موقع Allah Mahabba – أنت إبني الحبيب
إنفَتَحَتِ السماوات، وسُمِعَ صوتُ الآبِ هادِراً في العصورِ العابرةِ وتلكَ الآتية، في إعترافٍ يَنحَدِرُ من الألوهَة الى البنوَّة، من الأبديَّة الى الترابيِّة البشريَّة. وأتجَاسَرُ أكثر: إعترافٌ ينحَدِرُ مَجداً مِن فوقٍ يؤكِّدُ أنَّنا في المسيح لا نَزُول. وسيعيده الآبُ يومَ تَجلِّي إبنِهِ في إستباقٍ لحَقيقةِ القيامَةِ وسُلطانِ ملِكُوتِها الذي مِن نُور.
في جَوهَرِه، هَذا الإعترَافُ، حقيقةٌ واحدةٌ: لا مَجدَ في السماوات كَمَا على الأرضِ إلّا المَجد الإلهيِّ المُتَجلِّيَ في المَسيح، الإبنِ المتأنِّسِ.
هوَ الوحيدُ… وهوَ فينا في أجلَى إتِّحَادٍ، ما بَعدَه إنفِصَامٌ، إذ قد صَيَّرَنا واحِداً، فيه، ومَعَهُ، وبِهِ، بِقوَّة الروح.
ثالوثيوُّن نحنُ؟ يا لكينونتا فيه!
يَعبُرُ بِنَا مِنَ الموتِ إلى الحياةِ بِفِعلِ رُوحِهِ في سِرِّ المعموديَّة، ويُعطينا جَسَدَه ودَمَّه في سِرِّ الإفخارستيّا قُربَانَ فِدَاءٍ يؤبِّدُنا فيه، وفي سرِّ الإعترَافِ يَرفَعُنَا إلى أبيه في طُهرِنَا الأوَّل المُستَعَاد… هُنَاكَ، هُنَاك، حيثُ سِرُّ تَثبِيتِنَا.
قُلتُ، إعترافٌ مِنَ الآب؟ أنا متى رُحتُ أُهَجِّئهُ بَلَغتُ المَحجوبَ الذي ما عَاد كَذَلك، عِند إنفتَاحِ السماوات. أنا الذي أبدَأتُ بالزمنِ والمحدودِيَّةِ والفَنَاءَ، بِتُّ مَبدُوءأً بالمَسيح ، قائِماً في الأَزَلِ كَمَا في الأَبَدِ… إبنَاً، وَحِيداً للأب، ليَ يقول: “أنتَ إبنيَ الحَبيبَ”.
فَيَا أيُّهَا الذي يُنَادِيني إليهِ لِكَيما بِهِ أصِيرُ واحداً، أعطِنِي أن أتَقَبَّلَ في ضُعفِ تُرَابيَّتي ومَذَلَّةَ أعمَاقي وإضطِرَابَ وِحشَتي، جُودَ عَطيَّتِكَ الأسمى هذه: بنُوَّتي، فَلا أعملَ إلّا مَشِيئَتَكَ، بِكُليَّتي.
ويَا أيُّها الذي أبدَعَ الوجودَ مِن حُبٍّ، إجعَل وجُودِّيَتي ظُهُوراً دائِماً لَكَ، على رَحَابَةِ تَرجَمَاتِ الحَياةِ التي مِنكَ، لكي أُنِيرَ فِيك خَليقَتَكَ التي إليكَ تَوقُها وقَد إنكَشَفتَ لَهَا مَنبِعَ الحُبِّ.
يَا مَن أفَضتَنِي في إعترافِكَ جَوهَراً، أقِمنِي مَسيحَاً يتَدَفَّق غَمرَاً للعَالَم، بِهِ أرفَعُ لَكَ وفِيك شَقَاء مَسكونَةِ الفَنَاء في زِيفِ العَرَاء، مانِحاً إيَّاها مِعنَاكَ يُزهِرُ قَفرَهَا فَتَصرُخَ مَدَى الدُهُورِ: “أنتَ أبٍي الحَبيبَ!”
تسجّل على قناتنا على يوتيوب
https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg
شكراً لزيارة موقعنا وقراءة “أنت إبني الحبيب”. ندعوك لمشاركتها مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت، وأن تثق بأمّنا مريم العذراء، وتضع حياتك وقلبك بين يدَيها، وتتّكل عليها في حلّ كافّة العقد التي تُعيق وصولك إلى القداسة.