تابعونا على صفحاتنا

الإنجيل اليومي

سبت الأسبوع الرابع بعد الدّنح

موقع Allah Mahabba  سبت الأسبوع الرابع بعد الدّنح

رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس 3: 7 – 14

يا إِخوَتِي، إِذَا كَانَتْ خِدْمَةُ المَوْت، الَّتي نُقِشَتْ حُرُوفُهَا في أَلْوَاحٍ مِنْ حَجَر، قَدْ ظَهَرَتْ في المَجْد، حَتَّى إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَنْظُرُوا إِلى وَجْهِ مُوسَى، بِسَبَبِ مَجْدِ وَجْهِهِ، معَ أَنَّهُ مَجْدٌ زَائِل،

فَكَيْفَ لا تَكُونُ خِدْمَةُ الرُّوحِ أَكْثَرَ مَجْدًا؟

فإِذَا كَانَ لِخِدْمَةِ الدَّيْنُونَةِ مَجْدٌ، فَكَمْ بِالأَحْرَى تَفُوقُهَا خِدْمَةُ البِرِّ مَجْدًا؟

لأَنَّ مَا كَانَ ذَا مَجْدٍ في المَاضِي، زَالَ مَجْدُهُ، بِالقِيَاسِ إِلى هذَا المَجْدِ الفَائِق!

فإِذَا كَانَ مِنْ مَجْدٍ لِمَا يَزُول، فأَيُّ مَجْدٍ يَكُونُ بِالأَحْرَى لِمَا يَدُوم؟

إِذًا، بِمَا أَنَّ لَنَا مِثْلَ هذَا الرَّجَاء، فَنَحْنُ نَتَصَرَّفُ بِكَثِيرٍ مِنَ الجُرْأَة،

ولَسْنَا كَمُوسَى الَّذي كَانَ يَضَعُ بُرْقُعًا عَلى وَجْهِهِ، لِئَلاَّ يَنْظُرَ بَنُو إِسْرَائِيلَ إِلى نِهَايَةِ مَجْدٍ يَزُول.

ولكِنْ أُعْمِيَتْ بَصَائِرُهُم؛ فإِنَّ ذَلِكَ البُرْقُعَ نَفْسَهُ بَاقٍ إِلى هذَا اليَوْم، عِنْدَمَا يَقْرَأُونَ العَهْدَ القَدِيم؛ ولا يُكْشَفُ عَنْ بَصَائِرِهِم، لأَنَّهُ لا يَزُولُ إِلاَّ بِالمَسِيح!

إنجيل القدّيس يوحنّا 19: 28 – 37

بَعْدَ ذلِكَ، كَانَ يَسُوعُ يَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ شَيءٍ قَدْ تَمّ، ولِكَي تَتِمَّ آيَةُ الكِتَابِ قَالَ:» أَنَا عَطْشَان!».

وكَانَ هُنَاكَ إِنَاءٌ مَمْلُوءٌ خَلاًّ. فَغَمَسُوا في الخَلِّ إِسْفَنْجَةً، وَوَضَعُوهَا عَلى عُودٍ مِنْ زُوفَى، وأَدْنَوهَا مِنْ فَمِهِ.

فَلَمَّا ذَاقَ يَسُوعُ الخَلَّ قَال: «لَقَدْ تَمّ!». ثُمَّ حَنَى الرَّأْس، وأَسْلَمَ الرُّوح.

وإِذْ كَانَ يَوْمُ التَّهْيِئَة، سَأَلَ اليَهُودُ بِيلاطُسَ أَنْ تُكْسَرَ سِيقَانُ المَصْلُوبِينَ وتُنْزَلَ أَجْسَادُهُم، لِئَلاَّ تَبْقَى عَلى الصَّليبِ يَوْمَ السَّبْت، لأَنَّ يَوْمَ ذلِكَ السَّبْتِ كَانَ عَظِيمًا.

فَأَتَى الجُنُودُ وكَسَرُوا سَاقَي الأَوَّلِ والآخَرِ المَصْلُوبَينِ مَعَ يَسُوع.

أَمَّا يَسُوع، فَلَمَّا جَاؤُوا إِلَيْهِ ورَأَوا أَنَّهُ قَدْ مَات، لَمْ يَكْسِرُوا سَاقَيْه.

لكِنَّ وَاحِدًا مِنَ الجُنُودِ طَعَنَ جَنْبَهُ بِحَرْبَة. فَخَرَجَ في الحَالِ دَمٌ ومَاء.

والَّذي رَأَى شَهِدَ، وشَهَادَتُهُ حَقّ، وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ يَقُولُ الحَقَّ لِكَي تُؤْمِنُوا أَنْتُم أَيْضًا.

وحَدَثَ هذَا لِتَتِمَّ آيَةُ الكِتَاب: «لَنْ يُكْسَرَ لَهُ عَظْم».

وجَاءَ في آيَةٍ أُخْرَى: «سَيَنْظُرُونَ إِلى الَّذي طَعَنُوه».

لتأمّل

”لِكَي تَتِمَّ آيَةُ الكِتاب، قال: “أَنا عَطشان!”“

هَل أَتى يَسوعُ لِيُتَمِّمَ ما كُتِبَ في الكِتاب، وَهَل هذا ما مَعناهُ في اللُّغَّةِ العامِّيَّة “المـَكتوب؟” هَل نَحنُ أَمامَ قَدَرِيَّةٍ، لَيسَ لَنا فيها أَيُّ قَرارٍ، أَم أَنَّ ما عاشَهُ الرَّبّ بِمِلءِ حُرِّيَّتِهِ سَمَحَ لَنا أَن نَفهَمَ الكِتابَ المـُقَدَّس بِقُوَّةِ الرُّوحِ القُدُسِ فَهمًا صَحيحًا، فَكانَ لَنا كُلّ ما صَنَعَهُ وَعَلَّمَهُ هوَ المـُفتاح؟ لَسنا أَمامَ قَدَرِيَّةٍ، فَمَجموعُ النُّبُؤاتِ الَّتي تَكَلَّمَت عَن آلامِ الرَّبَّ يَسوع، وَبِخاصَّةٍ ما أَتى عَلى ذِكرِهِ أَشَعيا النَّبِيُّ في أَناشيدِ عَبد يَهوى، وَإِن كانَ ذا مَشهَدِيَّةٍ تَصويريَّة لِلحَدَثِ التَّاريخيّ بِصورَةٍ مُسبَقة، ما هِيَ سِوى عَلامَةً لِتَعَاضُدِ الإِلَهِ مَعَ الأَكثَر أَلَمًا وَاضطِهادًا وَنُكرانًا وَرَفضاً. تَأكيدًا على ذَلِكَ، يَقولُ يَسوعُ عَن حُضورِهِ السّرّيّ في العالَم: كُنتُ مَريضًا، جوعانًا وَعطشانًا وَسَجينًا، وَعُريانًا،… نَستَطيعُ أَن نَتَكَلَّم هُنا عَن إِنصِهار الإِلَه في أَتُّونِ الإِنسان وَلَكِن بِنارٍ إِلَهِيَّة. مَعنى هذا أَنَّهُ بِالمـَسيحِ يَسوع يَكتَشِفُ كُلُّ مُتَأَلِّمٍ مَعنى جوعَهُ وَعَطَشَهُ، وَعَجزَهُ، فَلا يَعُد مُهَمَّشًا بِعُزلَةٍ جَهَنَّمِيَّة، إِنَّهُ حَقًّا في قَلبِ مَحَبَّة الله. 

يَا بُنَيَّ، مُفتاحُ قِراءَتِكَ لِلكِتابِ المـُقَدَّس، تَجِدُهُ في سِرِّ آلامي وَمَوتي وَقِيامتي. عِندَ الصَّليبِ تَفهَمُ تَتِمَّةَ تَدبيرَ اللهِ الخَلاصيّ في تاريخِ البَشَرِيَّة. عِندَ الصَّليبِ تَسمَعُني أَصرُخُ أَنا عَطشان، إِنَّها الصَّرخَةُ الصامِتَةُ وَالمـُعلَنَة، الهادِئَة وَالمـُدَوِّيَة وَالّتي تُرافِقُ كُلَّ إِنسانٍ. في قَرارَةِ نَفسِكَ أَنتَ تَصرُخُ “أَنا عَطشان”، وَهَكَذا الآخَرونَ الَّذين تَلتَقيهِم، بَعضُهُم يُعَبّرُ عَنهُ مُشافَهَةً، وَبَعضُهُم يَلزَمُ الصَّمتَ وَالكِتمان. لَقَد عَبَّرتُ في صَرخَتي هَذِهِ عَمَّا يَعيشُهُ الإِنسان مُنذُ البِدايَةِ وَحَتَّى النِّهايَة، لِذَلِكَ عَطَشي هوَ الجَوابُ المـُطلَقُ عَلى عَطَشِكَ، وَعِندَما تُدرِكُ ما فيكَ مِن عَطَشٍ لا يُروى إِلَّا بي، عِندَئِذٍ تَروي ظَمَئي بِرُجوعِكَ الكامِلِ إِلَيَّ بِكُلِّ حُبٍّ وَإِخلاصٍ وَأَمانَة. في عيدِ المـَظالِ يَصرُخُ الشَّعبُ للهِ سائِلًا المـَطَرَ وَالماءَ لِلمـَواسِمِ الزِّراعِيَّة، وَعندَ الصَّليبِ صَرَختُ للآبِ السَّماويّ بِاسمِ كُلِّ إِنسانٍ لِيُهطِلَ ماءَ الرَّحمَةِ وَالغُفرانِ بِواسِطَتي، وَكانَ يَومَها عيدُ الفِصحِ الكَبير، في تَقدِمَتي للهِ كَحَمَلٍ يَرفَعُ خَطيئَةَ العالَم. في صَرخَتي أَيقَظتُ صَرخَتَ قَلبِكَ، لِكَي لا تَبقى سَجينَ الأَنا، بَل لِتَتَعاضَدَ مَعَ كُلِّ عَطشانٍ تَلتَقيهِ، وَهُنا يَكونُ لَكَ أَيضًا لِقاءٌ بي.

الَّذي سَأَلَ السَّامِرِيَّةَ ماءً نَجِدُهُ مُعَلَّقًا على الصَّليبِ يَصرُخُ “أَنا عَطشان!”، وَالَّذي صَرَخَ في وَسَطِ الهَيكَل: “مَن يُؤمِن بي، فَلَن يَعطَشَ أَبَدًا”، نُشاهِدُهُ على قمَّةِ الجُلجُلَة وَحيدًا، تَعزِيَتُهُ أُمُّهُ وَالتّلميذُ الحَبيبُ وَبَعضَ النِّسوَة. يُشَكِّلُ عَطَشُ المـَسيح هاوِيَةً سَحيقَةً جِدًّا، نَجرؤُ أَن نَقول، أَوسَعَ وَأَعمَقَ جِدًّا مِن هاوِيَةِ جَهَنَّم وَفقَ ما يُصَوِّرُها رَسَّامو القُرونِ الوسطى. مَن دَعا بُطرُس لِيَكونَ صَيَّادَ بَشَرٍ، دَفَعَهُ إِلى اصطِيادِهِم عَن طَريقِ إِشباعِ جوعِهِم بِالكَلِمَة وَالقُربان، أَمَّا هوَ قَد أَخَذَ على عاتِقِه عَطَشَ النَّاسِ على شَتَّى المـُستَوَيات. في صَرخَتِهِ عَبَّرَ يَسوعُ حَقًّا عَن إِنسانِيَّتِهِ الكامِلَة، وَحَوَّلَ عَطَشَها إِلى يُنبوعِ ماءٍ وَدَمٍ يَتَدفَّقُ رَحمَةً وَحَياة؛ أَصغِ لِصُراخِ المـَسيح الَّذي فيكَ وَأَجبِ عَلَيه.

رَبّي يَسوع، أَسمَعُ صُراخَكَ يَعلو كُلَّ صُراخٍ عَلى وَجهِ الأَرض، وَأَجِدُ فيهِ صُراخَ النَّاسِ المـُتَأَلِّمينَ عَلى مَدى الأَيَّامَ وَالأَزمِنَة. صِرتَ ما قُلتَهُ، لِأَنَّكَ كُنتَ دائِمًا ما تَقولُ فَأَنتَ الحَقّ. أَمامَكَ عَرَفتُ حَقيقَةَ ذاتي، وَفيكَ وَجَدتُ الكَمال. فَما هوَ عَطَشُكَ إِلَّا الدَّفعُ المـُطلَقُ لِأَنَّكَ المـَحَبَّةُ، وَما هوَ عَطشي سِوى انجِذابٌ لِحُبِّكَ اللَّامُتَناهي، آمين.

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/channel/UCWTL4VXQh38PrPBZvVSZGDQ

شكراً لزيارة موقعنا وقراءة سبت الأسبوع الرابع بعد الدّنح ”لِكَي تَتِمَّ آيَةُ الكِتاب، قال: “أَنا عَطشان!”“ لمشاركة هذا التأمّل مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت، وأن يعطيك نعمة القداسة لكي تكون ملحاً للأرض ونوراً لعالم اليوم!