موقع Allah Mahabba – سيّدة الحضور الدائم
هو إبنُها، كَلِمَةُ الآبِ التي مُنذُ الأَزَلِ.
وَهي، بالروحِ القُدُسِ، أمُّهُ. أمُّ اللهِ. تُعَلِّمُنا لُغَتَهُ.
في كُلِّ أسرارِ حياتِهِ الأرضِيَّةِ، كانَت حاضِرَةً: في وِلادَتِهِ وَتَقدِمَتِهِ لِلهَيكَلِ هو الهَيكَلُ وَقُدسُ الأقداسِ، في أوَّلِ أعجوبَةٍ لمَّا حَوَّلَ الماءَ خَمراً لِعُرسٍ، وَفي إكتِمالِ فِدائِهِ بِتَقديمِ ذاتِهِ ذَبيحَةً لِلعُرسِ الأبِدِيِّ، وَوَسط َ كَنيسَتِهِ المُصَلِّيَةِ يَومَ حَلَّ عَلَيها الروحُ فأطلَقَها إلى أقاصِيَ الأرضِ، بإسمِهِ.
وَما تَرَكَتهُ، وَقَد أخرَجَتهُ مِن رَحَمِها وَطَمأنَتهُ عَلى صَدرِها. وَيَومَ جَورِ الحُكمِ: “هَذا هو الرَجُلُ”، وَشاهَدَتهُ مُكَلَّلاً بأشواكِ الأرضِ، عُرياناً يًهتَّزُ مِن وَطأةِ المَوتِ.
هي سَيِّدَةُ الحُضورِ الدائِمِ، مِثلَهُ أخلَت ذاتَها مُتَّخِذَةً صِفَةَ الخادِمَةِ. غَمرُها أن تَدُلَّنا إليهِ، لِيَكونَ فينا الكُلَّ لِلكُلِّ.
وهو ال”عمَّانوئيلُ” إلَهُنا مَعَنا، كَما أبلَغَها المَلاكُ الآتي مِن لَدُنِ الآبِ… وَقَد أجابَتهُ: “ها أنَذا، فَليَكُن لي بِحَسَبِ قَولِكَ!”، مِن فَوقٍ، مِن عُلُّوِ الصَليبِ، خارِجَ أسوارِ مُدُنِنا الطالِعَةِ إلَيهِ عَويلاً: “إن كُنتَ، حَقَّاً، إبنَ اللهِ…”، كَرَّسَها أمَّ الخَليقَةِ الجَديدَةِ المُنبَثِقَةِ مِن جَراحِهِ، المُعَمَّدَةِ بالماءِ الدافِقِ مِن قَلبِهِ المَطعونِ، والحَيَّةِ بِدَمِهِ المُتَدَّفِقَ مِن أبَدِيَّةِ ذاكَ القَلبَ.
هو وهي حَمَلا في جَسَدِهِما سِماتَ آثامِنا. هو طَلَبَ مِنَ الآبِ مَغفِرَتَنا. هي أنصَتَت، وَغَفَرَت.
فَيا أيَّتُها الحاضِرَةُ في عُبورِ مِراحِلَ حَياتِنا، قودينا إلَيهِ، “الآنَ وَفي ساعَةِ مَوتِنا”، لِنَغدوَ لَكِ وَحيدينَ عَلى صورَتِهِ كَمِثالِهِ، وَقَد عَبَرنا عُهودَنا العَتيقَةَ الى تَحقيقِ عَهدِهِ الجَديدِ فينا، فأدرَكنا أنَّ حَقيقَتَنا لا تَنجَليَ إلَّا فيهِ.
وَيا حُضورَنا فيهِ خُذينا إلى خاصَّتِهِ، حَيثُ لا ظَلامَ بَعدُ يَطوينا وَلا مَوتَ بَعدُ يَهزِمُنا، فَنُهَلِّلَ مَعَكِ وَبِكِ لَهُ: “لَقَد عايَنَّا مَجدَهُ!” المَجدُ الآتي مِن لَدُنِ الآبِ إلى حُدودِ تاريخِنا.
أيَّتُها الحُضورُ الدائِمُ في حِكمَةِ الكَلِمَةِ وَكَلِمَةَ الصَليبِ، إجعَلينا، بِحُضورِكِ هَذا نَرتَفِعُ إلى السَماءِ، حَيثُ سَبَقتِنا لِتَحفَظي طَبيعَتَنا البَشَرِيَّةَ، وَتُثَبِّتيها بأمانِ الروحِ… حَيثُ نَبلُغ فيكِ مَراحِمَ رَجائِنا.
تابعوا قناتنا
https://www.youtube.com/channel/UCWTL4VXQh38PrPBZvVSZGDQ
شكراً لزيارة موقعنا وقراءة: “سيّدة الحضور الدائم” لمشاركته مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت، وأن يعطيك نعمة القداسة لكي تكون ملحاً للأرض ونوراً لعالم اليوم!