تابعونا على صفحاتنا

مثاليّات
مقالات

شبِعنا مثاليّات

“شو هالبلد التعبان، شو هالحياة، شو هالأوضاع، شو هالكنيسة، كرمالنا لوَرا، الآتي أعظم،…” عبارات باتت تصحو معنا بعد أن تُقاسمنا كل ليلة سريرنا، وتغفو على وساداتنا، تقتحم أحلامنا فتحوّلها إلى كوابيس فتُقلق كياننا ليل نهار…

أخي القارئ، ألا سمحت أن نتوقّف لحظة معًا، فنفكّر على صوتٍ عالٍ، نتحادث ونبحث فلربّما وجدنا الحل سويًّا: من الطبيعي نحن كشباب ننتظر دورًا أكبر من الكنيسة والمجتمع والوطن وحتّى العائلة… ولكن ما نجده هو أقل بكثير مما نتوقعه، لا بد ألاّ ننسى دور المجهود الشخصي وأهميّته، إذ يجب علينا أن نجعل حياتنا تُثمر، ولكي تُثمِر يجب أن تُبنى على الواقعيّة والحزم؛ لذا لا بد أن نترك أدوات الشرط (إن، إذا…). فحياة مبنية على أدوات الشرط لا تعطي ثمرًا: “لو كنت عارفًا، لو كنت غير ما أنا عليه، لو كانت الحياة…” كلّ هذا لا نفع منه. هناك سؤال واحد مفيد أطرحه على نفسي وعليك: في هذا الوقت، حيث أنا، وكما أنا، وكما هم الآخرون الذين أعيش معهم، أيّ ثمار حبّ يجب أن أعطي؟

أخي لقد “شبِعنا مثاليّات” ننام ونصحو على الأمل ولكن ما من أحد يحرّك الأمل، أخي، وطني، كنيستي تنزف ألمًا، وما من أحد يحرّك ساكنًا، شبعنا كلامًا، شبعنا نظريات، شبعنا أحلامًا… أما حان الوقت لكي نحبّ بالعمل بدل الكلام؟

مَن ننتظر لكي يغيّر؟ ولِمَ ننتظر؟… هل الكنيسة محصورة بفئة معيّنة أنت وأنا لسنا منها؟ هل المجتمع لأناس نحن غرباء عنهم؟ هل عيالنا مسؤولية آبائنا وأمهاتنا ونحن زائرون نتفرّج؟ هل بات جواب قايين لله مقولة كل منّا يتستّر بها: “أأنا حارس لأخي؟”،…

أخي جميل صَفّ الكلام، وترداد العبارات، نعم جميل لا بل ومريح، ولكن أتذكر جواب يسوع في حدث السّامري الصّالح “إذهب وافعل أنت كذلك”، نعم فعل الخير، المحبّة… كل ذلك ليس حكرًا لفئة دون الأخرى، فأنت وأنا أيضًا مدعوّان لنذهب ونفعل كذلك… نفعل الحبّ بدل أن ننادي ونبكي على الأطلال ونحكم وندين… لنفعل الحبّ في عالم يتمرّغ بين أيدي اللصوص، عرّوه من العزّ، تقاسموا فيه الغنائم وتركوه بين حيٍّ وميت… لنفعل الحبّ حيث زُرِعنا في محيطنا، في عيالنا، في مدارسنا، في شوارعنا… لنفعل الحبّ في كنيستنا فنكون نور العالم وملح الأرض… أخي إن لم يُسْتَعمل الملح لا يُطيِّب الطعام كلّه. كذلك إن لم نترك المثاليات ونهبّ للعمل بقينا نراوح مكاننا، إن لم نُنِرْ مشاعلنا ولو أحرقتنا النّار، فسيبقى عالمنا، وكنيستنا ومجتمعنا يتخبّط في الظلمة والظلام…

هيّا أخي، “قِف” لحظة من فضلك، عُد إلى نفسك، فتّش في أعماق كيانك، أبحر إلى عمق أعماقك، وهلمّ أنفض الغبار عن وزناتك ولا تطمرها كالعبد الكسول بل فعّلها فنخرج من صنميّة المثاليّات إلى عالم الواقع فهو ينادينا لنُخْرِجه من تخمة المثاليّات ونحوّله لمثال العالم الأوّل حيث كان كلّ شيء حسنَا…

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/channel/UCWTL4VXQh38PrPBZvVSZGDQ

شكراً لزيارة موقعنا وقراءة مقالة “شبِعنا مثاليّات ”. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وأن تعمل على فعل الخير وعيش المحبّة المسيحيّة.

الأخت زينة الخوند

الأخت زينة الخوند

من راهبات مرسلات سيّدة المعونة الدائمة