ثلاثاء تقديس البيعة وتجديدها
موقع Allah Mahabba – ثلاثاء تقديس البيعة وتجديدها
الرسالة إلى العبرانيّين 10: 19 – 45
يا إِخوَتي، بِمَا أَنَّ لنَا ثِقَةً بِالدُّخُولِ إِلى قُدْسِ الأَقْدَاسِ بِدَمِ يَسُوع،
وقَد دَشَّنَ لنَا طَرِيقًا جَدِيدًا حَيًّا مِن خِلالِ الحِجَاب، أَي جَسَدِهِ،
وَبِمَا أَنَّ لنَا كَاهِنًا عَظِيمًا على بَيْتِ الله،
فَلْنَتَقَدَّمْ بِقَلْبٍ صَادِق، في مِلْءِ يَقِينِ الإِيْمَان، وقُلُوبُنَا مُطَهَّرَةٌ مِن كُلِّ ضَمِيرٍ خَبِيث، وأَجْسَادُنَا مَغْسُولَةٌ بِمَاءٍ طَاهِر،
وَلْنَتَمَسَّكْ بِالٱعْتِرَافِ بِالرَّجَاءِ ٱعْتِرَافًا لا يَتَزَعْزَع، لأَنَّ الذي وَعَدَ أَمِين،
وَلْنَنْتَبِهْ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ بِالحَضِّ على المَحَبَّةِ والأَعْمَالِ الصَّالِحَة.
ولا نُهْمِلِ ٱجْتِمَاعَنَا المُشْتَرَك، كَعَادَةِ بَعْضٍ مِنَّا، بَلْ لِنُشَجِّعْ عَلَيْهِ أَكْثَرَ فأَكْثَر، بِمِقْدَارِ مَا تَرَونَ يَوْمَ الرَّبِّ يَقْتَرِب.
إنجيل القدّيس يوحنّا 17: 9 – 13
قالَ الرَبُّ يَسوع: “يا أَبتِ، أَنَا مِنْ أَجْلِهِم أَسْأَل. لا أَسْأَلُ مِنْ أَجْلِ العَالَم، بَلْ مِنْ أَجْلِ الَّذينَ وَهَبْتَهُم لي، لأَنَّهُم لَكَ.
وكُلُّ مَا هُوَ لي، هُوَ لَكَ، ومَا هُوَ لَكَ، هُوَ لي، ولَقَدْ مُجِّدْتُ فِيهِم.
أَنَا لَسْتُ بَعْدُ في العَالَم، وهُم لا يَزَالُونَ في العَالَم، وأَنَا آتِي إِلَيْك. يَا أَبَتِ القُدُّوس، إِحْفَظْهُم بِٱسْمِكَ الَّذي وَهَبْتَهُ لي، لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا نَحْنُ وَاحِد.
لَمَّا كُنْتُ مَعَهُم كُنْتُ أَحْفَظُهُم بِٱسْمِكَ الَّذي وَهَبْتَهُ لي. سَهِرْتُ عَلَيْهِم فَلَمْ يَهْلِكْ مِنْهُم سِوَى ٱبْنِ الهَلاك، لِيَتِمَّ الكِتَاب.
أَمَّا الآنَ فَإِنِّي آتِي إِلَيْك. وأَتَكَلَّمُ بِهذَا وأَنَا في العَالَم، لِيَكُونَ فَرَحِي مُكْتَمِلاً فِيهِم”.
التأمّل
”يَا أَبَتِ القُدُّوس إِحفَظهُم بِاسمِكَ الَّذي وَهَبتَهُ لي“
كُلُّ شَيءٍ يُعَدُّ ثَمينًا يُحفَظُ في مَكانٍ آمِن، وَقيمَةُ الأَشياءِ تُعطى مِن صاحِبِها، فَكُلُّ إِنسانٍ يُقَيِّمُ عَمَلَهُ إِنطِلاقًا مِمَّا بَذَلَ مِن طاقَةٍ وَوَقتٍ وفِكرٍ وَاجتِهادٍ وَحُبٍّ وَإِبداع. وَأَيضًا الأَشياءُ تُعَدُّ ثَمينَةً وُفقًا لِلمادَّةِ المـُستَخرَجَةِ مِنها، فَالذَّهَبُ باهِظُ الثَّمَنِ عِندَ الإِنسان وَيُودَعُ في مَكانٍ آمِن. الإِنسانُ أَعظَمُ مَخلوقاتِ اللهِ، وَاللهُ الَّذي صَنَعَهُ أَرادَ أَن يَحفَظَهُ لِلحَياةِ الأَبَدِيَّة. إِنطِلاقًا مِن هُنا نَفهَمُ كَلامَ يَسوع في صَلاتِهِ لِأَبيهِ: يَا أَبَتِ إِحفَظهُم بِاسمِكَ… لَقَد تَوَسَّلَ الآبَ أَن يَحفَظَنا وَأَن يُعنى بِنا. ما مَعنى أَن يَحفَظَنا بِاسمِه؟ مَعَ المـَسيحِ غَدَونا خاصَّةَ الآب، لَقَد صِرنا أَبناءَهُ، وَبِالتَّالي أَصبَحنا مُلكَهُ. مَن كانَ ابنُ المـَلِكِ فَهوَ مَلِكٌ أَيضًا، هذا ما أَرادَهُ يَسوعُ مِن أَجلِنا، فَحَيثُ ما أَقَمنا، وَحَيثُ ما تَوَجَّهنا فِعِنايَةُ أَبينا السَّماوي تَرعانا وَتَقودُنا. إِنَّ اسمَ يَسوع يَحفَظُنا، وَمَعناهُ هُوَ مُخَلِّصُنا مِنَ الشُّرورِ الَّتي تَنجُمُ عَن حُرِّيَّتِنا نَفسِها، وَيُنَجِّينا أَيضًا مِن حِيَلِ إِبليس، وَيُعطي لِكُلِّ حَدَثٍ في حَياتِنا مَعنًى خَلاصيٍّ تام.
يَا بُنَيَّ، دَع كَلِمَتي اليَومَ تُدَغدِغُ مَسامِعَ قَلبِكَ. دَعها تَدخُلُ إِلى عُمقِ كَيانِكَ لِكَي يُزالَ مِن جَوفِ ظُلُماتِكَ كُلُّ خَوفٍ وَقَلقٍ وَاضطِرابٍ وَارتِياب. في استِطاعَتِكَ أَن تُساعِدَني في عَمَلِ خَلاصي لَكَ، عِندَما تَثِقُ بِمَحَبَّتي لَكَ. أُنظُر، مَشيئَتي أَن تُحفَظَ بِاسمِي، فَأَنا مَن يَدفَعُ عَنكَ الدَّينَ، وَأَنا مَن يَحمِلُ وِزرَ خَطيئَتِكَ، وَأَنا مَن يَقودُكَ إِلى الحَياةِ الأَبَدِيَّة. عِندَما تَسمَعُني أُناجي الآب، مِن أَجلِكَ، عَلَيكَ أَن تَلمُسَ في أَعماقِكَ دَوافِعي وَاهتِمامي بِكَ. مَن كانَ لَهُ اسمي، كانَ لَهُ كُلُّ القُوَّةِ وَالقُدرَةِ وَالسُّلطان، كانَت لَهُ المـَحَبَّة، فَلا خَوف. فَيا وَلَدي لَقَد وَهَبَني أَبي مَسؤولِيَّةَ خَلاصِكَ، لِذَلِكَ أَنا الكَلِمَةُ الأَزَليُّ صارَ اسمي يَسوع، أَي الرَّبُّ يُخَلِّص، وَأَنا العِمّانوئيل لِكَي تَبقى مَعي لِأَنِّي دائِمًا أَبَدًا أَنا مَعَكَ. إِسمي يَحفَظُكَ مِن روحِ الشِّرِّير. إِسمي يُعطيكَ قُوَّةَ التَّمييز. إِسمي يُجَدِّدُكَ بِالمـَحَبَّة. مَتَى صَلَّيتَ اسمي في قَرارَةِ نَفسِكَ، جَعَلتَ مِن قَلبِكَ مُلكًا لي، فَأَجعَلُكَ مَملَكَةً مُحَصَّنَةً مَنيعَةً قَوِيَّة. هُوَّذا أَبي يُظَلِّلُكَ بِعِنايَتِهِ لإِنَّ اسمي عَلَيكَ، وَكَأَنَّكَ صِرتَ خَيمَةَ المَـوعِدِ وَالهَيكَلَ الجَديد. لَقَد صارَ إِسمي إسمٌ لَكَ.
عِندَما يُحِبُّ الإِنسانُ شَخصًا، يَجتاحُ طَيفُ هذا الشَّخصِ فِكرَ المـُحِبِّ، وَيَغدو اسمُ المـَحبوبِ في القَلبِ راسِخًا وَعَلى اللِّسانِ مُكَرَّرًا بِتَعابيرَ عِشقٍ وَحُب. هَذِهِ حالَةُ يَسوع مَع الإِنسان لَقَد وَضَعَ كُلَّ الإِنسانِيَّةِ في قَلبِ الآب، وَصارَت دَعوَتُهُ خَلاصَ الإِنسان. صارَ يَسوعُ واقِفًا أَمامَ أَبيهِ في الأَزَلِ مُشيرًا عَلى كُلِّ إِنسانٍ: هذا قَد دُعِيَ باسمي، وَأَنتَ يَا أَبي قَد وَهَبتَهُ لي، فَهوَ مِن خاصَّتِنا مَعًا، فَليُحفَظ لِلحَياةِ الأَبَدِيَّة. عِندَما نُحِبُّ يَسوع عَلَينا أَن نَحفَظَ اسمَهُ في قَلبِنا، فَتَكونُ كُلُّ حَياتِهُ في فِكرِنا، لِتَصيرَ أَعمالُنا اقتِداءً بِهِ وَشَهادَةً لِمَحَبَّتِهِ. المـَطلوبُ أَن نُصَلِّيَ اسمَ يَسوع مِن صَميمِ قَلبِنا، بِكُلِّ شَغَفٍ وَحُبّ، وَأَن نَتَأَمَّلَ بِما صَنَعَهُ مِن أَجلِنا، لَقَد حَفَظَنا بِالإِسمِ المـُعطى لَهُ.
رَبّي يَسوع، أَنتَ مُخَلِّصي الَّذي دَفَعَكَ حُبُّكَ لِكَي تُناجيَ الآبَ مِن أَجلي، فَأُحفَظَ بِسِترِ العَلِيّ. عَلِّمني رَبِّي أَن أُصَلِّي كَما صَلَّيتَ أنتَ. أَنتَ لَم تَنسَ أَحَدًا مِن خاصَّتِك، فَلا تَسمَح أَن أَنسى مَحَبَّتَكَ لي، لِذَلِكَ في كُلِّ يَومٍ أَطلُبُ مِنكَ أَلَّا تَنزَعَ مِنِّي روحَكَ القُدُّوس، كَيما يُصَلِّي فِيَّ، كَما صَلَّيتَ أَنتَ لِأَبينا القُدُّوس، آمين.
