَ إِنَّما عَن طريقي وَمَعرِفَتُكَ هُنا إِيمانِيَّة، وَهيَ دائِمًا طَورَ النُّموّ وَالإِكتمال.
طَوالَ مُدَّةَ حَياةِ المـَسيحِ الإِنسانِيَّةِ في التَّاريخ، لَم يَعرِفهُ إِلَّا قَليلونَ بِالنِّسبَةِ للبيئَةِ الَّتي إِلَيها انتَمى وَإِلى كُلِّ البَشَرِيَّة. طَوالَ حَياتِهِ وَرِسالَتِهِ العَلَنِيَّة قِلَّةٌ هُمُ الَّذي آمَنوا بِهِ لَيسَ عَلى أَنَّهُ مُجَرَّدَ نَبِيٍّ كَسائِرِ الأَنبيِاء، بَل على أَساسِ أَنَّهُ اللهُ وَابنُ الله الحَيّ. مَعرِفَةُ المـَسيح لَيسَت مَربوطَةً بِحَقَبَةٍ تاريخيَّة مَنَحَت الطُّوبى لِكُلّ مَن عَرَفَهُ في الجَسَد، فَهوَ قَد قامَ مِن بَينِ الأَموات، وَهوَ هُنا الآنَ يَكشِفُ لَكَ عَن ذاتِهِ وَبِالإِيمانِ تَعرِفُ أَنَّهُ هُوَ الَّذي تَجَسَّد وَماتَ وَقامَ، نَفسُهُ الَّذي يَعتَني بِكَ وَيُخاطِب قَلبَكَ بِحُضورِهِ الدَّافِئ. أَنتَ مَدعُوٌّ اليَومَ وَكُلَّ يَومٍ لِتَسأَلَ نَفسَكَ بِكَلِماتِ يَسوعَ عَينِها الَّتي وَجَّهَها إِلى فيليبُّس، هَل تَعرِفهُ أَم لا؟ لا مَعرِفَةً مَعلوماتِيَّة وَلا مَعرِفَةً حِسِّيَّةً بَل إِيمانِيَّة وَوجدانِيَّة في الصَّميم.
رَبِّي يَسوع، كَما سَأَلتَ فيليبُّس في حِوارِهِ مَعَكَ، تَسأَلُني اليَومَ، وَتَضَعُ إِيماني في آتونِ كَلِمَتِكَ الفاحِصَة، لِكَي تَزرَعَ في قَلبي القَناعَةَ مَعَ التَّواضُعَ، وَالمـَحَبَّةَ مَعَ الحِكمَةَ، حَتَّى إِذا عَرَفتُكَ أَكثَر، اتَّضَعتُ أَكثَر بِسَبَبِ جَهلي وَصِغرَي، أَمامَ سِعَتِكَ اللَّامَحدودَة، وَالَّتي لَم تَستَطِع إِنسانِيَّتَكَ سَجنَها فيها لِلَحظَةٍ حَتَّى في زَمانِها وَمَكانِها، آمين.
تابعوا قناتنا
https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg
شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!