موقع Allah Mahabba – رسالة سيادة المطران يوحنّا رفيق الورشا السّامي الاحترام في عيد الميلاد 2021: خمسة أفعال لعيش ميلاد حقيقيّ
إخوتي وأخواتي الأحبّاء!
في كلّ عام، حين يأتي الميلاد، نجد ذواتنا أمام خطرٍ كبير وهو أن نقع من جديد في تجارب الأمور السطحيّة، التي لا تعطي الفرح، ولا حتّى السّلام والطمأنينة.
ولكن عندما نتبنّى مواقف مشابِهة لمواقف مريم، ويوسف، والرعاة والمجوس… نستطيع حينها أن نعيش ميلاداً عميقاً يملأنا غِبطةً وسلاماً داخليًّا، ويصبح له حينها طعمٌ رائع!
ماذا علينا أن نفعل لنعيش ميلاداً حقيقيًّا؟
سأحاول أن أصيغ إجابتي في خمسة أفعال:
1- التأمّل: إنّه من الجوهريّ أن نشاهد جمال مشهد التجسّد؛ بالحقيقة، لا مجرّد النظر أو التخيّل، ولكن أن نتأمّل بعَينيّ القلب سرّ حبّ الله للبشريّة، لكلّ واحدٍ منّا بفرادته!! كم هو ملحّ في عالمٍ يعيش مصائب عدّة في مجالات مختلفة، أن نغوص في عمق تجرّد الله، لنغرف منه الطاقة، والقوّة والرجاء! في عالمٍ متعَب ومتألِّم، يمرّ فيه وباءٌ عالميّ، لنتأمّل طفل بيت لحم الذي جاء في ملء الأزمنة لكي يتغلّب على الظلمات بالنور، وعلى الخطيئة بالنعمة، وعلى التعب بالراحة، وعلى القلق بالسّلام!
2- البحث: تَبِعَ المجوس النجوم ليلاً لكي يجدوا الطفل يسوع ويعبدوه. وعند وصولهم إليه، قدّموا إليه أثمن ما لديهم من هدايا. لنقدّم له حياتنا، مع كلّ ما فيها من ضعفٍ ونواقص! لنبحث دائماً مثل المجوس عن شخص يسوع ولنحمل له هديّتنا؛ هو هديّة السّماء من أجل البشريّة الخاطئة… وفي كلّ مرّة نجده فيها، نعود ونبحث عنه من جديد، وهكذا نبقى في بحثٍ متواصل عن الله.
3- اللّقاء: في هذا الوقت الدقيق الذي يعيشه العالم، حيث تقلّ اللّقاءات لتجنّب تفشّي المرض، لنلتقي بيسوع، دون أن نسمح لأيّ شيء من أن يعيق هذا اللّقاء. بفعل التجسّد، أصبح باب اللّقاء بالله عبر الابن مفتوحاً ولن يُغلَق أبداً!! لنذهب جميعنا إلى هذا اللّقاء الحميم مع شخص يسوع الذي يتحقّق من خلال الآخَر الفقير، والجائع، والمتروك، والمريض.
4- الصلاة: إنّ ملائكة السّماء قد أنشدوا مجد الله في أعالي السّماوات، وعلى الأرض السلام والرجاء للبشر. لنصلِّ ونُنشِد مع الملائكة هذه اللّيتورجيّة الرائعة، ولنتأمّل حبّ الله للبشر ورحمته المُطلَقة.
5- البشارة: بعد اللّقاء تأتي البشارة عبر الكلمة والشهادة، وبالتالي أن ننقل البشرى السّارة للعالم أجمع؛ فعندما يُولَد يسوع في قلوبنا، لا يمكننا حينها أن نخفيه.
أيّها الربّ يسوع، ابن الآب السّماوي، أعطِنا روحك المُحيي، الذي يساعدنا على تطبيق هذه الأفعال الخمسة، وأن نشارك العالم أجمع هذا الاختبار الجميل.
يا عائلة الناصرة، زوري كلّ العائلات التي تمرّ بصعوبات. فإنّ حضوركِ هو نبع فرحٍ وسلام! آمين.
تسجّل على قناتنا على يوتيوب
https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg
شكراً لزيارة موقعنا وقراءة عظة “المطران الورشا: خمسة أفعال لعيش ميلاد حقيقيّ”. ندعوك لمشاركتها مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت، وأن يعطيك نعمة عيش عيد ميلاده وتجسّده بشكلٍ حقيقيّ في حياتِكَ، لتشهد له وتعكس صورته للآخرين.