موقع Allah Mahabba – الطوباويّان الجديدان – معموديّة السّفر والتّنشئة
الجزء الأوّل – فيديو رائع عن الطوباويّين اللبنانيّين الجديدين
الجزء الثالث – الطوباويّان الجديدان – في حقل الرسالة
إعداد: الأخ شربل رزق الكبّوشي
إخراج: روزين صعب
على الرُّغم من صُعوبات تلك الأيّام، وصَدى أخبار اضطهاد المـسيحيّين الأرمن في تركيا، ولشدّة قُوة شهادة المـثل والقُدوة اللّذين عشوهُما الكبُّوشيّين في دير مار أنطونيوس البادوانيّ في بعبدات، قرّر خمسةُ بعبداتيّين في مطلع شبابهم، أن يُغامروا على مثال أُولئك المـُرسلين، وَيُلبُّوا دعوة الّذي أخلى ذاتهُ وأتى إلينا، ليعيش فيما بيننا غريبًا وحاجًّا وهو العمّانوئيل. في 28 نيسان من سنة 1895 م. وُضّبت أمتعةُ الفتيان الخمسة، وكان في صُفوفهم، جرجس صالح وتوما عويس ملكي، ليكون لهُم السّفرُ فاصلًا كالمـعموديّة ينتقلون معهُ من ضفّة الإنسان القديم إلى ضفّة الإنسان الجديد، حيثُ سيولدون بالرُّوح والحقّ، في أرضٍ يعلو فيها عويلُ وبُكاءُ راحيل الّتي زال أولادُها عن الوجود وأبت أن تتعزّى. كان على أهلهم أن يُساعدوا الرّهبنة في مصروف الإبحار، علاوةً على تقدمة أبنائهم، ساهموا بما توفّر لديهم، مثلما قدّم يُوسُف ومريم في الهيكل فرخي الحمام، تقدمةً لله. ركبوا البحر وأمواجهُ العاتية، وسلّموا المـسيح قيادة حياتهم، ولم يلتفتوا إلى الوراء، بل حملوا الوطن والأهل في قُلوبهم الرّقيقة والمـغمورة بروح الإستشهاد. إلى معهد سان استيفانو التّابع للكبُّوشيّين، قُرب اسطنبول، توجّه الفتيانُ الخمسة ليدخُلوا إلى أتّون نار التّنشئة والدّراسة والعلم والإبتداء. هُناك أمضوا خمس سنواتٍ، حيثُ أُصقلت شخصيّاتهم مُتّخذةً طابع المـُرسل الكبُّوشيّ الّذي لا يهابُ المـوت حُبًّا بالّذي تواضع ومات حُبًّا بنا. كم كان حُبّهُم للرّبّ يسوع كبيرًا، حتّى ثبتوا رُغم كُلّ شيء. مع دُخولهم سنة الإبتداء، سُمّي جرجس صالح بالأخ توما، ويوسُف عويس ملكي سُمّي بالأخ ليونار، اللّذين سيحملان شُعلة الإستشهاد، مُقتدين بالمـُعلّم الإلهيّ يسوع الفقير والمـصلوب.