تابعونا على صفحاتنا

الإنجيل اليومي

عيد مار مارون

موقع Allah Mahabba  عيد مار مارون

رسالة القدّيس بولس الثانية إلى طيموتاوس 3: 10 – 17

يا إخوَتِي، لَقََدْ تَبِعْتَ تَعْلِيمي، وسِيرَتي، وقَصْدي، وإِيْمَاني، وأَنَاتي، ومَحَبَّتي، وثَباتي،

وٱضْطِهَادَاتي، وآلامي، كَالَّتي أَصَابَتْنِي في أَنطَاكِيَةَ وإِيقُونِيَةَ ولِسْترَة، وأَيَّ ٱضْطِهَاداتٍ ٱحْتَمَلْتُ! ومِنْ جَميعِهَا نَجَّاني الرَّبّ!

فَجَمِيعُ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَحْيَوا بِالتَّقْوَى في الْمَسِيحِ يَسُوعَ يُضْطَهَدُون.

أَمَّا النَّاسُ الأَشْرَارُ والمُشَعْوِذُونَ فَإِنَّهُم يَتَمَادَوْنَ في الشَّرّ، مُضَلِّلِينَ الآخَرِينَ وهُم أَنْفُسُهُم مُضَلَّلُون.

أَمَّا أَنْتَ فَٱثْبُتْ على مَا تَعَلَّمْتَهُ وأَيْقَنْتَهُ، عَارِفًا مِمَّنْ تَعَلَّمْتَهُ،

وأَنَّكَ مُنذُ الطُّفُولَةِ تَعْرِفُ الكُتُبَ الْمُقَدَّسَةَ القادِرَةَ أَنْ تُصَيِّرَكَ حَكِيمًا في سَبيلِ الخَلاصِ بِالإِيْمَانِ في الْمَسِيحِ يَسُوع.

فَالكِتَابُ كُلُّهُ إِنَّمَا اللهُ أَلْهَمَهُ، وهُوَ مُفِيدٌ لِلتَّعْلِيم، والتَّوْبِيخ، والتَّقْوِيم، والتَّأْدِيبِ في البِرّ،

لِيَكُونَ رَجُلُ اللهِ كامِلاً، مُعَدًّا لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِح.

إنجيل القدّيس يوحنّا 12: 23 – 30

قالَ الرَبُّ يَسُوع: «لَقَدْ حَانَتِ السَّاعَةُ لِكَي يُمَجَّدَ ٱبْنُ الإِنْسَان.

أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّ حَبَّةَ الحِنْطَة، إِنْ لَمْ تَقَعْ في الأَرضِ وتَمُتْ، تَبْقَى وَاحِدَة. وإِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِير.

مَنْ يُحِبُّ نَفْسَهُ يَفْقِدُهَا، ومَنْ يُبْغِضُهَا في هذَا العَالَمِ يَحْفَظُهَا لِحَيَاةٍ أَبَدِيَّة.

مَنْ يَخْدُمْنِي فَلْيَتْبَعْنِي. وحَيْثُ أَكُونُ أَنَا، فَهُنَاكَ يَكُونُ أَيْضًا خَادِمِي. مَنْ يَخْدُمْنِي يُكَرِّمْهُ الآب.

نَفْسِي الآنَ مُضْطَرِبَة، فَمَاذَا أَقُول؟ يَا أَبَتِ، نَجِّنِي مِنْ هذِهِ السَّاعَة؟ ولكِنْ مِنْ أَجْلِ هذَا بَلَغْتُ إِلى هذِهِ السَّاعَة!

يَا أَبَتِ، مَجِّدِ ٱسْمَكَ». فَجَاءَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ يَقُول: «قَدْ مَجَّدْتُ، وسَأُمَجِّد».

وسَمِعَ الجَمْعُ الحَاضِرُ فَقَالُوا: «إِنَّهُ رَعد». وقَالَ آخَرُون: «إِنَّ مَلاكًا خَاطَبَهُ».

أَجَابَ يَسُوعُ وقَال: «مَا كَانَ هذَا الصَّوْتُ مِنْ أَجْلِي، بَلْ مِنْ أَجْلِكُم.

التأمّل

مَن يَخدُمني فَليَتبَعني

في حَياتِنا المـَسيحيَّة، نُحاوِلُ وَنَسعى لِأَن تَكونَ خدَماتُنا مَجَّانِيَّة، عَلَّنا نَكونُ مُقتَدينَ بِالرَّبّ وَالمـُعَلِّمِ يَسوع، وَلَكِن نَكتَشِفُ أَنَّ “الأَنا” الَّذي فينا يُغَلِّبُ مَصلَحَتَهُ دائِمًا، وَإِن لَم تَكُنْ لَنا في البَدءِ ظاهِرَة، وَهذا ما يَجعَلُنا بِصِراعٍ داخِليّ مَعَ أَنفُسِنا، يَنزَعُ مِنْ قُلوبِنا الرِّضى وَالسَّلام. إِنَّ في هذا الأَمرِ تَجرُبَة، لِأَنَّنا لا نَستَطيعُ أَن نَكونَ مَلائِكَةً فَنَحنُ مَخلوقونَ مِنَ التُّرابِ وَفينا نَسَمَةٌ مِنْ روحِ الله، وَبِالتَّالي إِن لَمْ نَتَصالَح مَعَ إِنسانِيَّتِنا، مُتَعَرِّفينَ عَلى طُرُقِ تَعبيرِها وَدِفاعاتِها النَّفسِيَّة، لَن نَتَمَكَّنَ مِن تَركِ النِّعمَةِ الإِلَهِيَّة أَن تُحَوِّلَنا إِلَيْها. يَبقى السُّؤال، هل هذا يَعني أَنَّنا لا نَستَطيعُ أَن نَخرُجَ مِن دائِرَةِ الأَنا؟ كُلُّ حُكمٍ مُسبَق، لَيسَ بِمَوضوعيّ، فَخِبرَةُ الَّذينَ تَبِعوا المـَسيحَ مِن صَميمِ قُلوبِهِم، كَخُدَّامٍ لَهُ تُبَرهِنُ لَنا أَنَّ التَّتَلمُذَ لِلرَّبّ وَحدَهُ يَجعَلُنا نَنتَقِلُ مِن مَركَزِيَّةِ الأَنا إِلى مَركَزِيَّةِ الله الَّذي يَحتَوي كُلَّ النَّحنُ. مِن خِلالِ كَلِمَةِ يَسوع نَتَعَلَّمُ أَنَّ التَّتَلمُذَ لَهُ لا يَعني سَماعَ عِظاتِهِ وَخِطاباتِهِ اللَّاهوتِيَّة، بَل البَدءُ بِخِدمَتِهِ وَهُنا نَكونُ في الإِتِّباع.

يَا بُنَيَّ، تَظُنُّ أَنَّني أَضَعُ شُروطًا لِمَن عَلَيْهِ أَن يَتبَعَني، لَكِنَّ المـَوضوعَ على عَكسِ ذَلِكَ، فَهوَ يَتَطَلَّبُ الحُبَّ أَوَّلًا وَآخِرًا، فَمَنْ يُحِبُّني يَجِدُ نَفسَهُ مُتَمَوضِعًا في مَوقِعِ الخِدمَةِ وَحاضِرًا بِلَهفَةِ قَلبٍ لي. رُبَّما تَسأَل كَيفَ لي أَن أَقبَلَ أَنْ أُخدَم، فيما أَنا قَد أَتَيْتُ لِأَخدُم؟ خِدمَتي لا تَعني شَخصي، بَل تَعني الإِنسانَ كُلَّ النَّاسِ الَّذينَ هُم على صورَتي. كُلُّ مَنْ يُريدُ أَن يَخدُمَني قَبلَ أَن يَبدَأَ بِالخَدَماتِ اللّيتورجِيَّةِ المـُقَدَّسَة، عَلَيْهِ أَن يَستَعِدَّ لِخِدمَةِ كُلِّ إِنسانٍ طِبقًا للخِدمَةِ الَّتي قُمتُ بِها، إِن بِالكَلِمَة أَم بِالأَعمالِ وَالرِّسالَة. عِندَما تَبدَأُ بِهَذِهِ الخِدمَة، سَتَقِفُ أَمامَ خَيارَيْن إِمَّا تَتَراجَعُ إِلى الوراءِ طَلَبًا لِراحَةٍ مُزَيَّفَةٍ تُنشِدُها الأَنا، أَو تَمضي إِلى الأَمام عَنْ طَريقِ التَّواضُعِ حَيثُ النَّاس لا يُبادِلوكَ المـَعروف، وَلِكَيْ تَخرُجَ مِن دائِرَةِ الأَنا، عَلَيْكَ أَن تُثَبِّتَ نَظَرَكَ فيَّ، وَأَن تَمثُلَ مَعَ أُمِّي وَالتِّلميذِ الحَبيب عِندَ صَليبي الظَّافِر، فَتَكتَشِفَ قُوَّتي بِضُعفِكَ. كُلُّ اتِّباعٍ لي مِن دونِ خِدمَةٍ للإِنسان لا يُؤتي ثَمَرًا، وَبِالتَّالي لَيسَ بِتَتَلمُذٍ حَقيقيّ، إِنَّما هوَ بَحثٌ عَن سُلطَةٍ تُجَرِّحُ بِصورَةِ الله، وَتُشَوِّه رِسالَتي الَّتي تَمَّمْتَها بِكُلِّ تَفانٍ وَإِخلاصٍ وَمَحَبَّةٍ، لِيَكونَ الفِداء.   

يَختُم الإِنجيليّ يوحَنَّا القِسم الأَوَّل مِن إِنجيلِهِ كِتابُ الآيات، بِدَعوَةٍ لِلخَلاصِ مَفتوحَةً للوَثَنِيّينَ الَّذينَ كانَوا يَطلُبونَ مِن تَلاميذِهِ رُؤيَتَهُ، وَهُنا يُقَدِّمُ يَسوعُ لَنا رَسمًا عَنْ تَقدِمَةِ المـَجدِ الَّتي سَيُحَقِّقُها عَلى الصَّليب، تَحتَ عَلامَةِ حَبَّةِ الحِنطَة. إِنْ نَظَرنا لانتِشارِ الكَنيسَةِ في أَصقاعِ الأَرض نَكتَشِفُ قُوَّةَ تِلكَ الحَبَّةِ الَّتي وَقَعَت عَلى مائِدَةِ العَشاءِ الأَخير وَأَعطَت ثَمَرًا كَثيرًا، وَآلَت فيما بَعد بِالمـُرسَلينَ خُدَّامَ المـَسيح أَن يَتبَعوهُ بِعَطاءِ حَياتِهِم، مِمَّا جَعَلَ تَنامي الكَنيسَة يَتَحَقَّق لا بِالسَّيفِ وَلا بِكَثرَةِ الزِّيجاتِ، إِنَّما بِقُوَّةِ كَلِمَةِ اللهِ الخَلاصِيَّة، عَلى لِسانِ أَعمالِ وَشَهادَةِ المـُرسَلين. إِتِّباعُ المـَسيح يَتَحَقَّق بِخِدمَةِ الخَيرِ العام، لِذَلِكَ مَيِّز نَهجَ اتِّباعِكَ لِلرَّبّ عَن طَريقِ تَوَقُّفِكَ عِندَ الخِدمَةِ الَّتي تَقومُ بِها.

رَبّي يَسوع، يَطيبُ لي أَن أَخدُمَكَ، لِأَنَّ في خِدمَتِكَ أَجِدُ راحَةَ فِكري وَسُرورَ قَلبي، وَغايَةَ وجودي. يَطيبُ لي أَن أَتبَعَكَ، يا مَنْ رَسَمتَ بِشَخصِكَ مَواهِبَ مُتَعَدِّدَةً في الكَنيسَة، فَمِنْهُم مَنْ تَبِعَكَ في النُّسكِ وَالزُّهدِ وَالصَّلاة، وَمِنْهُم مَنْ تَبِعَكَ بِأَعمالِ الرَّحمَة وَالرِّسالَة. أَرجوكَ رَبِّي نَمّ فينا مَحَبَّتَكَ لِكَيْ نَخدُمَكَ وَفقًا لِمَشيئَتِكَ، آمين.

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/channel/UCWTL4VXQh38PrPBZvVSZGDQ

شكراً لزيارة موقعنا وقراءة عيد مار مارون”مَن يَخدُمني فَليَتبَعني“ لمشاركة هذا التأمّل مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت، وأن يعطيك نعمة القداسة لكي تكون ملحاً للأرض ونوراً لعالم اليوم!