تابعونا على صفحاتنا

الإنجيل اليومي

إثنين الأسبوع الرابع بعد الدّنح

موقع Allah Mahabba  إثنين الأسبوع الرابع بعد الدّنح

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة 7: 7 – 13

إِذًا فَمَاذَا نَقُول؟ هَلِ الشَّرِيعَةُ خَطِيئَة؟ حَاشَا! لكِنِّي مَا عَرَفْتُ الخَطِيئَةَ إِلاَّ بِوَاسِطَةِ الشَّرِيعَة. فإِنِّي مَا عَرَفْتُ الشَّهْوَةَ لَو لَمْ تَقُلِ الشَّرِيعَة: «لاتَشْتَهِ!».

وٱغْتَنَمَتِ الخَطِيئَةُ الفُرْصَةَ مِنَ الوَصِيَّة، فأَثَارَتْ فِيَّ كُلَّ شَهْوَة، لأَنَّ الخَطِيئَةَ بِدُونِ الشَّرِيعَةِ مَيْتَة.

أَمَّا أَنَا فَكُنْتُ حَيًّا مِنْ قَبْلُ بِدُونِ الشَّرِيعَة. ولَمَّا جَاءَتِ الوَصِيَّةُ عَاشَتِ الخَطِيئَة،

ومُتُّ أَنَا، والوَصِيَّةُ الَّتي هِيَ لِلحَيَاة، صَارَتْ لي هيَ نَفسُهَا لِلمَوت؛

لأَنَّ الخَطِيئَةَ ٱغْتَنَمَتِ الفُرْصَةَ مِنَ الوَصِيَّةِ فأَغْوَتْنِي، وبالوَصِيَّةِ قَتَلَتْنِي.

إِذًا فَٱلشَّرِيعَةُ مُقَدَّسَة، والوَصِيَّةُ مُقَدَّسَةٌ وعَادِلَةٌ وَصَالِحَة.

إِذًا فَهَل صَارَ لِيَ الصَّالِحُ مَوْتًا؟ حَاشَا ! إِلاَّ أَنَّ الخَطِيئَة، لِكَيْ تَظْهَرَ خَطيئَة، إسْتَعْمَلَتِ الصَّالِحَ فَعَمِلَتْ فِيَّ مَوْتًا، حتَّى بَلَغَتِ الخَطيئَةُ بِوَاسِطَةِ الوَصِيَّةِ أَقْصَى حُدُودِ الخَطيئَة

إنجيل القدّيس يوحنّا 4: 31 – 38

فِي أَثْنَاءِ ذلِكَ، كَانَ التَّلامِيذُ يَطْلُبُونَ مِنْهُ قَائِلين: «رابِّي، كُلْ».

فَقَالَ لَهُم: «أَنَا لِي طَعَامٌ آكُلُهُ وأَنْتُم لا تَعْرِفُونَهُ».

فقَالَ التَّلامِيذُ بَعضُهُم لِبَعض: «هَلْ جَاءَهُ أَحَدٌ بِمَا يَأْكُلُهُ؟».

قَالَ لَهُم يَسُوع: «طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةِ مَنْ أَرْسَلَنِي، وأَنْ أُتِمَّ عَمَلَهُ.

أَمَا تَقُولُونَ أَنْتُم: هِيَ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ وَيَحِينُ الحِصَاد؟ وهَا أَنَا أَقُولُ لَكُم: إِرْفَعُوا عُيُونَكُم وٱنْظُرُوا الحُقُولَ إِنَّهَا قَدِ ٱبيَضَّتْ لِلحِصَاد.

أَلحَاصِدُ يَأْخُذُ أُجْرَة، ويَجْمَعُ ثَمَرًا لِحَيَاةٍ أَبَدِيَّة، لِكَي يَفْرَحَ الزَّارِعُ والحَاصِدُ مَعًا.

فيَصْدُقُ القَوْل: وَاحِدٌ يَزْرَعُ وآخَرُ يَحْصُد.

أَنَا أَرْسَلْتُكُم لِتَحْصُدُوا مَا لَمْ تَتْعَبُوا أَنْتُم فِيه. آخَرُون تَعِبُوا، وأَنْتُم في تَعَبِهِم دَخَلْتُم».

لتأمّل

”أَنا لي طعامٌ آكُلُهُ وَأَنتُم لا تَعرِفونَهُ“

عِندَما يَتَّبِعُ المَريَضُ وَصفَةَ طَبيبِهِ يَنتَقي المـَأكولاتَ الَّتي تُوافِقُ صِحَّتَهُ، هَكَذا هيَ حالُ مَن يَعمَلُ بِمَشيئَةِ اللهِ، فَهوَ لا يَتَبَنَّى كُلَّ الأَفكارِ الَّتي تُراوِدُ ذِهنَهُ، وَلا يَجري بِكُلِّ الدُّروبِ الَّتي تُفتَح أَمامَهُ، وَلا يَقِفُ في مَجالِسِ السَّاخِرين، إِنَّما يَختارُ دائِمًا ما يَؤولُ إِلى مَجدِ اللهِ، حَتَّى في الخَيرِ يَسعى إِلى الأَسمى، أَكثَر مِمَّا يَرضى بِالمـُتاحِ وَالمـُمكِن. إِنَّ أَكثَر ما يُعَبِّرُ عَن النَّقصِ الَّذي فينا، وَعَن رَغبَتِنا بِإِلَهٍ نَجِدُ كَمالَنا وَذاتَنا فيهِ، هوَ الجوعُ وَالعَطَش لا على مُستوى الأَكلِ وَالشُّرب، إِنَّما أَكثَر على مُستَوى القَلب، وَهذا ما تَسمَحُ لَنا العِزلَةُ وَرَفضَ الآخَرينَ لَنا، لِأَن نَختَبِرَهُ وَنَعرِفَهُ فَنَظمَأَ وَنَشتاقَ إِلى اللهِ مِن صَميمِ صَميمِ قُلوبِنا، مِثلَ الأَيِّلِ المـُشتاقِ في حَرِّ الصَّيفِ لِلماء. أَكثَر ما يُدهِشُنا في شَخصِ المـَسيحِ الرَّبّ، أَنَّهُ يُعَبِّرُ عَن جوعَهُ الكَبير وَعَطَشِهِ، في الوَقتِ الَّذي يُعلِنُ أَنَّهُ هوَ الماءُ الحَيّ. طَلَبَ مِنَ السَّامِرِيَّةِ أَن تَسقيهِ، امتَلَأَت مِن كَلِمَتِه وَلَم تَسقيه. أَتَوهُ التَّلاميذُ بِالطَّعامِ وَهوَ جائِعٌ تَعِب، فَلَم يَأكُل!

يَا بُنَيَّ، تَعَلَّم مِنِّي كَيفَ تَختارُ الأَفضَلَ في حَياتِكَ، لا كَفِعلِ تَفضيلٍ لِذاتِكَ على مُستَوى الأَنانِيَّة، إِنَّما لِكَي تَمضي بِفِعلِ المـُطابَقَةِ مَعي كَتِلميذٍ صالِح، فَتَختارَ الحُبَّ الَّذي يَسمو على كُلِّ شَيءٍ. تَنَبَّه لِلجوعِ الَّذي فيكَ، فَهوَ كَسَيفٍ ذو حَدَّينِ، بِسَبَبِهِ إِمَّا تَختارُ كُلَّ طَعامٍ يُقَدَّمُ لَكَ، أَو تَندَفِعُ إِلى ما يُوافِقُ صِحَّتَكَ الرُّوحِيَّةَ. تَعَلَّم مِنِّي كَيفَ تُعَبِّرُ عَن رَغبَتِكَ وَجوعَكَ، وَلَكِن كُن مِمَّن يَعرِفونَ مَصدَرَ وَغايَةَ الجوعِ الَّذي فيهِم، فَلا تَتَسَرَّع. للسَّامِرِيَّةِ قُلتُ لَها إِنِّي عَطشانٌ “إِسقيني”، وَلَكِن كُنتُ أَنا أَوَّلَ مَن سَقاها مِن يُنبوعِ كَلِمَتي، وَلَم أَشرَب ماءً يَنضَبُ سَريعًا. كانَ ارتِوائي بِارتِوائِها. مِنَ التَّلاميذِ طَلَبتُ الطَّعامَ فَذَهَبوا إِلى المـَدينَة، وَلَم آكُل مِمَّا جَلَبوا لي، بَل شَبِعتُ مِن رُؤيَةِ السَّامِريّينَ مُقبِلينَ إِلَيَّ بِجوعِهِم للحُبِّ وَللمَعرِفَة. إِعلَم أَنَّ الجوعَ وَالعَطَشِ اللَّذَينِ فيكَ، هُما بِمَثابَةِ اليُنبوعِ لا يَنضَبانِ أَبَدًا، فَهُما يَدفَعانِكَ دائِمًا إِلَيَّ، وَلَكِنَّ التَّجرُبَةَ تَكمُنُ بِانحِرافِكَ عَنِّي، لِتَمضي إِلى الآبارِ المـُشَقَّقَة. لَقَد احتارَ التَّلاميذُ بِأَمري، فَلَم يَعرِفوا ما عَنَيتُ بِالطَّعامِ، وَلَكِن عِندَ الصَّليبِ، سَيَعرِفونَ أَنَّ المِلءَ الَّذي أَجوعُ إِلَيهِ هوَ الكُلّ.

قَبلَ أَن تُقفِلَ المـَرأَةُ السَّامِرِيَّة مُسرِعَةً إِلى المـَدينَة، لِتَنشُرَ خَبَرَ مَن التَقَتهُ عِندَ البِئر، وَصَلَ تَلاميذُهُ، فَعَرَفَت أَنَّ مُعَلِّمٌ وَلَهُ تَلاميذ، وَعَرَفوا هُم أَنَّهُ يُخاطِبُ امرَأَةً وَمِن رَدَّةِ فِعلِهِم نُدرِكُ نَظرَتَهُم المـُوافِقَة لِأَبناءِ عَصرِهِم. مَعَ تَمَنُّعِ يَسوع عَن الطَّعامِ، فاتَحَهُم بِرَغبَةِ قَلبِهِ الَّتي تَعني أَهلَ السَّامِرَة، فَهوَ لَم يأتِ فَقَط لِلخِرافِ الضَّالَّةِ مِن آلِ إِسرائيل، بَل لِكُلِّ إِنسانٍ، وَبِالتَّالي لا يَنتَقي اللهُ طَعامَهُ وَفقًا لِمَقاييسٍ وَعاداتٍ بَشَرِيَّة، بَل كَما كَشَفَ لِبُطرُسَ في مَوضوعِ كورنيليوس، هوَ الَّذي يُطَهِّرُ الأَطباقَ وَالأَطعِمَةَ أَي جَوهَرَ حَياةِ النَّاس. لَقَد كَسَرَ يَسوعُ بِكَلِماتِهِ المـُرَمَّزَة الحاجِزَ المـَبنيّ في قُلوبِ تَلاميذِهِ مَعَ صورَةِ المـَرأَةِ وَأَهلِ السَّامِرَة. خُذ مَقصَدًا وَاسأَلِ الرَّبّ بِإِلحاحٍ نِعمَةَ الفَهمِ الرُّوحيّ.

رَبِّي يَسوع، أَنتَ الَّذي فيكَ الجُوعُ تَوقًا إِلَيَّ، وَأَنا الَّذي فيَّ الجوعُ بَحثًا عَنكَ. أَنتَ الَّذي فيكَ العَطَشُ تَعليمًا لي، وَأَنا الَّذي فِيَّ العَطَشُ، صُراخُ المـُتَلَهِّفِ لِنَفَسِ الحَياة مِنكَ. طَعامُكَ أَن تَعمَلَ مَشيئَةَ الآبِ، وَطعامي أَن آكُلَ جَسَدَكَ. فَمِن طَعامِكَ أَطعِمني لِأَبقى لِمائِدَتِكَ مُعِدًّا، داعِيًا وَضَيفًا، فَأَبقى لِلأَبَدِ في دائِرَةِ حُبِّكَ، آمين.

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/channel/UCWTL4VXQh38PrPBZvVSZGDQ

شكراً لزيارة موقعنا وقراءة إثنين الأسبوع الرابع بعد الدّنح ”أَنا لي طعامٌ آكُلُهُ وَأَنتُم لا تَعرِفونَهُ“ لمشاركة هذا التأمّل مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت، وأن يعطيك نعمة القداسة لكي تكون ملحاً للأرض ونوراً لعالم اليوم!