موقع Allah Mahabba – يا معلّم أين تقيم؟
أَكُنتَ تبحثُ عنه، أم واقفاً في حَضرَتِهِ، لا سؤال لديك إلّا هذا: “يا مُعلِّم أين تُقيم؟”
وفي قَصد جوابِهِ: “تعال وأنظُر!” أن تَجِدَهُ مُتَجلِّياً فيك: أنتَ مَقَامَه الأَبرز، وهو لم يتجَسَّد إلّا ليُقيم فِيكَ. كلُّ ما عَدَاك زائِلٌ، فانٍ، تَطويه دُهور ويَمحوه العبور، إلّا أنتَ تبقى كُنهَهُ الأَبهى، وقد أختَارَك ليُقيمَ فِيكَ أبَداً.
لا تَخف أن تكون قُدسَ أقداسِهِ!
حَدِّق بِهِ حيث يتوهَّج فيكَ وبِكَ. لا تَدَع قطيعةً، أنّى كانَ مَنشَؤها تحجُبُه عنكَ. كن أنتَ بابَهَ للإقامةِ في كلِّ أحد، كما كُنتَ بابَهَ وقد عَبَرَهُ ليُقيمَ فيكَ.
وأعلَم أنَّه يَبقى غَريباً مُتَغَرِّباً في العالم، إن لم يَجد مَكانَ إقامَتِهِ فيك.
وإن أقفَلتَ نَفسَكَ عَمداً عَنه، إعرَف أن تَجعلَ مِن أسّفِ اللحظةِ ظَرفاً لتُقيمَ فيه ويُقيمَ فيكَ مِن جَديد.
وأبقِ اللهفَةَ سبيلَكَ لكي تُدرِكَ أنَّك تَبقى أنتَ الجوابَ على سؤالِكَ له.
ما سرُّ الإكرام هذا الذي شاءه لكَ؟ أن تكونَ صَخرَته، وَسط أنواء هذا العالم، فأثبُت فيه، ومن ثَبَاتِ إقامتكَ فيه يثبتُ آخرون، وقد غَدوا ِبدورهم مَقَامَهُ.
وقُل: أنا كنيسَتَهُ المُتَحَرِّكة، أحمِلهُ الى كلِّ مكانٍ وكلِّ زمانٍ، ليكونا معاُ، بدورهما، مَقرّ إقامَتِهِ. وهل لي بَعد أن أفتَخِرَ الّا بِنِعمَتِهِ هذه: أن يِستِقِّر في أوهَاني، وهو كلُّ قوّتي، التي بها أغلِبُ وِحشَة العالم وعَدَاوَات تَوَحُّشِهِ؟
فَيَا أيُّها الذي أفَاضَ قُدسيِّتَهَ عليَّ وإستَقَرَّ في تَساؤلِ يقيني، إجعَل كِفَايتي ثَبَاتي فِيكَ لأُدرِكَ أن لا وجودَ لي إلّا بإمِّحائي أمَامَكَ.
ويَا مَن أغدَقتَ عليَّ حُضُورَكَ، إجعَلِ العالَمَ شَاهِداً لمَلَكوتِكَ المُقيمِ فيَّ والمُنطَلِق إليهِ، فَيَرفَعَ إليكَ تَلاحُمَ قَلبِهِ وعَقلِهِ، خّتمَ خَلقٍ جَديدٍ.
يَا مَن جَعَلَ مِنِّي قُربَاهُ مِنَ البشر، دَع سُطُوعَ إقامَتي فيكَ يُحَرِّرُ أترابي مِن إنقِسَامَاتِ المعاصي الكبرى، ويُنهي جوعً الأسوار للحقِّ مُحَوِّلاً إيّاها جُسُورَ تَلاقٍ فِيكَ.
تسجّل على قناتنا على يوتيوب
https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg
شكراً لزيارة موقعنا وقراءة “يا معلّم أين تقيم؟”. ندعوك لمشاركتها مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت، وأن تثق بأمّنا مريم العذراء، وتضع حياتك وقلبك بين يدَيها، وتتّكل عليها في حلّ كافّة العقد التي تُعيق وصولك إلى القداسة.