موقع Allah Mahabba – أحد النّسبة
رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة 1: 1 – 12
يا إخوَتِي، مِنْ بُولُسَ عَبْدِ المَسِيحِ يَسُوع، الَّذي دُعِيَ لِيَكُونَ رَسُولاً، وفُرِزَ لإِنْجِيلِ ٱلله،
هذَا الإِنْجِيلِ الَّذي وَعَدَ بِهِ ٱللهُ مِنْ قَبْلُ، بَأَنْبِيَائِهِ في الكُتُبِ المُقَدَّسَة،
في شَأْنِ ٱبْنِهِ الَّذي وُلِدَ بِحَسَبِ الجَسَدِ مِنْ نَسْلِ داوُد،
وَجُعِلَ بِحَسَبِ رُوحِ القَدَاسَةِ ٱبْنَ اللهِ بِقُوَّةٍ أَيْ بِالقِيَامَةِ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات، وهُوَ يَسُوعُ المَسِيحُ رَبُّنَا؛
بِهِ نِلْنَا النِّعْمَةَ والرِّسَالَةَ لِكَي نَهْدِيَ إِلى طَاعَةِ الإِيْمَانِ جَميعَ الأُمَم، لِمَجْدِ ٱسْمِهِ؛
ومِنْ بَيْنِهِم أَنْتُم أَيْضًا مَدْعُوُّونَ لِتَكُونُوا لِيَسُوعَ المَسِيح؛
إِلى جَمِيعِ الَّذينَ في رُومَا، إِلى أَحِبَّاءِ الله، المَدْعُوِّيِنَ لِيَكُونُوا قِدِّيسِين: أَلنِّعْمَةُ لَكُم والسَّلامُ مِنَ اللهِ أَبينَا والرَّبِّ يَسُوعَ المَسِيح!
قَبْلَ كُلِّ شَيء، أَشْكُرُ إِلهِي بِيَسُوعَ المَسيحِ مِنْ أَجْلِكُم جَمِيعًا، لأَنَّ إِيْمَانَكُم يُنَادَى بِهِ في العَالَمِ كُلِّهِ.
يَشْهَدُ علَيَّ الله، الَّذي أَعْبُدُهُ بِرُوحِي، بِحَسَبِ إِنْجِيلِ ٱبْنِهِ، أَنِّي أَذْكُرُكُم بِغَيْرِ ٱنْقِطَاع،
ضَارِعًا في صَلَوَاتِي على الدَّوَامِ أَنْ يتَيَسَّرَ لي يَوْمًا، بِمَشِيئَةِ الله، أَنْ آتيَ إلَيْكُم.
فإِنِّي أَتَشَوَّقُ أَنْ أَرَاكُم، لأُشْرِكَكُم في مَوْهِبَةٍ رُوحِيَّةٍ وَأُشَدِّدَكُم،
أَيْ لأَتَعَزَّى مَعَكُم وَبَيْنَكُم بإِيْمَانِي وإِيْمَانِكُمُ المُشْتَرَك.
إنجيل القدّيس متّى 1: 1 – 17
«كِتَابُ ميلادِ يَسُوعَ المَسِيح، إِبنِ دَاوُد، إِبْنِ إبْرَاهِيم:
إِبْرَاهِيمُ وَلَدَ إِسْحق، إِسْحقُ وَلَدَ يَعْقُوب، يَعْقُوبُ وَلَدَ يَهُوذَا وإِخْوَتَهُ،
يَهُوذَا وَلَدَ فَارَصَ وزَارَحَ مِنْ تَامَار، فَارَصُ وَلَدَ حَصْرُون، حَصْرُونُ وَلَدَ آرَام،
آرَامُ وَلَدَ عَمِينَادَاب، عَمِينَادَابُ وَلَدَ نَحْشُون، نَحْشُونُ وَلَدَ سَلْمُون،
سَلْمُونُ وَلَدَ بُوعَزَ مِنْ رَاحَاب، بُوعَزُ وَلَدَ عُوبِيدَ مِنْ رَاعُوت، عُوبِيدُ وَلَدَ يَسَّى،
يَسَّى وَلَدَ دَاوُدَ المَلِك. دَاوُدُ وَلَدَ سُلَيْمَانَ مِنِ ٱمْرَأَةِ أُوْرِيَّا،
سُلَيْمَانُ وَلَدَ رَحَبْعَام، رَحَبْعَامُ وَلَدَ أَبِيَّا، أَبِيَّا وَلَدَ آسَا،
آسَا وَلَدَ يُوشَافَاط، يُوشَافَاطُ وَلَدَ يُورَام، يُورَامُ وَلَدَ عُوزِيَّا،
عُوزِيَّا وَلَدَ يُوتَام، يُوتَامُ وَلَدَ آحَاز، آحَازُ وَلَدَ حِزْقِيَّا،
حِزْقِيَّا وَلَدَ مَنَسَّى، مَنَسَّى وَلَدَ آمُون، آمُونُ وَلَدَ يُوشِيَّا،
يُوشِيَّا وَلَدَ يُوكَنِيَّا وإِخْوَتَهُ، وكانَ السَّبْيُ إِلى بَابِل.
بَعْدَ السَّبْيِ إِلى بَابِل، يُوكَنِيَّا وَلَدَ شَأَلْتِيئيل، شأَلْتِيئيلُ وَلَدَ زُرُبَّابِل،
زُرُبَّابِلُ وَلَدَ أَبِيهُود، أَبيهُودُ وَلَدَ إِليَاقِيم، إِليَاقِيمُ وَلَدَ عَازُور،
عَازُورُ وَلَدَ صَادُوق، صَادُوقُ وَلَدَ آخِيم، آخِيمُ وَلَدَ إِلِيهُود،
إِلِيهُودُ وَلَدَ إِلِيعَازَر، إِلِيعَازَرُ وَلَدَ مَتَّان، مَتَّانُ وَلَدَ يَعْقُوب،
يَعْقُوبُ وَلَدَ يُوسُفَ رَجُلَ مَرْيَم، الَّتي مِنْهَا وُلِدَ يَسُوع، وهُوَ الَّذي يُدْعَى المَسِيح.
فَجَميعُ الأَجْيَالِ مِنْ إِبْرَاهيمَ إِلى دَاوُدَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً، ومِنْ دَاوُدَ إِلى سَبْيِ بَابِلَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً، ومِنْ سَبْيِ بَابِلَ إِلى المَسِيحِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جيلاً.
التأمّل
”كِتابُ ميلاد يَسوع المـَسيح، إِبنِ داوُد، إِبن ابراهيم“
في بَعضِ الرِّوايات تُصَوَّرُ الحَياةُ تَحتَ رَمزِ الشَّجَرَة، وَهُنا نَمضي إِلى رِوايَةِ الخَلقِ حَيثُ نَجِدُ في جَنَّةِ عَدنٍ، شَجَرَتَينِ مُمَيَّزَتَينِ عَن سِواهُما: شَجَرَةُ مَعرِفَةِ الخَيرِ وَالشَّرّ، وَشَجَرَةُ الحَياة. إِعتادَ الأَجدادُ أَن يَرسِموا تَجَذُّرَهُم في التَّاريخِ بِصورَةِ شَجَرَةِ العائِلَة، حَتَّى كُلَّ مَرَّةٍ عادَ إِلَيها الأَبناءُ عَرفوا أُصولَهُم وَعَرَفوا نَسَبَهُم، فَتَعَلَّقوا مِن ناحِيَةٍ بِالرَّابِطِ الدَّمَوي، وَمِن جِهَةٍ أُخرى تَمَسَّكُوا أَكثَر بِجُذورِهِم في الأَرضِ الَّتي شَكَّلَت لَهُم وَطَنًا وَمَأمَنًا. هذا ما نَجِدُهُ أَيضًا في حَياةِ الرَّبِّ يَسوع. لِيَسوعَ امتِدادٌ في التَّاريخ يَعودُ إِلى بِدايَةِ الإِنسانِيَّة، وَيَمضي بِها إِلى مِلءِ اكتِمالِها في قَلبِ الآب. مِن هُنا يُقَدِّمُ لَنا القِدِّيسُ مَتَّى الإِنجيليّ في مَطلَعِ كِتابِهِ شَجَرَةَ عائِلَةِ الرَّبِّ يَسوع. لَيسَت عَبَثًا هَذِهِ المـُقَدِّمَة فَهيَ تَعني كُلَّ شَخصٍ مِنَّا، عَلى الصَّعيدِ الإِنسانيّ وَالإِيمانيّ. عَلى الصَّعيدِ الإِنسانيّ يَسوع بِتَجَسُّدِهِ يَتَّصِلُ بِكُلِّ العائِلَة البَشَرِيَّة. عَلى الصَّعيدِ الإِيمانيّ، يَسوعُ يَدفَعُنا لاعتِناقِ إِيمانِ الآباءِ المـُتَجَدِّدِ بِقُوَّةِ الرُّوحِ في قَلبِ الكَنيسَة.
يَا بُنَيَّ، مَن يَحفَظُ مَاضيهِ، يَثبُتُ في حاضِرِه وَيَتَجَذَّرُ في حَياتِهِ لِأَنَّ خَلفَهُ تاريخٌ يُقَدِّمُ لَهُ عِبَرًا، وَيَنسُجُ لَهُ قَميصًا مُعَدًّا بِفِعلِ الرُّوحِ القُدُسِ، إِذا ما تَأَمَّلَ بَعَمَلِ النِّعمَةِ في حَياتِه. قِصَّتي مِن قِصَّتِكَ، وَقِصَّتُكَ مِن قِصَّتي، فَكِلانا أَبناءُ آدَم، وَأَبناءُ ابراهيمَ بالإِيمان، وَأَبناءُ الأَرضِ وَالتَّاريخ. كِلانا لَنا ماضٍ، وَحاضِرُنا ما هُوَ سِوى إِحياءٌ فاعِلٌ لِهذا المـاضي. مِن هُنا أَدعوكَ يَا وَلَدي لِكَي تَكونَ مُحِبًّا لِكُلِّ الإِنسانِيَّةِ وَمُحِبًّا بِصورَةٍ خاصَّةٍ لِتاريخِ أَجدادِكَ، بِما فيهِ مِن نَقصٍ وَقُوَّة. في عالَمِ اليَوم صارَ الإِنسانُ مُتَنَكِّرًا لِتاريخِهِ، وَكَأَنَّهُ باتَ في أَصلِ ذاتِهِ، وَلا اتِّصالَ لَهُ بِأَيٍّ كان، هُوَ الكُلُّ في الكُلِّ. شَجَرَةُ حَياتي تُذَكِّرُكَ أَنَّ لِكُلٍّ شَخصٍ مَكانَتَهُ الخاصَّة وَمَوقِعَهُ الخاصّ، وَبِالتَّالي عَلَيهِ أَن يُحافِظَ عَلَيهِ وَأَلَّا يَدَعَهُ شاغِرًا. عِندَما تَنظُرُ إِلى شَجَرةِ عائِلَتِك، سَل نَفسَكَ إِذا ما كانَت جِزءًا مِن شَجَرَةٍ الحَياةِ أَم فُصِلَت عَنها؟ عِندَما تَنظُرُ إِلى شَجَرَةِ البَشَرِيَّةِ، سَل نَفسَكَ: ماذا أَعمَلُ أَنا اليَوم مِن أَجلِ هَذِهِ الشَّجرَةِ المـُبارَكَة؟ لا تَتَفَلَّت مِن مَسؤولِيَّتِكَ وَلا تَمضِ بَعيدًا عَنها، لَقَد جَعَلتُ كُلَّ تاريخِكَ في قَلبِ تاريخي المـُقَدَّس، لِتَعمَلَ مِثلي.
لِلكُتُبِ في تاريخِ الإِنسانِيَّةِ فَضلٌ كَبير، فَهيَ بِمـَثابَةِ الذَّاكِرَةِ لِلإِنسانِيَّةِ بِرُمَّتِها. مَن يَتَصَفَّحُها عَلى شَتَّى أَنواعِها يَتَعَلَّمُ الإِنصاتَ لِحَرَكَةِ الفِكرِ عَبرَ العُصور، وَيَستَكشِفُ كَيفَ أنَّ الرَّبَّ هُوَ سَيِّدُ التَّاريخ، بِحَيثُ أَنَّ لِكُلِّ شَيءٍ وَقتٌ، وَلِكُلِّ مُناسَبَةٍ إِطارٌ زَمَنيٌّ وَمَكانيّ. مِن هُنا يُستَحسَنُ أَن نُفَكِّرَ دائِمًا في الخَيرِ الَّذي يَدعونا إِلَيهِ الرَّبُّ في كُلِّ وَقتٍ وَالَّذي يَصُبُّ دائِمًا في مَصلَحَةِ الخَيرِ العام، وَيَعني البَشَرِيَّةَ عَلى مَدًى بَعيد، وَإِن كانَ نَظَرُنا مُقتَصِرًا عَلى المـَحدود. لَم يَدرِ كُلُّ الَّذينَ كَتَبوا أَثَرَ كِتاباتِهِم وَفائِدَتِها لَنا اليَوم، يَومَ تَوَجَّهوا إِلى مُعاصِريهِم. الكُتُبُ تَجعَلُنا أَبناءً لِكُلِّ الأَجيالِ وَمُعاصِرينَ لَها. لِيَكُن قَصدُكَ التَّفَكُّرَ بِالخَيرِ الَّذي عَلَيكَ أَن تَصنَعَهُ لِمَجدِ اللهِ وَلِخَيرِ الإِنسان.
رَبِّي يَسوع، ها أَنا اليَومَ أَمامَ أُولى صَفَحاتِ إِنجيلِكَ المـُقَدَّس، أَقِفُ أَمامَ تاريخِكِ الشَّريف، الَّذي يَحتَوي أُناسٌ خَطَأَةٌ مِثلي، وَأُناسٌ أَبرار. أُسائِلُ نَفسي ما الَّذي جَعَلَكَ تَتَبَنَّى هَذِهِ البَشَرِيَّةِ وَأَنتَ الله؟ إِنَّهُ عَهدُكَ، الَّذي لَم تَتَراجَع عَنهُ قيدَ أُنمُلَة ، بَلَ دَفَعَكَ الرُّوحُ القُدُس لَنا لِكَي تَكتَتِبَ بَينَ أَسمائِنا. فَيا حُبِّيَ الأَوحَد، خَلِّصنا، آمين.
تابعوا قناتنا
https://www.youtube.com/channel/UCWTL4VXQh38PrPBZvVSZGDQ
شكراً لزيارة موقعنا وقراءة تأمّل أحد النّسبة ”ما تَكَلَّمَ إِنسانٌ يَومًا مِثلَ هذا الإِنسان!“لمشاركة هذا التأمّل مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت، وأن يعطيك نعمة القداسة لكي تكون ملحاً للأرض ونوراً لعالم اليوم!