قد يمكننا أن نلخّص روحانيّة تريز الطفل يسوع بكلماتها هي: “يا يسوع، أريد أن أحبّكَ، وأن أجعلك محبوباً”. إنّه حبّ يسوع الذي يشكّل قلب روحانيّتها، وهو الذي ساعدها على تخطّي كلّ أزمات وعقبات حياتها، كما تقول هي أيضاً. حبّ يسوع أي حبّ جسد يسوع في أسرار التجسّد والآلام والافخارستيّا: جسده المُعطى لنا ودمه المهرق من أجلنا. هنا نغوص مع تريز في أسرار الحبّ الذي يتجلّى في سرّ الضعف الجسدي.
شكّل يسوع محور وجودها، فقدّمت نفسها للحبّ الرحوم، وطلبت من الله الآب أن ينظر إليها من خلال وجه يسوع وقلبه المشتعل بالحبّ، أي نار الروح القدس. وهكذا أصبحت عبارة “يا يسوع أحبُّكَ” نفس تريز الوحيد الذي أدخلها في قلب الثالوث الأقدس، فردّدت وقالت: “آه! إنّك تعرف يا يسوع الإله، أنّي أحبُّكَ، وروح الحبّ يضرمني بناره. إنّما بحبّكَ أجتذبُ الآب” (قصيدة 17، 2).
عاشت القدّيسة تريز في عصر قاسٍ من حيث طرح الأفكار اللاهوتيّة، حيث كان يُحرّم فيه الحديث في العديد من الأمور. إلّا أنّ روحانيّة تريز تخطّت كلّ الحدود والمقاييس، فراحت تتأمّل بجمال وطهارة أسرار الله بدون خوف ومن خلال عينَي الإيمان والمحبّة.
أدركت تريز حقيقةً أنّ يسوع يعطينا جسده في الافخارستيّا. في رسالتها الأخيرة، تتأمّل بالقربانة المقدّسة وتكتب هذه الكلمات البسيطة والعميقة: “لا أستطيع أن أخشى إلهاً جعل ذاته صغيراً جدًّا من أجلي… أحبّه!… لأنّه ليس إلّا حُبًّا ورحمة” (رسالة 266).
إنّ اختبار تريز الأوّل لسرّ الافخارستيّا تعبّر عنه في كتابها “قصّة نفس” حين تتحدّث عن مناولتها الأولى وتقول: “كم كانت عذبةً قبلة يسوع الأولى لنفسي! كانت قبلة حبّ، شعرتُ أنّني محبوبة، وقلتُ: أحبُّكَ وأعطيكَ ذاتي للأبد” (المخطوط أ).
وهكذا تتّحد تريز في كلّ مرّة بسرّ القربان المقدّس بالحبّ، واثقةً أنّ هذا الاتّحاد يزيدها نقاوةً وطهراً: “عندما أحبّ المسيح، وعندما ألمُسَهُ، يصبح قلبي أنقى، وأنا أكثر طهراً” (قصيدة 26، 6).
تسجّل على قناتنا على يوتيوب
https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg
شكراً لزيارة موقعنا وقراءة مقالة “تريز الطفل يسوع: إبقَ فيَّ يا ربّ كما في بيت القربان”. ندعوك لمشاركتها مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وأن تلتقي به دائماً في سرّ الحبّ، سرّ القربان الأقدس.