تابعونا على صفحاتنا

الإنجيل اليومي

خميس الأُسبوع الخامِس من الصّوم الكبير

موقع Allah Mahabba  خميس الأُسبوع الخامِس من الصّوم الكبير

رسالة القدّيس بولس الثانية إلى طيموتاوس 1: 6 – 14

يا إخوَتِي، أُذَكِّرُكَ أَنْ تُذَكِّيَ مَوهِبَةَ اللهِ التي فِيكَ بِوَضْعِ يَدَيَّ.

فَإِنَّ اللهَ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ الخَوْف، بَلْ رُوحَ القُوَّةِ والمَحَبَّةِ والٱعْتِدَال.

فلا تَسْتَحْيِ بِشَهَادَةِ رَبِّنَا، ولا بِي أَنَا أَسِيرَهُ، بَلْ شَارِكْنِي في ٱحْتِمَالِ الْمَشَقَّاتِ مِنْ أَجْلِ الإِنْجِيل، مُتَقَوِّيًا بِالله،

الَّذي خَلَّصَنَا ودَعَانَا دَعْوَةً مُقَدَّسَة، لا وَفْقًا لأَعْمَالِنَا بَلْ وَفْقًا لِقَصْدِهِِ هُوَ ونِعْمَتِهِ، الَّتي وُهِبَتْ لَنَا في المَسِيحِ يَسُوع، قَبْلَ الأَزْمِنَةِ الدَّهْرِيَّة.

لكِنَّهَا أُعْلِنَتِ الآنَ بِظُهُورِ مُخَلِّصِنَا الْمَسِيحِ يَسُوع، الَّذي أَبْطَلَ الْمَوْت، فأَنَارَ الحَيَاةَ وعَدَمَ الفَسَادِ بَوَاسِطَةِ الإِنْجِيل،

الَّذي جُعِلْتُ أَنَا لَهُ مُبَشِّرًا ورَسُولاً ومُعَلِّمًا.

ولِذلِكَ أَحْتَمِلُ هذِهِ الْمَشَقَّاتِ أَيْضًا، لكِنِّي لا أَسْتَحْيِي، لأَنِّي عَالِمٌ بِمَنْ آمَنْتُ ووَاثِقٌ أَنَّهُ قَدِيرٌ أَنْ يَحفَظَ لي وَدِيعَتِي إِلى ذلِكَ اليَوم.

لِيَكُنِ الكَلامُ الصَّحِيحُ الَّذي سَمِعْتَهُ مِنِّي مِثَالاً لَكَ في الإِيْمَانِ والمَحَبَّةِ الَّتي في المَسِيحِ يَسُوع.

إِحْفَظِ الوَدِيعَةَ الصَّالِحَةَ بِالرُّوحِ القُدُسِ الحَالِّ فينَا.

إنجيل القدّيس مرقس 4: 33 – 41

كانَ يَسُوعُ يُخَاطِبُ الجُمُوعَ بِكَلِمَةِ الله، في أَمْثَالٍ كَثِيرَةٍ كَهذِهِ، عَلَى قَدْرِ مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَسْمَعُوا.

وبِدُونِ مَثَلٍ لَمْ يَكُنْ يُكَلِّمُهُم. لكِنَّهُ كانَ يُفَسِّرُ كُلَّ شَيءٍ لِتَلامِيذِهِ عَلَى ٱنْفِرَاد.

وفي مَسَاءِ ذلِكَ اليَوْم، قالَ يَسُوعُ لِتَلامِيذِهِ: «لِنَعْبُرْ إِلى الضَّفَّةِ الأُخْرَى».

فتَرَكَ التَّلامِيذُ الجَمْعَ، وأَخَذُوا يَسُوعَ مَعَهُم في السَّفِينَة، وكَانَتْ سُفُنٌ أُخْرَى تَتْبَعُهُ.

وهَبَّتْ عَاصِفَةُ ريحٍ شَدِيدَة، فٱنْدَفَعَتِ الأَمْواجُ عَلى السَّفينَة، حَتَّى أَوْشَكَتِ السَّفِينَةُ أَنْ تَمْتَلِئ.

وكانَ يَسُوعُ نَائِمًا عَلى الوِسَادَةِ في مُؤَخَّرِ السَّفينَة، فَأَيْقَظُوهُ وقَالُوا لَهُ: «يا مُعَلِّم، أَلا تُبَالي؟ فنَحْنُ نَهْلِك!».

فقَامَ وزَجَرَ الرِّيحَ وقَالَ لِلْبَحْر: «أُسْكُتْ! إِهْدَأْ!». فسَكَنَتِ الرِّيحُ، وحَدَثَ هُدُوءٌ عَظِيم.

ثُمَّ قالَ لِتَلاميذِهِ: «لِمَاذَا أَنْتُم خائِفُونَ هكَذا؟ كَيْفَ لا تُؤْمِنُون؟».

فخَافُوا خَوْفًا عظيمًا، وقَالُوا بَعْضُهُم لِبَعْض: «مَنْ هُوَ هذا، حَتَّى يُطِيعَهُ البَحْرُ نَفْسُهُ والرِّيح؟».

التأمّل

”لِمَ أَنتُم خائفونَ هَكَذا؟ وَلِمَ لَيسَ فيكُم الإِيمان؟“

هَل الرّب لا يَعلَم أَنَّنا نَعرِفُ بِطَبيعَتَنا الخَوف؟ هَل هوَ لا يَعلَم أَنَّنا نَعرِفُ بِقَلبِنا فُتورَ الإِيمان وَانعِدامِهِ على مُستَوى العَقل؟ إِذا قُلنا لا، وَكَأَنَّنا انتَقَصنا مِن كَمالِهِ، وَإِذا أَجَبنا نَعَم، نَسأَل لِماذا إِذاً هوَ يَسأَلُ تَلاميذَهُ عَن مَشاعِرِهِم، وَعَن إِيمانِهم؟ إِنَّ الرَّبّ لا يَطلُبُ الجَوابَ لِذاتِهِ، إِنَّما يُريدُنا أَن نَنموَ بِمَعرِفَتِنا لِأَنفُسِنا عن طَريقِ مُعاشَرَتِنا لِكَلِمَتِهِ، وَيُريدُنا أَن نُدرِكَ تَأثيرَ المـُحيطَ الَّذي نَنتَمي إِلَيه. إِنَّ الخَوفَ هوَ مِن أَكثَرِ المـَشاعِرِ الَّتي تَجعَلُ مِن إِنسانِيّتَنا عاجِزَةً وَقاصِرَة، إِذ نَجِد أَنفُسَنا مُهَدَّدَةً بِالهَلاك، فيما الطُّمَأنينَةُ تَسمَح لَنا أَن نَنعَمَ بِالسَّلام. قَد يَدفَعُنا الخَوف إِمَّا لِلهُروبِ أَو لِلمـُواجَهَة، أَمَّا الطُّمَأنينَة قَد تَحُثُّنا على الكَسَلِ أَو تُحَفَّزَنا على الإِصغاءِ لِأَنفُسِنا وَتَنمِيَةِ قُدُراتِنا وَتَوطيدِ عَلاقَتنا بِالله. الخَوفُ الَّذي عَرَفَهُ التَّلاميذُ في البَحرِ هَدَّدَ كِيانِهِم فَعَرَفوا الجُمودَ إِذ وَقَفوا أَمامَ عَتَبَةِ المـَوت، وَسُؤالُ يُسوع كانَ بِمَثابَةِ التَّنبيهِ لِيَلتَفِتوا إِلى قُوَّةِ حُضورِهِ الشَّافي، فَيَفتَحوا عيونَ الإِيمانِ لِيُبصِروا مَحَبَّتَهُ الَّتي بها سَيُخَلِّصَهُم.

يَا بُنَيَّ، إِذا كُنتَ تَخافُ المـَوتَ، عَلَيكَ أَن تَسأَلَ نَفسَكَ كَيفَ تَستَعِدُّ لِمـُواجَهَتِهِ، وَإِن كُنتَ تَتَجاهَلَهُ، تَنَبَّه مِنَ الجَهلِ الَّذي فيكَ، وَالَّذي هوَ أَكثَرُ خَطَراً مِن كُلِّ أَشكالِ الخَوفِ الَّتي تَعرِفُها، إِذ يَجعَلُكَ عَديمَ الإِحساسِ وَغارِقٌ بِسُباتِ اللَّامُبالاةِ، فَلا تَعُد تَهتَمُّ لِخَلاصِكَ، وَعلى هذا أَسأَلُكَ أَينَ أَنتَ مِنَ الإِيمانِ بي، لا على أَساس إِذا كُنتُ مَوجوداً أَم لا، بَل على مِقياسِ مَحَبَّتي الَّتي تَدفَعُ بِالأُمورِ كُلِّها إِلى خاتِمَتِها الخَلاصِيَّة. هُناكَ بَعضاً مِنَ الأُمورِ وَإِن كانَت ذاتَ طابِعٍ سَلبِيٍّ ذاتُ فائِدَةٍ، مِثلَ الخَوف الَّذي يَحُثُّكَ لِتَسعى إِلى الأَمانِ، أَمَّا عَدَمُ الإِيمانِ لا يَنتُجُ عَنهُ أَيُّ فائِدَةٍ على الإِطلاقِ لِكَونِهِ يَجعَلُكَ مَعزولاً عَن أَيّ مُحاوَلَةٍ لِبِناءِ عَلاقَةٍ حَقيقيَّةٍ مَع الله. مِن هُنا، عِندَما تَجِدُ حَياتَكَ باتَت شَبيهَةً بِحالَةِ مَركَبٍ صَغيرٍ تَتَقاذَفُهُ الأَمواجُ وَلا يَقوَ البَتَّة عَلَيها، فَتُصبِحَ عَديمَةَ القُوَّة وَقَد تَغَلَّبَ عَلَيها الفُتورُ وَاللّامَعنى، إِعلَم أَنَّ الأَمرَ يَعنيكَ شَخصِيّاً وَهذا لَيسَ واقِعَ كُلَّ النَّاسِ، لِذَلِكَ كُن شُجاعاً وَانتَفِض على ذاتِكَ، وَابحَث بِروحِ ثائِرٍ عَن مَعنى وجودِكَ مِن جَديدٍ وَاطلُب العَونَ عَن طَريقِ المـَشورَة الصَّالِحَة، لِئَلَّا تَعيشَ عَبَثاً وعلى الهامِشِ.

أَكثَرُ الأَشياءِ الَّتي نَجِدُ فيها صُعوبَةً، هِيَ التَّحَوُّلَ وَالإِنتِقال مِن مَكانٍ إِلى آخَر، مِثلَ السَّفَرِ وَالهِجرَة، لِكَونِها تَفصِلُنا عَن عاداتِنا المـَوروثَة. إِنَّ التَّوبَةَ الحَقيقيّة تَفرِضُ عَلَينا هذا التَّحَوُّل، وهذا ما نَفهَمُهُ بِعِبارَةِ يَسوع: “لِنَعبُر إِلى الضّفَّةِ المـُقابِلَة”. هذا العُبور جَعَلَ التَّلاميذ يَختَبِرونَ مَعنى المـِعمودِيَّةِ وَما عاشَهُ الشَّعبُ عِندَ خُروجِهِ مِن مِصرَ وَعُبورِهِ البَحرَ، فَلَم يَكُن الأَمرُ بِالسّهل، إِذ واجَهوا المـَوتَ بِخَوفٍ وَرُعبٍ وَعَرَفوا انعِدامَ الإِيمان، لَكِنَّ الرَّبَّ الأَمينَ لِعهودِهِ هوَ صارَ لَهُم مَركَبَ الخَلاص، مُنقِذاً إِيّاهُم بِقُوَّةِ مَحَبَّتِهِ. على الرُّغمِ من خُطورَةِ الحَدَثِ، دَعا يَسوع تَلاميذَهُ لِإِعادَةِ قِراءَةِ حَياتِهِم على ضَوءِ هَذِهِ الخِبرَة، لِكَي يَعرِفوا أَمانَتَهُ وَمَحَبَّتَهُ لَهُم. إِقرَأ أَحداثَ حَياتِكَ، وَاشكُرِ الرَّبَّ عَلَيها جَميعاً.

رَبّي يَسوع، أَنا الَّذي أَخشى مُواجَهَةَ ذاتي، وَأَعرِفُ انعِدامَ الإِيمانِ بِسَبَبِ انغلاقي على أَفكاري الذّاتِيَّة وَانفِتاحي على فِكرِ العالَمِ التَّائِهِ عَن الحَقّ، أَعرِفُ الحَياةَ بِعَبَثِيَّةٍ وَلامَعنًى. وَأَنتَ الَّذي هُنا، لِتُنقِذَني مِن عَدَمِيَّتي، فيما أَنا أُوقِظُكَ أَجِدُكَ أَنتَ تُوقِظَني على وجودِكَ في صَميمِ قَلبي وَحَياتي، فَقُد مَركَبي الصَّغيرِ إِلى مِيناءِ خَلاصِك، آمين.

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/channel/UCWTL4VXQh38PrPBZvVSZGDQ

شكراً لزيارة موقعنا وقراءة خميس الأُسبوع الخامِس من الصّوم الكبير”لِمَ أَنتُم خائفونَ هَكَذا؟ وَلِمَ لَيسَ فيكُم الإِيمان؟“ لمشاركة هذا التأمّل مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت، وأن يعطيك نعمة القداسة لكي تكون ملحاً للأرض ونوراً لعالم اليوم!