موقع Allah Mahabba أَحَد مَدخَل الصّوم الكَبير
رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة 14: 14 – 23
يا إخوَتِي، إِنِّي عَالِمٌ ووَاثِقٌ، في الرَّبِّ يَسُوع، أَنْ لا شَيءَ نَجِسٌ في ذَاتِهِ، إِلاَّ لِمَنْ يَحْسَبُهُ نَجِسًا، فَلَهُ يَكُونُ نَجِسًا.
فإِنْ كُنْتَ مِنْ أَجْلِ الطَّعَامِ تُحْزِنُ أَخَاك، فَلا تَكُونُ سَالِكًا في المَحَبَّة. فَلا تُهْلِكْ بِطَعَامِكَ ذَاكَ الَّذي مَاتَ المَسِيحُ مِنْ أَجْلِهِ!
إِذًا فَلا تَسْمَحُوا بَأَنْ يَصِيرَ الخَيْرُ فيكُم سَبَبًا للتَّجْدِيف.
فَلَيْسَ مَلَكُوتُ اللهِ أَكْلاً وَشُرْبًا، بَلْ بِرٌّ وَسَلامٌ وفَرَحٌ في الرُّوحِ القُدُس.
فَمَنْ يَخْدُمُ المَسِيحَ هكَذَا فهوَ مَرْضِيٌّ لَدَى الله، ومَقْبُولٌ لَدَى النَّاس.
فَلْنَسْعَ إِذًا إِلَى مَا هوَ لِلسَّلام، ومَا هُوَ لِبُنْيَانِ بَعْضِنَا بَعْضًا.
فَلا تَنْقُضْ عَمَلَ اللهِ مِنْ أَجْلِ الطَّعَام؛ لأَنَّ كُلَّ شَيءٍ طَاهِر، ولكِنَّهُ يَنْقَلِبُ شَرًّا عَلى الإِنْسَانِ الَّذي يَأْكُلُ وَيَكُونُ سَبَبَ عَثْرَةٍ لأَخِيه.
فَخَيْرٌ لَكَ أَنْ لا تَأْكُلَ لَحْمًا، ولا تَشْرَبَ خَمْرًا، ولا تَتَنَاوَلَ شَيئًا يَكُونُ سَبَبَ عَثْرَةٍ لأَخِيك.
وٱحْتَفِظْ بِرأْيِكَ لِنَفْسِكَ أَمَامَ الله. وطُوبَى لِمَنْ لا يَدِينُ نَفْسَهُ في مَا يُقَرِّرُهُ!
أَمَّا المُرْتَابُ في قَرَارِهِ، فَإِنْ أَكَلَ يُدَان، لأَنَّ عَمَلَهُ غَيْرُ صَادِرٍ عَنْ يَقِينٍ وإِيْمَان. وكُلُّ عَمَلٍ لا يَصْدُرُ عَنْ يَقِينٍ وإِيْمَانٍ فَهُوَ خَطِيئَة.
إنجيل القدّيس يوحنّا 2: 1 – 11
في اليَوْمِ الثَّالِث، كَانَ عُرْسٌ في قَانَا الجَلِيل، وكَانَتْ أُمُّ يَسُوعَ هُنَاك.
ودُعِيَ أَيْضًا يَسُوعُ وتَلامِيذُهُ إِلى العُرْس.
ونَفَدَ الخَمْر، فَقَالَتْ لِيَسُوعَ أُمُّهُ: «لَيْسَ لَدَيْهِم خَمْر».
فَقَالَ لَهَا يَسُوع: «مَا لِي ولَكِ، يَا ٱمْرَأَة؟ لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْد!».
فقَالَتْ أُمُّهُ لِلْخَدَم: «مَهْمَا يَقُلْ لَكُم فَٱفْعَلُوه!».
وكَانَ هُنَاكَ سِتَّةُ أَجْرَانٍ مِنْ حَجَر، مُعَدَّةٌ لِتَطْهيِر اليَهُود، يَسَعُ كُلٌّ مِنْهَا مِنْ ثَمَانِينَ إِلى مِئَةٍ وعِشْرينَ لِيترًا،
فقَالَ يَسُوعُ لِلْخَدَم: «إِملأُوا الأَجْرَانَ مَاءً». فَمَلأُوهَا إِلى فَوْق.
قَالَ لَهُم: «إِسْتَقُوا الآنَ، وقَدِّمُوا لِرَئِيسِ الوَلِيمَة». فَقَدَّمُوا.
وذَاقَ الرَّئِيسُ المَاءَ، الَّذي صَارَ خَمْرًا – وكانَ لا يَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ هُوَ، والخَدَمُ الَّذينَ ٱسْتَقَوا يَعْلَمُون – فَدَعَا إِلَيْهِ العَرِيسَ
وقَالَ لَهُ: «كُلُّ إِنْسَانٍ يُقَدِّمُ الخَمْرَ الجَيِّدَ أَوَّلاً، حَتَّى إِذَا سَكِرَ المَدعُوُّون، قَدَّمَ الأَقَلَّ جُودَة، أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ أَبْقَيْتَ الخَمْرَ الجَيِّدَ إِلى الآن!».
تِلْكَ كَانَتْ أُولَى آيَاتِ يَسُوع، صَنَعَهَا في قَانَا الجَلِيل، فَأَظْهَرَ مَجْدَهُ، وآمَنَ بِهِ تَلامِيذُهُ.
التأمّل
”مَهما قالَ لَكُم فافعَلوه!“
من واقِعِ حَياتِنا اليَومِيَّة لا نَستَطيعُ أَن نَتَقَدَّمَ بِعَمَلٍ يُطلَبُ مِنَّا، ما لَم نَكُن واثِقينَ بِقُدرَتِنا على الإِنجازِ، وَما لَم نَكُن واثِقينَ بِالشَّخصِ الَّذي يَطلُبُ مِنَّا هذا العَمَل. تَأخُذُ الثِّقَةُ مِن حَياتِنا وَبِخاصَّةٍ مِن عَلاقاتِنا وَإِمكانِيَّاتِنا حَيِّزًا أَساسِيّاً وَكَبيراً، فَهيَ عامِلٌ مُحَفِّز، يُساعِدُنا كَثيرًا لِتَتميمِ أَعمالِنا وَالتِزاماتِنا. في عُرسِ قانا، وَبَعدَما أُفرِغَت الأَجرانُ المـُعَدَّةَ لِلخَمرِ نِهائِيّاً وَالحَفلُ ما زالَ قائِماً حَرَّكَت مَريَمُ العَذراءَ عَجَلَةَ الثِّقَةَ في الوَقتِ الَّتي كانَت كُلّ عَناصِرِها فُقِدَت، لِكَونِها كانَت تَثِقُ وَتَعرِفُ تَمامَ المـَعرِفَة ما لابنِها يَسوع، مِن قُدرَةٍ وَسُلطانٍ لِأَن يَجتَرِحَ المـُعجِزَة، وَالغايَةَ مِنها أَن تُكمِلَ فَرحَةَ لا العَروسَينِ فَقَط، بَل كُلَّ الحاضِرينَ وَالمـُشارِكينَ في العُرس. نَبَعَت ثِقَةُ العَذراءِ مَريَم مِن مَوضوعَين: مَحَبَّتَها لابنِها الوَحيد وَمَعرِفَتِها لَهُ، وَإِيمانَها أَنَّهُ لَن يَرُدَّ لَها طَلَبًا يَحمِلُ في طَيَّاتِهِ كُلَّ خَيرٍ وَنِعمَةٍ للإِنسان. أَيضاً مِن واقِعِ حَياتِنا، لا نَستَطيعُ أَن نُنَشَّأَ عَلى الثِّقَة وَأَن نَكتَسِبَها مِن أَشخاصٍ مُرتابينَ فَنَحنُ بِحاجَةٍ لِمُؤمِنٍ يُوَطِّدُها فينا تَشجيعًا.
يَا بُنَيَّ، إِن شِئتَ أَن تُنَمّي فيكَ الثِّقَة، أُدخُل إِلى مَدرَسَةِ أُمّي العَذراءَ مَريَم، فهي جَديرَةٌ فِعلاً عَلى مُساعَدَتِكَ انطِلاقًا مِن اختِبارِها المـَليءِ مِن حُضورِ الثَّالوثِ الأَقدَسِ في حَياتِها. يَكفيكَ أَن تَعودَ إِلى حَدَثِ البِشارَة، لِتُدرِكَ ما أَقولُهُ لَكَ هُنا. ها هِيَ في عُرسِ قانا تَأخُذُ مَكانَ وَكيلِ المـائِدَةِ وَتَركُضُ مُسرِعَةً إِلَيَّ وَبَعدَها إِلى الخَدَمِ، لِيَكونوا حاضِرينَ لِخِدمَتي، وَبَدلًا مِن أَن يُقَدِّموا لي طَعامًا أَو شَرابًا، طَلَبتُ مِنهُم أَن يُعِدُّوا لي الأَجرانَ السِتَّةَ المـُعَدَّةَ لِتَطهيرِ اليَهود. هُمُ الَّذينَ عَمِلوا مَعَ أُمِّي على إِعدادِ وَتَهيِئَةِ العُرسِ قَبلًا، مِمَّا جَعَلَهُم يَثِقونَ بِها، لِمَحَبَّتِهِم لَها، فَما كانَ باستِطاعَتِهِم أَن يَرُدُّوا لَها طَلَباً، أَتَوا إِلَيَّ لِثِقَتِهِم بِأُمِّي، وَلَم يَرُدُّوا طَلَبي فَارِغًا، فَعَمِلوا بِسُرعَةٍ ما طَلَبتُ مِنهُم، مِن أَجلِ العَريسِ وَالمـُتَّكِئينَ مَعَهُ. فَرِحَ الوَكيلُ لَمَّا ذاقَ الخَمرَ وَالعَروسَينِ وَالحاضِرينَ أَيضًا، أَمَّا الخَدَمُ كانَت فَرحَتَهُم عارِمَةً لِأَنَّهُم عَرَفوا الآيَةَ، وَذاقوا الخَمرَةَ أَيضاً. إِذًا، أَنتَ مَدعُوٌّ لِأَن تَتَعَلَّمَ مِن خِبرَتِهِم، فَتَضَعَ ثِقَتَكَ بِأُمِّي العَذراءَ مَريَم، وَتَعَمَلَ بِإِيمانٍ وَرَجاءٍ وَمَحَبَّة، فَما تَصنَعهُ سَتَراهُ يَؤولُ لِقَبولِ نِعمَتي وَعِندَئِذٍ سَتَفرَحُ لِطاعَتِكَ، مِمَّا يَزيدُكَ تَسليمًا لِمَشيئَتي المـُقَدَّسَة.
على تَعَدُّدِ المـَواهِبِ وَالقُدُراتِ وَالطَّاقاتِ، أَصبَحَ هُناكَ إِختِصاصاتٍ فَتَوَزَّعَتِ الأَدوار. هذا ما نَكتَشِفُهُ أَيضًا في جِسمِ الكَنيسَة، لَيسَ الكُلُّ مُعَلِّمينَ وَلا الجميعَ أَنبياءَ وَرُسُلَ، فَلِكُلٍّ مِنَّا دَورَهُ وَمَكانَتَهُ الخاصَّة. مِن هُنا لَيسَ المـَطلوبُ مِنَّا أَن نَصنَعَ كُلَّ شَيءٍ، بَل عَلَينا أَن نَعمَلَ ما باستِطاعَتِنا القِيامَ بِهِ تَمجيداً لله الأَعظَم. في عُرسِ قانا، تَمَّموا الخَدَمَ خِدمَتِهِم مِثلَما طُلِبَ مِنهم مِن مَريَمَ وَيَسوع، وهَكَذا عَلى كُلٍّ مِنَّا أَن يَقومَ بِعَمَلِهِ وَدَورِهِ، أَمَّا الَّذي يَستَطيعُ كُلَّ شَيءٍ، هوَ الرَّبَّ يَسوع وَفقَ قَولَ أُمِّهِ: “مَهما قالَ لَكُم، فَافَعَلوه!” لِأَنَّ كُلّ ما يَقولُهُ هُوَ فِعلٌ يُحَقَّقُ عَن طَريقِ طاعَتِنا لَهُ وَخِدمَتِنا للإنسان. خُذ لَكَ مِنَ الخَدَمِ عِبرَةً وَتَعَلَّم كَيفَ تُنَمِّي ثِقَتَكَ بِيسَوع، انطِلاقًا مِن ثِقَتِكَ بِأُمِّهِ مَريَم.
رَبّي يَسوع، ماذا تُريدُ مِنِّي أَن أَفعَل؟ هاءَنَذا حَيثُ أَنا، فَتَعالَ إِلى جَليلي، فها أُمُّكَ العَذراءَ مَريَم الكُلِّيَّةِ الطِّيبَةِ قَد أَتَت إِلَيَّ لِتُعِدَّني لَكَ، وَلِتَدعوَني لِأَخدُمَكَ كَعَريسٍ من خِلالِ أُهبَتي وَاستِعدادي لِلعَمَلِ بِحَسَبِ مَشيئَتِك. أَرجوكَ رَبّي أَنتَ الَّذي جَعَلتَها وَكيلَةً وَسُلطانَةً على الأَرضِ وَالسَّماء، اقبَلني خادِمًا وَفقًا لِرَغَبتِها وَمَشيئَتِكَ، آمين.
تابعوا قناتنا
https://www.youtube.com/channel/UCWTL4VXQh38PrPBZvVSZGDQ
شكراً لزيارة موقعنا وقراءة أَحَد مَدخَل الصّوم الكَبير”مَهما قالَ لَكُم فافعَلوه!“ لمشاركة هذا التأمّل مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت، وأن يعطيك نعمة القداسة لكي تكون ملحاً للأرض ونوراً لعالم اليوم!