موقع Allah Mahabba السبت من أسبوع تقديس البيعة وتجديدها
رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة 5: 17 – 21
يا إِخوَتي، إِنْ كَانَ بِزَلَّةِ إِنْسَانٍ وَاحِدٍ قَدْ مَلَكَ المَوْت، فَكَمْ بِالأَحْرَى الَّذينَ يَنَالُونَ فَيْضَ النِّعْمَةِ وَعَطِيَّةَ البِرّ، يَمْلِكُونَ في الحَيَاةِ بِإِنْسَانٍ وَاحِد، هُوَ يَسُوعُ المَسِيح!
إِذًا، فَكَمَا أَنَّهُ بِزَلَّةِ إِنْسَانٍ وَاحِدٍ كَانَ الهَلاكُ لِجَميعِ النَّاس، كذلِكَ بِبِرِّ إِنْسَانٍ وَاحِدٍ كَانَ لِجَميعِ النَّاسِ تَبْرِيرُ الحَيَاة.
فكَمَا أَنَّهُ بِعُصْيَانِ إِنْسَانٍ وَاحِدٍ جُعِلَ الكَثيرُونَ خَطَأَة، كَذلِكَ بِطَاعَةِ إِنْسَانٍ وَاحِدٍ يُجْعَلُ الكَثيرُونَ أَبْرَارًا.
أَمَّا الشِّرِيعَةُ فقَدِ ٱنْدَسَّتْ لِكَيْ تَكْثُرَ الزَّلَّة، وحَيْثُمَا كَثُرَتِ الخَطيئَةُ فَاضَتِ النِّعْمَة؛
حَتَّى إِنَّهُ كَمَا مَلَكَتِ الخَطيئَةُ بِالمَوْت، كَذلِكَ تَمْلِكُ النِّعْمَةُ بِالبِرِّ لِلحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ بِيَسُوعَ المَسِيحِ رَبِّنَا.
إنجيل القدّيس يوحنّا 15: 15 – 21
قالَ الرَبُّ يَسوعُ لِتلاميذِهِ: «لَسْتُ أَدْعُوكُم بَعْدُ عَبِيدًا، لأَنَّ العَبْدَ لا يَعْلَمُ مَا يَعْمَلُ سَيِّدُهُ، بَلْ دَعَوْتُكُم أَحِبَّاءَ، لأَنِّي أَعْلَمْتُكُم بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبي.
لَمْ تَخْتَارُونِي أَنْتُم، بَلْ أَنَا ٱخْتَرْتُكُم، وأَقَمْتُكُم لِتَذْهَبُوا وتَحْمِلُوا ثَمَرًا، ويَدُومَ ثَمَرُكُم، فَيُعطيَكُمُ الآبُ كُلَّ مَا تَطْلُبُونَهُ بِٱسْمِي.
بِهذَا أُوصِيكُم، أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُم بَعْضًا.
إِنْ يُبْغِضْكُمُ العَالَم، فَٱعْلَمُوا أَنَّهُ أَبْغَضَنِي قَبْلَكُم.
لَوْ كُنْتُم مِنَ العَالَمِ لَكَانَ العَالَمُ يُحِبُّ مَا هُوَ لَهُ. ولكِنْ، لأَنَّكُم لَسْتُم مِنَ العَالَم، بَلْ أَنَا ٱخْتَرْتُكُم مِنَ العَالَم، لِذلِكَ يُبْغِضُكُمُ العَالَم.
تَذَكَّرُوا الكَلِمَةَ الَّتِي قُلْتُهَا لَكُم: لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ. فَإِنْ كَانُوا قَدِ ٱضْطَهَدُونِي فَسَوْفَ يَضْطَهِدُونَكُم أَيْضًا. وإِنْ كَانُوا قَدْ حَفِظُوا كَلِمَتِي فَسَوْفَ يَحْفَظُونَ كَلِمَتَكُم أَيْضًا.
غَيرَ أَنَّهُم سَيَفْعَلُونَ بِكُم هذَا كُلَّهُ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِي، لأَنَّهُم لا يَعْرِفُونَ الَّذي أَرْسَلَنِي.
التأمّل
”بِهذا أُوصيكُم أَن تُحِبُّوا بَعضَكُم بَعضًا“
مَن يُحِبُّ شَخصًا يَهتَمُّ لَهُ، وَيَسعى لِأَن يُقَدِّمَ لَهُ دائِمًا الأَفضَل، لِذَلِكَ نَجِدُ مِثلَ هذا الشَّخص، دائِمًا ما يَعرِضُ الأَفكارَ وَالآراءَ الجَيِّدَة وَالبَنَّاءَة وَيُقَدِّمُ المـَشورَةَ الَّتي تُساعِدُ عَلى النُّمُوِّ وَالتَّطَوُّر. ما نَتَكَلَّمُ عَنهُ هُنا غالِبًا ما نَجِدُهُ عِندَ الوالِدَين، في اهتِمامِهِم بِأَبنائِهِم مِن حَيثُ التَّربِيَة وَالنُّصح. ذُروَةُ هذا الإِهتمامِ يَبرُزُ عِندَ تَقديمِ الوَصِيَّة لِلحَبيب، لأَنَّ فيها ذُروَةُ اختِبارِ المـُوصي، وَفي الآنِ مَعًا نَجِدُ فيها تَعبيرًا ضِمنِيًّا عَن خَوفِهِ عَلَى حَبيبِه. مِن جِهَةٍ تَأتي الوَصِيَّةُ كَتَوجِيهٍ وَتَمَنٍّ وَتَعبيرٍ عَن الحُبّ، وَمِن جِهَةٍ أُخرى كَتَحذيرٍ وَتَنبيهٍ مِنَ المـَخاطِر. كُلُّ هذِهِ العَناصِر مُجتَمِعَةً نَراها في وَصِيَّةِ يَسوع لِتَلاميذِه. لَقَد أَوصى يَسوعُ تَلاميذَهُ بِعَيشِ المـَحَبَّة، وَقَدَّمَ لَها ميدانَ اختِبارٍ هُوَ حَياتَهُم المـُشتَرَكَة وَعَلاقَتَهُم بِبَعضِهِم البَعض. مِن كَلِماتِ يَسوع نُدرِكُ أَنَّنا مَدعُوُّونَ لِعَيشِ المـَحَبَّةِ بِكُلِّ بَساطَةٍ بَينَ مَن نَتَقاسَمُ الحَياةَ مَعَهُم. إِذًا نَحنُ مَدعُوُّونَ لأَن نَكونَ مُحِبِّينَ وَمَحبوبينَ في الآنِ مَعًا، فَنَفسَحَ المـَجالَ لِيَسوع لِيَبقى فينا.
يَا بُنَيَّ، وَصِيَّتي لَكَ إِن عَمِلتَ فيها، تُشَكِّلُ الرَّكيزَةَ الأَساسِيَّة لِحَياتِكَ الإِجتِماعِيَّة. هِيَ حَجَرُ الزَّاوِيَة لِكُلِّ ارتِباطاتِكَ وَلِكُلِّ عَلاقاتِكَ الإِنسانِيَّة، وَهيَ تَقومُ عَلى عَيشِ المـَحَبَّة، عَلى اختِبارِها وُفقَ بُعدِها الرُّوحِيّ الَّذي يَتَحَقَّقُ في النُّمُوِّ الَّذي يَتِمُّ بَينَ إِثنَينِ أَو أَكثَر يَتَقاسَمونَ خِبرَةَ حَياتِهِم بِمَحَبَّةٍ في ما بَينَهُم. غالِبًا ما تَنتَظِرُ أَن يُحِبَّكَ الآخَر، لِكَي تَعودَ فَتُحِبّ، إِلَّا أَنَّ المـُبادَرَة الأُولى قَد أَتَت مِنِّي فَقَد أَحبَبتُكُم أَوَّلًا، أَحبَبتُكُم بِالتَّساويّ وَفي الوَقتِ عَينِهِ لِكُلِّ شَخصٍ مَكانَتُهُ الخاصَّة عِندي. أَعلَمُ جَيِّدًا ما تَختَبِرَهُ في واقِعِ الحَياةِ، أَلا وَهوَ أَنَّكَ غالِبًا ما تُحِبُّ شَخصًا وَلَكِن لا يُبادِلكَ الحُبَّ عَينَه، وَهذا لا يَعني أَنَّ وَصِيَّتي غَيرُ مُحَقَّقَةٍ في الواقِع، لا بَل هِيَ دَعوَةٌ تَستَلزِمُ التَّحقيق، لأَنَّهُ مَعَها تُشفى الإِنسانِيَّةُ مِن جِراحِها، وَحدَها المـَحَبَّةُ هِيَ الَّتي تَبني. عِندَما تُسقِطُ كُلَّ الشُّروط عَن الحُبِّ عِندَئِذٍ يَكونُ حُبًّا، وَعِندما تُسقِطُ كُلَّ الوجُوهِ عَن الحُبِّ عِندَئِذٍ يَتَجَلَّى وَجهي في الحُبِّ الَّذي تَعيشُهُ، لِذَلِكَ لا تَشتَرِط عَلى أَحَدٍ شَكلًا مِنَ الحُبّ، بَل تَقَبَّل كُلَّ شَيءٍ مِنهُ بِحُبٍّ، وَهَكذا تَستَطيعُ أَن تَختَبِرَ وَصِيَّتي لَكُم.
الحُبُّ المـُعقَلَنُ حُبٌّ شَرطيّ، وَالحُبُّ النَّابِعُ مِنَ القَلبِ وَالَّذي لا يَعرِفُ أَسبابَهُ هُوَ حُبٌّ إِلَهيّ. لِلحُبِّ سُبُلٌ عَديدَة يَتَّخِذُها في عَلاقاتِ النَّاسِ، مِنها ما يَبدَأُ بِالإِعجاب، وَمِنها ما يَبدَأُ بِالإِحتِرامِ، وَمِنها ما يَبدَأُ بِالعَفَوِيَّةِ، وَمِنها ما يَبدَأُ بِالتَّضحِيَةِ في الخُروجِ مِنَ الذَّات. كُلُّ هذا يُؤَدّي لِاختِبارِ الحُبّ، وَلَكِن لِكَي يَتَنَقَّى هذا الحُبُّ يَستَدعي أَن يُعاشَ مِن طَرَفَينِ أَو أَكثَر تُجاهَ بَعضِهِم البَعض، لِذَلِكَ الوَصِيَّةُ هِيَ أَن يُعاشَ الحُبُّ المِعطاءُ وَالمـَجَّاني بَينَ الكُلِّ. عِندَما تُقَرِّرُ أَن تَعيشَ وَصِيَّةَ الرَّبِّ في حَياتِكَ، عَلَيكَ أَلَّا تَقِفَ عِندَ خَيباتِ الأَمَلِ، وَالخِيانَةِ وَالنُّكران، بَل عَلَيكَ أَن تُخَفِّفَ مِن وَطأَةِ الأَحكامِ مُبَرِّرًا الأَسباب، وَهادِفًا لِعَيشِ الوَصِيَّة. لِتَكُنِ المـَحَبَّةُ قَصدَكَ الثَّابِت لِلأَبَد.
رَبِّي يَسوع، مِن دونِكَ أنا عاجِزٌ عَن عَيشِ الوَصِيَّة، وَمِن دونِ مَعرِفَتِكَ، أَجِدُ في كَلامِكَ، كَلامًا جَميلًا لَكِنَّهُ صَعبُ المـَنال. لَم تَطلُب مِنِّي أَشكالَ عِبادَةٍ وَلا ذَبائِحَ، بَل طَلَبتَ مِنِّي ما يَجعَلُني أَكثَرَ فَرَحًا وَسُرورًا وَسَلامًا، وَهوَ أَن أُحِبَّ كُلَّ مَن حَولي، وَأَن أَتَلَقَّى الحُبَّ مِن ذَوِيَّ لِشَخصي. أَحمَدُكَ يا يَسوعُ عَلى وَصِيَّةِ مَحَبِّتِكَ لَنا، آمين.
تابعوا قناتنا
https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg
شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!