موقع Allah Mahabba – الصديق الحقيقي، حقيقةٌ أم وَهمٌ؟!
دائمًا يسألني الناس، مَن هو الصديق الحقيقي؟ هل يوجد أصدقاء حقيقيين؟ كيف يكون الصديق الحقيقي؟ وكيف نبادله الصداقة؟
الصديق الحقيقي، هو دعوة من الله، هو نداءٌ تسمعه من الرب، هي صداقةٌ يباركها الرب، صداقةٌ لم تنشأ بالصدفة، بل على العكس، يضعك الربّ في طريق أحدٍ ما، ويقول لكَ: أريدُكَ أن تهتمّ به، أن تمثّل صورتي في حياته، أن تكون الصديق الحقيقي، فتقول للربّ: هاءنذا يا ربّ، وتنطلق بكلّ فرح.
الصديق الحقيقي:
هو الّذي في كلّ ليلةٍ يتّصل بكَ، ليخفّف من أحزانك وآلامك ودموعك، فتنام أنت فرحاً، أمّا هو يبقى اللّيلة كلّها حزينًا، ويذرف الدموع، لأنه رآك تتألم، وهو كان بعيدًا…
هو الّذي دائمًا يصلّي للرب، ومحور صلاته دائمًا أنت. فيبقى دائمًا في تواصل مع الربّ، في فرحك يشكر الربّ على ذلك، وفي حزنك يقف أمام الرب والدموع في عينيه قائلًا له: أرجوكَ يا ربّ إنشِله من حزنه، وأعطني أنا هذا الحزن لأحمله بدلاً عنه…
هو سمعان القيرواني الذي عندما يراك رازحاً تحت ثقل صليبكَ، يتدخّل ليشاركك في حمله…
هو الّذي يسخّر كلّ شيء في خدمتك، ماله، مواهبه، ثقافته. عندما ينقصك شيء ما، يهبُّ مُسرعًا لشرائه لكَ حتى لو كان بحاجةٍ لذلك المال…
هو الذي لا يرغب بأن يقوم بأيّ عملٍ أو نشاطٍ وأنت غير موجود فيه، فيفضّل الوِحدة على ذلك، فكلّما ينتهي عمله، يعود إلى البيت، منتظرًا بأن تنتهي من نشاطاتك وأعمالك عند ذلك يستطيع مكالمتك، حتى لو اضطر الانتظار مطوّلاً…
هو الذي معظم أحاديثه مع الناس تدور حولكَ أنت، عن مواهبكَ، عن أعمالكَ، عن صفاتكَ الرائعة،…
هو الذي يدعمك عندما تقوم بمشروعٍ ما، يضع كلّ طاقته لتكون أنتَ الأوّل فيه، وعندما ينتهي المشروع وتبدأ الناس بمدحكّ، ينسحِب إلى الوراء ليتأمّل هذا المشهد الرائع، كيف أنّ الناس حولكَ وأنت المِحور. فيقول في قلبه: شكراً لكَ يا ربّ…
هو الذي يقول دائماً بأنّ سرّ سعادته ونجاحه وتفوّقه بحياته هو أنتَ…
هو لا يرغب بأن يعيقك أبدًا، إذا رأى بأنَّ قُربه منكَ يقتلك، يرجع إلى الوراء لتحيا من جديد. إذا طلبتَ منه الرحيل، يرحل. وإذا ناديته من جديدٍ، يعود…
هو لا ينجرح أبداً منكَ، لأنّه عندما يأتي ليتذكّر ذلك، يكون قد نَسِيَ الجرح. هو لا يلومك أبدًا، بل يلوم ذاته ولا يلومك. يلوم ذاته ويعاتبها على كلّ مرةٍ لم يكُن بها جيّداً معكَ، على كلّ مرة جرحكَ…
هو الذي مستعدٌّ دائمًا بأن يكون الجسر الذي تطأه أقدامك لتعبر إلى الجهة الأخرى. هو مستعدٌّ دائمًا بأن يرمي نفسه بالحُفرة أمامكَ لكي لا تقع أنتَ…
هو الذي يكون مُصابًا بِنفسِ المرض، فيعمل دائمًا على إعطائك الدواء والتضحية بدوائه لكي تكون أنتَ بصحّةٍ جيّدة…
هو الذي يسخّر حياته في خدمة حياتكَ…
قد يتساءل البعض، هل يوجد هكذا أصدقاء…؟
أفتخر بأن أقول: “نعم، وقد التقيتُ بهم في حياتي وما زالوا…”.
ولكن سؤالي أنا للّذين يتساءلون: “لماذا لا تكونوا أنتم الأصدقاء الحقيقيين”؟
تابعوا قناتنا على يوتيوب
https://www.youtube.com/channel/UCWTL4VXQh38PrPBZvVSZGDQ
شكراً لزيارة موقعنا وقراءة مقالة “الصديق الحقيقي، حقيقةٌ أم وَهمٌ؟!”. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت، وأن تختبر صداقة المسيح قبل كلّ شي، فتكون صديقاً حقيقيًّا على مثاله.