موقع Allah Mahabba – في البدء…
يجيء إلينا الله، من جوهره إلى تاريخنا.
أمامه ينبسط الأبد، وينفتح الأزل، وكلاهما له. هو يقيمهما، فلا ينغلقا. وهو يسودهما، فلا ينطويا.
كلمته كونّتهما ولمّا تزل. هو إذاً سيّد الحياة، والحياة بمفهوم الله عطاء.
أنا ما همَّني ما تقوله الفلسفة، وما يضيفُه اللاهوت حول تلك العلاقة في الله بين الأبد والأزل. أنا ما يشعل فيّ نار قلبي تعلّقاً به، أنّه لم يُقفِل على ذاته هو في وحدةٍ متعالية. بل إقتحَمَ محدوديِّتي أنا جَبلَةُ يديه وقد خلقني على صورته كمثاله، ونفخ فيّ روحه؟
فهل أموت، بعد، وأنا وليدُ نعمتِه؟
السؤالُ محقٌّ، لأنّه يعيدني لا إلى جوهر الله وهو حبّ، بل الى ما هو أبعد: البدء.
إختار الله البدء، ليُقيم فيه، وليُقيمني أنا فيه.
لا أيّ بدءٍ كان، كما تنَّعَمَت به آلهة الأساطير المنسوجة من خيالِ الإنسان.
بل من البدء البدء، على ما جاء في الكتاب المقدس. ذاك الذي لا بدء غيره لأيّ خلق.
غريبٌ هذا الله الذي لا تحدُّه محدوديّة، كم عَشِقَ محدوديّتي وفَتَحَها إلى أبديّته، حتى صار كلُّ أحدٍ من بني البشر بإمكانه أن يصرخ أمام كلّ شيء وأمام الجميع: الله ذاته بادئي فلا نهاية لي. انا إبنه بالتبني كما المسيح-الكلمة إبنه بالجوهر.
فيا أيّها الآب الكاتب فيّ أجمل حقائقك لأكون حقيقتك وسط خلائقك،
ويا أيّها الإبن المولودُ من إبنة أرضي ومحدوديّتي، وأنتَ خالقها،
ويا أيّها الروح مُبدِعي من البدءِ، وأنت مُبتكِرُ الأكوانِ ومُتمِّم دَوَرَانها،
إليك يا الله قلبي، وفيه سَكَبتَ فيض بهائِك! ضمَّني إلى جوهرك هذا، فأُنشد بدءَكَ فيَّ وفي كلِّ احد، وأغدو، فيما أستعِّدُ للمسير صوب مَدَرِاكِ تأنُّسِكَ، ثالوثيّاً: منكَ، وبكَ، ومعكَ.
فهل أبقى حيثُ أنا وقد وَهَبتني من ألوهيتك أن أكون في نورك، فلا تدرِكَني الظلمات ولا نقوى على محدوديّتي النهايات؟
تابعوا قناتنا
https://www.youtube.com/channel/UCWTL4VXQh38PrPBZvVSZGDQ
شكراً لزيارة موقعنا وقراءة مقالة “في البدء…”. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت، وأن يعطيك نعمة القداسة لكي تكون ملحاً للأرض ونوراً لعالم اليوم!