موقع Allah Mahabba – أسلمه
أمام هول آلام يسوع وفظاعة مشهد الصلب، وأحاديث القبر الفارغ، وأخبار القيامة، تخلّى كليوباس ورفيقه عن أورشليم مدينة الوعد. كان من السهل على التلميذين إعلانهما يسوع نبيًّا قُتل على أيدي أبناء شعبه، أمّا القيامة فتتطلب منهما فعل إيمان كان من الصعب عليهما القيام به إن لم يعيشا إختبارًا شخصيًّا مع القائم.
القيامة حدث يتطلب إيمانًا ليس فقط لأنّ يسوع القائم لم يعد منظورًا، بل لأنَّه حدث محوري في تاريخ البشريَّة. فمن إنسانيَّةٍ تسير مع الصليب نحو القبر، إلى إنسانيَّةٍ تسير مع المسيح نحو القيامة. فعل “أسلم” الذي استعمله الإنجيليّ لوقا في النص يقدّم لنا الإيضاح اللازم: “أَسْلَمَهُ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَحُكَّامُنَا لِقَضَاءِ الْمَوْتِ وَصَلَبُوه” (لو 24، 20). في مسيرة آلام المخلّص نلحظ أنّ يهوذا أسلم يسوع إلى رؤساء الكهنة. رؤساء الكهنة بدورهم أسلموا يسوع لبيلاطس، الذي أسلمه لهيرودس، ومن ثمَّ للموت. الكلمة الأخيرة كانت للموت. ألموت هو السلطة الأعلى التي أُسلِم إليها يسوع، لأنّ الموت كان سيّد الإنسان والتاريخ. الحقيقة الأصعب هي أنّ الموت صاحب كل هذا السلطان والجبروت، لا كينونة له بذاته، بل هو غياب الحياة. هذه هي عبثية الموت.
يسوع قطع مسيرة الموت عندما أَسلَمَ نفسه حرًا إلى الآب. والآب أسلَمَه للقيامة. بدوره، يسوع القائم من الموت أسَلَمَ الروح القدس إلى التلاميذ والإنسانيَّة، الذي يُحييهم ويُعيدهم إلى بيت الآب. بالقيامة أصبح كل شيء جديدًا، لأنّ سلطان الموت زال، وغاب عن الوجود. بقيامة يسوع أُسلِم الإنسان إلى الحياة. أسلِم الإنسان إلى الحياة في الله، إلى حب الله، إلى فرح الله. الحياة وحدها كائنة بذاتها، إذ يقول يسوع ” أنا هو الطريق والحق والحياة”. يسوع هو الحياة، فمن غاب عن حياته المعنى وجده في يسوع، في حدث قيامته.
سار كليوباس ورفيقه مسيرة يوم مع يسوع الناصري الذي صلب وقام من بين الأموات، قبل أن يؤمنا ويعبرا معه إلى القيامة أي الحياة الجديدة. نحن أيضًا أمام خبر قيامة يسوع، مدعوون للسير معه، لنؤمن ونعبر من الموت إلى الحياة.
تابعوا قناتنا
https://www.youtube.com/allahmahabbaorg
شكراً لزيارة موقعنا وقراءة “أسلمه”. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضىء بوجهه عليك ويرحمك وليمنحكم السّلام!