موقع Allah Mahabba الأربعاء من أسبوع تقديس البيعة وتجديدها
الرسالة إلى العبرانيّين 10: 26 – 31
يا إِخوَتي، إِنْ نَخْطَأْ عَمْدًا، بَعْدَ أَنْ نِلْنَا مَعْرِفَةَ الحَقّ، فلا يَبْقَى مِن بَعْدُ ذَبيحَةٌ عَنِ الخَطايَا،
بَلِ ٱنْتِظَارٌ رَهِيبٌ لِلدَّيْنُونَة، وَلَهِيبُ نَارٍ يَلْتَهِمُ المُعَانِدِين.
مَنْ خَالَفَ شَرِيعَةَ مُوسَى يُقْتَلُ بِلا رَحْمَة، بِشَهَادَةِ ٱثْنَيْنِ أَو ثَلاثَة،
فَكَم تَظُنُّونَ يَسْتَوجِبُ عِقَابًا أَشَدّ، مَنْ دَاسَ ٱبْنَ الله، وحَسِبَ دَمَ العَهْد، الَّذي تَقَدَّسَ بِهِ، نَجِسًا، وأَهَانَ رُوحَ النِّعْمَة؟!
فَنَحْنُ نَعْرِفُ الَّذي قَال: «لِيَ الٱنْتِقَامُ، أَنَا أُجَازِي»، وقال: «إِنَّ الرَّبَّ سَيَدِينُ شَعْبَهُ».
رَهِيبٌ هوَ الوُقُوعُ في يَدَيِ ٱللهِ الحَيّ!
إنجيل القدّيس يوحنّا 17: 14 – 19
قالَ الرَبُّ يَسوع: « يا أبتِ، أَنَا وَهَبْتُ لَهُم كَلِمَتَكَ، فَأَبْغَضَهُمُ العَالَم، لأَنَّهُم لَيْسُوا مِنَ العَالَم، كَمَا أَنِّي لَسْتُ مِنَ العَالَم.
لا أَسْأَلُ أَنْ تَرْفَعَهُم مِنَ العَالَم، بَلْ أَنْ تَحْفَظَهُم مِنَ الشِّرِّير.
هُمْ لَيْسُوا مِنَ العَالَم، كَمَا أَنِّي لَسْتُ مِنَ العَالَم.
قَدِّسْهُم في الحَقّ. كَلِمَتُكَ هِيَ الحَقّ.
كَمَا أَرْسَلْتَنِي إِلى العَالَم، أَنَا أَيْضًا أَرْسَلْتُهُم إِلى العَالَم.
وأَنَا أُقَدِّسُ ذَاتِي مِنْ أَجْلِهِم، لِيَكُونُوا هُم أَيْضًا مُقَدَّسِينَ في الحَقّ.
التأمّل
“قَدِّسهُم في الحَقِّ. كَلِمَتُكَ هِيَ الحَقّ“
يَجتَهِدُ البَعضُ في سَعيِهِم إِلى القَداسَةِ انطِلاقًا مِن قِواهُمُ الشَّخصِيَّةِ مُعتَمِدينَ عَلى إِرادَتِهِم، وَلَكِن لِلأَسَف فَهذا العَمَل وَإِن كانَ ظاهِرُهُ إِيجابِيًّا إِلَّا أَنَّ باطِنَهُ مَبنِيٌّ عَلى رَفضٍ لِحَقيقَةِ الذَّاتِ الضَّعيفَة. لا أَحَدَ قُدُّوسٌ إِلَّا اللهَ وَحدَهُ، وَبِالتَّالي القَداسَةُ تُعطى مِنَ اللهِ وَتُؤخَذُ مِنهُ، وَكُلُّ كَمالٍ خارِجَ اللهِ يَصطَنِعُهُ الإِنسانُ يَبقى مُزَيَّفًا لِكَونِهِ لا يَتَّصِلُ في الجَوهَر. صَحيحٌ أَنَّ اللهَ في العَهدِ القَديمِ دَعانا إِلى القَداسَة: “كونوا قِدّيسينَ كَما أَنا قُدُّوسٌ”، وَلَكِن هَذِهِ الدَّعوَة تَعني التَّجاوُبَ مَع نِعمَةِ اللهِ الَّتي تُغَذِّي رَغبَةَ القَلبِ، لِيَكونَ الإِنسانُ قِدّيسًا. لَيسَ لِلقَداسَةِ مِعيارٌ واحِد، بَل لَها مِقياسٌ وَاحِد وُهِبَ لَنا بِالرَّبِّ يَسوع. لِكُلِّ إِنسانٍ طَريقَهُ الرُّوحيّ إِلى القَداسَة، وَالغايَةُ في القَداسَةِ أَن يَتَّحِدَ الإِنسانُ بِالله فَيَكونَ الإِنسانُ ذاتَهُ في المـَحَبَّة، لِذَلِكَ القَداسَةُ تَتَّصِلُ بِالحَقِّ يَسوع المـَسيح. مِن عَلاماتِ قَبولِ الإِنسان لِدَعوَةِ القَداسَة الإِنفِتاحُ عَلى الحَقِّ الَّذي يَصقُلُ النَّفس، وَالطَّاعَةُ لِلكَلِمَة-يَسوع في الإِقتِداءَ بِهِ.
يَا بُنَيَّ، لَيسَت الدَّعوَةُ إِلى القَداسَةِ أَمرًا مِثالِيًّا، لا تَستَطيعُ أَن تَبلُغَهُ، بَل هِيَ الدَّعوَةُ لِلعَيشِ في كَنَفِ وَظِلالِ أَبي السَّماوي تَحتَ عِنايَتِهِ. تَقومُ القَداسَةُ الَّتي أَدعوكَ إِلَيها عَلى المـَحَبَّةِ الكامِلَة وَالفَرَحِ الكامِل، وَالعَيشِ وُفقَ مَشيئَةِ أَبي السَّماوي. يُصَوَّرُ إِلَيكَ أَنَّ القَداسَةَ تَستَدعي تَحَمُّلَ الأَلَمِ وَالعَناءِ وَالأَوجاع، فَهَذِهِ خِدعَةٌ مِن خِدَعِ الشِّرّير. القَداسَةُ هِيَ الإِكتِمالُ في الحُبّ، فَمَن عَرَفَ مَحَبَّتي وَثَبُتَ فيها، يَنتَصِرُ بِقُوَّةِ الرُّوحِ القُدُسِ عَلى كُلِّ أَلَمٍ وَعَناءٍ وَوَجَعٍ، فَيَكونَ تِلكَ العَلامَةُ الفارِقَة. لِكَي تَكونَ قِدِّيسًا عَلَيكَ أَن تَكونَ شاهِدًا لِلحَقِّ الَّذي يُحَرِّرُكَ. كُن صادِقًا إِلى أَقصى حَدّ. إِصنَع الخَيرَ في كُلِّ وَقتٍ لِهَدَفٍ واحِد، لِكَي تَكونَ كامِلًا في المـَحَبَّة مِثلَ أَبيكَ السَّماويّ. إِغفِر وَاصفَح، صَلِّ وَاصمُت وَارحَم. أَحبِب وَاسأَل دائِمًا أَبَدًا مَشيئَةَ اللهِ وَمَجدَهُ وَاقتَدِ بي. كُلُّ هَذِهِ لَيسَت بِمـُتَطَلِّباتٍ لِلقَداسَة، بَل هِيَ نَتيجَةُ استِسلامِكَ لي استِسلامًا وَاثِقًا، لِأَنِّي أَنا مَن يَجعَلُكَ قِدِّيسًا بِقُوَّةِ روحِ الحَقِّ الَّذي وَهَبتَكَ إِيَّاه. إِن حَفِظتَ كَلِمَتي في قَلبِكَ، وَنُسِجَ فِكرُكَ بِكَلِمَتي، تَرى أَنَّ القَداسَةَ لَيسَت وَهمًا، بَل حَقيقَةً.
غالِبًا مَا يَقَعُ الإِنسانُ بِتَجرُبَةِ الإِقتِداءِ الخاطِئ الَّذي يَقومُ عَلى الإِستِنساخ، فَإِن أُعجِبَ بِأَحَدِ القِدّيسين، يَمضي لِيَتَشَبَّهَ بِهِ في كُلِّ شَيءٍ، إِلى حَدٍّ يَنفُرُ أَخيرًا مِنَ القَداسَة. لِكَي تَبدَأَ مَسيرَتَكَ في عَيشِكَ لِلقَداسَة، عَلَيكَ أَن تَسمَعَ جَيِّدًا لِإِلهاماتِ الرُّوحِ القُدُس، فَلِكُلِّ إِنسانٍ دَعوَةٌ عَلَيهِ أَن يُحَقِّقَها، وَيَبقى المـِقياسُ الوَحيدُ هُوَ الرَّبُّ يَسوع. بَعدَما تَفحَص وَتُنَقِّي رَغَباتِ قَلبِكَ، وَبَعدَما تَعرِفُ مَشيئَةَ اللهِ وَمَحَبَّتَهُ الكَبيرَة لَكَ، عِندَئِذٍ تَكتَشِفُ هُوِيَّتَكَ الفَريدَةَ وَالمـُمَيَّزَةَ عَلى وِسعِ الكَونِ كُلِّهِ. القَداسَةُ تَعني أَن تَكونَ مَفروزًا مُكَرَّسًا لِله. إِنطِلاقًا مِن هُنا يُبنى مَقصَدُكَ عَلى أَلَّا تَبحَثَ عَن أَمرٍ خارِجَ ذاتِكَ وَواقِعِكَ لِتَعيشَهُ، بَل أَن تَعيشَ المـَحَبَّة في الأُمورِ البَسيطَة وَالصَّغيرَة وَالكَبيرَة.
رَبِّي يَسوع، أَسأَلُكَ اليَومَ أَن تُمَحِّصَ قَلبي، وَأَن تُنَمِّيَ فِيَّ الرَّغبَةَ في القَداسَة. أَرجوكَ رَبِّي لا تَسمَح أَن أُضَلَّلَ بِصُوَرٍ وَهمِيَّةٍ أَختَلِقُها عَن ذاتي، وَأَزعَمُ أَنِّي سَأَتبَعُكَ حَقًّا إِن حَقَّقتُها، لا بَل أَعطِني روحَكَ القُدُّوس البارَقليط المـُعَزِّي لِكَي يُرشِدَني إِلى الحَقِّ كُلِّهِ وَهُوَ أَنتَ، وَمَعَهُ أَحفَظُ كَلِمَتَك عَيشًا فَتَكونَ أَنتَ قَداسَتي، آمين.
تابعوا قناتنا
https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg
شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!