موقع Allah Mahabba إثنين الأُسبوع الرّابع من الصّوم الكبير
رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس 9: 1. 5 – 15
يا إخوَتِي، أَمَّا في شَأْنِ خِدمَةِ الإِعَانَاتِ لِلقِدِّيسِين،
فقَد رَأَيْتُ مِنَ الضَّرُورِيِّ أَنْ أَطْلُبَ مِنَ الإِخْوَةِ أَنْ يَسْبِقُونِي إِلَيْكُم، فَيُرَتِّبُوا تَقْدِمَاتِ بَرَكَتِكُمُ الَّتي وَعَدْتُم بِهَا، لِتَكُونَ مُهَيَّأَةً لا كَتَقْدِمَةِ بُخْلٍ بَلْ كَبَرَكَة!
وٱعْلَمُوا هذَا أَنَّ مَنْ يَزْرَعُ في الشِّحّ، في الشِّحِّ أَيْضًا يَحْصُد، ومَنْ يَزْرَعُ في البَرَكَات، في البَرَكَاتِ أَيضًا يَحْصُد.
فَلْيُعْطِ كُلُّ واحِد، كَما نَوَى في قَلْبِهِ، بِلا أَسَفٍ ولا إِكْرَاه، لأَنَّ ٱللهَ يُحِبُّ المُعْطِيَ الفَرْحَان.
وٱللهُ قَادِرٌ أَنْ يَغْمُرَكُم بِكُلِّ نِعْمَة، حَتَّى يَكُونَ لَكُم في كُلِّ شَيءٍ وفي كُلِّ حِينٍ كُلُّ مَا يَكْفِيكُم، فَتَفِيضُوا بِكُلِّ عَمَلٍ صَالِح،
كَمَا هوَ مَكْتُوب: «وزَّعَ وأَعْطَى المَسَاكِين، فَبِرُّهُ دَائِمٌ إِلى الأَبَد».
والَّذي يَرزُقُ الزَّارِعَ زَرْعًا، وخُبْزًا يَقُوتُهُ، هُوَ يَرزُقُكُم ويُكَثِّرُ زَرْعَكُم، ويَزِيدُ ثِمَارَ بِرِّكُم!
فَتَغْتَنُونَ في كُلِّ شَيء، لِيَكُونَ سَخَاؤُكُم كَامِلاً ويُثْمِرَ عَلى يَدِنَا فِعْلَ شُكْرٍلله؛
لأَنَّ قِيَامَكُم بِهذِهِ الخِدْمَةِ المُقَدَّسَةِ لا يَسُدُّ عَوَزَ القِدِّيسِينَ فَحَسْب، بَلْ أَيْضًا يُفيضُ فيهِم أَفْعَالَ شُّكْرٍ لله.
فإِنَّهُم سَيُقَدِّرُونَ خِدْمَتَكُم هذِهِ، فَيُمَجِّدُونَ ٱللهَ عَلى طَاعَتِكُم و ٱعْتِرَافِكُم بإِنْجِيلِ المَسِيح، وعَلى سَخَائِكُم في مُشَارَكَتِكُم لَهُم وَلِلْجَميع.
وهُم يَتَشَوَّقُونَ إِلَيْكُم رَافِعِينَ الدُّعَاءَ مِنْ أَجْلِكُم، بِسَبَبِ نِعْمَةِ ٱللهِ الفائِقَةِ الَّتي أَفَاضَهَا عَلَيْكُم.
فَٱلشُّكْرُ للهِ عَلى عَطِيَّتِهِ الَّتِي لا وَصْفَ لَهَا!
إنجيل القدّيس لوقا 9: 37 – 45
فيمَا يَسُؤعُ وتَلاميذُهُ نَازِلُونَ مِنَ الجَبَل، لاقَاهُ جَمْعٌ كَثِير.
وإِذا رَجُلٌ مِنَ الجَمْعِ صَرَخَ قَائِلاً: «يا مُعَلِّم، أَرْجُوك، أُنْظُرْ إِلَى ٱبْنِي، لأَنَّهُ وَحيدٌ لي!
وهَا إِنَّ رُوحًا يُمْسِكُ بِهِ فَيَصْرُخُ بَغْتَةً، وَيَهُزُّهُ بِعُنْفٍ فَيُزْبِد، وَبِجَهْدٍ يُفارِقُهُ وهُوَ يُرضِّضُهُ.
وقَدْ رَجَوْتُ تَلامِيذَكَ أَنْ يُخْرِجُوهُ، فَلَمْ يَقْدِرُوا!».
فَأَجَابَ يَسُوعُ وقَال: «أَيُّهَا الجِيلُ المُلْتَوِي غَيرُ المُؤْمِن، إِلى مَتَى أَكُونُ مَعَكُم وَأَحْتَمِلُكُم؟ قَدِّمِ ٱبْنَكَ إِلى هُنَا».
ومَا إِنِ ٱقْتَرَبَ الصَّبِيُّ حَتَّى صَرَعَهُ الشَّيْطَان، وَهَزَّهُ بِعُنْف. فَزَجَرَ يَسُوعُ الرُّوحَ النَّجِس، وأَبْرَأَ الصَّبِيّ، وَسَلَّمَهُ إِلى أَبِيه.
فَبُهِتَ الجَمِيعُ مِنْ عَظَمَةِ الله. وفِيمَا كَانُوا جَمِيعًا مُتَعَجِّبِينَ مِنَ كُلِّ مَا كَانَ يَعْمَلُهُ يَسُوع، قالَ لِتَلامِيذِهِ:
وَأَنْتُمُ ٱجْعَلُوا هذَا الكَلامَ في مَسَامِعِكُم: فَٱبْنُ الإِنْسَانِ سَوْفَ يُسْلَمُ إِلَى أَيْدِي النَّاس.
أَمَّا هُم فَمَا كَانُوا يَفْهَمُونَ هذَا الكَلام، وَقَد أُخْفِيَ عَلَيْهِم لِكَي لا يُدْرِكُوا مَعْنَاه، وَكَانُوا يَخَافُونَ أَنْ يَسْأَلُوهُ عَنْهُ.
التأمّل
”انتَهَرَ يَسوع الرُّوحَ النَّجِس، وَشفى الوَلَد“
عِندَما تُصبِحُ العاداتُ السَّيّئَةُ جِزءًا أَساسِيّاً مِن تَصَرُّفاتِنا وَسُلوكِيَّاتِنا في المـُجتَمَع، إِلى حَدٍّ لا نَعُد نَستَطيعُ التَّحَرُّرَ مِنها، نَكتَشِفُ مَحدودِيَّتَنا المـُعَبَّر عَنها بِالعَجز، “فَالَّذي لا نُريدُهُ إِيَّاهُ نَفعَل، وَالَّذي نُريدُهُ إِيَّاهُ لا نَفعَل”. مَعَ هذا الواقِع نَجِدُ أَنفُسَنا أَمامَ خَيارَين: إِمَّا الإِستِسلام لِتِلكَ العاداتِ العامِلَةِ فينا، أَو البَحثَ عَن طُرُقٍ وَسُبُلٍ لِكَي نَتَحَرَّرَ وَنَتَخَلَّصَ مِنها. انطِلاقاً مِمَّا تَقَدَّمنا بِهِ هيَ الحالُ مَع استِحواذ الرُّوحِ النَّجِسِ عَلى الإِنسان، إِمَّا أَن يَستَسلِمَ لَهُ، أَو عَلَيهِ أَن يَطلُبَ النَّجدَةَ وَالخَلاصَ مِنهُ بِاسمِ يَسوع. التَّحَرُّرَ مِن روحِ الشَّرّ يَعني نَوايا القَلبِ الشّرّيرَة، وَمُيولَهُ المـُنحَرِفَة، وَهذا يَستَدعي مِنَّا المـُواظَبَةَ على الصَّلاةِ بِأَمانَةٍ، لِكَي نَسمَحَ لِكَلِمَةِ اللهِ أَن تَنتَهِرَ كُلَّ انحِرافِ لا يَسمَح لَنا أَن نَنموَ بِاستِقامَة. يَبقى عَلَينا أَن نُمَيِّزَ بَينَ الشَّخصِ المـُستَحوِذ عَلَيهِ روح الشَّرّ، وَبَينَ تَعَرُّضَنا الدَّائِمِ لتَجارِبِ وَمَكائِدِ إِبليس. في الحالَةِ الأُولى تَغدو الإِرادَةُ جِدّ ضَعيفَة وَراضِخَة للشّرّير، أَمَّا في الحالَة الثّانِيَة وَالعامَّة لِحُرّيَّتِنا دَورٌ أَساسيّ.
يَا بُنَيَّ، لِكَي تَتَخَلَّصَ مِن تَجارِبِ إِبليس وَمُحاوَلاتِهِ المـُتَكَرِّرَة للإِستِحواذِ على قَلبِكَ وَتَحريفِ نَواياهُ نَحوَ الشَّرّ، عَلَيكَ أَن تَكونَ صارِماً وَثابِتَ القَرارِ بِرَفضِكَ لِكُلِّ أَنواعِ الشَّرّ، وَالخَطيئَةِ وَالإِثم. عَلَيكَ أَيضاً أَن تَكونَ كَثيرَ الإِحتِراسِ وَالإِنتِباه، بِخاصَّةٍ مِن جانِبِ تَعَلُّقاتِكَ الَّتي يَستَعينُ بِها لِكَي يَنتَصِرَ عَلَيكَ، فَكُن مُستَيقِظًا إِلى أَين يَتَّجِهُ قَلبُكَ. مِن هُنا تَفهَم لِماذا انتَهَرتُهُ بِكَلِمَةٍ واحِدَة، وَلَم أَدَع مَجالاً لطولِ السّيرَةِ وَالحِوارِ مَعَهُ بَتاتاً. إِذاً، هَكَذا عَلَيكَ أَن تَتَصَرَّفَ تُجاهَ كُلِّ شَرٍّ، وَعَلَيكَ أَن تَحتَرِسَ مِن تَصَرُّفٍ كَهَذا مَعَ أَيِّ إِنسانٍ وَإِن كانَت تَصَرُّفاتهُ سَيّئَةً وَحَتَّى شِرّيرَة. لَيسَ رَغبَتي أَن يَبقى الإِنسانُ أَسيرَ الشَّرّ، بَل جِئتُ لِأُحَرِّرَهُ، وَبِالتَّالي عَلى كُلّ مَن يُريدُ الحُرِّيَّةَ أَن يَطلُبَها مِن صَميمِ القَلب، فَهيَ مُكلِفَةٌ وَتَعني دائِماً الخَير، وَلا صِلَةَ لَها البَتَّة بِروحِ الشَّرّ، فَهوَ على نَقيدِها تَماماً. عَن طَريقِ شِفائي للصّبيّ منَ الرُّوحِ النَّجِس، أَرَدتُ أَن أُبَيِّنَ لِتَلاميذي أَمرَين أَساسِيَّين: قُوَّةَ الإيمان، وَالإِرادَة بِصُنعِ الخَير، المـُعَبَّر عَنها بِالإِستِعداد إِن بِالصَّومِ وَالصَّلاةِ لِطَردِ كُلّ أَنواعِ الشَّرّ. تَأَمَّل كَيفَ يَقتَرِنُ الشَّفاءَ بِالحُرِّيَّة، وَهذا ما أَرَدتُهُ لِكُلِّ إِنسانٍ وَللبَشَرِيَّةِ بِرُمَّتِها.
مَعَ عَدَمِ تَمَكُّنِ تَلاميذِ يَسوع مِن طَردِ الرُّوحِ النَّجِس من ذاكَ الصَّبِيَّ المـُتَأَلِّم، نَجِدُ أَنفُسَنا مِن خِلالِ قِراءَتِنا لِواقِعِنا، أَمامَ رِجالاتِ الكَنيسَةِ وَنِسائِها الَّذينَ نَلتَجِئ إِلَيهِم وَنَعودَ فارِغي الأَيدي. هذا الأَمر يَجعَلُنا نُدرِكُ أَنَّ الشَّافي وَالمـُحَرِّر الوَحيد، هوَ الرَّبَّ يَسوع، وَكُلُّ أَبناءِ الكَنيسَة، يَدخُلونَ بِشَفاعَتِهِ، هذا إِن عشنا طِبقاً لِإِيمانِنا الَّذي يَدفَعُ بِإِرادَتِنا كَي تَكونَ على أُهبَةِ العَمَلِ بِحَسَبِ مَشيئَةِ اللهِ في صُنعِ الخَير. مِن شِفاءِ الصَّبيّ نَتَعَلَّمُ أَنَّ كُلَّ الشِفاءاتِ الجَسَدِيَّة، تَجِدُ غايَتَها بِالحُرّيَّة، وَهَذِهِ تَعني حَياةَ الرُّوحِ قَبلَ أَيِّ شَيءٍ آخَر، لِذَلِكَ في كُلِّ مَرَّةٍ تَمثُلُ أَمامَ الرَّبِّ في الصَّلاة، تَجِدُ نَفسَكَ مِن حَيثُ لا تَدري، مُساءَلًا إِن كُنتَ حُرّاً أَم لا، لِذَلِكَ أُطلُب مِنَ الرَّبّ هَذِهِ النِّعمَةَ العَظيمَة.
رَبّي يَسوع، هَلُمَّ تَعالَ وَانتَهِر بِكَلِمَةٍ مِن فَمِكَ الإِلَهيّ، كُلَّ انحِرافٍ فِيَّ يُؤَدّي بي لِأَصنَعَ الشَّرّ، أَلا قَوِّمني بِمِثالِكَ، فَلَستُ حُرّاً على ذَلِكَ، فَأَنتَ على كُلِّ شَيءٍ قَدير. هَلُمَّ تَعالَ وَخُذ بِيَدي وَانفُخ روحَكَ القُدُّوسَ كَي يَمتَلِئَ قَلبي مِن لَهيبِ حُضورِ مَحَبَّتِكَ الَّتي بِها أَستَطيعُ أَن أَنمُوَ بِالحُرِّيَّةِ الّتي أَرَدتَها لي، وَأَنا أَصنَعُ الخَيرَ تَمجيداً لِاسمِكَ، آمين.
تابعوا قناتنا
https://www.youtube.com/channel/UCWTL4VXQh38PrPBZvVSZGDQ
شكراً لزيارة موقعنا وقراءة إثنين الأُسبوع الرّابع من الصّوم الكبير”انتَهَرَ يَسوع الرُّوحَ النَّجِس، وَشفى الوَلَد“ لمشاركة هذا التأمّل مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت، وأن يعطيك نعمة القداسة لكي تكون ملحاً للأرض ونوراً لعالم اليوم!