تابعونا على صفحاتنا

الإنجيل اليومي

ثلاثاء الأُسبوع الخامِس من الصّوم الكبير

موقع Allah Mahabba  ثلاثاء الأُسبوع الخامِس من الصّوم الكبير

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى طيموتاوس 1: 1 – 8

يا إخوَتِي، مِنْ بولُسَ رَسُولِ المَسِيحِ يَسُوع، بِأَمْرِ اللهِ مُخَلِّصِنَا، والمَسِيحِ يَسُوعَ رَجَائِنَا،

إِلى طِيمُوتَاوُسَ ٱلٱبْنِ الحَقِيقِيِّ في الإِيْمَان: أَلنِّعْمَةُ والرَّحْمَةُ والسَّلامُ مِنَ اللهِ الآب، والمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا‍‍!

نَاشَدْتُكَ، وأَنَا مُنْطَلِقٌ إِلى مَقْدُونِيَة، أَنْ تُقِيمَ في أَفَسُس، لِتُوصِيَ بَعضًا مِنَ النَّاس أَلاَّ يُعَلِّمُوا تَعْلِيْمًا مُخَالِفًا،

ولا يُصْغُوا إِلى خُرَافَاتٍ وأَنْسَابٍ لا آخِرَ لَهَا، تُثِيرُ المُجَادَلاتِ أَكْثَرَ مِمَّا تَخْدُمُ تَدْبِيرَ اللهِ في الإِيْمَان.

أَمَّا غَايَةُ هذِهِ الوَصِيَّةِ فإِنَّمَا هِيَ المَحَبَّةُ بقَلْبٍ طَاهِر، وضَمِيرٍ صَالِح، وإِيْمَانٍ لا رِيَاءَ فيه.

وقَد زَاغَ عَنْهَا بَعضُهُم، فَٱنْحَرَفُوا إِلى الكَلامِ البَاطِل،

وأَرادُوا أَنْ يَكُونُوا مُعَلِّمِي الشَّرِيعَة، وهُم لا يُدْرِكُونَ ما يَقُولُونَ ولا مَا يُؤَكِّدُون.

ونَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ الشَّرِيعَةَ صَالِحَةٌ لِمَنْ يَعْمَلُ بِمُقْتَضَاهَا،

إنجيل القدّيس مرقس 6: 47 – 56

لَمَّا كانَ المَسَاء، كانَتِ السَّفِينَةُ في وَسَطِ البُحَيْرَة، ويَسُوعُ وَحْدَهُ عَلى اليَابِسَة.

ورَأَى التَّلامِيذَ مَنْهُوكِينَ مِنَ التَّجْذِيف، لأَنَّ الرِّيحَ كانَتْ مُخَالِفةً لَهُم، فجَاءَ إِلَيْهِم في آخِرِ اللَّيْلِ مَاشِيًا عَلَى البُحَيْرَة، وكانَ يُريدُ أَنْ يَتخَطَّاهُم.

ولَمَّا رَآهُ التَّلامِيذُ مَاشِيًا عَلَى البُحَيْرَة، ظَنُّوهُ شَبَحًا فصَرَخُوا،

لأَنَّهُم رأَوْهُ كُلُّهُم وٱضْطَرَبُوا. وفي الحَالِ كَلَّمَهُم يَسُوعُ وقَالَ لَهُم: «ثِقُوا! أَنَا هُوَ، لا تَخَافُوا!».

وصَعِدَ إِلَيْهِم، إِلى السَّفِينَة، فسَكَنَتِ الرِّيح. ودَهِشُوا في أَنْفُسِهِم غَايَةَ الدَّهَش،

لأَنَّهُم لَمْ يَفْهَمُوا مُعْجِزَةَ الأَرْغِفَةِ لِقَسَاوَةِ قُلُوبِهِم.

ولَمَّا عَبَرُوا جَاؤُوا إِلى أَرْضِ جِنَّاشَر، وأَرْسَوا هُنَاك.

ولَمَّا خَرَجُوا مِنَ السَّفِينَةِ عَرَفَهُ النَّاسُ حَالاً.

وطَافُوا تِلْكَ النَّاحِيَةَ كُلَّها، وبَدَأُوا يَحْمِلُونَ مَنْ بِهِم سُوءٌ إِلى حَيْثُ كَانُوا يَسْمَعُونَ أَنَّهُ مَوْجُود.

وحَيْثُما كانَ يَدْخُلُ قُرًى أَوْ مُدُنًا أَو ضِياعًا، كَانُوا يَضَعُونَ المَرْضَى في السَّاحَات، ويَتَوَسَّلُونَ إِلَيْهِ أَنْ يَلْمُسُوا وَلَو طَرَفَ رِدَائِهِ. وجَمِيعُ الَّذِينَ لَمَسُوهُ كانُوا يُشْفَون.

التأمّل

”تَشَجَّعوا أَنا هوَ لا تَخافوا“

أَمرٌ واحِدٌ نَطلُبُهُ يُمَكِّنُنا مِنَ الثَّباتِ في قَلبِ المـِحَنِ وَالتَّجارِبِ وَالصُّعوبات، هوَ الثِّقَة، الَّتي مِن جِهَةٍ تَعني الإِيمان، وَمِن جِهَةٍ أُخرى تَجعَلُنا بِوَحدَةٍ مَع أَنفُسِنا. لا نَستَطيعُ بِمُفرَدِنا وَبَعيدًا عَن عَلاقَةٍ حَقيقيَّةٍ بِأَحَدٍ يُحِبُّنا أَن نُنَمِّيَ الثِّقَةَ بِأَنفُسِنا، فَنَحنُ بِحاجَةٍ هُنا لِآخَرٍ لِمَحَبَّتِهِ لَنا جَعَلَنا نَعرِفُ الثِّقَةَ بِهِ أَوَّلاً وِمنهُ نَستَرِدُّها لِأَنفُسِنا لِكَي نَتَمَكَّن مِن اتِّخاذِ مَوقِعِنا في الحَياةِ كَأَشخاصٍ مُستَقِلّينَ، ناضِجينَ وَأَحرار. يُعَرَّفُ الرَّبَّ يَسوع بَعيدًا عَن هُوِيَّتِهِ كَإِبنٍ لله، أَنَّهُ المـُرَبَّي الأَوَّل، فَنَكتَشِفَ فيهِ وَجهَ المـُحِبّ الَّذي يَغرِسُ الثِّقَةَ على مُستَوىً مَعنَويّ في قُلوبِ تَلاميذِهِ وَهُم في قَلبِ العاصِفَة لِيَعودَ وَيُوَطِّدَها عَمَلاً في رُكوبِهِ السَّفينَة، ليَجعَلَهُم يَنعَمونَ بِسَلامِ حُضورِهِ في وَسَطِهِم. بِعَمَلِهِ هذا يُذَكِّرُنا بِتَصَرُّفِ الأُمّ تُجاهَ طِفلِها، إِذ مِن بَعيدٍ تَندَه لَهُ لِيَشعُرَ بِحُضورِها، وَعِندَما تَقرُبُ مِنهُ تَأخُذُهُ بَينَ يَدَيها، حَتَّى في كِلا المـَوقِفَين تَبقى الثِّقَةُ مُرافِقَةً لَهُ. إِنطِلاقاً مِن هُنا نَسأَل أَنفُسَنا هَل نَحنُ بِدَورِنا نُساهِمُ في تَمتينِ الثِّقَةَ فيما بَينَنا كَما عَلَّمنا الرَّبّ؟

يَا بُنَيَّ، وَأَنتَ في عَرضِ بَحرِكَ حَيثُ تَتَقاذَفُكَ أَمواجُ التَّجارِبِ مِن كُلِّ حَدبٍ وَصَوبٍ، أَعطِ مَكانًا لِلثِّقَةِ بي، فَلَن أَترُكَكَ لِوَحدِكَ، لا بَل أَنا مَعَكَ حَيثُ أَنتَ وَإِن سِرتَ في النَّارِ فَأَكونُ مَعَكَ، وَإِن عَبَرتَ الأَنهارَ فَأَنا مَعَكَ. أَدعوكَ لِتَثِقَ بي لِأَنَّني أَمينٌ لِلعَهدِ الَّذي قَطَعتُهُ مَعَكَ مُنذُ البَدءِ وَعُدتُ وَجَدَّدتُهُ إِلى أَن ثَبَّتهُ نِهائيّاً في عَشائي الفِصحيّ وَلَحظَةَ عُلِّقتُ على الصَّليب. عِندَما تَضَعُ ثِقَتَكَ بِأَحَدٍ تَنطَلِقُ أَوَّلًا مِن قُربَةِ عَلاقَتِهِ بِكَ، ثانِياً مِمَّا صَنَعَهُ مِن أَجلِكَ، وَثالِثاً لِمُتابَعَتِهِ وَاهتِمامِهِ بِكَ، بِحَيثُ أَنَّهُ أَثبَتَ لَكَ مَحَبَّتَهُ مِن خِلالِ التِزامِهِ بشَخصِكَ وَأَمانَتِهِ وَإِخلاصِهِ لَكَ، رُغمَ كُلّ الظُّروف وَالأَحداث. إِذا عُدتَ وَتَطَلَّعتَ بِكُلّ ما صَنَعتُهُ مَعَكَ، تَكتَشِفُ أَمانَتي الثَّابِتَة والَّتي مِن خِلالِها حاوَلتُ مِرارًا وَتَكرارًا تَشجيعَكَ على تَخَطّي كُلّ العَقَباتِ الَّتي تَضَعها الخَطيئَة بَعدَ فَعلَتِكَ لَها. تَشَجَّع وَلا تَخَف مِمَّا كُنتَ علَيهِ بِالخَطيئَة، بَل خِف أَن تَبقى فيها. تَشَجَّع وَثِق بِمَحَبَّتي لَكَ، لِأَنَّكَ مَتى وَثِقتَ بي، تَستَطيعُ أَن تَنتَصِرَ على هَيَجانِ الأَمواجِ وَتَقَلُّباتِ البَحرِ وَإِن كُنتَ مُحاصَراً في وَسَطِهِ. تَشَجَّع وَلا تَخَف، لِأَنَّني لا وَلَن أَترُكَكَ أَبداً، أَنا هُنا لِأَجلِكَ.

لا يُمكِنُنا نَفي تَأَثُّرَ نَظرَتِنا لِلحَياةِ وَلله وَلأَنفُسِنا عَلى مَشاعِرِنا، فَهيَ مُكَوِّنٌ أَساسيّ لِفِكرِنا وَللصُّورَةِ الَّتي نُشَكِّلُها عَن أَنفُسِنا. لا يُمكِنُنا التَّنَكُّر لِتَأثُّرِنا بِالمـُحيط الَّذي نَنتَمي إِلَيهِ وَنَعيشُ فيهِ، كَما وَأَنَّهُ لا يُمكِنُنا قَبولَ جَديدٍ يَطرَأ بِشَكلٍ سَهلٍ يُصبِحُ هوَ في حَدِّ ذاتِهِ سَبَباً لِتَبَدُّلِ نَظرَتِنا وَمَوقِفِنا وَتَطَلُّعَنا. هذا ما نَراهُ واضِحاً في حَدَثِ تَسكينِ يَسوع لِلعاصِفَة، إِذ كانَت رُؤيَةُ التَّلاميذ مُلتَبَسَة، وَهم مُتَماهونَ خَوفاً وَرُعباً مَعَ العاصِفَة، وَإِذا بهِ يُفاجِئُهُم بِحُضورِهِ الَّذي قَلَبَ المـَقاييس، لِيَدعوهُم لِئَلَّا يَفقِدوا ثِقَتَهُم بِهِ لِمُجَرَّدِ تَقَلُّبِ الأَحداثِ الخارِجيَّة، إِنَّما عَلَيهِم أَن يُوَطِّدوها داخِليّاً. صَحيحٌ أَنَّنا نَتَأَثَّرُ بِما يُحيطُ بِنا، وَلكِن خِبرَةُ الإِيمان وَالعَلاقَة مَع الرَّبّ تَدعوكَ لِتَتَشَدَّدَ بِقُوّةِ حُضورِهِ الدَّاخِلي.

رَبّي يَسوع، أَنا الَّذي بِطَبيعَتي أَعرِفُ الخَوفَ أَكثَر مِنَ الشَّجاعَة، وَالإِضطِرابَ أَكثَر مِنَ الأَمان، أَسَأَلُكَ أَن تَأتي إِلى قارِبي وَأَن تَلمُسَ قَلبي بِكَثافَةِ حُضورِكَ وَحَنانِكَ، فَيَعرِفَ دِفءَ نِعمَتِكَ المـُحَرِّرَة، فَأَقوى على التَّجارِبِ الّتي تُحاصِرُني. أَنتَ الَّذي هوَ وَكُلُّ شَيءٍ خارِجاً عَنكَ لا يَعرِفُ الثَّباتَ لا في ذاتِهِ وَلا بِآخَر، كُن ثَباتي التَّامَّ، آمين.

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/channel/UCWTL4VXQh38PrPBZvVSZGDQ

شكراً لزيارة موقعنا وقراءة ثلاثاء الأُسبوع الخامِس من الصّوم الكبير”تَشَجَّعوا أَنا هوَ لا تَخافوا“ لمشاركة هذا التأمّل مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت، وأن يعطيك نعمة القداسة لكي تكون ملحاً للأرض ونوراً لعالم اليوم!