موقع Allah Mahabba ثلاثاء الأُسبوع الرابع من الصّوم الكبير
رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس 16: 15 – 24
يا إخوَتِي، إِنَّكُم تَعْرِفُونَ بَيْتَ إِسْطِفَانَا، إِنَّهُم بَاكُورَةُ أَخَائِيَة، وقَدْ وَقَفُوا أَنْفُسَهُم عَلى خِدْمَةِ القِدِّيسِين.
فأَطِيعُوا أَنْتُم أَيْضًا أَمْثَالَ هؤُلاء، وكُلَّ مَنْ يُعَاوِنُهُم ويَتْعَبُ مَعَهُم.
وإِنِّي سَعِيدٌ بِحُضُورِ إِسْطِفَانَا وفُرْتُنَاتُس وأَخَائِيكُس، لأَنَّ هؤُلاءِ مَلأُوا غِيَابَكُم،
وأَرَاحُوا رُوحِي ورُوحَكُم. فَقَدِّرُوا هؤُلاءِ حَقَّ التَّقْدِير.
تُسَلِّمُ عَلَيْكُم كَنَائِسُ آسِيَا. يُسَلِّمُ عَلَيْكُم كَثِيرًا في الرَّبِّ أَكِيلا وَبِرِسْقَة، والكَنيسَةُ الَّتي تَجْتَمِعُ في بَيْتِهِمَا.
يُسَلِّمُ عَلَيْكُم جَمِيعُ الإِخْوَة. سَلِّمُوا بَعْضُكُم عَلى بَعْضٍ بِقُبْلَةٍ مُقَدَّسَة.
هذَا السَّلام، أَنَا بُولُسُ كَتَبْتُهُ بِخَطِّ يَدِي.
إِنْ كَانَ أَحَدٌ لا يُحِبُّ الرَّبّ، فَلْيَكُنْ مَحْرُومًا! مَرَانَا تَا!
نِعْمَةُ الرَّبِّ يَسُوعَ مَعَكُم!
ومَعَكُم جَمِيعًا مَحَبَّتِي في المَسِيحِ يَسُوع!
إنجيل القدّيس مرقس 8: 22 – 26
وَصَلَ يَسُوعُ وتَلامِيذُهُ إِلى بَيْتَ صَيْدَا، فجَاؤُوا إِلَيْهِ بِأَعْمَى وتَوَسَّلُوا إِلَيْهِ أَنْ يَلْمُسَهُ.
فَأَخَذَ بِيَدِ الأَعْمَى، وقَادَهُ إِلى خَارِجِ القَرْيَة، وتَفَلَ في عَيْنَيْه، ووَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِ وسأَلَهُ: «هَلْ تُبْصِرُ شَيئًا؟».
فرَفَعَ الأَعْمَى نَظَرَهُ وقَال: «أُبْصِرُ النَّاس، أَراهُم كأَشْجَارٍ وَهُم يَمْشُون!».
فوَضَعَ يَسُوعُ يَدَيْهِ ثَانِيَةً عَلَى عَيْنَي الأَعْمَى، فأَبْصَرَ جَلِيًّا، وعَادَ صَحِيحًا وصَارَ يُبْصِرُ كُلَّ شَيءٍ بِوُضُوح.
فأَرْسَلَهُ يَسُوعُ إِلى بَيْتِهِ قَائِلاً: «لا تَدْخُلِ القَرْيَة!».
التأمّل
”وَقادَهُ إِلى خارِجِ القَريَة، وَتَفَلَ في عَينَيهِ“
في بَعضِ الأَوقات نُريدُ طَلَباً ما في الحالِ، وَلَكِن لِكَي يَتَحَقَّق يَستَدعي الأَمرُ حَرَكَةً وَوَقتاً وَأَحَدًا يُحدِثُ فِعلاً يُتَرجِمُ ما نُريدُ وَنَطلُبُ، مِن هُنا وَجُبَ عَلَينا أَلَّا نَكونَ مُتَسَرِّعينَ وَفقًا لِروحِ العالَم الإِستِهلاكِيَّة، فَبِالتَّرَويّ نُعطي لِأَنفُسِنا مَزيداً مِنَ الوَقتِ للصَّلاةِ وَللتَّفكيرِ وَالتَّأَمُّل، حَتَّى نَتَعَمَّقَ أَكثَر بِمَعرِفَةِ رَغبَةِ قَلبِنا، وَإِن كانَ ما نَطلُبُهُ يُتَطَلَّبُ تَسَرُّعاً أَم لا. عِندَما نَرجِعُ إِلى شِفاءِ يَسوع لِلأَعمى، نُلاحِظ أَنَّهُ لَم يَتَسَرَّع في إِحداثِ المـُعجِزَة، لا بَل أَنهَكَ ذاتَهُ بَعضَ الشَّيء، وَذَلِكَ لِيَقودَ الأَعمى مِنَ القَريَةِ إِلى خارِجِها، وَبَعدَها أَعَدَّ طيناً وَمِن ثُمَّ تَفَلَ في عَينِهِ. هَذِهِ الحَرَكَة تَجعَلُنا نَتَساءَل لِماذا وَجُبَت، طالَما أَنَّ يَسوعَ قادِرٌ، وَقَد عَبَّرَ عَن قُدرَتِهِ بِكَثيرٍ مِنَ الأَماكِن، مِثلَ الأَبرَصِ وَقائِدِ المـئة، وَالمـَنزوفَة. مِن هُنا نَتَعَلَّمُ مِن يَسوع التَّمييزَ بَينَ الحَدَثِ وَالشَّخصِ وَالآخَر، وَإِن كانَ الفِعلَ المـَطلوب هوَ نَفسُهُ. رُبَّما تَكونُ المـَرَّةُ الأُولى الَّتي يَخرُجُ فيها ذاكَ الرَّجُلُ الأَعمى مِن قَريَتِهِ، وَكانَت مَعَ يَسوع، لِيَعودَ إِلَيها شَخصاً جَديداً.
يَا بُنَيَّ، لَقَد جِئتُ إِلى العالَمِ نوراً لِكَي يُبصِرَ الَّذينَ لا يُبصِرون، وَبِنوري أَرسُمُ الطَّريقَ إِلى الآب. نوري لَكَ عِلمٌ، وَطَريقي تَعرِفُهُ عِندَما تُؤمِن بِكَلِمَتي. لَقَد أُوتِيَ بِالأَعمى إِلَيَّ، لِأَنَّهُ لَم يَستَطِع التَّقَدُّمَ بِمُفرَدِهِ نَحوي، وَلَكِنَّني أَخَذتُ بِيَدِهِ وَمَضَيتُ بِهِ إِلى خارِجِ القَريَة، وَذَلِكَ لِسَبَبَين: الأَوَّل حَتَّى يَرى وَجهي بَعيدًا عَن كُلِّ ضَوضاءٍ، وَالثَّاني لِكَي يَحفَظَ نِعمَتي المـُعطاةِ لَهُ بِتَواضُعِ قَلبٍ بَعيدًا عَن عُيونِ النَّاسِ وَكَلِماتِهِم النَّافِرَة، حَتَّى كُلَّما غاصَ في التَّأَمُّلِ أَكثَر، عَرَفَ أَكثَر كَم مَحَبَّتي لَهُ هيَ شَخصِيَّة وَخاصَّة وَحَميمَة. في مَسيرَةِ الخُروجِ هَذِهِ تَتَعَلَّمُ التَّأَنّي وَالصَّبرَ، وَفي حَدَثِ الشِّفاء تَتَعَلَّمُ كَيفَ أُعالِجُ بِكَثيرٍ مِنَ المـَرَّاتِ وَأَشفي مِن خِلالِ الطَّبيعَة، وَفي تَنبيهي لَهُ لِئَلَّا يَعودَ إِلى القَريَةِ سَريعًا بَل أَن يَنصَرِفَ إِلى بَيتِهِ تَكتَشِفُ أَهَمِّيَّةَ التَّواضُع الَّذي يَنمو عَن طَريقِ العَودَةِ إِلى البَيت الدَّاخِلي الَّذي يَستَدعي مَعَهُ التَّأَمُّلَ الَّذي يُساهِم في فَهمِ عَمَلِ النِّعمَةِ في حَياةِ الشَّخص، وَعَن طَريقِ الأَحداث الزَّمَنِيَّة. أَدعوكَ اليَومَ لِتَمُدَّ لي يَدَكَ، مِثلَ الأَعمى، وَأَلَّا تَخافَ السَّيرَ مَعي إِلى خارِجِ بُقعَةِ أَمنِكَ، حَيثُ هُناكَ سَتُبصِرُ نوري، وَتَرى وَجهي، فَتَحيا من جَديد.
هُناكَ في بَيت صَيدا، أَجرى يَسوعُ مُعجِزَةَ شِفاءِ الأَعمى، وَأَرادَها عَلى خِلافِ كَثيرٍ مِنَ المـُعجِزاتِ بَعيدَةً عَن الأَضواء، وَهذا الأَمر نَفهَمُهُ جَيّدًا مِن خِلالِ لاهوتِ إِنجيلِ مَرقُس حَيثُ الرَّبّ سَعى دائِماً لِإِخفاءِ سِرِّهِ إِلى حينِ ستَأتي السَّاعَة الَّتي سَيُعرَفُ فيها، بِالضُّعفِ أَكثَرَ مِنَ القُوَّة، وَفي الوَهنِ أَكثَرَ مِنَ الجَبَروت، وَذَلِكَ ما سَيَتَحَقَّقُ فِعلاً على الصَّليب. سَبَقَت مُعجِزَةُ شِفاءِ أَعمى بَيتَ صَيدا إِعتِلانَ سِرّ المـَسيحِ عَلى فَمِ سِمعانَ بُطرُس، وَطِبقاً لِمَسيرَةِ هذا الشِّفاءِ وَهذا الكَشف، نَسيرُ نَحنُ أَيضاً لِنَتَعَرَّفَ على هُوِيَّةِ يَسوعَ النَّاصِريّ كَرَبٍّ وَمُخَلِّصٍ وَنورٍ للعالَم. لَمسَتُ المـَسيح لِعَينَي الأَعمى تَتَحَقَّقُ اليَومَ مَعَ كُلٍّ مِنَّا، هذا إِن سَلَّمنا ذاتَنا لَهُ، لِيَقودَنا وَيُنيرَنا وَيَشفينا، فَنَتَحَرَّرَ مِنَ الظُّلمَة.
رَبّي يَسوع، خُذني بِيَدِكَ وَامضِ بي إِلى خارِجِ عالَمي الَّذي اعتَدتُهُ بِعاداتِهِ وَأَقاويلِهِ وَعَلاقاتِهِ وَمَشاكِلِهِ وَأَفراحِه. لا أُريدُ خُروجًا إِلى عالَمٍ مِثاليٍّ، وَلا هُروباً مِمَّا أَعيش، بَل خُروجًا يَعني تَسليمَ كُلّ ما أَعيشُهُ لِرَحمَتِكَ وَمَحَبَّتِكَ الَّتي حَدَّ لَها وَلا وَصف. وَمِثلَما فَتَحتَ عَينَي الأَعمى افتَح عَينَيَّ، حَتَّى أُعايِنَ بَهاءَ وَجهِكَ الجَميلِ العَذب، آمين.
تابعوا قناتنا
https://www.youtube.com/channel/UCWTL4VXQh38PrPBZvVSZGDQ
شكراً لزيارة موقعنا وقراءة ثلاثاء الأُسبوع الرابع من الصّوم الكبير”وَقادَهُ إِلى خارِجِ القَريَة، وَتَفَلَ في عَينَيهِ“ لمشاركة هذا التأمّل مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت، وأن يعطيك نعمة القداسة لكي تكون ملحاً للأرض ونوراً لعالم اليوم!