موقع Allah Mahabba – كيف نعرف أنّ الله محبّة؟
لَقَد كَشَفَ لَنا اللهُ عَن ذاتِهِ في تاريخِ تَدبيرِهِ الخَلاصيّ، وَفي مِلءِ الأَزمِنَة أَعطانا ابنَهُ الوَحيد بِشَخصِ الكَلِمَة المـُتَجَسِّد يَسوع النَّاصري، لِيَكونَ لَنا مِلءَ الوَحيّ الإِلَهيّ، فَنَعرِفَ قَصدَهُ وَحُضورَهُ، وَمَعَهُ نُدرِكُ غَايَةَ وُجودِنا القُصوى، فَبِهِ عَرَفنا أَنَّ اللهَ مَحَبَّة، وَأَنَّ كُلَّ ما فَعَلَهُ كانَ حَسَنًا وَحَسَنًا جِدًّا لِأَنَّهُ مُتَأَتٍّ مِن هُوِيَّةِ الله وَجَوهَرِهِ فَهوَ المَحَبَّة. هذا ما نَتَعَرَّفُ عَلَيْهِ عِندَما نَتَأَمَّلُ بِوَجهِ يَسوع وَبِكُلِّ ما قالَ وَعَمِل حُبًّا بِنا؛ اللهُ مَحَبَّة.
مِن مُمَيِّزات مَحَبَّة الله، هِيَ أَنَّها ثابِتَة وَدائِمَة وفي دينامِيَّةِ حَياةٍ فاعِلَة، تُعَرِّف عَنْ ذاتِها بِوَجهِ الرَّحْمَة الَّتي لا تَقِفُ عِندَ حُدودِ الإِثم وَالخَطيئَة وَتَفاقُمِ الشَّرّ، فَهيَ انبِثاقٌ دائِمٌ للحَياةِ الجَديدَة الَّتي يَجِدُ فيها الإِنسانُ نَفسَهُ مَولودًا جَديدًا بِفَضلِ النِّعمَة، فَيَغدو ذا آفاقٍ جَديدَة تُؤَدّي إِلى مَزيدٍ مِنَ المُصالَحَةِ وَإِلى مَزيدٍ مِنَ الرَّجاء المُؤَدّي إِلى تَحَوُّلٍ جَذريّ نَعني بِهِ التَّوبَة الفَرِحَة. مَحَبَّة الله “لا تَسقُطُ أَبَدًا”، فهيَ غَيرَ قابِلَةٍ للزَّوال، لِأَنَّها مِنْ جَوهَرِ الله الَّذي يَخلُقُ مِنَ العَدَمِ وَلَكِن كَفِعلِ حُبّ، إِذْ تُصبِح أَعمالَهُ تَظهيرًا حَقيقيًّا لِمَحَبَّتِهِ الفائِقَة، الخالِقَة وَالمُبدِعَة.
رَحمَةُ يَسوع عَلى الصَّليبِ فَتَحَتْ آفاقًا جَديدَة، فَحيثُ كانَ سُلطانُ الحقدِ وَالإِنتِقام وَاللَّعنَة، غَرَسَ يَسوعُ بِقُوَّةِ مَحَبَّتِهِ الفائِقَة -وَالَّتي عَرَفَت الآلامَ- تُجاهَ أَبيهِ السَّماويّ وَتُجاهَ كُلَّ إِنسانٍ وَبِخاصَّةٍ الأَكثرَ خَطأَة، فَغَدا الصَّليبُ لَنا مركَزَ سُلطانِ المَغفِرَة وَالمـُصالَحَة وَالبَرَكَة. مِن هذا الباب نَدخُلُ إِلى الخَلقِ الجَديد وَإِلى الخَليقَة الجَديدَة، فَمَعَ قيامَةِ الرَّبِّ يَسوع نَجِدُ أَنفُسَنا مَدعُوُّينَ بِشَكلٍ جَذريٍّ لِأَنْ نَتبَعَ القائِمَ مِن بَينِ الأَموات وَفقًا لِنورِهِ الأَزَليّ السَّاطِعِ في حَياتِنا فاتِحًا لَنا الطَّريق، لِنَكونَ أَشباهَهُ رُحماءَ كَما رَحَمنا هوَ وَانتَشَلَنا مِنْ فَناءِ المَوت.
مِنْ ثِمارِ القِيامَة في حَياتِنا المَـسيحيّة أَن نَكونَ رُحَماء، مِمَّا يَجعَلُنا مُتَمَسِّكينَ بِمَحَبَّةِ اللهِ لَنا، لِذَلِكَ بِقُوَّةِ رَحمَةِ اللهِ نَتَعَلَّم التَّواضُعَ الحَقيقيّ، فَنَتَقَبَّل ضُعفَنا البَشَريّ بِوَداعَةٍ، مُتَعَلِّمينَ مِنَ الوَديعِ وَالمُـتَواضِعِ القَلب، كَيفَ نُواجِه خَطيئَتَنا الشَّخصِيَّة، عَبرَ الإِستِضافَةِ وَالمَوَدَّة وَالإِصغاءَ وَالتَّوبَة، كَما فَعَلَ هُوَ نَفسُهُ يَومَ جالَسَ الخَطأَة وَالزُّناةَ وَالعَشَّارين… عَنْ طَريقِ الرَّحْمَة لا نَعُد نَيأَس مِنْ خَطيئَةِ الآخرينَ وَمِمَّا في العالَمِ مِنْ شَرٍّ وَإِثمٍ، لِأَنَّنا نَعلَمُ أَنَّ طُرُقَ الرَّبِّ قَويمَة تَفوقُ فَهمَنا وَإِدراكَنا، فَإِنَّ إِلى الأَبَدِ رَحمَتَهُ.
ظَهَّرَ يَسوعُ وَجهَ الكَمالِ المـَسيحيّ، في الرَّحْمَة: “كونوا رُحَماءَ، كَما أَنَّ أَباكُمُ السَّماويّ رَحوم”. مِنْ هُنا نُدرِكُ كَيفَ أَنَّ الرَّبّ طَيِّبٌ، وَنُدرِكُ أَيضًا عُربونَ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ مِنَ اليَوم، لأَنَّ كُلُّ مَنْ يَرحَم يُرحَم، وَكُلُّ مَنْ يَغفِر يُغفَر لَهُ، وَهَكذا نُدرِكُ مِنَ اليَوم أَنَّ ميزَةَ القِدِّيسينَ المـُشتَرَكَة هِيَ الرَّحْمَة، فَنَحنُ كُلُّنا مَدعُوُّونَ لِأَن نَطلُبَها لِأَنفُسِنا وَللآخَرينَ وَلِلعالَم، وَإِنْ آمنَّا أَنَّها أُعطِيَت لَنا بِالإِبنِ الوَحيد مِنْ ذُرى صَليبِه الظَّافِر وَالغافِر، عَلَيْنا أَلَّا نَيأسَ أَبَدًا، لِأَنَّ رَحمَةَ الله قِيامَة.
Subscribe تسجّل على قناتنا على يوتيوب
https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg
شكراً لزيارة موقعنا وقراءة “كيف نعرف أنّ الله محبّة؟” . ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضىء بوجهه عليك ويرحمك وليمنحكم السّلام!