تابعونا على صفحاتنا

مقالات

إلهي إلهي، لماذا تركتني؟

إلهي إلهي، لماذا تركتني؟

موقع Allah Mahabba – إلهي إلهي، لماذا تركتني؟

في الظُلمَةِ الغامِرَةِ الأرضَ، تُوَدِّعُنا، مُدمى، بِصَرخَةِ وِحشَتِكَ؟ أإلى الذُروَةِ وِحدَتُكَ؟

أنا فيكَ تَرَكتُ نَفسي، فلا أُفضي إلَّا إلَيكَ، وَأنتَ أمامي قِبلَةُ العَذاباتِ كُلِّها!

          يا مَدارَ الحُبِّ اللامُتناهي وَحَرَكَتَهُ في الوجودِ! أفتَقَدتَ شَعبَكَ ذَبيحَةً مَسحوقَةً على هوامِشِ العالَمِ، لأجلِ مَنبوذي الأجيالِ. هؤلاء، وأنا بَينُهم، جَميعُنا نَكِراتُ التاريخِ، كَم صَرَخناها لَكَ، هَذِهِ الصَرخَة. وَأنتَ وَحدُكَ لُقيانا، وما عَرِفناكَ إلَّا عِندَ كَسرِ الخُبزِ، مَكسوراً عَنَّا، ذَبيحَةَ الفِداءِ الأوحَدش.

يا دَفقَ اليُنبوعِ المُخَضَّبِ دَماً! ونَحن ما كَسوناكَ، أنتَ العاري أمامَنا، وما أطعَمناكَ أنتَ الجائِعَ الى حُبِّنا، وَما آوَيناكَ أنتَ الغَريبُ، السَجينُ، المَحكومُ عَليهِ بالموَتِ جوراً… نَحنُ، خَطيئتُنا شَلَحناها عَليكَ عِقاباً، فَصَلَبَتكَ. نَحنُ كُنّا العُصاةُ اللائِذينَ بالمَعاصي. وأنتَ وَحدُكَ أحصَيتَ نَفسَكَ مَعَنا، بِصَرخَتِكَ. وها مِن جَنبِكَ المَطعونِ عَنَّا، نِعمَةُ الفِداءِ الأنقى.

يا تُراباً مِن تُرابِنا، وَحَّدتَ لاهوتَكَ بِناسوتِنا، وآلامَكَ بآلامِنا، نَحنُ الذاهبونَ الى المَوت حُبَّاً بِكَ، فَكُنتَ الغُفرانَ، بِصَرخَتِكَ، وما شِئتَ أن يَتِّمَ الفِداءُ إلّا وَقَد حَمَلتَ عَنّا آلامنا كُلَّها وَبِكُلِّيَتِها. وَأنتَ وَحدُكَ سَحَقتَ حُزنَنا بِفَرَحِكَ، وَمَوتَنا بِقيامَتِكَ فينا… وَمَا تَرَكتَنا. وأنتَ في ألَمِكَ المُدَّوي، وِحدَتَنا فِيكَ الأفعَلَ.

فَيا أيُّها الذي ثُقِبَت يَداهُ وَقَدَماهُ، وأحصِيَت كُلُّ عِظامِهِ، وَقَد غَدا عاراً لأجلِنا، إرفَعنا إليكَ بِقيامَتِكَ، وَقَد أخلَينا ذاتَنا، على صورَةِ فِعلِكَ لَنا، لِكي نَستَحِقَّ بِجِراحِكَ حَياتَنا.

وَيا مَن أخَذَ طَبيعَتَنا وَصَرَخَ بِها أمامَ الآبِ: أينَ أنتَ، فيما أغدو لَعنَةً، إجعَلنا صَرخَتَكَ لِعالَمِ البؤسِ وأحكامِ ظُلمِهِ، الذي نَحنُ ضَحاياه: نَحنُ، كُلٌّ مِنَّا، عَمَّانوئيل، أيِّ إلَهُنا مَعَنا، فَنَبقى أبَدَ الدُهورِ شُهودَ قِيامَتِكَ.

يا نوراً يَشُقُّ حِجابَ الهياكِلَ وَيفتَحُ القُبورَ، قَدِّس عَدميَّتَنا بِقُدسِيَّتِكَ لِنَضُمَّ العَالَمَ وَنَرفَعُهُ بِشارَةً بِصَرخَتِنا: “… وَبِجُرحِكَ شُفينا!”      

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/allahmahabbaorg

شكراً لزيارة موقعنا وصلاة “إلهي إلهي، لماذا تركتني؟”. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضىء بوجهه عليك ويرحمك وليمنحكم السّلام! نتمنّى لك أسبوع آلام مبارك ومقدّس!