موقع Allah Mahabba خميس الأُسبوع السَّادِس من الصّوم الكبير
رسالة القدّيس بولس إلى طيطس 2: 1 – 8
يا إخوَتِي، أَمَّا أَنْتَ فَتَكَلَّمْ بِمَا يَلِيقُ بِالتَّعْلِيمِ الصَّحِيح:
لِيَكُنِ العَجَزَةُ يَقِظِين، ذَوِي رَصَانَةٍ ورَزَانَة، أَصِحَّاءَ في الإِيْمَانِ والْمَحَبَّةِ والثَّبَات.
كذلِكَ العَجَائِزُ فَلْتَكُنْ سِيرَتُهُنَّ على مَا يَلِيقُ بِالقِدِّيسَات، غَيرَ مُفْتِنَات، ولا مُسْتَعْبَدَاتٍ للإِكْثَارِ مِنَ الخَمْر، بَلْ مُعَلِّمَاتٍ لِمَا هُوَ صَالِح،
فَيُنَبِّهْنَ النِّسَاءَ الفَتِيَّاتِ أَنْ يَكُنَّ مُحِبَّاتٍ لِرِجَالِهِنَّ، ومُحِبَّاتٍ لأَولادِهِنَّ،
رَزِينَات، عَفِيفَات، مُعْتَنِيَاتٍ بِبُيُوتِهِنَّ، صَالِحَات، خَاضِعَاتٍ لِرِجَالِهِنَّ، لِئَلاَّ يُجَدَّفَ على كَلِمَةِ الله.
كذلِكَ عِظِ الشُّبَّانَ أَنْ يَكُونُوا مُتَعَقِّلِين.
وَٱجْعَلْ نَفْسَكَ في كُلِّ شَيءٍ مِثَالاً لِلأَعْمَالِ الصَّالِحَة، مُخْلِصًا في التَّعْلِيم، رَزِينًا،
مُتَكَلِّمًا كَلامًا صَحِيحًا مُنَزَّهًا عَنْ كُلِّ لَوْم، حَتَّى يَخْزَى مَنْ يُخَاصِمُنَا، حينَ لا يَجِدُ أَيَّ سُوءٍ يَقُولُهُ عَلَ
إنجيل القدّيس لوقا 18: 31 – 34
أَخَذَ يَسُوعُ الٱثْنَي عَشَرَ وقَالَ لَهُم: «هَا نَحْنُ صَاعِدُونَ إِلَى أُورَشَلِيم، وَسَيتِمُّ كُلُّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ في الأَنْبِيَاءِ عَنِ ٱبْنِ الإِنْسَان.
فإِنَّهُ سَيُسْلَمُ إِلى الوَثَنِيِّين، فَيَسْخَرُونَ مِنْهُ وَيَشْتُمُونَهُ، وَيَبْصُقُونَ عَلَيْه،
وَيَجْلِدُونَهُ وَيَقْتُلُونَهُ، وفي اليَومِ الثَّالِثِ يَقُوم».
وَلكِنَّهُم لَمْ يَفْهَمُوا شَيئًا مِنْ ذلِكَ، بَلْ كانَ هذَا الكَلامُ خَفِيًّا عَنْهُم، وَمَا كَانُوا يُدْرِكُونَ مَا يُقَالُ لَهُم.
التأمّل
”ها نَحنُ صاعِدونَ إِلى أُورَشَليم“
لا يُمكِنُكَ أَن تُزاوِلَ مِهنَةَ الزِّراعَة إِن لَم يَكُن لَدَيكَ أَرضٌ وَبُستانٌ، كَما لا يُمكِنُكَ أَن تُمارِسَ خِدمَةَ التَّعليمِ إِن لَم تَكُن أُستاذًا وَلَدَيكَ تَلاميذ، فَالأَمرُ مَنوطٌ بِمَوهِبَةٍ وَإِطارٍ وَأَشخاص، حَتَّى إِنَّ الأَمكِنَةَ تُسَمَّى على أَساسِ ما يُعمَلُ فيها، أَو ما يَحدُثُ على أَرضِها، وَهذا ما نَستَخلِصَهُ مِن أَسماءِ القُرى وَالبَلداتِ وَالمـُدُن. انطِلاقاً مِن هُنا، نَسأَل لِنُفَكِّرَ وَنَبحَث، لِماذا رَبَطَ الرَّبَّ يَسوع حَدَثَ مَوتِهِ، وَسِرَّ فِدائِهِ بِمَدينَةِ أُورَشَليمَ، وَأَرادَ في كُلِّ مَرَّةٍ يأَتي على ذِكرِ آلامِهِ أَن يُصَوِّبَ قُبلَةَ أَنظارِ تَلاميذِهِ إِلى تِلكَ المـَدينَة، وَإِلى صُعودِهِ وَدُخولِهِ المـَلَكِيّ عَلَيها؟ لَقَد احتَلَّت أُورَشَليمُ مَكانَها المـُقَدَّس عِندَ اليَهود لِسَبَبِ بُنيانِ هَيكَلَ اللهِ فيها، وَلِأَنَّ مُعظَمَ الأَنبِياءِ تَنَبّؤوا عَلَيها، مِثلَ إِرمِيا، وَقَد لاقَوا مَصيرَهُم وَاستِشهادَهُم فيها، لِذَلِكَ أَضحى صُعودَهُ إِلَيها العَلامَة الَّتي تُشيرُ إِلى ما أَرادَ تَحقيقَهُ مِن أَجلِ كُلِّ إِنسان. لَقَد رَبَطَ كُلَّ الرَّفض الَّذي لَحِقَهُ مِن قِبَلِ مَن جَعَلوا أَنفُسَهُم أَعداءَهُ بِصُعودِهِ إِلى أُورَشَليم حَيثُ سَيَنالونَ مِنهُ.
يَا بُنَيَّ، كَما قالَ ابراهيم لابنِهِ إِسحَق، هيَّا وَلنَمضي مَعًا إِلى الجَبَل الَّذي يُرينا إِيَّاهُ الرَّبّ، فَنُقَدِّمَ لَهُ المـُحرَقَة، هَكَذا، أَشَرتُ إِلى تَلاميذي بِأَهَمِّيَّةِ وَضرورَة وَإِلزامِيَّة الصُّعودِ إِلى أُورَشَليم، لا لِنَحتَفِلَ بِمُناسَبَةِ عيدِ الفِصح، كَاحتِفالٍ طَقسِيٍّ سَنَوِيّ، وَفقًا لِلعادَة، بَل لِأُحدِثَ فِصحَ المـَوتِ وَالقِيامَةِ على وَجهٍ آخَر. لَقَد رَبَطَ تَلاميذي صعودي إِلى أُورَشَليمَ بِساعَةِ المـَجدِ الَّتي عَرَفَها داودُ يَومَ انتَصَرَ على أَعدائِهِ، وَيَومَ جَعَلَ مِن إِسرائيلَ مَملَكَةً كَسائِرِ مَملَكاتِ الأَرض. كانَ انتِظارَهُم مَربوطٌ بمَجدٍ سَيَنالونَهُ لِقُربِهِم مِنّي، فَيُصبِحونَ بِمَثابَةِ وزَراءَ وَذاتَ شُهرَةٍ، بَينَما كُنتُ أُنَبِّهُهُم على تِلكَ التَّجرُبَة كَيما يَتَفادَوها، وَلِئَلَّا يَعيشوا خَيبَةَ الأَمَلِ مِمَّا سَيَحدُثُ مَعي مِن إِضطِهادٍ وَقَتلٍ سَيَلحَقُ بي. مِن هُنا عِندَما تُريدُ أَن تَستَعِدَّ لِعَمَلٍ ما، وَأَنتَ تَنظُرُ نَظرَةً إِيجابِيَّةً، خُذ بِعَينِ الإِعتِبارِ ما قَد يَحدُثُ على وَجهٍ غَيرِ مُرتَقَبٍ مِن سَلبِيَّةٍ قَد تُحَطِّمُ آمالَكَ، وَذَلِكَ لِكَي تُبقى على ما هوَ أَساسيّ وَجَوهَريّ في انتِظاراتِكَ، وَأَنتَ تَعيشُ واقِعَكَ في الحَقّ وَبِدَفعٍ مِنَ المـَحَبَّةِ كُلُّهُ رَجاءٌ وَإِيمان. لَقَد وَجَدتُ في أُورَشَليمَ التَّمَوضُعَ الَّذي بِهِ أَستَطيعُ أَن أَكونَ نورًا لِلعالَم مُحَقِّقًا الفِداء.
لَيسَ غريبًا أَن يَقولَ الرَّبّ يَسوع لِتَلاميذِهِ: “ها نَحنُ صاعِدونَ إِلى أورَشَليم” لِأَنَّ المـُناسَبات وَالإِحتِفالات الأَساسِيَّة عِندَ اليَهود، تُلزِم مَن يَستَطيع أَن يَصعَدَ إِلى الهَيكَلِ حَيثُ يَحضُرُ اللهُ بِمَجدِهِ. لَكِنَّ الجَديدَ في قَولِهِ وَالَّذي أَرادَ أَن يَكشِفَهُ لِتَلاميذِهِ يَكمُنُ بِالسِّرّ الَّذي يُريدُ أَن يُحَقِّقَهُ هَذِهِ المـَرَّة، فَمِن جِهَةٍ نَبَّهَهُم بِما سَيُعانيهِ على قاعِدَةِ نَموذَج الأَنبِياء. يُشيرُ لَنا الإِنجيليّ، إِلى عَدَمِ فَهمِ التَّلاميذ عَلَيه، وَذَلِكَ يُبَرَّر، لِشِدَّةِ ما رَأوا وَشاهَدوا مِن عَظَمَةٍ وَمَجدٍ في كُلِّ أَعمالِهِ، كَما رَأوا اتِّباع وَاندِهاشَ الجُموعَ فيهِ. حَقًّا كانوا يُعايِنونَ وَجهَهُ الإِلَهيّ إِلى حَدٍّ لَم يَقدِوا بَعد أَن يُعايِنوا وَجهَهُ الإِنسانيّ، فَذَكَّرَهُم بِهُوِيَّتِهِ الإِنسانِيَّةِ الكامِلَة. أُنظُر إِلى شَخصكَ بِبُعدَي الإِنسانِيَّة وَالدَّعوَة إِلى الأُلوهَةِ وَالمـَجد.
رَبّي يَسوع، مَعَكَ أَعي وَأُدرِكُ مَن أَكون. بِكَثيرٍ مِنَ المـَرَّاتِ قُلتُ أَنَّني لَم أَجِد المـَكانَ الَّذي يُناسِبُني، إِن بَينَ رِفقَةٍ وَأَصدِقاءٍ وَعائِلَة، أَو بَينَ مُجتَمَعٍ وَمِنطَقَةٍ وَواقِع، لَكِنَّكَ صِرتَ لي بِذاتِكَ المـَكانَ الَّذي يُريحُني في كُلِّ الأَمكِنَةِ وَالظُّروفِ الَّتي أَختَبِرُها وَأَعيشُها. فَيا سَيِّدي وَمُخَلِّصي أَرجوكَ أَصعِدني مَعَكَ وَأَنِر بَصيرَتي لِأَشهَدَ لِمَجدِكَ، آمين.
تابعوا قناتنا
https://www.youtube.com/channel/UCWTL4VXQh38PrPBZvVSZGDQ
شكراً لزيارة موقعنا وقراءة خميس الأُسبوع السَّادِس من الصّوم الكبير”ها نَحنُ صاعِدونَ إِلى أُورَشَليم“ لمشاركة هذا التأمّل مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت، وأن يعطيك نعمة القداسة لكي تكون ملحاً للأرض ونوراً لعالم اليوم!