موقع Allah Mahabba – المسيرة السّينودوسيّة هي مسيرة الصّلاة
عندما ننظر بالعمق إلى الأزمات في تاريخ الكنيسة، نجد أنّ وراء كلّ أزمة مشكلة في البعد الروحي، وبتعبيرٍ آخر مشكلة في عيش حياة الصلاة. إنّ المسيرة السينودُسيَّة ليست بعيدة عن هذا التفكير وهي بالفعل مسيرة صلاة بدأت منذ نشأة المسيحيّة. يصف كتاب أعمال الرّسل حياة الكنيسة الأولى كجماعة “مواظبين على تعليم الرّسل، والمشاركة، وكَسْر الخبز والصلوات” (أع 2: 42)، ثمّ يضيف بأنّ “المؤمنين جميعهم كانوا متّحدين معًا، ويتشاركون في كلّ شيء” (أع 2: 44)، وكانوا أيضًا “كلّ يوم يلازمون الهيكل بنفسٍ واحدة، ويكسرون الخبز في كلّ بيت من بيوتهم… ويسبّحون الله… وكان الرّب يضُمُّ معًا كلّ يوم، أولئك الّذين يخلصون” (46-47). نجد في هذه التعابير كيف أنّ الجماعة المسيحيَّة الأولى هي جماعةٌ تسير معًا في حياة صلاة ومحبَّة، وإصغاء لكلمة الله، وكسر الخبز والتسبيح.
في كلمته الموجّهة إلى المشاركين في افتتاح السينودس، في 9 ت1 2021، يدعو البابا فرنسيس الجميع إلى أن يعيشوا “هذا السينودس بروح الصلاة التي وجّهها يسوع إلى الآب من كلّ قلبه لأجل خاصّته: “فَلْيكونوا بِأَجمَعِهم واحِدًا” (يوحنّا 17، 21)”. فالأساس إذًا هو في عَيْش هذا السينودس بروح الصلاة والإصغاء لإلهامات الروح القدس وما يريده الروح لكنيسة اليوم. ويؤكّد البابا أيضًا في كلمته على أهميّة الصلاة في هذه المسيرة المجمعيّة معتبرًا “السينودس فرصة لنصبح “كنيسة تصغي”: فنأخذ استراحة من إيقاعات حياتنا المعتادة، ونضع جانبًا همومنا الرعويّة لنقف ونصغي؛ الإصغاء إلى الروح في السجود والصلاة. كم نفتقد اليوم إلى صلاة السجود! لم يفقد الكثيرون عادة السجود فقط، بل فقدوا أيضًا مفهوم معنى السجود”.
يعتبر المدير الدولي لشبكة صلاة البابا، اليسوعي فريديريك فورنوس، أنّه من دون الصلاة “سيبقى السينودس نقاشًا للأفكار”، وفي رسالته إلى الرهبنات التأمّليّة والرهبنات الأُخرى يطلب الكاردينال ماريو غريتش، أمين عام المجمع، مواكبة السينودس بالصلاة، معتبرًا أنَّ هذه الصلوات النّابعة “من الصمت والتأمّل، يمكن أن تكون مفيدة جدًّا للكنيسة جمعاء”، ثمّ يدعو في رسالته إلى أن يختبر الجميع تجربة الصلاة التي سترافق مسيرة السينودس، تحت عنوان “الكنيسة على الطريق. نصلّي من أجل كنيسة سينودسيّة. فلا رحلة مجمعيّة من دون صلاة شخصيّة وجماعيّة. الصلاة تجعل قلوبنا تستمع للآخرين وتساعدنا على تمييز عمل الروح القدس في العالم”. ويختصر البابا فرنسيس ذلك بقوله: “إنّ الصلاة هي جوهر رسالة الكنيسة“. فلا شركة ولا مشاركة ولا رسالة من دون الصلاة.
لذلك اختارت الكنيسة الصلاة المجمعيّة المنسوبة إلى القدّيس إيزيدور أسقف إشبيلية من القرن السابع، والّتي رافقت العديد من المجامع، وهي تحت عنوان “نقف أمامك، أيّها الروح القدس”. فتكون هذه الصلاة موحّدة لجميع المؤمنين، يرافقون فيها أعمال السينودس مصْغين إلى الروح القدس وطالبين مشورته لكي نسير معًا في الكنيسة نحو الحياة الأبديّة.
الصلاة
أيُّها الرُّوح القُدُسْ، هَا نَحنُ مَاثِلُونَ أَمَامَكَ، مُجتَمعُونَ باسْمِكَ، أنتَ مُرشِدُنا الأَوحَد. تَعالَ إلينا، أُمكُثْ مَعَنا، تَلَطَّفْ واَسكُن في قُلوبِنَا. دُلَّنَا صَوبَ أيِّ هَدَفٍ نَتوَجَّه، وأَظهِر لَنا كيفَ يَنبغي أن نَسيرَ مَعًا، نحنُ الضُعَفاء والخَطَأَة. فلا تَسمَح بِأنْ نُثيرَ الفَوضَى، إِمنعِ الجهلَ مِن أَنْ يَقودَنَا في طَريقِ الخَطأ، والانحيازَ مِن أنْ يُؤَثِّرَ في أَفعَالِنَا. فَلنَجِد فيكَ وَحدَتَنَا، غَيرَ مُبتَعِدينَ عَن طريقِ الحَقِّ والعَدالَة، في سَيرِنَا معًا نحوَ الحَياةِ الأَبدِيّة، هَذا مَا نَسأَلُكَ، أنتَ الحَاضِرُ في كُلِّ مَكَانٍ وَزَمَان، في شَرِكَةِ الآبِ والابنِ، إلى أَبَدِ الآبِدين. آمين.
تسجّل على قناتنا على يوتيوب
https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg
شكراً لزيارة موقعنا وقراءة “المسيرة السّينودوسيّة هي مسيرة الصّلاة”. ندعوك لمشاركتها مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت، وأن تثق بأمّنا مريم العذراء، وتضع حياتك وقلبك بين يدَيها، وتتّكل عليها في حلّ كافّة العقد التي تُعيق وصولك إلى القداسة.