موقع Allah Mahabba – يا أبت اغفر لهم، لأنّهم لا يعلمون ما يفعلون
ما نَحنُ فاعلوه حَمَلَكَ الى الجُلجُلة.
آلامُكَ تَخرُجُ مِن مَحكَمَتِنا، وقد أُسلِمتَ الى مَشيئتنا، فأحصَيناكَ مَع العُصاة. وها إنَّنا الى الصَلبِ، نَقتادُكَ بأيدينا، المُدماةِ قَتلاً لِذاِتنا، وطَعناً للآخرين، وموتاً لكَ… بَعدَما تقاسَمنا ثيابَكَ. ظُلماً، وجُبناً، ولامبالاة. وكم عَلِمنا أنَّ مَوتَكَ يُبطِلُنا، لكنَّنا مَضَينا بِهِ، جًحوداً يَقضي على الوجودِ!
صَليبُكَ خطايانا، وهي جَمَّة. نحَن عالِمونَ بِها، لكنَّنا نأبى الإعتراف. هي سُقوطُنا، هي هَزيمَتُنا.
ويا للمُفارَقة! ما صَرَختَ ألَماً مِن السِياطِ على ظَهرِكَ، ولا مِن المَسامير في يَدَيكَ وقَدَمَيكَ، ولا مِن أشواكِ الأرضِ ضَفَرناها على جَبينِكَ. صَرخَتُكَ الأولى جَعَلَت الصليبَ خَتمَ عَهدِكَ لنا: يُنبوعَ القيامَةِ.
بَين ظِلالِ الأرض التي رَفَسناها وحقيقة السَماءِ التي أبطَلناها في تِلكَ اللحظَةِ الرَهيبةِ، هَمُّكَ الأوَّلُ ألَّا نَهلِكَ بِعَداواتِنا، وما طَلَبتَ لنا الغُفرانَ فَحَسب، بَل إلتَمَستَ لنا عُذراً. نَحنُ الذين دُسنا كُلَّ الأعذار لِصَلبِكَ، صائِحينَ بالباطِلِ: “دَمُكَ علينا وعلى أولادِنا”.
وإلينا، أنتَ المَحبوبُ المَصلوبُ، دَفَقتَ الحياةَ الجديدةَ، فَرَفَعتَنا الى مَجدِكَ بِعِشقِ التائِبينَ، لِعُبورِ صحارى هلاكِنا، إنبِعاثاً واحداً مَعَكَ، وفيكَ، بأبيكَ وإليه.
وأنتَ أنتَ، مِن المِذوَدِ الى خَشَبَةِ العارِ، نازِلٌ إلينا، مَصلوبٌ عنَّا، في ذاك التَجَلِّي بِجَسَدِكَ وَدَمِكَ، الذي بِهِ تَسودُ على الحياةِ التي تُعطيها فيضاً أبَديَّاً.
فَيا أيُّها المَصلوبُ بِمَعاصِينا وعَنها، أجعَلني أصيرُ بِكَ الى مَوتِها فيَّ، لأقومَ مَعَكَ بِكُّلِ جَوارِحي الى جُدَّةِ الحياةِ الأبَديَّةِ، وهيَ لي أن أعرِفُكَ وأعتَرِفُ بِكَ وأشهَدُ لَكَ.
ويا مَن أليكَ سُجودي، دَعني أتبَعُكَ، وقَد كَفَرتُ بِنَفسي وحَمَلتُ صُلباني، نوراً فِصحِيَّاً بِهِ يُدرِكُ العالَمُ هويَّتَهُ وهي أن يكونَ قياميَّاً.
يا مَن أنتَ غافِرٌ لِذُنوبي وَمُعلِّمي، عَلِّمني كيفَ أموتُ قَبلَ أن أحيا لَكَ، وَكَيفَ لي تَحريرَ صالِبيَّ مِن صَلبِهِم لا تّحرُّري مِن مَصلوبيَّتي فَحَسب، لأُقيمَ لَكَ وَبِكَ خَليقَةَ أرضِيَّة جَديدةً… لِسَمائِكَ.
تابعوا قناتنا
https://www.youtube.com/allahmahabbaorg
شكراً لزيارة موقعنا وقراءة “يا أبت اغفر لهم، لأنّهم لا يعلمون ما يفعلون”. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضىء بوجهه عليك ويرحمك وليمنحكم السّلام!
